الخميس، 2 مايو 2013

(وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ ) والإعجاز العلمي - فيديو


بِسْمِ ٱللَّهِ ٱلرَّحْمَٰنِ ٱلرَّحِيمِ 
 وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ
اكتشاف النجم الطارق والإعجاز العلمي فيه
  وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً 



 أقسم الله بنوع من أنواع النجوم 
فمــا هي حقيقة هــذه النجــــوم؟
 وهل فعلاً يوجد في الكون نجوم تطرق؟
 ونفس النجوم هي ثاقبة؟
 إنها آية كونية جميلة جداً يقول عنها العلماء 
إنها من أجمل الظواهر الكونية في الفضاء الخارجي.
 وقد أقسم الله بها، يقول تبارك وتعالى:
 (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ *
 النَّجْمُ الثَّاقِبُ * إِنْ كُلُّ نَفْسٍ لَمَّا عَلَيْهَا حَافِظٌ)
 [الطارق: 1-4]
 نحن أمام نجم وصفه الله تبارك وتعالى
 بأنه طارق وبأنه ثاقب
 (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)
 [الطارق: 3].

زغلول النجار .. الإعجاز العلمي .. والسماء والطارق
 يقول الدكتور زغلول النجار : في مقال سابق ذكرنا أن هاتين الآيتين تؤكدان علي ضرورة الاهتمام بقضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم‏ وذلك لأن التعبير القرآني(إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ) لا بد وأن يكون باللغة التي يفهمها جميع أهل الأرض. واللغة الوحيدة التي يفهمها كل الناس اليوم هي لغة العلم. والتعبير القرآني (وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ) معناه أن جميع أهل الأرض سوف يعلمون صدق ما أخبر به القرآن الكريم من أمور الغيب ومن ركائز الدين بعد فترة من الزمن علي تنزل الوحي به.
وانطلاقا من ذلك فإن هاتين الآيتين تثبتان حتمية الاهتمام بقضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم. وعلي الرغم من وضوح هذا الأمر الإلهي فإن عددا من المتغربين من أبناء المسلمين حاولوا التطاول بغير حق علي هذا المنهج, ظنا منهم أن العملية تتم بغير ضوابط علمية وشرعية صحيحة. وفي هذا المقال نكمل بقية الضوابط التي عرضناها في المقال السابق لعل أن يكون في ذلك ردا مفحما للمتطاولين علي قضية الإعجاز العلمي في القرآن الكريم, وذلك في النقاط التالية:
1- التأكيد علي أن الآخرة لها من السنن والقوانين ما يغاير سنن الدنيا مغايرة كاملة, وأنها لا تحتاج هذه السنن الدنيوية الرتيبة, فهي كما وصفها ربنا ـ سبحانه وتعالي ـ أمر فجائي منه  ب (كُن فَيَكُونُ).
2-  توظيف الحقائق العلمية القاطعة في الاستشهاد علي الإعجاز العلمي للآية, أو الآيات القرآنية الواردة في الموضوع الواحد, وذلك في جميع الآيات الكونية في كتاب الله فيما عدا قضايا الخلق والإفناء, والبعث, (بأبعادها الثلاثة المتعلقة بكل من الكون والحياة والإنسان), والتي يمكن فيها توظيف الآية أو الآيات القرآنية الكريمة للارتقاء بإحدى النظريات المطروحة إلي مقام الحقيقة, مع التأكيد علي أن الحقيقة العلمية لا تبطل مع الزمن, ولكنها قد تزداد تفصيلا وتوضيحا.
3- ضرورة التمييز بين المحقق لدلالة النص القرآني والناقل له مع مراعاة التخصص الدقيق في مراحل إثبات وجه الإعجاز العلمي في الآية القرآنية الكريمة (التحقيق العلمي) لأن هذا مجال تخصصي في أعلي مراحل التخصص, لا يجوز أن يخوض فيه كل خائض, كما لا يمكن لفرد واحد أن يغطي كل جوانب الإعجاز العلمي في أكثر من ألف آية قرآنية صريحة بالإضافة إلي آيات أخري عديدة تقترب دلالتها من الصراحة, خاصة أن هذه الآيات تغطي مساحة هائلة من العلوم المكتسبة تمتد من علم الأجنة إلي علم الفلك وما بينهما من مختلف مجالات العلوم والمعارف, ومن هنا كان من الواجب رد كل قضية إلي محققها من المتخصصين بوضوح وإثبات كاملين إلا في حالة العلماء الموسوعيين الذين من الله- تعالي- عليهم بشيء من ذلك الفضل.
4- التأكيد علي أن ما توصل إليه المحقق العلمي في فهم دلالة الآية الكريمة ليس منتهي الفهم لها; لأن القرآن الكريم لا تنتهي عجائبه ولا يخلق علي كثرة الرد.
5- اليقين بأن النص القرآني الكريم قد ينطبق علي حقيقة علمية ثابتة, ولكن ذلك لا ينفي مجازا مقصودا, كما أن الآية القرآنية الكريمة قد تأتي في مقام التشبيه أو المجاز, وتبقي صياغة الآية دقيقة دقة مطلقة من الناحية العلمية, وإن لم تكن هذه الناحية مقصودة لذاتها; لأن كلام الله الخالق هو الحق المطلق الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.


لقد فسر العلماء هذه الآية قديماً على أنّها تتحدث عن كل النجوم، فجميع النجوم لها ضوء ثاقب وإشعاع قوي، ولكن حديثاً ظهر ما يسمى بالنجوم (النيوترونية)، ما هي هذه النجوم؟ ما هي قصتها؟ في عام 1967 رصد العلماء موجات راديوية كهرطيسية من خلال بعض التلسكوبات الرادوية الموجودة لديهم، لقد التقطت إشعاعات لنجوم مجهولة، في البداية ظن العلماء أن هذه الترددات الراديوية ما هي إلا رسائل من كائنات مجهولة أو أنها شيء مجهول، ولكن بعد ذلك بقليل تبين أنها عبارة عن نجوم تبث هذه الأمواج الراديوية بصورة دقيقة ومنتظمة. وبعدما قام العلماء بدراسة هذه النجوم دراسة دقيقة على مدى أكثر من ثلاثين عاماً وجدوا بأن هذه النجوم أكبر من الشمس بعدة أضعاف. وتتشكل نتيجة انفجار النجوم، فعندما ينفجر هذا النجم ويتهاوى على نفسه فإن مادته تتحول إلى نيوترونات. ويقول علماء وكالة ناسا: إن هذه النجوم ثقيلة جداً حتى إننا لو أخذنا كمية بحجم "مكعب سكر" سوف يزن 100 مليون طن، أي وزن جبل [6]، كذلك فإن جاذبية هذه النجوم وبسبب كتلتها الهائلة أكبر 200 بليون مرة من جاذبية الأرض [7]!! ما هو الطارق؟ يبدأ هذا النجم بالدوران حول نفسه بشكل هائل، فيدور مئات الدورات في الثانية مما يولد حوله مجالاً كهرطيسياً قوياً جداً، هذا المجال يولد أيضاً صوتاً يشبه صوت المطرقة، لذلك فإن العلماء وجدوا أن أفضل تسمية لهذه النجوم هي المطارق العملاقة، حتى إنهم يطلقون عليها في أبحاثهم هذا الاسم. قال تعالى في بداية سورة الطارق (وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ * النَّجْمُ الثَّاقِبُ)) الطارق: 1-3( لقد ظل الإعجاز العلمي في الآيات المتعلقة بالنجوم والأجرام السماوية من أكثر صور الإعجاز في القرآن إثارة لعقول الباحثين وذلك لارتباطها بأكثر الظواهر الكونية روعة وتعقيدا في نفس الوقت وأيضا للوتيرة المتسارعة التي تتقدم بها علوم الفلك مما يضيف دائما الكثير إلى معاني هذه الآيات ويزيد الدلالة العلمية فيها وضوحا. ونحن سنتعرض في هذا البحث بإذن الله إلى ثلاث نقاط أساسية وهي:
 ●● النجم الثاقب وصف قرآني دقيق للظاهرة الأعنف في السماء ألا وهي الثقوب السوداء. · صوت الطرقات الكونية التي تسببها الثقوب السوداء تم تسجيلها بواسطة تليسكوب هابل الفضائي على هيئة موجات صوتية حقيقية.
 ●● هناك علاقة جوهرية بين كل مانراه في السماء من نجوم ومجرات وبين الثقوب السوداء، ولذلك كان القسم بالنجم الثاقب بالفعل قسم عظيم ولذلك قرنه الله بالسماء على عظم شأنها. لقد تم تناول الدلالة العلمية في هذه الآيات وتتلخص في أنها تشير إلى أنواع من النجوم هي النجوم النيترونية التي تعرف باسم النوابض (Pulsars) والتي تصدر نبضات من الموجات الكهرومغناطيسية في مجال الموجات الراديوية والتي يتم تسجيلها بواسطة التليسكوبات الراديوية مما يعطينا صوتا كالطرق. ومن أهم مصادر الموجات الراديوية الكونية أيضا مايعرف باسم الكوازارات أو أشباه النجوم الراديوية (QUASi-stellAR radio source).(1) ومن الجدير بالذكر أن سبب حدوث الكوازار مرتبط بظاهرة اعنف ألا وهي الثقوب السوداء الهائلة. ولقد أشار الدكتور زغلول النجار إلى أن النجوم النيترونية والكوازارات من أهم مصادر الطرقات الكونية في السماء. والنجوم النيترونية والثقوب السوداء يتمتعان بكثير من الخصائص المشتركة التي تؤهلهما لانطباق الدلالة العلمية في الآيات عليهما وهذا يوضح مدى الإعجاز في الآيات لشمول الدلالة العلمية فيها لهاتين الظاهرتين العظيمتين في السماء، وحيث أنه قد تم دراسة العلاقة بين خصائص النجوم النيترونية والآيات في مقالات سابقة، فسنعرض بإذن الله في هذا البحث لدلالة الآيات على الثقوب السوداء..

 


●▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬ஜ۩۞۩ஜ▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬▬●



ليست هناك تعليقات: