مجموعات شبابية غاضبة
تشبعت بمنتجات آلة الدعاية السوداء حتى النخاع
معايير جديدة لوطنية جديدة (فاسدة)
تقوم على جهل بالتاريخ وتحلل من القيم واستغراق فى البذاءة والابتزاز
يا عقلاء الوطن ... وصلنا إلى نقطة اللاعودة؟
« التاريخ لن يرحم احد »
تشبعت بمنتجات آلة الدعاية السوداء حتى النخاع
معايير جديدة لوطنية جديدة (فاسدة)
تقوم على جهل بالتاريخ وتحلل من القيم واستغراق فى البذاءة والابتزاز
يا عقلاء الوطن ... وصلنا إلى نقطة اللاعودة؟
« التاريخ لن يرحم احد »
نعيش الآن زمن المسخ، حيث تنشط ماكينة جبارة فى الحفر عميقا داخل ذاكرة المصريين ووجدانهم لتثبيت معايير جديدة لوطنية جديدة (فاسدة) تقوم على جهل بالتاريخ وتحلل من القيم واستغراق فى البذاءة والابتزاز.
ومن معايير الوطنية الجديدة الفاسدة أن تكون عنصرا نشطا فى «مشتمة» مفتوحة على مدى 24 ساعة يوميا، فالوطنى النموذجى وفقا لمعايير هذه الأيام التعيسة أن يلعن القضية الفلسطينية، ويعادى مقاومتها (حماس) ويتمنى لو أن «إسرائيل» صبت جام إرهابها ووحشيتها على الفلسطينيين فى غزة.
أما الثورى النموذجى بالمعايير ذاتها فهو من يشتم رئيس الجمهورية قبل الأكل وبعده بفاحش العبارات، ويتهم كل من يؤيد الحوار بالكلمات وليس اللكمات بـ «التأخون» و«الأخونة»، ويعتبر كل المعترضين على المحرقة السياسية والأخلاقية المنصوبة قطيعا من «الخرفان».. ويحرض الجيش على الانقلاب، وإذا رفضت المؤسسة العسكرية هذه الدعوات المجنونة لإشعال الجحيم فإنها تصبح فى دائرة الاتهام، وتأخذ نصيبها من السخائم والشتائم.
ومن عجب أن هذا النزق الثورى الجديد لم يعد مقتصرا على مجموعات شبابية غاضبة تشبعت بمنتجات آلة الدعاية السوداء حتى النخاع، بل دخل حلبة الابتزاز شخصيات عامة من أكاديميين وقانونيين ومثقفين وإعلاميين كنا نظنهم كبارا، لكنهم نافسوا بقوة فى هذا المضمار حتى تناهوا فى الصغر وهبطوا إلى قاع الإسفاف فى الممارسة السياسية والخطاب الإعلامى.
إن أحدا لم يقل إن من يحكمنا رئيس نموذجى كامل الأوصاف، كما أن أحدا لا يصادر على الحق فى انتقاده والهتاف ضده، بل والسعى إلى تغييره، غير أن الخلاف، كل الخلاف، يتركز فى وسائل التغيير وفرض البديل.. فإذا قلت إن الرجل جاء من خلال عملية سياسية شهد الكل بسلامتها (باستثناء ذلك اللمبى الهارب وأصدقائه الذين يزورونه خفية)، ومن ثم كما جاء بالسياسة يذهب بالسياسة، إذا قلت ذلك فأنت خلية نائمة أو «متأخون» أو «متخرفن» حديثا. وفى هذا المناخ الهيستيرى من الطبيعى أن تبتذل المعارضة إلى الحد الذى يختزلها إلى توليفة من الشتائم والإيفيهات المكررة لدرجة الملل، والمونولوجات المضحكة حتى الأسى على بؤس السياسة فى مصر.
وطبيعى والأمر على هذا النحو المخجل أن تقرأ تعليقا على فضيحة «المقلاع» فى صحيفة ثورية (بمعايير الثورية المستحدثة) يقول فيه نصا: «نفسى إسرائيل تقوم تدك غزة بالصواريخ علشان يكونوا عبرة عاللى عملوه فى مصر بمعاونة الخرفان». هذا التعليق الكارثى أصاب مصريا يعيش فى ألمانيا هو الصديق مجدى الجوهرى بصدمة أقرب إلى الصعقة فأرسل لى يقول وأتتبع بدقة وتمعن ما يحدث من تغيرات جذرية فى الشارع وفى العقل المصرى ومن تخريفات ومراهقات سياسية ومن انهيار للقيم وبالذات فيما يعتقد البعض أنه نوع من الصراع السياسى. كل هذا كوم وأن أفاجأ (بل أصعق) اليوم بـ«مواطن» يطالب فى تعليق على مقالة فى المصرى اليوم إسرائيل بأن «تدك غزة بالصواريخ علشان يكونوا عبرة عاللى عملوه فى مصر بمعاونة الخرفان» ده كوم تانى. ويضيف: «ما يحدث اليوم فى مصر شىء مخجل للغاية ولن يؤدى إلى بناء مدرسة أو مستشفى أو محطة تكرير مياه واحدة فى مصر بل إلى المزيد من الجهل والفقر والمرض. يا عقلاء الوطن أوصلنا إلى نقطة اللاعودة؟ التاريخ لن يرحم». صديقى مجدى لا تحزن فقد أوشك مخزون القبح والإسفاف على النفاد.. ولن يصح إلا الصحيح.
ومن معايير الوطنية الجديدة الفاسدة أن تكون عنصرا نشطا فى «مشتمة» مفتوحة على مدى 24 ساعة يوميا، فالوطنى النموذجى وفقا لمعايير هذه الأيام التعيسة أن يلعن القضية الفلسطينية، ويعادى مقاومتها (حماس) ويتمنى لو أن «إسرائيل» صبت جام إرهابها ووحشيتها على الفلسطينيين فى غزة.
أما الثورى النموذجى بالمعايير ذاتها فهو من يشتم رئيس الجمهورية قبل الأكل وبعده بفاحش العبارات، ويتهم كل من يؤيد الحوار بالكلمات وليس اللكمات بـ «التأخون» و«الأخونة»، ويعتبر كل المعترضين على المحرقة السياسية والأخلاقية المنصوبة قطيعا من «الخرفان».. ويحرض الجيش على الانقلاب، وإذا رفضت المؤسسة العسكرية هذه الدعوات المجنونة لإشعال الجحيم فإنها تصبح فى دائرة الاتهام، وتأخذ نصيبها من السخائم والشتائم.
ومن عجب أن هذا النزق الثورى الجديد لم يعد مقتصرا على مجموعات شبابية غاضبة تشبعت بمنتجات آلة الدعاية السوداء حتى النخاع، بل دخل حلبة الابتزاز شخصيات عامة من أكاديميين وقانونيين ومثقفين وإعلاميين كنا نظنهم كبارا، لكنهم نافسوا بقوة فى هذا المضمار حتى تناهوا فى الصغر وهبطوا إلى قاع الإسفاف فى الممارسة السياسية والخطاب الإعلامى.
إن أحدا لم يقل إن من يحكمنا رئيس نموذجى كامل الأوصاف، كما أن أحدا لا يصادر على الحق فى انتقاده والهتاف ضده، بل والسعى إلى تغييره، غير أن الخلاف، كل الخلاف، يتركز فى وسائل التغيير وفرض البديل.. فإذا قلت إن الرجل جاء من خلال عملية سياسية شهد الكل بسلامتها (باستثناء ذلك اللمبى الهارب وأصدقائه الذين يزورونه خفية)، ومن ثم كما جاء بالسياسة يذهب بالسياسة، إذا قلت ذلك فأنت خلية نائمة أو «متأخون» أو «متخرفن» حديثا. وفى هذا المناخ الهيستيرى من الطبيعى أن تبتذل المعارضة إلى الحد الذى يختزلها إلى توليفة من الشتائم والإيفيهات المكررة لدرجة الملل، والمونولوجات المضحكة حتى الأسى على بؤس السياسة فى مصر.
وطبيعى والأمر على هذا النحو المخجل أن تقرأ تعليقا على فضيحة «المقلاع» فى صحيفة ثورية (بمعايير الثورية المستحدثة) يقول فيه نصا: «نفسى إسرائيل تقوم تدك غزة بالصواريخ علشان يكونوا عبرة عاللى عملوه فى مصر بمعاونة الخرفان». هذا التعليق الكارثى أصاب مصريا يعيش فى ألمانيا هو الصديق مجدى الجوهرى بصدمة أقرب إلى الصعقة فأرسل لى يقول وأتتبع بدقة وتمعن ما يحدث من تغيرات جذرية فى الشارع وفى العقل المصرى ومن تخريفات ومراهقات سياسية ومن انهيار للقيم وبالذات فيما يعتقد البعض أنه نوع من الصراع السياسى. كل هذا كوم وأن أفاجأ (بل أصعق) اليوم بـ«مواطن» يطالب فى تعليق على مقالة فى المصرى اليوم إسرائيل بأن «تدك غزة بالصواريخ علشان يكونوا عبرة عاللى عملوه فى مصر بمعاونة الخرفان» ده كوم تانى. ويضيف: «ما يحدث اليوم فى مصر شىء مخجل للغاية ولن يؤدى إلى بناء مدرسة أو مستشفى أو محطة تكرير مياه واحدة فى مصر بل إلى المزيد من الجهل والفقر والمرض. يا عقلاء الوطن أوصلنا إلى نقطة اللاعودة؟ التاريخ لن يرحم». صديقى مجدى لا تحزن فقد أوشك مخزون القبح والإسفاف على النفاد.. ولن يصح إلا الصحيح.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق