الثلاثاء، 5 مارس 2013

إنزل يا مرسي للشعب الغلبان الفقير،‮قيمة الانسان المصري لا تزال في الحضيض


الحـــــــــوار مــع الغـــــــــلابة



إنزل يامرسي للشعب الغلبان الفقير،‮ ‬فهؤلاء الاولي والأجدي ان تجري معهم الحوار الوطني لتدرك آمالهم وآلامهم،‮ ‬وليست الصفوة والنخبة المرفهه التي يأتي بعض اعضائها بسيارات جاجوار وشبح،‮ ‬وينفثون في وجوه الحاضرين دخان سيجار كوبي،‮ ‬فاخر يكفي ثمن الواحد منه ان يطعم أسرة مصرية لأسبوع كامل‮. قلناها من قبل ونقولها ربما للمرة المائة‮: ‬الناس في حاجة لمن يطعمها لا من يعظها،‮ ‬ومن يعلم أبناءها‮ ‬،لا من يتفلسف وينظر ويقعر في الفضائيات عن الليبرالية والديمقراطية والثيوقراطية‮.‬ ولو نزلت جبهة الانقاذ لجموع‮ ‬المصريين‮ ‬الذين لا تتواصل معهم لأنهم ببساطة لا يشاهدون الفضائيات،‮ ‬لكان خيرا للجبهة وأبقي‮ ..‬هؤلاء هم سكان القري والكفور والنجوع والعشوائيات الحقيقية في أقاصي الصعيد،‮ ‬الذين قرصهم الجوع وطحنتهم البطالة ووقف الحال،‮ ‬وعندهم تأمين الثلاث وجبات يوميا أو حتي وجبتين او مجرد العشا‮ ‬،‮ ‬أهم من تحقيق التوافق المزعوم بين القوي السياسية المتناحرة،‮ ‬وأجدي من الحوار الوطني،‮ ‬فالتوافق الذي يتطلعون اليه هو تدبير أساسيات الحياة لاي بني ادم‮"‬4‮ ‬حيطان وهدمة ولقمة عيش‮"‬،‮ ‬صحيح ان"مفيش حد بينام من‮ ‬غير عشا‮" ‬في مصر،‮ ‬لكن الوصول الي هذا العشاء اصبح الان يتحقق للكثيرين بإراقة ماء الوجه وسؤال الناس إلحافا‮.‬ لقد جاء علي المصري حين من الدهر أصبح فيه ينتظر عند محلات العصير ليحصل علي قشر البرتقال،‮ ‬ليزيده عصرا فيحصل علي الزيت الناتج عن‮ ‬القشر ليضعه علي الفول بديلا للزيت‮ ‬غالي الثمن‮.‬ واذا كنا نستدعي النموذج التركي في الاقتصاد،‮ ‬فعلي الرئيس‮ ‬مرسي ان يستدعيه في تفقد‮ ‬الرعية وخاصة فقراءهم،‮ ‬فقد عرف عن رئيس الوزراء التركي أردوغان،‮ ‬انه كان يقوم،‮ ‬وبالذات خلال شهر رمضان،‮ ‬بزيارات لأكواخ الفقراء في الريف،‮ ‬فيطرق باب احدهم‮ ‬قبيل أذان المغرب،‮ ‬ويسأل اصحاب الكوخ اذا كان يمكنهم ان يقبلوه ضيفا علي الافطار ليتناول معهم أكلهم البسيط‮ ‬،‮ ‬ويجري ذلك دون اصطحاب اي كاميرات او صحفيين،‮ ‬كما تجري الزيارة المفاجئة‮ »‬بحق وحقيقي‮« ‬دون حراسة وفي السر لا يعلمها أحد،‮ ‬ويتم النشر عنها في اليوم التالي في خبر بسيط بالصحف،‮ ‬حتي يحفز اردوغان اثرياء تركيا علي ان يقتدوا به ويتطوعوا بالتبرع لمشروعات الخير التي تعود بالفائدة علي الفقراء‮. ‬ولا أريد ان يتم ذلك علي طريقة‮ »‬الخص‮« ‬الذي تناول فيه الرئيس المخلوع الشاي مع فلاح تبين بعدها انه صول بالشرطة‮.
‬وكان‮ "‬الخص‮" ‬واللقاء وكل شيء من ترتيبات مباحث أمن الدولة‮.‬ اذا نزل الرئيس مرسي اليوم الي الغلابة،‮ ‬وقد كان قبل‮ ‬30‮  -‬يونيو الماضي قريبا منهم،‮ ‬فسيعرف المعني الحقيقي‮ ‬للتوافق الذي تتطلع اليه الكتلة الكبري للشعب المصري،‮ ‬هو شيء آخر‮ ‬غير سفسطة الصفوة والنخبة والنكبة حول الرقابة الدولية علي الانتخابات والعتبة الانتخابية والقايمة والنايمة والفردي والجماعي،‮ ‬فهذه الكتلة لا يهمها إلا ضمان لقمة العيش والعودة إلي العمل بعد طول بطالة،‮ ‬يريدون ضمانا ألا يهان اولادهم ويتم طردهم من فصول الدراسة لانهم لم يسددوا المصاريف‮ ‬،‮ ‬يريدون ضمانات بأن يتم تشغيل ابنائهم الذين انهوا دراساتهم ويجلسون‮" ‬كالولايا‮" ‬دون عمل،‮ ‬يريدون ضمانات بأن رب الاسرة حين يسقط فريسة لفيروس الالتهاب الكبدي الوبائي او الفشل الكلوي او السرطان وما أكثره في مصر‮ ‬،‮ ‬يمكن ان يجد سريرا للعلاج ولا يلقي به خارج‮ ‬المستشفي‮.
 ‬كتبت قبل ذلك ان اليوم الذي ينتظر فيه طبيب الطواريء والمسعفون المريض علي باب المستشفي‮- ‬وليس‮ ‬المحاسب وأمين الخزينة‮- ‬حين يأتي هذا اليوم،‮ ‬عندها يمكن ان نقول ان ثورة يناير قد حققت اهدافها،‮ ‬فقد اندلعت الثورة اساسا لإعلاء قيمة الانسان الذي كان ينظر اليه نظام المخلوع علي انه ليس سوي زائدة دودية يجب استئصالها،‮ ‬بل كثيرا ما تمني‮ ‬ان يأتي زلزال او كارثة طبيعية لتزيح جزءا من هذا الشعب من علي وجه الارض‮ ‬،‮ ‬فنظام مبارك كان يري انه شعب لحوح‮ ‬،‮ ‬كثير الطلبات‮ - ‬عيش،‮ ‬حرية،‮ ‬كرامة انسانية،‮ ‬عدالة اجتماعية‮ - ‬لانه يريد فقط ان يعيش مرفوع الرأس،‮ ‬لهذه الاسباب قامت الثورة‮ ‬،‮ ‬إلا ان قيمة الانسان المصري لا تزال في الحضيض.
** إنزل يا دكتور مرسي للشعب الغلبان الفقير،‮ ‬فهؤلاء الاولي والأجدي ان تجري معهم الحوار الوطني لتدرك آمالهم وآلامهم،‮ ‬وليست الصفوة والنخبة المرفهه التي يأتي بعض اعضائها بسيارات جاجوار وشبح،‮ ‬وينفثون في وجوه الحاضرين دخان سيجار كوبي،‮ ‬فاخر يكفي ثمن الواحد منه ان يطعم أسرة مصرية لأسبوع كامل‮. ‬ثم يزايدون بعدها علي آلام هذا الشعب دون ان يقدموا له شيئا‮ ‬،‮ ‬وإذا كانت هذه النخبة‮ ‬تنتقد الاخوان لأنهم لا يساعدون الناس لوجه الله بل لكسب اصواتهم،‮ ‬فلماذا لا تفعلون انتم مثلهم‮ ‬،وتتركون النوايا لله‮ ‬،‮ ‬وبالتالي يتحقق التنافس في الخير لصالح هذا الشعب‮ ‬،‮ ‬وبدلا من شراء الاصوات،‮ ‬يمكنكم اقامة المشروعات الصغيرة لتشغيل العاطلين‮ ‬،‮ ‬عندها سيتحول الناخبون عن الاخوان اليكم؟
الا انكم لا تفعلون اكثر من المزايدة امام الميكروفونات‮ ‬،‮ ‬ولو رأي الشعب سياراتكم الفاخرة وثيابكم الحريرية التي تحضرون بها الي الفضائيات سيعطيكم ظهره‮. ‬اتذكر دوما شطرة بيت‮ ‬الشاعر بابلو نيرودا‮:" ‬اطفال بلادي لا يجدون اللبن،‮ ‬وأقراش المحيط تشرب القهوة‮" ‬ونقول لتلك النخبة‮ : ‬ابناء بلادي لا يجدون اللقمة‮ ‬،‮ ‬وأقراش النخبة تشرب السيجار‮.
‬ كنيسة وطنية مخلصة أتمني أن أشد علي يد كهنة ورهبان وشمامسة وخدام مطرانية الاقباط الارثوذكس بالفيوم،‮ ‬ففي الوقت الذي تتصيد فيه فضائيات اشعال الحرائق اي حادثة بسيطة لتشعل بها فتنة طائفية،‮ ‬اذا بمطرانية الفيوم تنشر اعلانا مدفوعا في احدي الجرائد اليومية تعبر فيه عن استيائها مما‮ ‬اذاعته احدي الفضائيات"القبطية‮" ‬بخصوص كنيسة مار جرجس بسرسنا - طامية‮ - ‬الفيوم،‮ ‬وما احتواه العرض ‮- ‬وانا انقل هنا عن الاعلان المنشور‮- ‬من معلومات تبتعد عن الدقة والحقيقة لان ما حدث لا يتعدي خلافاً‮ ‬بين الكنيسة والجار الملاصق لها‮ ‬نتج عنه حرق بجزء بسيط‮ ‬مجاور للحجرة وسرعان ما تم احتواء الاحداث في جو من المحبة بين المسلمين والمسيحيين بالقرية‮. ‬ويمضي الاعلان المدفوع من الكنيسة التي لم تستنكف ان توجه فيه صيحات الاستياء الي قناة‮ ‬قبطية،‮ ‬ليؤكد‮:" ‬كما ان الصلوات والخدمات مستمرة بالكنيسة دون توقف وقد عم الهدوء والسلام بين الجميع ولا خسائر في الارواح ولا مصابين ولا تلفيات تذكر بالكنيسة‮" ‬وأهابت المطرانية بهذه القناة والمذيع‮ »‬تحري الدقة عند عرض مثل هذه الاحداث حرصا علي سلامة بلدنا الحبيب مصر‮«. ‬وهكذا في الوقت الذي يخرج فيه الوسواس الخناس بفضائيات الفتنة لإشعال نيران الحرائق الطائفية،‮ ‬تخرج علينا كنيسة مصرية لتقدم‮ ‬درسا في الإخلاص للوطن وتكذب هذه الفضائية التي حاولت استغلال حادث بسيط‮ ‬لإفساد العيش المشترك‮ ‬بين المسلمين والاقباط في احرج اللحظات التي يمر بها الوطن‮. ‬اقتدوا بكنيسة‮ ‬الفيوم يرحمكم الله‮.







؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛







ليست هناك تعليقات: