الأربعاء، 22 أغسطس 2012

إلي متي يستمر الجنزوري في العمل إلي جوار محمد مرسي؟ فيديو


شباب الجماعة يعلنون الغضب علي الرئيس 
بسبب استعانته بالفلول 
.. ماذا يفعل الجنزوري في قصر الرئاسة؟.. 
حـــــــــد فاهـــــــم حاجــــــة؟!!


■ السؤال الأول:
لماذا قبل الجنزوري أن يعمل مستشارا للرئيس وهو الذي أعلن قبل ذلك أنه لن يستمر أبدا مع الإخوان؟
■ السؤال الثاني:
هل اقتنع الإخوان بمهارات وكفاءات الجنزوري فجأة بعد أن اتهموه بأنه رئيس حكومة فاشل؟
■ السؤال الثالث:
ماذا سيقول الإخوان المسلمون لشباب جماعتهم الذين هاجموا الجنزوري بتعليمات محددة من مكتب الإرشاد؟
■ السؤال الرابع:
إلي متي يستمر الجنزوري في العمل إلي جوار محمد مرسي؟ 
 - هل تذكرون الحملة القاسية والعنيفة التي شنتها جماعة الإخوان المسلمين علي الدكتور كمال الجنزوري وحكومته؟...
 - هل تذكرون عناوين جريدة الحرية والعدالة الزاقعة بأعلي صوت بأن حكومة الجنزوري هي حكومة الفشل؟...
- هل تذكرون القيادي الإخواني عصام العريان وهو يقف في مجلس الشعب متحمسا وكأنه داخل إلي حرب طروادة موجها كلامه للجنزوري بأن المجلس سيسحب الثقة من حكومته؟


 كان الاتهام الواضح من الإخوان المسلمين لكمال الجنزوري أنه يعرقل عمل البرلمان، وأن حكومته لا تتجاوب مع النواب، وبذلك لا يشعر الناس بالمجهود العظيم والخرافي الذي يقوم به البرلمان، وعليه فيجب أن يمضي الجنزوري إلي حال سبيله، علي أن يتولي حزب الحرية والعدالة تشكيل الحكومة كاملة، وبذلك يكون البرلمان والحكومة من الحزب، فلا يعطل أحدهما الآخر.
 تحرشت جماعة الإخوان المسلمين كثيرا بكمال الجنزوري، وهو التحرش الذي وصل في أوقات كثيرة إلي درجة الإهانة والمساس بالكرامة، بل هناك معركة حادة بينه وبين الدكتور سعد الكتاتني رئيس مجلس الشعب السابق.
 كان المسئولان الكبيران الجنزوري والكتاتني في صحبة الفريق سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري ونائب رئيس المجلس العسكري، وتجاذب الرجلان أطراف الحديث، وخرج الحوار من مساحة التي هي أحسن إلي التي هي أعنف، قال الكتاتني إن الجنزوري قال له إن حكم دستورية البرلمان موجود في درج المحكمة.
ورغم أن الجنزوري أشار إلي أنه لم يقصد المعني السيئ لجملته، إلا أن الكتاتني أشعل النار من حول الرجل، وراح يرغي ويزيد في أن رئيس الوزراء يهدده بأن المحكمة الدستورية يمكن في أي وقت أن تصدر قرارها بعدم دستورية المجلس، موحيا بأن المحكمة الدستورية تتلقي أوامر، وهي اللعبة التي كانت ولا تزال تجيدها جماعة الإخوان المسلمين.
 لم يتعرض كمال الجنزوري في تاريخه- حتي وهو رئيس وزراء في عصر مبارك- إلي هجوم يماثل أو حتي يقارب هجوم الإخوان المسلمين عليه، فقد أطلقت الجماعة عليه كتائبها الإليكترونية التي لا تبق ولا تذر، حطمت عظامه وأساءت إليه إساءات لم يكن الرجل يتخيلها مطلقا، ولم يسلم من قائمة اتهامات بدأت بأنه رجل مبارك وقائد الثورة المضادة إلي رجل المجلس العسكري الذي لا يرفع قدما ولا يحطها إلا بإذن من المشير طنطاوي والذين معه. ولهذا تحديدا كان صادما بالنسبة لشباب الإخوان الذين شاركوا في الحملة علي الدكتور الجنزوري أن يروا الدكتور محمد مرسي- والذي كان واحدا ممن أشعلوا النار حول رئيس الوزراء السابق، فمرسي كان رئيسا لحزب الحرية والعدالة الذي كان يتطلع إلي رئاسة الوزراء، وعليه كان الرجل أشد المهاجمين للجنزوري وأكثر المتحاملين عليه- يكرم الرجل ويمنحه قلادة الجمهورية، ثم الأكثر من ذلك لا يستغني عنه بل يعينه مستشارا له.
 الجنزوري من ناحيته كان قد أعلن أنه لن يستمر مع الرئيس محمد مرسي رئيسا للوزراء، حتي لو طلب منه ذلك، وأنه لم يستمر في منصبه إلا لأن المشير طنطاوي طلب منه ذلك بشكل شخصي، وأنه سيعود إلي بيته ليستأنف حياته الخاصة بعد أن يقوم الرئيس بالاستقرار علي اسم رئيس الوزراء الجديد.
ولا ندري هل قبل الدكتور الجنزوري منصب مستشار الرئيس مرسي لأن المشير طنطاوي طلب منه ذلك هذه المرة أيضا... أم أنه استراح للبقاء في دائرة السلطة بعد أن أخرج عنوة منها في عصر مبارك، وبعد أن قاوم كل محاولات خلعه التي قادت بعضها جماعة الإخوان نفسها. الجنزوري همس لبعض معارضي بقائه إلي جوار الرئيس محمد مرسي الذي سبق وهاجمه واتهمه بالفشل بأنه مستمر من أجل مصر فقط، وأنه يري أن المجموعة الجديدة التي جاءت إلي الحكومة بل إلي الرئاسة بلا خبرة علي الإطلاق، ولذلك فمن المهم أن يبقي، حتي لو لم تكن له صلاحيات معينة، فهو سيساهم بالرأي والمشورة، كما أنه يمكن في اللحظات الأخيرة أن ينقذ ما يمكن انقاذه. هناك تخوفات بالطبع أبداها الجنزوري لبعض المقربين منه، فهو لا يأمن كثيرا للإخوان المسلمين، الذين تحركهم مصلحتهم في المقام الأول، ولذلك فهم اليوم يكرمونه، ولا مانع لديهم غدا من أن يشنوا عليه الحرب مرة أخري، بل من المحتمل أن يتهموه بأنه من أفشل الرئيس وعطل برنامج المائة يوم.
 البعض يتوقع أن يكون الجنزوري هو رئيس الوزراء الفعلي، فوجوده إلي جوار مرسي في قصر الرئاسة، معناه أن الرئيس الإخواني وعلي أرض الواقع يدرك أنه هو والفريق الذي يعمل معه لن يكونوا قادرين علي أن يخرجوا بمصر من أزماتها، ولذلك لم يكن لديه أي خيار في الإبقاء علي الجنزوري. لن يكون صعبا أن يعود الدكتور هشام قنديل رئيس الوزراء الجديد في كل كبيرة وصغيرة إلي الدكتور الجنزوري، فقد عمل معه لعدة شهور، كما أنه يفتقد إلي أي خبرة من أي نوع في الملف الاقتصادي، وقد بدا هذا واضحا أثناء مشاوراته مع المرشحين لوزارات المجموعة الاقتصادية، فقد تبين لهم أن الرجل لا علاقة له بالاقتصاد، ولا يعرف علي وجه التحديد المأزق الذي تعيشه مصر الآن. لقد اكتسب الجنزوري خبرة كبيرة في كيفية فرض نفوذه دون أن يضايق الآخرين بذلك، لقد فهم الدرس من أيام حسني مبارك، كان الرجل يكوش علي كل السلطات، ولا يتردد في الإعلان عن ذلك أبدا، بل كان يتفاخر به، وهو ما كان مقتله تحديدا، فقد رفض مبارك أن يزاحمه أحد في سلطاته، فأزاح الجنزوري علي الفور. هنا تراجع الجنزوري خطوات من أجل أن يتيح الفرصة لرئيس الوزراء الجديد، لكنه في الوقت نفسه يكون موجودا وحاضرا في كل الملفات، بل إن رأيه في الغالب هو الذي سيتم تغليبه، لكن سيظل الرجل في مساحة رمادية لا يظهر للنور إلا قليلا. علي هامش وضعية الدكتور كما الجنزوري هذه في قصر الرئاسة هناك عدة أسئلة أعتقد أنه من المهم مواجهتها:
■ أولا: هل اقتنع الإخوان المسلمون بكفاءة وقدرات الدكتور كمال الجنزوري فجأة؟ هل تحول رأيهم في الرجل من أنه يقود حكومة الفشل ويريد إفشال مشروع الإخوان المسلمين في الحكومة، وأنه يعمل مع المجلس العسكري ضد الثورة إلي الرجل صاحب الكفاءات الكبيرة؟ أغلب الظن أن الإخوان المسلمون يعرفون جيدا كفاءة وقدرات الجنزوري، لكنهم وأثناء هجومهم الطاغي عليه كانوا يبحثون لأنفسهم عن شماعة يعلقون عليها فشلهم في البرلمان، ولم يكن أمامهم إلا حكومة الجنزوري، فالبرلمان يعمل بأقصي طاقته لكن الحكومة متراخية...البرلمان يواصل الليل بالنهار من أجل التشريع والرقابة والحكومة نائمة في العسل لا تقوم بأقل ما يجب. لكن عندما وجد الإخوان أنفسهم وجها لوجه أمام مسئوليات جسام، يعرفون جيدا أنهم لن يقدروا علي القيام بها لم يكن أمامهم إلا الاعتراف بكفاءات الجنزوري بل احتياجهم الشديد إليه، ولو كان الأمر مناسبا لأبقوا عليه رئيسا للوزارة، لكنهم كانوا يعرفون أن المعارضة ستكون شديدة، وأن غضب شباب الإخوان الذين لا يرحب بسياسة مسك العصا من المنتصف سيكون شديدا، ولذلك فضلوا الوصول إلي صيغة وسط بأن يبقي الجنزوري إلي جوار الرئيس، لكن دون أن يكون له منصب تنفيذي.
 ■ ثانيا: إذا كان الأمر كذلك... فما الذي ستقوله الجماعة لشبابها... كيف ستقابل قيادات الجماعة الشباب الصغار الذين سمعوا منهم سابقا ذما غير مسبوق في الجنزوري وكل من ينتمي إلي عصر مبارك؟ الأمر لدي الإخوان المسلمون سهل جدا، فهم يقلبون الحق باطلا ...ويقلبون الباطل حقا، وقد جربوا في أعضاء الجماعة السمع والطاعة، يرددون ما يقال لهم دون أدني تفكير، ولذلك لم يكن غريبا أنت تلجأ الجماعة إلي ما يشبه المحاضرات المكثفة لإقناع الشباب تحديدا بوجهة النظر الجديدة في كمال الجنزوري وأن وجوده ضروري في هذه المرحلة الانتقالية، وكان صاحب السبق في هذا الإطار الدكتور عصام العريان الذي أعلن ثناءه الكبير علي تكريم الجنزوري ورأي أن هذا دليل علي أن حكم الإخوان لا انقطاع فيه عما قبله.
 ■ ثالثا: إذا كان الأمر كذلك وأن الإخوان لا يريدون قطعا بل وصلا بما سبق، إذا لماذا لا يستعينون بخبرات كثيرة في المجال الاقتصادي تحديدا ممن عملوا مع نظام مبارك؟ إن هناك محاولة للإقصاء والإبعاد، وفي المقابل تقريب كل من ينتمي إلي الإخوان المسلمين... وكأن الجماعة ورثت مصر ومن عليها.. يمكن أن تستعين بالبعض لكن تظل ممسكة في يدها بالقيادة، رغم أنها لا تجيدها..وهو ما سيجعل الكثيرين يبتعدون عن الجماعة إن آجلا أو عاجلا... فإذا كان أعضاء الجماعة يرضون بأن يكونوا أتباعاً لا حول لهم ولا قوة، فإن غيرهم ممن ينتمون إلي جماعة الإخوان لن يرحبوا بأن يقوموا بهذا الدور بسهولة.
 ■ رابعا: نعود إلي نقطة البداية مرة أخري... والسؤال الأهم هو: إلي متي يستمر الدكتور كمال الجنزوري مع الدكتور مرسي؟ يمكن أن تكون لدي الرجل رغبة في أن يظل إلي جوار السلطة إلي النهاية، وهو ما سيجعله يقبل بأشياء ربما كان يعز عليه أن يقبلها، قبوله الاستمرار نفسه يمثل لغزا كبيرا، لكن في الغالب ولأن مرسي وبتركيبته الإخوانية بعد قليل سيريد أن يكون كل شيء في يديه، فلن يقبل بتدخلات الجنزوري التي لن تتوقف... وعليه فحتما سيحدث صدام... ولأن مرسي هو الرئيس... فإن الجنزوري سيكون خارج القصر... قواعد اللعبة تقول ذلك ... وليس علينا إلا أن ننتظر ما سيجري. حد فاهم حاجة محمد الباز «العريان»: مرسي كرم «الجنزوري» الذي أهانه مبارك.. ولا إقصاء لكفاءة ومحمد مرسي: لم نختار الجنزوري للحكومة ولم نؤيده...!!!


ليست هناك تعليقات: