الأحد، 21 أكتوبر 2012

بجاتو : أتحدى أي شخص أن يثبت تزوير الانتخابات لصالح مرسى فيديو


بجاتو يكشف أسرار علاقاته بأعضاء العسكرى.. 
 وسبب استدعائه خبراء الحرب الكيماوية للجنة الرئاسة فجرا 
 الأصوات التي تم استبعادها من المرشح الدكتور محمد مرسي، الرئيس الحالي، أكثر بكثير من الأصوات التي استبعدت من المرشح أحمد شفيق


المستشار حاتم بجاتو، نائب رئيس المحكمة الدستورية العليا، أمين عام اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة السابقة، كان شاهدا مهما على كل تفصيلة تخص انتخابات الرئاسة الماضية، التي فاز فيها الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية. بجاتو عاش بشكل كامل داخل قصر الأندلس في مصر الجديدة، حيث مقر لجنة انتخابات الرئاسة، من 10 مارس إلى 24 يونيو الماضي، كان عمله وطعامه وشرابه ونومه داخل القصر، ومن ثم لا يزال في جعبته الكثير من الأسرار عن وقائع شهد عليها داخل اللجنة العليا للانتخابات ولم تكشف بعد.. وقد يكون في كشفها ما يفسر جزءا من المشهد الذي تعيشه البلاد حاليا. ومن ثم يكون للحوار معه أهمية خاصة، حينما يتركز في جزء كبير منه على كواليس هذه الفترة، ومن أهم ما قاله في حواره مع "بوابة الأهرام" إن اللجنة لم تفكر في اللجوء لأي خيار آخر سوى إعلان فوز الرئيس محمد مرسي، وفقا للأرقام التي أكدت تفوقه، وإن كل ما تردد عن أن اللجنة كانت تدرس الإعادة في بعض اللجان التي طعن عليها الفريق أحمد شفيق لتغيير النتيجة غير صحيح مطلقا، وإلى تفاصيل الحور: 
 ■ ما هي الوقائع التي كنت شاهدا عليها خلال عملك بلجنة انتخابات الرئاسة في الانتخابات الماضية ولم تكشف عنها حتى الآن؟ 
 - لا أستطيع أن أحدد لك وقائع معينة، لأن الوقائع جميعها عبارة عن نوعين، إما وقائع علنية وكان من حق الجميع أن يعرفها، وهذا كنت أعلنه في وقتها، حيث كنت أصدر بها بيانا يوميا للصحفيين والإعلاميين، ونحن أكثر لجنة انتخابية في تاريخ مصر تواصلت بشكل جيد ويومي مع الصحافة الإعلام. أما النوع الثاني من الوقائع فهي تتعلق بالمداولات التي أجراها قضاة اللجنة خلال العملية الانتخابية، والأمور التي تتعلق بالمداولات هي أمور سرية لا يجب أن يعرفها أحد. 
لكنني أريد توضيح أمرين في منتهى الأهمية، 
 الأول: أن هناك بعض الأقوال التي تنسب لبعض من عمل باللجنة العليا لانتخابات الرئاسة وهي مكذوبة تماما، فالحديث عن أنه كان هناك صراع أو خلاف بين أعضاء اللجنة حول النتيجة النهائية وإعلان من الفائز، هو حديث مكذوب تماما، فقرارات اللجنة جميعها 
-إلا فيما ندر- كانت بالإجماع. 
الأمر الثاني: أن هناك حسابات مزيفة باسمي على موقعي " تويتر وفيسبوك" وتصدر تصريحات منسوبة لي، وأنا أصلا لا أعرف كيفية التعامل مع "تويتر" رغم علاقتي القوية بالكمبيوتر، ومن ثم فجميع الصفحات المنسوبة لي على "تويتر" مزيفة وأنا في سبيلي لمقاضاة من ينتحل شخصيتي على هذه الصفحات، وحتى صفحتي الحقيقة على "فيسبوك" فأنا لم أفتحها منذ قرابة عام ولم أكتب عليها شيئا، ومن ثم فقد نسب إلي عبر أحد المواقع الإخبارية- نقلا عن تللك الصفحات المزيفة- أنني صرحت بأن هناك ضغوط قد حدثت من قبل المجلس العسكري على المستشار عبد المعز إبراهيم، عضو اللجنة، لتغيير نتيجة الانتخابات، وأن الفريق أحمد شفيق كان هو الفائز، وأنني البطل الذي تصديت لذلك، وأنه تم استدعائي للمخابرات العامة ومقابلة اللواء مراد موافي، مدير المخابرات وقتها، وتقابلت مع بعض أعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة، والحقيقة أن كل هذا الكلام مكذوب تماما. 
فلم يحدث أي شيء من هذا أبدا، فأنا علاقتي جيدة جدا بجميع أعضاء المجلس العسكري السابق، ولم يحدث أن طلبوا من اللجنة تغيير أي شيء ونحن لا نقبل هذا، وأنا لا يشرفني أن يقال عني كذلك أنني رفضت أن أشترك في المؤامرة، لأن مجرد سكوتي عليها يجعلني ضالعا فيها، فكل هذه الاتهامات كاذبة تماما وأنا في طريقي لمقاضاة من يروجها. 
 وأتحدى أي شخص في مصر أو خارجها أن يثبت أن نتيجة الانتخابات قد تم تزويرها، فقد هالني ما نشر على "بوابة الأهرام" في اليوم التالي للنتيجة على لسان روبرت فيسك، أشهر المحررين الاستقصائيين، من أن نتيجة الانتخابات تم تزويرها وأن شفيق كان الفائز، وهالني أيضا ما صرح به الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون، من أنه رصد فوز الفريق شفيق وأن النتيجة تم تزويرها. أنا كنت في الولايات المتحدة الأمريكية في هذا الوقت في رحلة علاجية، ولم استطع الرد وقتها، ولكني أتساءل:
هل نسي كل هؤلاء ان هناك تعديلا قد تم إدخاله على قانون انتخابات الرئاسة وأعطى كل مرشح أو مندوبه الحق في الحصول على نتائج الفرز في اللجان الفرعية؟.. 
فالمسألة في غاية البساطة، من يقول إن فلان هو الفائز عليه أن يأتي بمحاضر الفرز الخاصة باللجان الفرعية التي تؤكد كلامه، فاللجنة استبعدت العديد من الأصوات الخاصة بالمرشحين شفيق ومرسي، لأن اللجنة رأت في تلك الأصوات عوار قانوني، وللعلم فإن الأصوات التي تم استبعادها من المرشح الدكتور محمد مرسي، الرئيس الحالي، أكثر بكثير من الأصوات التي استبعدت من المرشح أحمد شفيق. 
الفريق أحمد شفيق نفسه لم يقل أنه كان فائزا وأنه تم تزوير النتيجة، بل هو قبل النتيجة بصدر رحب وبروح وطنية، وما استطيع تأكيده الآن أن النتيجة النهائية للانتخابات الرئاسية كانت الانعكاس الصادق لتصويت المصريين.


طالما أن كل شيء كان واضحا بهذا الشكل بموجب نتائج اللجان الفرعية كما تقول، فلماذا تأخرت اللجنة العليا إذن في إعلان النتيجة النهائية، مما جعل البعض يعتقد أن وراء التأخير شيء ما ورغبة في تغيير النتاائج؟
 - التأخير كان لسببين، هو أنه كان علينا إعادة إحصاء وتدقيق 460 لجنة فرعية على مستوى الجمهورية، كان مطعونا عليها من المرشحين، ومن ثم كان يجب استحضار أوراق تلك اللجان لمراجعتها. والثاني أن هناك طعونا مهمة كان يجب فحصها، أحدها كان خاصا بمنع المسيحيين من التصويت في إحدى قرى محافظة المنيا، والثاني خاص بتسويد البطاقات في المطابع الأميرية لصالح أحد المرشحين، وأعتقد تأخير النتيجة لـ 3 أيام لفحص 460 لجنة بالإضافة لهذين الموضوعين المهمين وقت ليس بكبير. وأريد تذكيرك بأن نتائج انتخابات الرئاسة الأمريكية سنة 2000 تأجلت 38 يوما بسبب 370 صوتا في ولاية ميامي بين بوش وآل جور، ولولا تلك الأصوات التي أعيد حسابها لما نجح بوش، فالصوت الواحد يفرق في النتيجة النهائية. 
 ■ في قصة منع المسيحيين بقرية دير أبو حنس بالمنيا من التصويت في جولة الإعادة.. اللجنة قالت إنها قارنت نسبة التصويت في القرية بالجولة الأولى ووجدتها متقاربة مع الجولة الثانية.. ألم تفكر اللجنة في أن المنع قد يكون في الجولتين وأن الطعن تقدم في الجولة الثانية فقط؟. 
 - نحن وجدنا نسبة التصويت بتلك القرية في الجولة الثانية تزيد عنها في الجولة الأولى، بالإضافة إلى أننا لم نكتف بالمقارنة بين نسبة التصويت في القرية بالجولتين، بل قمنا بمقارنة نسبة التصويت بالقرية بباقي نسب التصويت في المركز التابعة له ووجدناها متقاربة، ومن ثم فلا يوجد ما يدل على أن هناك منع من التصويت في تلك القرية، والأصل في الإجراءات صحتها ما دام لم يثبت عوارها، ونحن لم نثبت هذا المنع ولم يتم تقديم دليل مادي على حدوثه. 
 ■ هل اللجنة اكتفت بتلك المقارنات أم طلبت تقارير أمنية؟ 
 - اللجنة طلبت تقارير أمنية من عدة جهات، لكن لم يصلنا رد إلا من مصلحة الأمن العام، وأكدت أنها لم ترصد أي حالة منع ولم يتم التقدم ببلاغات في هذا الشأن، كما أن كشوف اللجان يثبت منها وجود تصويت، ومن ثم تطابق هذا الكلام مع ما رصدته مقارنات اللجنة. 
 ■ قصة المطابع الأميرية والبطاقات التي تم تسويدها بها.. لماذا اختفى أي كلام عن نتائج التحقيقات بها الآن، رغم أنها قصة شغلت الرأي العام وقت انتخابات الإعادة؟ 
 - هذا حديث ذو شجون، فكل ما أستطيع أن أقوله لك أنه حتى الآن لم يحرك أحد ساكنا في هذه القضية، لا التحريات موجودة ولا التحقيقات موجودة، وأنا كلجنة انتخابات رئاسية ليس أمامي إلا الاعتماد على الجهات التنفيذية، فأنا في لجنة الانتخابات الرئاسية لا أستطيع أن أقول إن أحد الأمور صحيح أو غير صحيح إلا اعتمادا على الجهات التنفيذية، فعلى سبيل المثال الدعاية الانتخابية الموجودة بالشوارع تقوم برصدها المحليات وتبلغني بها، وإذا لم ترصدها المحليات فأنا لا أستطيع أن أراها، ولن أستطيع التخمين، فكي أقول إن فلانا خالف القانون في الدعاية الانتخابية لابد أن يكون عندي دليل قاطع. وقصة المطابع الأميرية قيل عنها كلام كثير، وحينما طلبنا التحريات قالت إنها لم تتوصل إلى شيء، والنيابة لم ترسل إلينا ما توصلت إليه التحقيقات، فهل كنت تريد من لجنة الانتخابات الرئاسية التظلم على نتيجة انتخاب رئيس الجمهورية، في حين أنه لا أحد يتحرك ويثبت شيء؟.. فجهات التحقيق المتمثلة في النيابة العام هي المسئولة عن تلك القضية الآن. 
 ■ أنت تساءلت مستنكرا: "هل كنت تريد من لجنة الانتخابات الرئاسية التظلم على نتجية انتخاب رئيس الجمهورية دون أن يتحرك أحد؟".. هل نفهم من ذلك أنه لو تم حسم القضية الآن وثبتت الاتهامات على أحد المرشحين وأنه تورط في تسويد البطاقات أنه يمكن أن يؤثر على منصب رئيس الجمهورية الحالي؟ 
 - لا أحب الافتراضات، فلكل مقام مقال، وحينما يتم حسم تلك القضية وتثبت الاتهامات فعلا فإن لجنة الانتخابات الرئاسية أو المفوضية الانتخابية الموجودة وقتها هي التي ستتخذ القرار. 
 ■ قيل إن الضجة الكبيرة حول تسويد البطاقات بالمطابع الأميرية في جولة الإعادة مفتعلة من قبل اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة، وكذلك القصة الخاصة بضبط 3 أشخاص ومعهم "سي دي" عن عمليات تخريبية في حال فوزر شفيق هو أمر مصطنع من اللجنة بدفع من المجلس العسكري لتشويه صورة المرشح السابق والرئيس الحالي محمد مرسي والتأثير على التصويت له.. ما ردك؟ 
 - أولا "عيب إنه يتقال اللجنة مدفوعة من المجلس العسكري"، ثانيا ما هو المطلوب مني حينما أجد قصة المطابع الأميرية تسربت لوسائل الإعلام؟.. هل مطلوب مني أن أصمت ولا أوضح الحقيقة بشفافية للرأي العام، فالصحفي "هيشتغل هيشتغل"، ولو لم أوضح له الصورة فلا ألوم إلا نفسي حينما ينشر معلومات خاطئة طالما لم أوضح له. والقصة الثانية الخاصة بضبط الشخص الذي كان معه "سي دي" بعمليات تخريبية فالأمر تسرب للإعلام وكان لابد من المكاشفة والمصارحة مع الرأي العام، حتى لا يستقي معلومات خاطئة. 
 ■ المشكلة لم تكن في المصارحة والمكاشفة، لكن في أن اللجنة أعلنت أن التسويد لصالح مرسي، وكذلك الشخص المقبوض عليه ومعه السي دي أعلن المستشار فاروق سلطان ،رئيس اللجنة العليا، أنه من أنصار مرسي، وهذا كان له تأثير كبير على التصويت لهذا المرشح، خصوصا أن التصويت لم يكن قد انتهى وقت الإعلان عن ذلك؟ 
 - نحن لم نعلن اسم أي مرشح، "وبعدين الكلام ده كان في نهاية آخر يوم تصويت" ومن ثم لا تأثير له على الانتخابات. 
 ■ لكن المستشار فاروق سلطان أعلن عن قضية العمليات التخريبية، وقال إنهم أنصار الرئيس مرسي، وذلك في مداخلة له على إحدى القنوات الفضائية قبل قبل انتهاء عمليات التصويت بوقت كبير؟ 
 - نحن في معظم الأحيان لم نكن نعلن اسم أي مرشح يكون المقبوض عليهم تابعين له، وهذه الأمور لم يكن القصد منها مطلقا التأثير على نسب التصويت لأي من المرشحين، بل إن اللجنة دأبت على عدم الإعلان عن أسماء المرشحين في البلاغات التي كانت تقدم ضدهم وتتهمهم بالتأثير على الناخبين. 
 ■ هل تجزم مجددا بأن اللجنة لم يكن بها أي خلاف قبل إعلان النتيجة، وأنه لم يحدث انقسام بين أعضائها، وأنك كما تقول لم تواجه أي محاولة للالتفاف على النتيجة ولا تدعي البطولة؟ 
 - نعم أجزم بهذا، وكان من الأفضل لي الآن أن أدعي تلك البطولة التي لم أقم بها، وأقول إنني البطل الذي حمى الرئيس مرسي وحافظ على فوزه بالمنصب وواجه محاولة التزوير، لكن الحقيقة أن كل هذا الكلام غير صحيح وتزييف وأنا لا أدعي شيء غير صحيح، ولا يمكن أن أدعي البطولة، فجميع قرارات اللجنة كانت بالإجماع، ولم يكن هناك أي خيار آخر غير إعلان فوز مرسي، وفقا للأرقام التي كان موجودة وكل ما قيل عن أن اللجنة كانت تدرس إعادة الانتخابات في عدة لجان هو أمر غير صحيح. 
 ■ إذن بماذا تفسر السبب في تأخر مؤتمر إعلان النتيجة عن موعده لقرابة ساعة ونصف، رغم أن الصحفيين كانوا موجودين بقاعة المؤتمر قبل موعده الأساسي بوقت كبير؟ 
 - المؤتمر لم يتأخر كثيرا، فالمؤتمر كان في الثالثة من عصر يوم الأحد 24 يونيو، لكنه تأخر حتى الرابعة إلا ثلث، والسبب في أن البيان الختامي الخاص بإعلان النتيجة كان طويلا جدا ومكونا من 35 صفحة، وبدأنا في كتابته في الحادية عشرة صباح يوم إعلان النتيجة، وأخذ وقتا طويلا في كتابته فانتهينا منه في الثالثة إلا ربع، وحتى تمت طباعته وانتقلنا إلى مقر هيئة الاستعلامات وسلمنا نسخا للهيئة من أجل ترجمتها للأجانب فكانت الساعة قد وصلت الرابعة إلا ثلث، ومن ثم فلم تكن هناك "خناقة" نهائيا حول الأمر. 
 ■ من الذي كتب البيان الختامي الخاص بإعلان النتيجة النهائية؟ 
 - قال ضاحكا: "المستشار فاروق سلطان". 
 ■ لكن الجميع شعر أن هذه صياغة حاتم بجاتو؟
 - لا لا، المستشار فاروق سلطان هو الذي كتبه.



■ لهجة البيان كان بها هجوما شديدا على الطرف الفائز في الانتخابات.. هل كنتم تقصدون أن تقولوا لهم: "أنتم هاجمتونا ونحن نعلن فوزكم وهذا دليل نزاهتنا؟" 
 - لا لم يكن به هجوم على الطرف الفائز، بل كان المقصود به أن هناك كم كبير من الشائعات والتطاول، الذي حدث ضد اللجنة خلال فترة الانتخابات، وكان يتعين عدم الرد على هذا التطاول خلال العملية الانتخابية حتى لا ندخل في خصومة مع أحد، ومن ثم تم الرد عليها في هذا البيان بعد انتهاء الانتخابات حتى يعلم الرأي العام الحقيقة. الأمر الثاني أنه قيل إننا تأخرنا في إعلان النتيجة فكان لابد أن يعلم الناس ما حدث وسبب التأخير. 
 ■ وما تفسيرك لحالة الغضب الشديدة التي كانت ظاهرة على وجهك وجميع أعضاء اللجنة في هذا المؤتمر، لدرجة أنه بعد انتهاء المستشار فاروق سلطان من البيان غادرتم القاعة فورا ولم تسمحوا للصحفيين بالأسئلة؟ 
 - أولا أنا الذي قدمت المؤتمر وقلت في بدايته إنه ليس هناك أسئلة، لأن البيان كان وافيا وبه رد على جميع التساؤلات التي قد تنشأ، وثانيا لا تنسى أن جميع أعضاء اللجنة كانوا لا ينامون منذ 10 أيام قبل هذا المؤتمر بسبب ضغط العمل والرغبة في إنهاء الفصل في هذا الكم الكبير من الطعون بأسرع وقت، ولذلك فنحن كنا قد استهلكنا تماما، فهذا كان إعياء أكثر منه غضب، لم يكن عندنا غضب من شيء. 
 ■ لكن هناك من فسر حالتكم هذه على أن اللجنة كانت تعلن نتيجة لا تعجبها، وأن أعضاءها أصابهم الحزن لفوز مرسي، وكانوا يحبون أن يكون شفيق هو الفائز؟ 
 - تساءل مستنكرا: "طيب كنا عايزين شفيق يفوز هنعمل له إيه يعني هنزور له؟.. 
هؤلاء قمم القضاة فمن العيب أن نقول عليهم هذا الكلام". وأعتقد أننا كبار بما يكفي أن نتحكم في مشاعرنا الشخصية، هذا إذا كانت لدينا مشاعر شخصية في العمل، وكل ما قيل هو محاولة اصطياد وتشكيك وتفسير يخدم سيناريو غير موجود إلا في خيال القائل. 
 ■ هل علمت أي جهة بالنتيجة النهائية للانتخابات قبل إعلانها؟ 
 - لم يعلم أحد بالنتيجة النهائية خلاف أعضاء اللجنة سوى السفير إسماعيل خيرت، رئيس الهيئة للاستعلامات، قبل أن يتم إعلان النتيجة بـ 5 دقائق، وذلك من نسخة البيان التي تم إعطائها له لترجمتها للإعلام الأجنبي. 
 ■ ولا المجلس العسكري اتصل بكم لمعرفة النتيجة قبل إعلانها؟ 
 - أعضاء المجلس العسكري لم يعلموا بالنتيجة إلا من التليفزيون وقت إعلانها مثلهم مثل بقية المصريين، وهواتفنا كانت مغلقة قبل إعلان النتيجة بيوم كامل، وهذا يحسب للمجلس العسكري أنه لم يفكر حتى في الاتصال باللجنة لمعرفة النتيجة، وكل هذا يرد على من يروجون لفكرة أن المجلس العسكري كان يضغط على اللجنة لتغيير النتيجة. 
 ■ وهل اتصل بكم أي عضو من المجلس العسكري بعد النتيجة؟ 
 - تم الاتصال بي أنا، فأعضاء المجلس العسكري منهم من هو صديق لي منذ 25 سنة، فوالدي كان رئيس أركان الدفاع الجوي ومساعد وزير الدفاع، وبعض أعضاء المجلس العسكري عملوا مع والدي وكان قائدا لهم وأعرفهم شخصيا، "واحد منهم وقف على دفن والدي في 2008 وحتى اليوم أتصل به"، وهو الفريق عبد العزيز سيف، قائد قوات الدفاع الجوي السابق، ورئيس الهيئة العربية للتصنيع حاليا، ومازلت أتصل به وله علي جميل لا أنساه، فهل كان المطلوب مني مقاطعته بسبب عملي في لجنة انتخابات الرئاسة؟. والفريق سامي عنان، رئيس أركان القوات المسلحة سابقا، له علي جميل شخصي لن أنساه، فعندما أصيب والدي بسرطان المخ وسافر باريس للعلاج، تذكرة سفري بالطائرة كانت من "جيب" الفريق عنان شخصيا، ورفض أن يأخذ ثمنها مني، فما المطلوب مني.. هل أقاطعه؟ أما الفريق مهاب مميش، قائد القوات البحرية السابق، فكان زميلا لخالي في البحرية، وأعرفه من زمان، وكذلك الواء ممدوح شاهين واللواء حمدي بدين جميعهم أعرفهم من زمان، وكنت أتصل بهم دوما ولي شرف أنني مازلت أتصل بهم حاليا، وذلك في إطار العلاقات الشخصية فقط، ولم يحدث بيني وبينهم أي اتصال خاص بالانتخابات لا قبل ولا بعد النتيجة، وكان يتم الاتصال بشأن الانتخابات فقط فيما يخص عمل كل منهم المعاون للجنة في العملية الانتخابية. 
 ■ التأمين الزائد عن الحد وغير المسبوق لمقر هيئة الاستعلامات يوم إعلان النتيجة هل كان بطلب من أعضاء اللجنة لخوفهم من الاعتداء عليهم إذا أعلنوا نتيجة معينة؟ 
 - نحن نطلب التأمين فقط، ولكن كم القوات وشكل التأمين هو وجهة نظر القائم بالتأمين وكيفية تقديره للأمور من وجهة نظره، وأريد أن أسأل هنا: أليس هذا دليلا على أنه لم يكن أحد لا المجلس العسكري ولا غيره يعلم ما هي النتيجة؟. 
 ■ هل شعرت بالخوف على حياتك وفكرت في لحظة ما ترك عملك باللجنة؟ 
 - لا أنا الحمد لله لا أخاف إلا ممن خلقني، فأنا ابن ضابط مقاتل رأى الموت بعينيه في حرب الاستنزاف ولم يتراجع لحظة عن أداء واجبه، وقد ورثت منه عدم الخوف إلا من الله، فأنا لم أخف مطلقا من أي شيء، لكنني خفت فقط على أسرتي "زوجتي ووالدتي وبناتي"، لكن في النهاية لا يستطيع أحد أن يرد الموت لو جاءت ساعته. 
 ■ هل تعرضت لتهديدات خلال عملك باللجنة؟ 
 - نعم تعرضت لتهديدات كثيرة، وذات مرة تم إرسال مظروف لي في مكتبي باللجنة وحينما فتحته وجدت بداخله بودرة اعتقدت أنها أنتراكس "الجمرة الخبيثة"، لأن الظرف كان مكتوبا به "ستموت.. فرسان الحق جاءت وستقتلك"، فتوجهت للحمام مسرعا وغسلت يدي ووجهي بالماء وحذرت أي شخص من الاقتراب مني أو دخول المكتب حتى إذا كان "جمرة خبيثة" لا تصيب أحدا غيري، وقمت باستدعاء خبراء سلاح الحرب الكيميائية بالجيش وحضروا في الفجر وحللوا البودرة فوجدوها "بودرة عفريت" ولا شيء فيها. 
 ■ هل تم التحقيق في الواقعة أم تم تجاهلها؟ 
 - لا تم تجاهلها لأنها غير ذات قيمة، فأنا فقط استدعيت خبراء الحرب الكيميائية لاحتمال واحد في المليون أن تكون "جمرة خبيثة" فإذا قتلتني أنا فعلى الأقل ينقذوا بقية من يتعاملون داخل اللجنة. 
 ■خلال لقائك بجميع المرشحين داخل اللجنة العليا لانتخابات الرئاسة من منهم اكتشفت أنه ليس بالصورة التي يرسمها لنفسه أمام الناس؟ 
 - أحزنني فقط أن بعض المرشحين البارزين لا يقولون الحقيقة، حيث كانوا يقولون داخل اللجنة كلاما ويظهرون على الفضائيات يقولون عكسه، وذلك بشأن وقائع معينة كانوا شهودا عليها تخص مرشحين آخرين. 
 ■ هل اتصل بك الرئيس مرسي في أي مرة بعد فوزه بالانتخابات؟ 
 - لا لم يحدث وليس هناك أي سبب ليتصل بي، وللعلم فانا أحترمه واقدره، ويوم تقديم أوراق ترشحه جلسنا معا ساعة كاملة لحين انتهاء إجراءاته وكان رجل دمث الخلق، وأنا من ناحيتي لا أضمر له أي شيء وأتمنى له النجاح، ووقت أن أدى اليمين الدستورية بالمحكمة كنت أتمنى حضور تلك اللحظة التاريخية، لكن منعتني ظروف سفري للخارج للعلاج، أما من ناحيته هو فأنا أعتقد أنه أيضا لا يضمر لي أي شيء، بل أعتقد أنه غير معني بي من الأساس فليس بيني وبينه أي سبب للتواصل حاليا.

ليست هناك تعليقات: