النخبة العلمانية فى مصر
لا تؤمن إيمانـــاً حقيقيـــاً بالديموقراطية
الخــــوف الحقيقى للنخبـــة المصـــــرية
الخــــوف الحقيقى للنخبـــة المصـــــرية
النخبة العلمانية فى مصر، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لا تؤمن إيماناً حقيقياً بالديمقراطية ولا تريد أن تحترم أدواتها وآلياتها، إنها تريد أن يكون لها "فيتو" على أى قرار لأى سلطة فى مصر، يتيح لها وقف أى قرار وإلغاء أى نص دستورى ومنع أى إجراء لا يوافقون عليه حتى لو وافق عليه تسعون فى المائة من الشعب المصرى ..
حداثة العهد بالديمقراطية تسببت فى مشكلات كثيرة للنخبة المصرية هذه الأيام، سواء فى القدرة على التسليم بنتائجها المخالفة لاختيارهم السياسى أو تصور طبيعة الحراك السياسى وتجاذباته فى أى مجتمع، لدرجة أن كل خلاف سياسى كبير الآن فهو ـ فى تصورهم وتصويرهم ـ انقسام فى المجتمع وشرخ فى الوطن وكل رفض لقرار أو قانون يستلزم ثورة جديدة، والحديث المنتشر الآن بشكل هستيرى فى إعلام الفلول أن قرارات الرئيس محمد مرسى الأخيرة قسمت مصر وشقت الأمة، وهو كلام يمكن أن يسرى على أى دولة أخرى فى العالم، فلا يوجد أى قرار مهم سواء كان سياسياً أو اقتصادياً إلا وتجد المجتمع منقسمًا على نفسه تجاهه، بل إن أى انتخابات فى الدنيا كلها تقسم البلد قسمين، مع وضد، ومن أجل ذلك وضعت الديمقراطية آلية "الصندوق" لحسم أى خلاف يزيد عن حجمه أو يتصل بأسس الدولة أو يتصل بتشريع، لأنه لا يوجد أى معيار آخر لكى ترجح رأياً على رأى بشكل سلمى سوى هذا المعيار، وبالتالى فأن ينتج عن قرارات الرئيس محمد مرسى الأخيرة قبولاً واسعاً من ملايين الشعب المصرى كما رأينا وفى مقابل ذلك رفضاً واسعاً بمئات الآلاف أو بالملايين، فهذا شيء طبيعى، وهو دليل على عافية ديمقراطية وليس مؤشراً سلبياً أبداً، بل إن هذا النزال المليونى يصب فى صالح الرئيس نفسه، لأنه فى النهاية هو الذى يرعى هذا النزال ويحميه ويوظف أجهزة الدولة فى حمايته ووضعه فى إطاره السلمى، والديكتاتوريات لا تفعل ذلك.
المشكلة الأساسية كما رصدها الإعلام الغربى أن النخبة العلمانية فى مصر، من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار لا تؤمن إيماناً حقيقياً بالديمقراطية ولا تريد أن تحترم أدواتها وآلياتها، إنها تريد أن يكون لها "فيتو" على أى قرار لأى سلطة فى مصر، يتيح لها وقف أى قرار وإلغاء أى نص دستورى ومنع أى إجراء لا يوافقون عليه حتى لو وافق عليه تسعون فى المائة من الشعب المصرى، كما يتحدثون دائماً بلغة "الكوتة" فى أى مؤسسة منتخبة، وليس أدل على ذلك من حالة الفزع الرهيب الذى انتابهم عندما قرر الرئيس مرسى العودة إلى الشعب وتفويض الشعب لكى يقول رأيه وقراره فى الدستور الجديد عبر استفتاء عام، أصيبوا بالهذيان والرعب الشديد، هم لا يخافون من مرسى طبعاً، ولكن يخافون من الشعب المصرى، ويطالبون علناً وبكل تبجح بإبعاد الشعب عن الموضوع، نحن ـ النخبة ـ قررنا أن هذا الدستور باطل، فلماذا تذهب إلى الشعب؟!!.
ولو كانت هذه النخبة التى تتاجر يومياً الآن باسم الشعب وتختلق عبارات تضع عليها ختم "الشعب يريد"، لو كانت تثق فى أن غالبية الشعب معها فعلاً لكانت أكثر سعادة بالعودة إلى الشعب والاحتكام إلى الشعب من الرئيس نفسه، ولقالت ساعتها: جاء الفرج، عندما يعود القرار للشعب، ولكن لأنهم يدركون أنهم أقلية سياسية وأن الشعب يدير لهم ظهره لتعاليهم عليه وعجرفتهم وعملهم وفق حسابات نخبوية وليست شعبية، وأنهم لا يعبرون تعبيراً حقيقياً وأمينًا عن تطلعات الشعب المصرى وأشواقه، فهم يخافون اللجوء إلى الشعب، يخافون كلمة الشعب، يخافون اختيار الشعب، يخافون قرار الشعب المصري.
جمال سلطان
ولو كانت هذه النخبة التى تتاجر يومياً الآن باسم الشعب وتختلق عبارات تضع عليها ختم "الشعب يريد"، لو كانت تثق فى أن غالبية الشعب معها فعلاً لكانت أكثر سعادة بالعودة إلى الشعب والاحتكام إلى الشعب من الرئيس نفسه، ولقالت ساعتها: جاء الفرج، عندما يعود القرار للشعب، ولكن لأنهم يدركون أنهم أقلية سياسية وأن الشعب يدير لهم ظهره لتعاليهم عليه وعجرفتهم وعملهم وفق حسابات نخبوية وليست شعبية، وأنهم لا يعبرون تعبيراً حقيقياً وأمينًا عن تطلعات الشعب المصرى وأشواقه، فهم يخافون اللجوء إلى الشعب، يخافون كلمة الشعب، يخافون اختيار الشعب، يخافون قرار الشعب المصري.
جمال سلطان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق