الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

مرسي : أنصح النظام السوري بعدم الاستماع لمن يطالبونه بالبقاء - فيديو



دماء الشعب السوري التي تراق صباح و مساء 
في رقابنا جميعا


أعلن الرئيس المصري، محمد مرسي الخط السياسي الذي تسير عليه مصر أمام وزراء الخارجية العرب اليوم الأربعاء بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية، مؤكدا على ضرورة الانتقال السلمي للسلطة في سوريا، مطالبا الدول العربية الخليجية على مواصلة وزيادة الدعم للشعب العربي الصومال، منددا بالسياسات الإسرائيلية العدوانية تجاه الشعب الفلسطيني، مشددا في الكلمة ذاتها على التزام مصر بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشريف. 
وفيما يلي نصر الكلمة التي ألقاها الرئيس مرسي:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أرحب بكم أيها الحضور في مصر بيت العرب ,من قاهرة المعز, من قلب ميدان التحرير, منطلقة ثورة 25 يناير المجيدة التي خرج فيها الشعب المصري كله ومنتزعا حقه في الحرية والكرامة والعدالة وهي انتفاضة العرب جميعاً, وفتحة هذه الثورة صحفه جديدة في تاريخ مصر وعادت مصر لـ «مكانتها» الطبيعية في قلب امتنا العربية تساهم في بناء مستقبل عربي مشرق بعد خروج مصر منظومة العمل العربي لفترة. السيدات والسادة الحضور, إن التزام مصر بقضايا أمتها العربي هو التزام تاريخي جدته ثورة 25 يناير المجيدة, وقراءة تاريخنا العربي وتأمل الواقع الدولي يصلان بنا إلى النتيجة ذاتها وهى أن قدراتنا كعرب على مواجهة تحديات المرحلة التي نعيشها تتوقف بشكل كبير على قدرتنا على تطوير آليات العمل المشترك ليس هناك شك في اتفاقنا على المبادئ والأسس والغايات والأهداف إنما المطلوب منا أن نتاكمال وأن نكون قديرين على تطوير آليات ووسائل العمل العربي المشترك, لنحي في نفوسنا جميعاً مفهوم الوحدة العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك والمصير الواحد والرؤية الواحدة نحو الأهداف والغايات التي نريدها لأبنائنا وأحفادنا من بعدنا ومن يعيش معنا في هذه المنطقة.





ولعكم أيها الأحباب تعلمون أن الوقت قد حان للاستكمال الجهود التي كانت الدول العربية قد بدأتها عام 2004 لبحث تطوير منظومة العمل العربي وتحويل هذا الملف إلي أولوية تحتاج إلي تحرك حثيث وها نحن نتحرك جميعا ولا احد يستطيع وحدة أن يفعل نحتاج إلى تحرك حثيث للوصول إلى نتائج ملموسة وفقا لمبادئ أساسية وهي: 
■أولا: مراجعة المنهج التي اتبعته الجامعة العربي منذ قمة عام 2004فى مجال منظمة العمل العربي المشترك والذي قام على التركيز على مسألة إنشاء آليات ومجالس إضافية في إطار الجامعة العربية وتغير أسماء بعض أجهزة الجامعة. فالقضية في جوهرها ليس في مجرد استحداث آليات أو مسميات جديدة وإنما المطلوب هو إدخال تعديلات حقيقية على هذه الآليات القائمة سواء من حيث المضمون الو الاختصاصات أو الدعم الحقيقي لتتحرك للتجاوز قضية العمل المشتركة مرحلة العار والغاية النبيهة وترجمها في إجراءات تفصيلة واضحة ملموسة يشعر ويقتنع بها المواطن العربي. 
 ■ ثانيا: أن العلاقة مع الدولة الجوار العربي بالنسبة لمصر وهى دول تربطنا بها وثائق الجغرافي والتاريخ والمصالح المشتركة التي رأينها لا ترقي إلي مستوي التطابق في بعض الأحيان وهو ما يدعونا إلى استمرار الجهود الحالية لبلورة إطار موحد ومتفق علية لضبط علقتنا مع دول الجوار ويرتب المصالح العربية ويرتب على أساسها أولويات التحرك وطبيعة التحرك وطبيعة العلاقة واطر التعاون الممكنة مع كل دولة من كل دول الجوار. وتري مصر أن الإطار المقترح لسياسة الجوار العربي يجب أن يقوم على عدد من المبادئ أهمها الحفاظ على سيادة ووحدة وسلامة وعروبة المنطقة العربية ورفض أي محاولة لتهديد أي قسم منها أو المس بسيادة أي قطر عربي واحترام سيادة الدول العربية وعدم التدخل في شؤونها الداخلية. 
 علي الرغم من التحديات المتزايدة التي تواجه أمتنا العربية وتصارع التطورات المتلاحقة علي الساحتين الإقليمية و الدولية, تظل قضية الفلسطينية قضية العرب الأولي"، مشددا علي أن تحقيق النهضة و الأمن و الاستقرار مرتبط بحل عادل بالقضية الفلسطينية. 
 شعوبنا أعلنت انحيازها لقيم الكرامة و الحرية و العدالة، و لا يمكن أن تقبل أن يرضخ أشقاءنا في فلسطين تحت احتلال ظالم و استلاب واضح لمقدراتهم و أرضهم، بل و رفض منهجي للتعاطي بجدية، مع جهود التسوية المبذولة من هنا أو من هناك وذالك يرجع إلي غياب الرغبة الجادة من الطرف الأخر في هذا الحلول. 
 نحن في حاجة إلي الوقوف بجانب الحق و الوقوف بجانب الشعب الفلسطيني إلي أن يتم التوصل لحل عادل و شامل يضمن الحقوق المشروعة غير القابلة للتصرف، و قيام دولتهم المستقلة"، مؤكدا أن هذه لا خلاف عليها، مطالبا التأثير علي المجتمع الدولي لتبني هذا الموقف. ستظل مصر داعمة لأي تحرك تقرره القيادة الفلسطينية للحصول علي العضوية الكاملة بالأمم المتحدة في المرحلة القادمة, ولم يعد ممكنا تجاهل الوضع الفلسطيني , وأن أهمية التحرك الدبلوماسي و التحرك المدعوم بالفعل الشعبي و هو يؤدي لتحرك سياسي حقيقي ينهي الاحتلال, الاحتلال ليس فقط علي الأراضي الفلسطينية فقط بل الأراضي العربية المحتلة جميعها، وأنني لن أسمح أن تتحول عملية السلام إلي عملية غير مضمونة تضيع الوقت و الفرص علي الشعب الفلسطيني و الوطن العربي. أن وحدة الصف الفلسطيني باتت أمر شديد الإلحاح، ففي ظل الظروف العصيبة و الدقيقة، فأن خلافات الأشقاء أصبحت طرفا لا يملكه أحد"، مؤكدا أن مصر ملتزمة ببذل كل الجهود لتحقيق المصالحة الفلسطينية ولا يمكن الحديث عن تطوير العمل العربي، و بناء المستقبل المشترك طالما استمرت معاناة الشعب السوري.
 أكرر ما قلته في مكة و طهران، أن دماء الشعب السوري التي تراق صباح و مساء في رقابنا جميعا"، مطالبا الجميع بالتحرك، و مشيرا إلي أن سوريا لها مكانة خاصة في قلب كل مصري، موضحا الأزمة الإنسانية التي يعيشها الشعب السوري, وكما أعلنت بأنني أصدرت قراراً بمعاملة الطلبة السوريين بمصر كمثلهم من المصريين، وأنه يجري محادثات جادة مع تركيا لإرسال مدرسين استعدادا للعام الدراسي للاجئين السوريين، مطالبا الوصول لحلول دبلوماسي يحافظ علي وحدة الصف السوري و يجنبها السقوط في هاوية الحرب الأهلية، أو التدخل العسكري الأجنبي. هناك فرصة لحقن الدماء، ولا تأخذوا القرار الصحيح في الوقت الخطأ، فلا مجال للكبر أو المزايدة"، ولا تستمعوا للأصوات التي تشجعكم علي البقاء. 
وجودكم لن يدوم طويلا"، مشددا علي أن أرادة الشعب غالبة و أرادة الله فوق الجميع، مؤيدا الشعب السوري و حقوقه. 
علي الجميع أن يدرك أن الشعب السوري أتخذ قراره، ولابد أن ينفذ هذا القرار بالتغيير، وعلي النظام السوري أن يأخذ العبرة و الدرس من كل حلقات التأريخ، مستدلاً بقصيدة: " فإذا الشعب يوما أراد الحياة فلابد إن يستجيب القدر". كما أعرب مرسي عن ترحيبه للانتقال السلمي للسلطة في اليمن، وأبدي استعداده لتقديم الدعم الكامل للشعب اليمني، لمساعدة اليمن لمواجهة التحديات، كما رحب أيضا بمساندة المملكة العربية السعودية و دول الخليج العربي لدولة اليمن. وأوضح بضرورة الاهتمام بالعلاقات بين الدول العربية و الأفريقية، و أعتبره حفاظ علي المصالح العربية بهذه المنطقة, وقال: "أذا غبنا سيملأ الساحة غيرنا". كما شدد علي ضرورة أخلاء منطقة الشرق الأوسط من أسلحة الدمار الشامل، لنشر السلام، مؤكدا أن هناك تحديات لنجاح مؤتمر قمة" منع انتشار الأسلحة النووية" في نهاية العام الجاري. ستبقي مصر الثورة ملتزمة دائما بقضايا أمتها العربية و داعمة لكافة أشقائها العرب و كل نضال العربي لنيل الحقوق الشرعية، وأي جهد صادق يحقق التضامن العربي", رافضين أي تدخل أجنبي لأي دولة عربية أو المساس بأمنها.

ليست هناك تعليقات: