الأربعاء، 31 أكتوبر 2012

احتمالات الحرب بمبادرة إسرائيلية أوإيرانية فهل نحن مستعدون ؟ فيديو


 الخيار الذى تفضله إسرائيل وتسعى لتحقيقه
تفتيت العالم العربى إلى دويلات 
يعاد رسم حدودها على أسس طائفية وعرقية


يبدو أن عام 2013 سيكون نقطة تحول كبرى فى مسار المنطقة، وقد يؤدى إلى تغيير شامل فى خريطتها السياسية. ولأن المحافظة على التوازنات الراهنة فى ظل تحولات كبرى تجتاح المنطقة باتت أمراً صعبا، فليس من المستبعد أن تحاول أطراف إقليمية ودولية استغلال تلك التحولات لإعادة ترتيب الأوراق فى المنطقة على النحو الذى تراه محققا لمصالحها.
 فهناك ثورات عربية أطاحت بحكام طغاة كانوا دعائم قوية للسياسات الغربية فى المنطقة، ولاتزال كرات اللهب المنبعثة من براكينها المشتعلة تتدحرج، وليس من المستبعد أن يطال شررها دولاً عربية أخرى شديدة الحساسية.
وهناك إيران أيضا، بنظامها الإسلامى الراديكالى وبرنامجها النووى الطموح، والتى ترى القوى المهيمنة على مقدرات المنطقة أنها لاتزال تشكل تحديا كبيرا يتعين مواجهته، وعقبة كأداء يتعين استئصالها.
 التطابق فى الرؤى الاستراتيجية بين الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى، من ناحية، وإسرائيل، من ناحية أخرى، حول ما ينطوى عليه برنامج إيران النووى و«الربيع العربى» من تهديد لمصالحها المشتركة فى المنطقة، يبدو واضحاً. غير أن التطابق الاستراتيجى يخفى فى الواقع تبايناً تكتيكياً حول كيفية التعامل مع هذا التهديد.
ولأن بوسع الاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة التعايش مع حالة المخاض الديمقراطى الصعبة فى العالم العربى، بل مع «إيران النووية» أيضا، ولديهما من وسائل الضغط والاحتواء ما يسمح لهما بالتعامل مع هذا النوع من التهديدات دونما حاجة إلى استخدام العنف، فمن الطبيعى ألا يكونا فى عجلة من أمرهما لتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
 أما إسرائيل فترى أنها لا تملك هذا الترف، لأنها مهددة فى وجودها، وتعتقد أن توجيه ضربة عسكرية لإيران قد يعجل، فى الوقت نفسه، بتفتيت العالم العربى إلى دويلات يعاد رسم حدودها على أسس طائفية وعرقية. كان نتنياهو قد حاول انتهاز فرصة الانتخابات الرئاسية الأمريكية لابتزاز أوباما وجره لتوجيه ضربة عسكرية لإيران.
ورغم فشله فى هذا المسعى فإنه لم يفقد الأمل بعد، ويعتقد أن الفرصة ربما تكون أفضل بعد الانتخابات إذا فاز بها رومنى. ومن الواضح أن انتخابات الرئاسة الأمريكية كانت أحد العوامل التى دفعت نتنياهو للتعجيل بانتخابات برلمانية مبكرة فى إسرائيل، وإعلان تحالفه مع ليبرمان، بل ليس من المستبعد أن ينجح أيضا فى ضم حزب العمل إلى الحكومة بعد فوزه فى الانتخابات المقبلة، لتصبح «حكومة حرب». يدرك نتنياهو أن نجاح أوباما فى انتخابات الرئاسة الأمريكية المقبلة قد يغرى أوروبا بالضغط على الولايات المتحدة للتحرك من أجل فرض تسوية سياسية للصراع فى الشرق الأوسط، وتضمنها الأمم المتحدة. كما يدرك أن أوباما سيكون مهيأ أكثر من أى وقت مضى، وربما أكثر من أى رئيس أمريكى آخر، لتحقيق إنجاز يسجله له التاريخ، خصوصا أنه سيكون متحرراً تماما من ضغوط اللوبى الصهيونى. فهو، من ناحية، لا يستطيع ترشيح نفسه لولاية ثالثة، وليس من المحتمل، من ناحية أخرى، أن يفكر نائبه العجوز فى ترشيح نفسه.
 فى سياق كهذا، لن يكون أمام نتنياهو، خصوصا فى حال فوز أوباما فى انتخابات الرئاسة الأمريكية، سوى البحث عن طريق للهروب إلى الأمام وصرف الانتباه عن عملية السلام مع الفلسطينيين، بالتركيز على ملف آخر هو ملف إيران النووى، حتى لو اضطر إلى توجيه ضربة عسكرية منفردة إلى إيران ليضع أوباما أمام أمر واقع جديد. أما إذا فاز رومنى فسيكون لدى نتنياهو ما يكفى من الوقت للتهرب من استحقاقات السلام ولتوجيه ضربة مشتركة لإيران أيضا.
 يراهن البعض على احتمال سقوط النظام الإيرانى من داخله، عقب سقوط للنظام السورى يرونه وشيكاً، وبالتالى على إمكانية تجنب اندلاع حرب إقليمية فى المنطقة. غير أن هذا النوع من الحسابات قد لا يكون دقيقاً. فالصراع الدائر فى سوريا، الذى بدأ يأخذ شكل الحرب الأهلية، قد يطول قبل أن ينتهى بتفتيت البلاد إلى دويلات، وهو الخيار الذى تفضله إسرائيل وتسعى لتحقيقه.
ولأن سقوط النظام فى سوريا لن يؤدى بالضرورة إلى احتواء حزب الله أو إلى انتقال شرارة الثورة إلى إيران تلقائياً، كما يعتقد البعض، فضلا عن أنه ليس من المتوقع أن يقف النظام الإيرانى مكتوف الأيدى إزاء تصعيد محتمل لعمليات تخريب من الداخل أو فرض حصار خانق من الخارج، تصبح احتمالات الحرب الإقليمية، سواء بمبادرة إسرائيلية أو بمبادرة إيرانية، هى الأرجح. لاتزال إسرائيل تراهن، فى تقديرى، على إمكانية الاعتماد على تحالف سنى تقوده السعودية فى مواجهة إيران، وهو ما سوف يخفف كثيرا من الضغوط السياسية التى يمكن أن تقع عليها إذا ما قررت توجيه ضربة عسكرية منفردة لإيران. لذا لا أستبعد مطلقا أن تكون إسرائيل هى البادئة بدق طبول الحرب من جديد فى المنطقة، وقبل نهاية عام 2013.
والسؤال: هل يوجد استعداد رسمى وشعبى فى مصر لمواجهة هذا الاحتمال، الذى قد لا يكون بعيدا، وللتعامل مع ما قد يترتب عليه من نتائج سوف تكون بالقطع خطيرة وبعيدة المدى؟..
. حسن نافعة

ليست هناك تعليقات: