السبت، 18 أغسطس 2012

وجدت حلمها في السيسي..هذه مكاسب إسرائيل من الانقلاب على مرسي


.. إسرائيل تتساءل ..
محمد مرسى فلاح ساذج أم اخوانجى داهية؟
.. وجدت حلمها في السيسي.. 
هذه مكاسب إسرائيل من الانقلاب على مرسي!


طيلة عام كامل تولى فيه الحكم لم يذكر الرئيس مرسي كلمة "إسرائيل" مرة واحدة في خطاباته بعد مقولته الشهيرة "لن نترك غزة وحدها" عقب العدوان الإسرائيلي على القطاع في 14 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، أدركت دولة الاحتلال، وأجمعت مؤسساتها السياسية والأمنية، أن بقاء الرئيس محمد مرسي، على رأس السلطة في مصر، يشكل خطرا داهما على إسرائيل. طيلة عام كامل تولى فيه الحكم، لم يذكر أول رئيس مصري منتخب، كلمة "إسرائيل" مرة واحدة في خطاباته، وهو ما رصدته مراكز الأبحاث العبرية، وبدأت تل أبيب العمل على ضرورة التخلص من نظام مرسي، ودعم نظام جديد بقيادة وزير دفاعه الانقلابي عبد الفتاح السيسي، الذي قدم حيثيات طمأنة إسرائيل والحفاظ على أمنها، ورفع ألوية التطبيع معها. 
 فكيف شكل وجود الرئيس مرسي تهديدا على إسرائيل؟ 
وماذا جنت دولة الاحتلال من الإطاحة به، والتحالف مع السيسي؟.
* معجزة إسرائيل مثل صعود السيسي إلى سدة الحكم في مصر، أبرز مكاسب إسرائيل في المنطقة، بعد ثورات الربيع العربي التي هددتها، وهو ما شهد به رجال سياسة ودين إسرائيليون. 
 المدير السياسي والعسكري لوزارة الدفاع الإسرائيلية عاموس جلعاد قال في تصريحات صحفية: "السيسي زعيم جديد سوف يتذكره التاريخ، أنقذ مصر من السقوط في الهاوية"، كما وصف الحاخام اليهودي يوئيل بن نون، أبرز حاخامات المستوطنين اليهود في الضفة الغربية، انقلاب السيسي بأنه "أهم معجزة حدثت لإسرائيل".
 وصل التطبيع بين السيسي وإسرائيل ذروته بالتنسيق العسكري بين جيشي الدولتين في سيناء، حينما أعلن السيسي في لقائه مع قناة "فرانس 24"، في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 2014، أنه لن يسمح أن تشكل سيناء منطقة خلفية لتهديد أمن إسرائيل. 
 عضد السيسي تصريحه أكثر من مرة، في لقاءات مشابهة، أبرزها مقابلته مع برنامج "60 دقيقة" على قناة "سي بي إس" الأميركية، في 7 يناير/ كانون الثاني 2019، حينما تحدث "عن التنسيق بين القاهرة وتل أبيب على أرض سيناء، واستعانة الجيش المصري بسلاح الطيران الإسرائيلي لشن غارات على عناصر تنظيم ولاية سيناء".


عـــدو لـــدود
رؤية الرئيس مرسي، دفعت قادة تل أبيب، للمجاهرة بالوعيد له، ففي 17 نوفمبر/ تشرين الثاني 2012، في كلمة لها خلال محاضرة نظمها "معهد الأمن القومي الإسرائيلي، قالت وزيرة الخارجية الإسرائيلية السابقة تسيبي ليفني: "كل قائد ودولة في المنطقة، يجب أن يقرروا أن يكونوا جزءا من معسكر الإرهاب والتطرف، أو معسكر البراغماتية والاعتدال، وإذا قرر قائد دولة ما مسارا آخر فسيكون هناك ثمن لهذا".
وبخصوص الرئيس مرسي تحديدا شددت ليفني: "لدينا متطرفون أكثر في المنطقة، وقادة يريدون أن يختاروا مسارهم وطريقهم، لدينا في مصر مرسي الذي يمثل جماعة الإخوان المسلمين، ويجب أن نتكاتف سويا، ونتحد ضد هؤلاء، الذين يعادوننا، وأن نفعل شيئا، فمسؤولية أي حكومة إسرائيلية هي العثور على طريقة علنية أو غير علنية، للسيطرة على التغيير الحادث في المنطقة، والتأثير في تشكيل مستقبلها".
وحتى بعد الانقلاب، ووفاة الرئيس محمد مرسي، استمرت مراكز الأبحاث الإسرائيلية في رصد وتتبع ظاهرته، والقواعد التي رسخها خلال فترة حكمه.
مطلع يوليو/ تموز 2019، نشر "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي"، تقريرا بعنوان "محمد مرسي شهيد أم خائن؟" وورد في مقدمته "ردود الفعل في مصر على وفاة محمد مرسي، بعد 6 سنوات من خلعه من منصبه، تعكس الاستقطاب الاجتماعي والسياسي المستمر، في مصر بشكل خاص والشرق الأوسط بشكل عام".
وكشف المعهد الإسرائيلي أن "الكابوس الحقيقي الذي كان سيخلفه استمرار حكم مرسي ضد إسرائيل، هو التقارب بين مصر، وتركيا، وإيران، وإنشاء محور إسلامي".
وأكد: أن "هناك فجوة واسعة بين النظام الحالي في مصر بقيادة السيسي، والإخوان فيما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ففي الوقت الذي أرسلت فيه مصر وفدا إلى ورشة العمل الاقتصادية في البحرين، وصفت جماعة الإخوان المسلمين المشاركين بأنهم (أنظمة معادية للشعوب العربية، وخونة للقضية الفلسطينية)، وأقسموا على عدم الاعتراف بالكيان الصهيوني، وأعلنوا أن هناك يوما سيأتي تحتفل فيه القاهرة بتحرير فلسطين".
واختتم المركز الإسرائيلي إصداره بتلك العبارة "لقد كانت إسرائيل محقة في عدم إصدار أي تعليق رسمي على وفاة مرسي، لأن هذا كان سيُنظر إليه على أنه تدخل في الشؤون الداخلية لمصر، وفي الوقت نفسه، من الواضح أن تقوية علاقات السلام الإسرائيلية المصرية مشروط بجملة أمور من بينها إضعاف قوى الإسلام السياسي، على رأسها جماعة الإخوان المسلمين".
حذرت "سمدار بيري" محررة الشئون العربية في صحيفة يديعوت أحرونوت والتي كانت تعتبر من اصدقاء الرئيس المخلوع مبارك مما أسمتهم قوة الستة الكبار حول الرئيس المصري د.محمد مرسي، مشيرة في تحقيق لها نشرته في الصحيفة أن إسرائيل تتابع تحركات هؤلاء الستة وترصدها وتعرف أن قرارات مرسي تصدر بصورة أو بأخرى بناء على نصائح هؤلاء الستة المباشرة إليه.
 أول هؤلاء الستة الذي ذكرتهم الصحيفة المستشار د.محمود مكي نائب الرئيس، والذي وصفته بيري بالمسئول النزيه وسط أوساط القضاء والذي أتى به الرئيس مرسي بعد معركته الأولى مع القضاء والتي اشتعلت عقب قراره بإعادة عقد جلسات مجلس الشعب من جديد.
وزعمت بيري أن مكي حجة قانونية وبالتأكيد سيجعل صورة الرئاسة أفضل بكثير في أي صراع قانوني من الممكن أن يخوضه الرئيس المصري المنتخب، خاصة بعد أن شعر بالحرج عقب صراعه ضد المحكمة الدستورية العليا التي ألغت قراره بإعادة مجلس الشعب من جديد.



** إسرائيل تتساءل ..محمد مرسى فلاح ساذج أم اخوانجى داهية؟!
لا يزال أمر الرئيس المصري الجديد محمد مرسي يحيّر الإسرائيليين وغيرهم، فمرشح الاحتياط لم يكن ضمن قائمة المرشحين الجديرين برئاسة اكبر دولة عربية، ولم يكن احد قبل شهور يعرف اسمه أو يصرف وقته على ملاحقته بالكاميرا، وبين أبو الفتوح وأبو إسماعيل والشاطر وعمرو موسى وعمرو سليمان واحمد شفيق، كان مرسي مجرد اسم في قائمة المرشحين للرئاسة يتعامل معه الإعلام العالمي والإسرائيلي باستخفاف مثل المرشح المغني الشعبي سعد الصغير.
 وفجأة ولأسباب فنية وبيروقراطية حرم المرشحون الاقوياء من دخول المنافسة وبقي مرسي في مواجه شفيق.
 اسرائيل نظرت الى هذا المرشح كدمية بيد جماعة الاخوان، حتى انها لم توله حقه في الاهتمام الاعلامي، وظلت بعد فوزه تتحدث عن مرشح الاخوان ولا تأتي على ذكر سماته الشخصية، باعتباره مجرد فلاح مصري لا يملك اية كاريزما، وبين الاخوان والمرشد من جهة والمجلس العسكري وطنطاوي من جهة اخرى كانت مصر تنقسم الى نصفين حتى عملية سيناء الاخيرة. صحيفة معاريف اليمينة الاسرائيلية، انتبهت اليوم الى هذا الامر، وافردت مساحة ملوّنة للحديث عن مرسي، ومن هو ؟
وماذا سيفعل ؟
فقالت انه فلاح نشأ في قرية فقيرة يذهب الاطفال فيها الى المدرسة على ظهر الحمار، واليوم هو الذي اطاح في ليلة القدر برموز المجلس العسكري لاقوى جيش عربي موجود !! فتأكد الجميع انه هو الرئيس وليس مجرد دمية بيد المرشد الاخواني.
وقالت معاريف ان محمد محمد مرسي العياط المولود في 20 اب 1951 بقرية العدوة بمحافظة الشرقية شمال مصر من ظهر اب فلاح وام ربة منزل كان يذهب الى المدرسة على ظهر حمار.
في سنة 1978 تعرف على ابنة عمه نجلاء وعمرها 16 سنة وتزوجها وكان اكبر منها بعشر سنوات ثم التحق بجامعة كاليفورنيا في امريكا (University, Northridge California State).

 وقد كان طالبا طيبا ويعمل بجهد كبير وبالتأكيد محافظ جدا ولكنه لم يكن متطرفا وانضم لجماعة الاخوان المسلمين في العام 1977 وضد الحركة الصهيونية، وكتبت عنه الديلي تلغراف ان زوجته نجلاء درست في مدرسة اسلامية في لوس انجلوس وهي امراة متواضعة ترضى بالقليل.
وتذهب معاريف وتكتب عنه صفحات وصفحات عن حياته الحزبية والاجتماعية واعتقاله في العام 2006 خلال تظاهرة مناهضة لمبارك، وبعد ان فاز الاخوان في برلمان مصر عام 2012 سرت الدماء في عروقهم وتشجّعوا للرئاسة، وكان مرسي مرشح احتياط بل محسوبا على جماعة الشاطر من المحافظين في حركة الاخوان .
 وفي برنامجه الاقتصادي اعتمد السوق الحر ووعد بدولة حرة تحترم المدنية وحقوق الانسان وان الاسلام للتشريعات فيها.
وهو بالفعل يعمل على اقامة حالة توازن مع العسكر وحالة توازن في العلاقات الخارجية بل انه دعم ترسيخ العلاقة مع امريكا ودعاهم للاستثمار في مصر بل انه يطلب منحة من البنك الدولي بقيمة 4.8 مليار دولار، ورغم ان حركة الاخوان لا تعترف بوجود اسرائيل الا انهم ورثوا اتفاقية كامب ديفيد ولكن الرئيس مرسي يطالب باعادة فتح الاتفاقية من جديد. 
وليس امريكا فحسب وانما روسيا ايضا تتابع وتدرس شخصية مرسي فقد كتبت انباء موسكو تقول : ان إقالة المشير طنطاوي من منصبه كوزير للدفاع ذلك المنصب الذي شغله لسنوات طويلة وكرئيس للمجلس العسكري والحاكم الفعلي للبلاد عقب تنحي مبارك، ومعه رفيق المرحلة تعتبر الأخطر في تاريخ مصر الفريق سامي عنان، كانت خطوة وصفها البعض بـ "المفاجئة".
ورغم انه منح طنطاوي وسامي عنان نوط الشرف او قلادة النيل الا انه ومن جانب آخر يرى خبراء القانون أنه لا حصانة قضائية للحاصلين على "قلادة النيل" فمن ارتكب جريمة يعاقب عليها وفقاً للقانون، ولا توجد حصانة ضد المحاكمات، وان العفو لا يحدث إلا بعد المحاكمات.
 وأكدوا أن منح المشير طنطاوي والفريق عنان قلادتي النيل والجمهورية إنما تقدير لما بذلاه من جهد خلال المرحلة السابقة وأن هذه القلادة لن تحصن أي منهما من المحاكمة إذا ما ثبت تورطهما في مخالفات للقانون أثناء فترة إدارة المجلس العسكري للبلاد من 11 شباط/ فبراير 2011 حتى تنفيذ قرار الإقالة الصادر من الرئيس محمد مرسي.
يأتي ذلك، فيما تناولت وسائل الإعلام المصري ما وصفته بـ "توقع" عدد من قيادات حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين إجراء تحقيقات مع المشير حسين طنطاوي وزير الدفاع السابق والفريق سامي عنان رئيس أركان القوات المسلحة السابق بعد عيد الفطر. 
ويبدو ان الخطوة القادمة لمرسي هي التي سترسم شخصيته، وليس خطوته المفاجئة ضد المجلس العسكري عقب عملية سيناء، والخطوة القادمة ستقرر اذا كان مرسي سينشغل بتعريف اطار الحكم في عهده او انه سيمضي سنواته القادمة في ملاحقة "فلول النظام" وانتقام الاخوان المسلمين منهم.


ليست هناك تعليقات: