الخميس، 9 أغسطس 2012

الاستخبارات الإسرائيلية متواجدة فى عمق سيناء - ما الحل يا جنرلات؟


... خبير أمني رفيع .. 
 الاستخبارات الإسرائيلية متواجدة فى عمق سيناء 
... وتخترق التنظيمات الجهادية ...



الحادث يمثل تحدياً وجس نبض للرئيس مرسى باعتباره مدنيًا ومن خارج المؤسسة العسكرية ـ فتح معبر كرم أبو سالم قبل تنفيذ العملية بأكثر من 12 ساعة، الذى تم إغلاقه منذ شهور يثير علامات استفهام .. وحجم النيران الذى استخدمتها إسرائيل فى أحداث رفح يؤكد أنها كانت فى حالة تأهب 
■ ـ تحذير تل أبيب رعاياها بمغادرة سيناء قبل وقوع الحادث بــ 7 ساعات يثير احتمالات بتورطها 
■ ـ الإسرائيليون يحاولون تدويل قضية سيناء بحجة أن مصر لا تستطيع السيطرة على قطاع غزة.. ووضع حلول جذرية وواقعية لحل مشكلة الفراغ الأمنى والإستراتيجى فى سيناء ضرورة حتمية 
■ ـ استباق التليفزيون الإسرائيلى ببث التفجيرات فى رفح يرجع إلى مصادر فى جيش الدفاع الإسرائيلى لتواجد محطات إنذار وكاميرات مراقبة فى المنطقة الحدودية 
■ ـ إسرائيل طلبت من الرئيس السابق الدخول فى مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين ومبارك كاد يستجيب لها ـ لابد من تعديل اتفاق ممر صلاح الدين، الذى يربطنا بغزة لأن قوات حرس الحدود الموجودة فيه ضئيلة.. ـ تل أبيب تريد دخول سيناء واحتلال 10 كيلو مترات لتحولها لنقطة عازلة ـ غير مقبول أن تستأذن دولة الثورة بدخول جنودها إلى سيناء.. والإبقاء على بنود كامب ديفيد بعد حادث رفح، كما هى بدون تعديلها مستحيل ـ الإمكانات والقدرات العسكرية للجيش منهكة لانشغاله بالحياة السياسية.. ووظيفة الجيوش حماية الحدود وليست الوقوف فى الميادين، ولابد أن يعود الجيش المصرى إلى ثكناته معززاً مكرماً ـ الإعلام الصهيونى مذهول من الحادث.. ويصوره على أنه معركة حقيقية فى فيلمٍ سينمائى من أفلام هوليوود الاعتداء الإجرامى الإرهابى الخطير، الذى وقع على نقطة أمنية لقوات حرس الحدود بمدينة رفح فى سيناء منذ يومين، وأدى إلى استشهاد 16 عسكريا من القوات المصرية دون ذنب، وإصابة آخرين بإصابات خطيرة أصاب جموع المصريين بالصدمة، وخلف حالة من الحزن لدى الجميع، حيث أخذ هؤلاء على غرة وهم يتناولون إفطارهم لحظة رفع أذان المغرب بعد يوم صيام شاق وطويل. التقت "المصريون" الخبير فى الشأن الإسرائيلى المعروف الدكتور طارق فهمى، رئيس وحدة الدراسات الإسرائيلية بمركز دراسات الشرق الأوسط، الذى أكد أن المشهد السياسى فى سيناء مرتبك، وتحذير إسرائيل فى وقت سابق لرعاياها بمغادرة سيناء دليل على أن الموساد كان على علم بهجوم رفح، مؤكداً أن الاستخبارات الإسرائيلية متواجدة بقوة فى عمق سيناء، مشيراً إلى ضرورة وضع حلول جذرية لحل مشكلة الفراغ الأمنى فى سيناء معتبرا فتح بروتوكول عسكرى بين مصر وإسرائيل ومناقشته الآن أمر عاجل ومطلوب، مؤكداً أن الحادث مخطط نوعى لأول مرة يهدف إلى إحراج الجيش المصرى، مشدداً على أنه لا يصح أن تستأذن دولة الثورة بدخول جنودها إلى سيناء والإبقاء على بنود كامب ديفيد بعد حادث رفح، كما هى بدون تعديلها، وشدد على أنه لابد أن يعود الجيش المصرى إلى ثكناته لأن وظيفة الجيوش حماية الحدود وليست الوقوف فى الميادين.. وإلى نص الحوار: 
■ هل هناك علاقة بين تحذيرات رئيس الوزراء الإسرائيلى لرعاياه من دخول سيناء وتوخى الحذر وبين الهجوم الإرهابى؟ 
ما يحدث فى إسرائيل فى الداخل من حين إلى آخر أنه تجرى مثل هذه التحذيرات، وحدث ذلك قبل تفجيرات العريش وشرم الشيخ وطابا فى عام 2005، بالإضافة إلى حادث رفح. وتتم تلك التحذيرات بناء على أن المحطات الاستخباراتية الإسرائيلية فى عمق سيناء متواجدة بشكل قوى، وبالتالى لديها معلومات واختراقات للتنظيمات الجهادية. 
■ هل هناك تنسيق أمنى بين الإدارة المصرية والفلسطينيين والإسرائيليين لتأمين الحدود؟ 
المرحلة السابقة كان هناك تنسيق أمنى ومعلوماتى واستخباراتى متعمق على مدار سنوات عديدة فى إطار مراحل من السرية غير معلومة وبعد سقوط النظام السياسى السابق كنا لا نعلم حجم العلاقة هل كانت هيكلية أم استخباراتية شاملة لكل ما يجرى على الحدود أم امتدت إلى مجالات أخرى. ولكن كان من المفترض أن تتم مراجعة هذه الأمور الأمنية بعد سقوط النظام وبداية نظام سياسى جديد، وبالتالى لا توجد أى مراجعات لتلك التنسيقات الأمنية على مدار 18 شهراً الماضية. ولكن تجرى لقاءات دورية بين القاهرة وتل أبيب تتم كل 6 أشهر فى منطقتى العريش وبئر سبع بحضور الطرفين وتتم مناقشة الانتهاكات التى نتجت من كل طرف، ومن المفترض أن تلك الاجتماعات تعمل على حل مشكلات عديدة، لكن جوهر ما جرى أن هناك معلومات متعلقة بإدارة إسرائيل للعمليات الأمنية والاستخباراتية فى هذه المرحل. 
■ ما الإجراءات التى اتخذتها إسرائيل قبل حادث رفح بــ 48 ساعة؟ 
طلبت إسرائيل من رعاياها مغادرة سيناء قبل وقوع الحادث بأكثر من 7 ساعات، بالإضافة إلى فتح معبر كرم أبو سالم لأكثر من 12 ساعة المغلق منذ شهور قبل تنفيذ العملية، وذلك يثير علامات استفهام، وأيضاً حجم النيران، الذى استخدم فى أحداث رفح يؤكد أن إسرائيل فى حالة تأهب وكانت على استعداد للعملية. 
■ هل لإسرائيل مكاسب من وراء هذا الحادث؟ 
إسرائيل كفكر استراتيجى فى الوقت الحالى تفكر فى تدويل سيناء لأن مساحتها 56 ألف كيلو متر وتمثل مساحة شاسعة وبصورة أو بأخرى لا تستطيع إسرائيل التحرك فيها دون أجهزة معلومات واستخبارات وشاباك، وبالتالى فى نهاية المطاف من الممكن أن تصل الحالة المصرية إلى تدويل سيناء. هناك منظمات صهيونية مثل "إيباك" فى واشنطن وغيرها هى المسيطر الأول على الإعلام ووسائل الاتصال والجامعات ومراكز الأبحاث فى أمريكا تصرح بأن الفراغ الأمنى فى سيناء يتطلب تدخلاً دولياً وتكون سيناء تحت الائتمان الدولى والدولة المصرية دولة ضعيفة، وليس لديها قدرات على أرض الواقع لحماية حدودها وبذلك تدخل تحت الائتمان الدولى وتدخل قوات دولية تحمى الحدود مع مصر، وبذلك يحاول الباحثون الإسرائيليون تدويل قضية سيناء بحجة أن مصر لا تستطيع السيطرة على قطاع غزة. 
■ اعطنا فكرة عن مناطق تقسيم سيناء وعدد القوات؟ 
المنطقة "أ" بها 22 ألف جندى والمنطقة "ب" 4 آلاف جندى والمنطقة "ج" تضم قوات متعددة الجنسيات وقوات شرطة أما المنطقة (د) ففيها قوات إسرائيلية تصل إلى 4 آلاف جندى. 
■ ماذا عن المنطقة الحدودية "ج"؟ هناك حالة من الفراغ الأمنى فى المنطقة (ج) وهى المنطقة الحدودية، التى وقع فيها الحادث فمصر فى حاجة إلى وضع المزيد من التسليح فى المنطقة الحدودية، وإلى تطوير أجهزة الاستخبارات. وهذه المنطقة تحميها مجموعة من قوات الشرطة المصرية غير المدربة على حماية الحدود بطريقة عسكرية سليمة، وبالتالى هناك فجوة كبيرة فى المنطقة الأمنية الحدودية هناك. 
■ ماذا عن اتفاق ممر صلاح الدين، الذى يربطنا بغزة وما وضع قوات حرس الحدود هناك؟ 
ما جرى على المنطقة الحدودية أنه تم اتفاق ممر صلاح الدين، الذى تم وضع فيه قوات مصرية إسرائيلية، هذا الاتفاق لم يتم مناقشته فى مجلس الشعب وتجنبت الحكومة المصرية ذلك وتحايلت بعمل بروتوكول سياسى مع إسرائيل، وهذا الاتفاق تمت مناقشته فى الكنيست فى 6 جلسات لما له من أهمية ولم يتم الموافقة عليه إلا بعد تأييد الكنيست، وعلى العكس تمامًا تحايلت الحكومة لعدم إدراجه فى جلسات مجلس الشعب عام 2005 خشية رفضه لأنه فى ذلك الوقت كان التيار الإسلامى قويًا وكان من الممكن أن يعترض عليه. 
 وعمل على نشر 750 جندياً من قوات حرس الحدود، وبعد ذلك طالبت مصر بزيادة أعداد الجنود فى تلك المنطقة، ولكن كان هناك اعتراضات فى هيئة الأركان الإسرائيلية بأن مصر لا تنشر جنودها على الحدود بهذه الصورة. ولكن لابد من تعديل ممر صلاح الدين، الذى يربطنا بغزة لأن قوات حرس الحدود الموجودة فيه غير قادرة على حماية الحدود المصرية فهذه القوات وضعت بعد خطة خروج إسرائيل من غزة. 
■ التليفزيون الإسرائيلى أول من بث صور للتفجيرات لحادث رفح.. هل يثير ذلك شكوكاً؟ 
البث المباشر لصور التفجيرات فى رفح الذى نقله التليفزيون الإسرائيلى هو من مصادر فى جيش الدفاع الإسرائيلى بالتأكيد لأن لديهم محطات إنذار وكاميرات مراقبة، وهذا غير متاح للجانب المصرى فى المنطقة "ج"، ولكن فى المناطق الحدودية "أ" و"ب" متواجد وحدات إنذار مبكر. 
■ هل من المتوقع أن تكون هناك أياد إيرانية تعبث فى أمن الوطن المصرى خاصة الجبهة الشرقية، وهذا الحادث بالتحديد؟ إيران بصورة أو بأخرى لديها تنظيمات متواجدة فى عمق سيناء ولكن هناك جماعات جهادية تمرح داخل أراضى سيناء دون ضابط أو رادع مثل القاعدة، تنظيم الجهاد العالمى، الجهاد الفلسطينى، تنظيمات سلفية متشددة، وتنظيمات محسوبة على يسار حركة حماس مثل جيش محمد، وجيش النبى.. 
■ وذلك يطرح سؤلاً هل إيران لها دعم وتمويل فى تنفيذ تلك المخططات الإرهابية؟ 
 حتى هذه اللحظة لا توجد أدلة حقيقية، ولكن هناك شواهد كثيرة مرتبطة بطهران، ولكن خريطة التنظيمات الجهادية فى سيناء عديدة وكان من المفترض أن الأمن المصرى يعمل على متابعتها ومراقبتها فهناك تنظيمات تأتى من غزة، ومن بدو سيناء، وذلك يتطلب أمرين أن تتم مصالحة حزبية ومجتمعية كاملة مع سيناء بعد الثورة، وذلك لم يحدث، الأمر الثانى أنه كان يتم الإفراج عن الكثير من السيناوية المقبوض عليهم، ولكن تم الإفراج عن عناصر من الجهاديين، الذين كانت أياديهم ملطخة بالدماء فى مراحل معينة. ما الفارق بين حادث رفح والسيناريوهات المتكررة بصفة دائمة من قتل الجنود المصريين من قبل إسرائيل فى عهد المخلوع؟ 
حادث إطلاق النار على الجنود المصريين على الحدود فى رفح بسيناء، الذى أسفر عن استشهاد 16 جندياً وإصابة 7 أشخاص هذا مخطط نوعى لأول مرة. 
■ هل هناك رسالة واضحة من حادث رفح؟ 
وما المطلوب من الجيش المصرى فى الوقت الحالى؟ الرسالة واضحة وهى إهانة الجيش المصرى وإظهار القوات المسلحة المصرية غير قادرة على حماية حدودها، لأن تلك العملية تم تنفيذها فى شهر رمضان، والذى يعد ذكرى للمصريين لتحقيق القوات المسلحة النصر على إسرائيل فيه، ولكن غير مطلوب من الجيش المصرى شىء لأنه يتعامل على أرض الواقع ومطالب باتفاق سلام وملتزم ومكبل بــ"كامب ديفيد"، وبالتالى مصر العسكرية "الجيش" ومؤسسات السيادة مقيدة بنهج الرئيس، وبالتالى والكرة الآن فى ملعب الرئيس مرسى، لا يمكن أن تطلب من أجهزة المخابرات العامة والحربية وتطلب من الجيش استخدام كل ما لديهم من سلطة على الأرض فى التوقيت، التى أيادى هؤلاء مرتعشة ولا تملك قرارًا. 
■ ما المطلوب من الرئيس مرسى؟ وماذا عن معبر رفح؟ 
 أن يراعى أمرين هما الوصول إلى نقاش وحوار متعمق مع قطاع غزة وحماس ومراعاة أن تقديرات الأمن القومى المصرى تقتضى إجراءات وقائية واستباقية. وقراره بفتح الحدود أمام القادمين من قطاع غزة طوال الوقت أمر خطير، ولكن لابد من ضبط أوضاع سيناء وحسم موضوع الأنفاق كان من المفترض على الجهات الأمنية قبل أن تفتح معبر رفح أن تعرف "هل ستتحول الأنفاق بين مصر وغزة إلى معابر لتدخل منها المنظمات الجهادية وتعمل على المساس بالأمن القومى المصرى". 
■ جاء فى تصريحات البعض أن مصر سمحت لطائرات أباتشى إسرائيلية تجوب هذه المنطقة لمسحها وتمشيطها.. ما تعقيبك على ذلك؟ هذا كلام فارغ لأن الطائرات أباتشى الإسرائيلية تجوب فى مناطقها فى النقطة الواقعة بين "ج" و"د" ولم تدخل الأراضى المصرية، فالجيش المصرى ملتزم وله مبادئه وله عقيدة أيديولوجيا. 
■ لماذا يتخوف الإسرائيليون المشير طنطاوى وقادة المجلس العسكرى منذ مناورات النجم الساطع، ويعتبرونهم خطراً عليهم؟ 
 المشير طنطاوى فى 25 أبريل الماضى فى ذكرى تحرير سيناء كان هناك مناورة عسكرية لأول مرة بالذخيرة الحية منذ سنوات طويلة فى عمق سيناء، فبتلك المناسبة قال تصريحاً غريباً جداً لم يتطرق إليه أحد "سنكسر يد من يحاول الاعتداء علينا أو الاقتراب من حدودنا أو من يحاول وضع أقدامه على شبر من أرض سيناء" لم يصرح بذلك عفوية فالمسئولون الإسرائيليون لأكثر من 5 أيام قاموا بدراسة هذا التصريح تحت مؤتمر شهير فى إسرائيل "الرئيس يقول" باعتبار فى ذاك الوقت المجلس العسكرى هو الذى يدير البلاد والرئيس هو المشير، فقالوا إن المشير طنطاوى وجيل العسكريين "19" قيادات المجلس العسكرى هم آخر جيل الذى اختبر الحرب مع تل أبيب، فلا تفكروا الدخول فى الوقت الحالى سيناء إلا بعد أن ينهج الجيش. بصورة أو بأخرى يمثل المشير طنطاوى وقادة المجلس العسكرى قلقاً إلى إسرائيل لأن هذا الجيل اختبر الحرب مع تل أبيب على أرض الواقع، وأيضاً منذ مناورات النجم الساطع رغم أنها آخر سنوات فى مصر لم تخدم الجيش المصرى بصورة كافية لأن الأمريكان كانوا يسربون بعض الأخبار ودخلت أطراف عربية مثل الأردن والكويت. إسرائيل فى مراحل معينة طلبت من الرئيس السابق الدخول فى مناورات عسكرية مشتركة بين البلدين، وذلك من الطريف ومبارك كاد يستجيب لها. 
■ لمصلحة من تنفيذ تلك المخطط؟ 
هناك العديد من الأطراف ومنها تنظيم فتح لأن العلاقات مع حماس أصبحت طبيعية وتسير بشكل ممتاز ومن الممكن أن تكون فتح قامت بالترتيب لتنفيذ هذه العملية، وهناك العديد من الجبهات الرافضة لفكرة المصالحة وأبدت العديد من الاعتراضات، وبالتالى توتر أجواء حماس والنظام السياسى المصرى، ومن الممكن أن يكون تنظيم من التنظيمات التى تتبع "حماس" فكراً وأيديولوجياً الرافضة طريقة تعامل الرئيس مرسى المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين مع حماس على أن مصر تمارس دور الأب على الابن. وهناك أطراف إقليمية ومنها إيران ومصلحتها فى ذلك توصيل رسالة للجانب المصرى على أنها غير قادرة على حماية حدودها وأمنها القومى، وبذلك تأتى إسرائيل فى قلب هذه الأطراف لتوتير العلاقات بين القاهرة وتل أبيب. وأعتقد إن إسرائيل ربما كانت على علم بتفاصيل العملية الإرهابية فى سيناء، ولكنها تخشى أن تتورط لأن ذلك سيتبعه إجراءات مصرية ربما لا تكون مرئية للرأى العام فى مصر، ولكن يمكن تفسير ما تم هو تنظيم من قطاع غزة بتنسيق معلومات كاملة من بدو سيناء بفكر جهادى ذى خلفية إيرانية لتنفيذ عملية بتلك الصورة الاحترافية. 
■ كيف ينظر الإعلام الإسرائيلى لحادث رفح؟ 
 الإعلام الإسرائيلى لديه ذهول مما حدث، وينظر إليه كأنه فيلم من أفلام السينما العالمية هوليوود باعتبار المجموعة، التى وراء الهجوم على وحدة الجيش بسيناء تتراوح أعدادهم بين 12 إلى 16 شخصاً وتم تقسيمهم بصورة احترافية ثم اخترقت المدرعة الأراضى الإسرائيلية بهدف تدمير المستوطنة "كوم شالوم" وهى مستوطنة على الحدود، فإذا كانت دخلت بتلك الصورة قبل أن تدمرها إسرائيل فكانت ستؤدى إلى كارثة على تل أبيب. ومنفذو حادث رفح نجحوا فى التوغل لمسافة 2 كيلو فى العمق الإسرائيلى عقب سرقتهم المدرعة من النقطة الحدودية المصرية برفح. وقوات الجيش الإسرائيلى زعمت أنها نجحت فى تدمير هذه المدرعة فور عبورها للحدود المصرية- الإسرائيلية واضطرت إسرائيل تحويل الجنود للتحقيق لتقصيرهم فى تركها تسير بالقرب من مستوطنة "كوم شالوم"، والتى كان من الممكن أن يسفر عنه الكثير من النتائج السلبية، ووقوع جرحى. 
■ ماذا عن اتفاقية كامب ديفيد وتعديل بعض البنود منها؟ 
 لابد أن تطالب مصر فوراً بفتح اتفاق كامب ديفيد على الأقل البرتوكول الأمنى وعلى الأقل حجم الانتشار العسكرى الإستراتيجى لأنه لا يصح لدولة الثورة أن تستأذن من إسرائيل بدخول قواتها إلى سيناء، ومن المفترض أنها أراض مصرية، وحدث ذلك فى حملة تمشيط سيناء وبعد الثورة عندما طالبنا بدخول 800 جندى إلى سيناء. 
■ ولكن هناك كلامًا عن طمع إسرائيل فى احتلال 10 كيلو مترات من سيناء لتأمين حدودها من الإرهاب؟ تل أبيب تريد دخول سيناء واحتلال من 5 إلى 10 كيلو مترات داخل سيناء لتحولها لنقطة عازلة يبدأ بعضها التفاوض على اتفاقية كامب ديفيد، خاصة أن إسرائيل أعدت بنود اتفاقية جديدة منذ 4 سنوات لزيادة حماية الأمن القومى الإسرائيلى والسماح باختراق الأجواء المصرية وتقليص عدد الجنود المصريين. 
■ ما الحل من وجهة نظرك؟ 
مطلوب على وجه السرعة أن تفتح مصر بروتوكولاً عسكرياً مع إسرائيل ومناقشته الآن ولا نريد أحداً من القوى السياسية يقول إن مجلس الشعب أصبح منحلاً فهذا كلام ساذج، لأن الرئيس والسلطة التشريعية متواجدان، لأننا أمام قضية أمن قومى للبلاد ولا يصح الإبقاء على مثل هذا الاتفاق حتى إجراء انتخاب مجلس شعب جديد. ما الذى تحتاجه سيناء فى المرحلة الحالية؟ المطلوب فى الوقت الحالى هو ضرورة وضع حلول جذرية وواقعية لحل مشكلة سيناء، ولابد من الابتعاد فى هذه اللحظة عن أنصاف الحلول التى اعتدنا على طرحها فى مثل هذه الأزمات فسيناء بها فراغ أمنى واستراتيجى كبير وبها مشاكل حقيقية. 
■ هل تؤيد عودة الجيش المصرى إلى ثكناته وأن يترك الحياة السياسية؟ 
الإمكانات والقدرات العسكرية للجيش المصرى منهكة لانشغاله بالحياة السياسية، ولابد أن يعود إلى ثكناته على الفور. إذا بدأ الرئيس مرسى وأجهزة الدولة فى التفاوض من أجل تعديل برتوكول واتفاقية السلام فلابد أن تنتبه مصر العسكرية إلى حماية حدودها لأن وظيفة الجيوش حماية الحدود، وليست الوقوف فى الميادين، ووظيفة الجيش المصرى أن يعود إلى ثكناته معززاً مكرماً، لأنه الجيش الوحيد فى المنطقة العربية، الذى بقى على قيد الحياة لأن الجيوش العربية انهارت سواء السورى أو العراقى أو الليبى.. فبالتالى لا يوجد جيش يستطيع أن يواجه إسرائيل فى أى مواجهة عربية إلا الجيش المصرى، ولكن مصر فى حاجة إلى وضع المزيد من التسليح فى المنطقة الحدودية (ج). تقديرك لرد الفعل المصرى الرسمى على حادث رفح الإرهابى؟ وهل اختلف عما كان فى عهد مبارك؟ 
على المستوى الشكلى هناك اختلاف، ولكن المضمون لم يختلف فى شىء فنلاحظ نفس التصريحات والمواقف وتحليل مضمون للخطاب الرسمى يشير إلى هذا متابعة ملاحقة، وتستطيع أن نقارن بين ما صدر من مواقف باستثناء حالة الحداد، ولكن كنا نتمنى إجراءات معلنة تهدئ الرأى العام فى هذا الإطار.
■ هل الحادث يمثل تحدياً لأول رئيس مدنى يأتى من خارج المؤسسة العسكرية؟ 
-يمثل تحدياً كبيراً ويعتبر جس نبض للرئيس المصرى كيف سيتعامل الرئيس المدنى مع مثل هذه الأمور التى تقتضى وتتطلب بالفعل هناك مجلس دفاع وطنى يشكل من مدنيين وعسكريين ويحتاجه الرئيس إلى مشاورة عسكرية وإستراتيجية ويحتاج إلى خبرات واقعية ودعم العسكريين ويتطلب آليات جديدة للتعامل معه.


ليست هناك تعليقات: