السبت، 1 سبتمبر 2012

هل تستطيع مصر ألغاء اتفاقية "كامب ديفيد" وتخاطر بحرب؟ رد مرسى


الغمـوض جـزء من أسـلوب الإخــوان
 فى التعـاطي مع الأزمات الداخـلية والخـارجية 
... على السـواء ...
رد مرسى عندما سئل عن معاهدة السلام
 مرسي سابقي اتفاقية الســلام كمــا هي 
.. ولكن علي اسرائيل احترامها ..


إن القيادة المصرية الجديدة لم تبالِ بالرأي العام الذي يريد نقض كل ما وقَّع عليه نظاما المخلوع مبارك والراحل أنور السادات من اتفاقات مع -العدو الأبدي- إسرائيل خلال العقود الماضية، ربما لأنها تخشى أن يكون الثمن أغلى من الدعاية السياسية، ولا ننسى أن القيادة المصرية الجديدة قدمت تنازلات كثيرة في هذا الشأن. 
وهذا ما يدفعنا للتساؤل حول ما هي حقيقة موقف الرئيس محمد مرسي مما يوصف بإعادة النظر في اتفاقية السلام البارد - كامب ديفيد التي تُكبل مصر وتَحول دون تعديل الترتيبات الأمنية والعسكرية بما يمنعنا من استعادة سيادتنا كاملة في سيناء- مع إسرائيل؟، 

رد مرسى عندما سئل عن معاهدة السلام
 مرسي .. سابقي اتفاقية السلام كما هي 
ولكن علي اسرائيل احترامها 




وكيف تتأثر طبيعة العلاقات بين مصر وتل أبيب بعدما قيل عن توطيد العلاقات مع طهران وأيضًا بالمستجدات في ملف حماس؟، 
وما الذي تعد إسرائيل له العُدة وهي تراقب ما يحدث في سيناء؟ 
 **** إن موقف جماعة الإخوان المسلمون المنتمي لها الرئيس المنتخب محمد مرسي؛ من اتفاقية السلام مع إسرائيل والاستمرار في العلاقات الدبلوماسية ما زال غامضًا، وإن هذا الغموض جزء من أسلوب الإخوان في التعاطي مع الأزمات الداخلية والخارجية على السواء. ونلاحظ ذلك بدرجة كبيرة من خلال تجنب الرئيس مرسي في حواره مع رويترز، الإجابة عن عدد من الأسئلة حول العلاقة بإسرائيل والموقف من اتفاقية "كامب ديفيد"، وهو الأمر الذي وسَّع دائرة المخاوف لدى الكثيرين من طبيعة هذه العلاقة خلال الفترة المقبلة. في رأيي، مرسي لم يرغب في حواره مع رويترز من إعلان تصوره عن العلاقة المصرية الإسرائيلية بشكل واضح؛ حتى يعطي رسالة للعالم بأن مصر الجديدة ترغب في السلام، وذلك تماشيًا مع موقف جماعته التي لا ترغب في دخول حرب مع إسرائيل، بالرغم من وجود علاقة وطيدة بين الجماعة وحركة حماس في فلسطين المحتلة، والخيار المتاح أمام مرسي الآن في دعم القضية الفلسطينية سيكون سلميًا ولن يلجأ فيه إلى التدخل العسكري مهما تعطلت المفاوضات. ولكن فشل المحاولات لن ينهي مطالب المصريين بنقض كل ما وُقَّع عليه من اتفاقات مع إسرائيل، وسيزداد الضغط الشعبي على القيادة لتقديم تنازلات، وإلا فإنهم سينزلون مجددًا إلى ميادين التحرير لتغيير النظام مرة أخرى. 


**** إن تصريحات مرسي منذ صعوده للرئاسة وحتى قبلها متضاربة، تحتمل التأويل ونقيضه، فهو أحيانًا يُلمح إلى التمسك باتفاقية "كامب ديفيد" مما أثلج صدور الإسرائيليين وقلل من خوفهم من الإخوان، وأحيانًا أخرى يوحي بدعم حماس وفك الحصار عن غزة. وهذا التضارب يُبين لنا أن الرئيس الإخواني يوجه رسائل متناقضة، فهو يريد من باب «التقية» إرضاء إسرائيل والولايات المتحدة عبر الإيحاء بكون سياسة مصر الخارجية لن تتغير، وألفت الانتباه هنا إلى أن رسالته التي بعث بها للرئيس الإسرائيلي شمعون بيريز ردًا على تهنئة الأخير له بحلول شهر رمضان، تعكس رغبة مرسي في استمرار العلاقة بين البلدين ولو بشكل بارد. ونجد أيضًا أن تل أبيب تؤكد أن السلام بين إسرائيل ومصر مستمر، بعدما تلقت تأكيدات حول نية جماعة الإخوان المسلمين الاعتراف باتفاقية "كامب ديفيد"، وأنها على يقين من أن العلاقات لن تتغير كثيرًا في المستقبل. 
كما أبدت كذلك ارتياحها لمستوى التنسيق الأمني بين إسرائيل ومصر بقيادة جماعة الإخوان، والذي وصفته بأنه الأفضل بين الدولتين منذ اتفاقية السلام. 
كما تطالب إسرائيل بأن يحافظ الإخوان على شعرة معاوية وألا يكونوا في صف إيران، لذا فهم ينتظرون خطاب مرسي خلال قمة عدم الانحياز التي تبدأ فعالياتها الخميس بطهران، للحكم على نوايا مرسي والحلف الذي يريد أن ينتمي إليه. 
 **** في السياق ذاته، اعتبر محللون سياسيون أن أول مقابلة أجراها الرئيس محمد مرسي مع الصحافة الغربية بمثابة محاولة من جانبه لإظهار نفسه بأنه معتدل سياسيًا، واستخدامها كمنصة ليؤكد عدم معاداته لكل من الولايات المتحدة وإسرائيل، كما بدا حريصًا بشكل خاص على طمأنة جيران مصر الغربيين، حتى لو أنه لم يذكر إسرائيل بالاسم. 
وبالرغم من ترحيب إسرائيل بالحذر الواضح في تصريحات مرسي، إلا أنها تحدته بأن يحاول إثبات صدق كلامه من خلال زيارة للقدس، مثلما فعل المخلوع حسني مبارك عندما حضر جنازة إسحق رابين في عام 1995، وأن يرونه في لقاء مع الممثلين الإسرائيليين الرسميين، كما تريد منه أن يجري مقابلات لوسائل الإعلام الإسرائيلية. 
هل تستطيع القيادة المصرية
 أن تلغي اتفاقيــة "كــامب ديفيــد" 
وتخاطر بحرب مع إسرائيل؟
 قانونيًا لا تستطيع مصر إلا إذا قررت القتال عسكريًا للاحتفاظ بمكاسب الاتفاق دون التزاماته. 
 ولا يُلوحُ في الأفق أي احتمال بالحرب إلا إذا نشأ واقع جديد يعيد فتح المواجهة بين مصر وتل أبيب تفرزه الأوضاع الثورية الجديدة، مثل أن يدفع الشارع المصري النظام الحاكم إلى تبني قرارات شعبية دونما اعتبار للمصالح العليا. 
من جانبها، فإن إسرائيل لن تسمح بدخول القوات المسلحة المصرية إلى سيناء، ومن المستبعد أن تُقدم أي قيادة مصرية على خوض حرب مع إسرائيل؛ لأن مصر ليست في حال اقتصادي يسمح لها بتحمل نفقات جبهة عسكرية مفتوحة.
 **** أخيرًا وليس آخرًا؛ علينا عدم إغفال الدعم الأمريكي لإسرائيل ودفاعها المستميت عن استقرار أمنها، وكلنا يُدرك أن الأمريكيين الآن يتعاملون مع الشأن المصري كمن يسير على حافّة سكين حادّة، وهو بالضبط ما كشفت عنه أميرة السياسة الخارجية الأمريكية السابقة، كوندوليزا رايس بقولها: «إنه لا يمكن لواشنطن استشراف مستقبل الحكومة المصرية الجديدة، ولكن يمكن التأثير فيها عبر الإلهام في ظل العلاقات الأمريكية مع الجيش المصري، ومع المجتمع المدني المصري، وتقديم الوعود بالدعم الاقتصادي وبدعم التجارة الحرة، من أجل المساعدة في تحسين ظروف الكثيرين من الشعب المصري نفسه».


ليست هناك تعليقات: