الجمعة، 16 أغسطس 2013

البقاء لله فقد مات الجيش المصرى فى قلوبنا .. ولا عزاء للمصريين - فيديو



خواطر على هامش المذبحة
 ليس هذا هو الوطن الذي وُلدت وترعرعت وكبرت فيه
 انا في غاية الألم والخجل والندم..!!
 البلتاجى يبكى على مقتل ابنته فى رابعة العدوية
.. استشهاد ابنة الشاطر وزوجها ..
.. كسر حظر التجوال في السويس ..
.. جنازة جماعية لشهداء مذبحة العسكرى الدموي أمس ..
.. ارتقي بها حتى الان 25 شهيد..
 . طوفان الغضب‏ قادم لا محــــالة.


أسير في شوارع المدينة... ورائحة الدخان تزكم أنفي ولونه يحجب الرؤية أو يكاد دخان السيارات.. دخان الإطارات المشتعلة... ودخان الجثث المتفحمة، آثار المعركة من الأمس الدامية يظهر في كل مكان بقايا الدماء تغرق الأرصفة وأشلاء الموتى برغم جهود عمال النظافة ما زالت ظاهرة. أحدق ببصري في الشارع الرئيسي الممتد فأرى أمامي طوابير الناس تسير في طريقها إلى أشغالها كطوابير المعتقلين لقد كانت المدينة خاوية منذ دقائق بسبب حظر التجوال الذي فرضته القوات.

البلتاجى يبكى 
على مقتل ابنته فى رابعة العدوية



 
الجيش والشرطة يستخدمان القنابل الحارقة
 لحرق معتصمي رابعة


مداخلة الشيخ محمد حسين يعقوب
 على قناة الجزيرة . 
 الله أكبر الله أكبر ... كله ينزل للميادين



رؤوس الناس منكسرة أمامي وفي الأفق سيارات الجند بألوانها الصفراء الكئيبة تستريح من عناء المعركة وفي نهاية الطريق أستطيع أن أرى بوضوح من تبقى من المعتقلين ممن لم تحملهم سيارات الجند لمصيرهم المجهول بعد يجلسون مكبلين.. ولكن من المكبل حقًا؟ أقف لأنتظر الحافلة..أجول بوجهي في أبنية المدينة آثار طلقات الجند في كل مكان في مبنى سكني من ثلاثة طوابق أرى آثار الثقوب واضحة كنوافذ غير مرئية على ليل بهيم أو كثقوب في بدن المبنى تقيح ما احتبسه من ظلمة الليلة الماضية.. المسجد المجاور محترق وعليه آثار دماء بشكل ما يرسم بدهانه الأبيض وآثار الدمار لوحة سريالية لعلم البلاد دم المصابين والقتلى ممن كانوا يحتمون به يغرقه بلون أحمر قانٍ... ودهان الأبيض يتوسط ذلك بينما تعلوه آثار الحريق... مساجدنا أكثر حبًا للوطن منّا ترسم بقتلانا وإجرامنا لوحة في حب الأوطان. 
انظر إلى الطريق المتهدم فأرى آثار فوارغ الطلقات... والصبية يجمعونها ليلعبون... يلعبون لعبة الحرب الدامية التي أودت بذويهم.. الوطن الذي تحكمه سلطة لا تحنو على أبنائها، غريب عنّي. ليس هذا هو الوطن الذي وُلدت وترعرعت وكبرت فيه. يُخيفني ويجعلني غير مطمئن على نفسي وأولادي وأهلي. وطن غير آمن، ولا مأمون للعيش فيه، طالما تتحكّم فيه تلك العقول الدمويّة. 
لا يُمكن أن يكون هذا وطنًا تُديره سلطة تقتل أبناءها بدم أكثر برودة من الثلج. وطن تقوده سلطة تقنص أبناءها مثل العصافير على الشجر. وطن تحكمه مجموعة لا تعرف معنى الرحمة والإنسانيّة، ناهيك عن معرفة حدود وروح القانون والدستور والقوانين والمواثيق الدوليّة في فضّ الاعتصامات وفي التعامل مع المتظاهرين. وطن محكوم بعصبة تعتبر الدم الحرام ماء فتسفكه على الأرض التي ارتوت منه حتى الثمالة. وطن محكوم بمنطق القوّة المُفرطة والصدمة والترويع ضدّ مواطنين مسالمين لا يملكون إلاّ حناجر تهتف وتشكو إلى الله القتلة والمجرمين. وطن يُدار بنظام ينبذ فريقًا من أبنائه ويسير على طريق بوش، من ليس معنا فهو ضدّنا، ومن ليس في صفّنا فإن مصيره القمع والقهر والسحق. وطن ليس هو الوطن الذي أعرفه طالما هو محكوم بثنائيّة، إمّا معنا، أو ضدّنا. وطن محكوم بمنطق العجرفة السياسيّة، وانسداد الأفق، والضرب في سويداء القلب. حتى لو كان سقط 149 قتيلًا فقط كما تقول الداخلية، أو قتيل واحد فكأنهم قتلوا الناس جميعًا. يوم آخر أطول مما سبقه في توالي سقوط الجثث وقطف الرؤوس وتفجير الأمخاخ والتصويب المميت على القلوب والصدور. يوم أسود في تاريخ هذا الوطن، وفي تاريخ هذه السلطة الباطشة، وفي تاريخ كل من برّر لها جريمتها الكبرى. السلطة التي تقسو على شعبها، وتدفع لقتله، لا تعنيني. ماذا لو كان واحد من أهلي أو عزيز عليّ ضمن من سقطوا في هذا الوطن برصاص تلك السلطة؟!. الذين سقطوا طوال عامين ونصف العام من ثورة بيضاء تحوّلت إلى حمراء هم أهل وأعزّاء. شعور الحزن قاسٍ، أعجز عن تخيّله، وأعجز عن وصفه. 
لا عزاء في التوافق الاجتماعي والسلم الأهلي في وطن كهذا. لا عزاء في الوطن الواحد، والمصير الواحد، واللحمة الوطنية، وفي أيّ معنى جميل في هذا الوطن. لا شرعيّة لحاكم مع الدماء، ولا أخلاقيّة لسلطة تقتل شعبها. لا تسامح مع الدماء، ولا تفاهم على الدماء، ولو كانت قطرة واحدة. لو كان الحاكم هو أعظم العظماء على الأرض فلا اعتبار له طالما سال الدم تحت حكمه. أنا في غاية الألم، في غاية الخجل، في غاية الندم من الحلم بمستقبل أفضل في وطن حرّ ديمقراطي كنّا نظنّ أننا سنحيا فيه كرماء.




ليست هناك تعليقات: