الأربعاء، 29 أغسطس 2012

بوابة "الفرقعة" و حمي "الغيرة من الكبار"."شو إعلامي"



"شو إعلامي"
شعار ترفعه قيادات الإخوان فى وجه 
الخصوم السياسيين منذ سقوط مبارك
                                            

شو إعلامي".. ذلك التوصيف الذي بدأت قيادات جماعة "الإخوان الملسلمين" ترديده فى كثير من المواقف التى يقوم بها شخصيات تتعارض معهم، فى محاولة لتوصيل رسالة محددة، غالبا يكون مفادها أن هذه الشخصيات – التى تعارض الإخوان - يبحثون عن مجد شخصي، يحققون من خلاله شهره وتواجد معين فى الشارع المصري، ربما فشلوا فى تحقيقه عبر طرق أخري.
 ومنذ تواجد الإخوان بقوة فى المشهد السياسى المصري، عقب نجاح ثورة 25 يناير، التى أطاحت بنظام مبارك، تعاملت الجماعة مع عدد من معارضيها بسياسة تشير إلى ما يفيد بأن المعارضة من أجل المعارضة، لا تخدم إلا صاحبها، وبالتالى فلا معنى لذلك إلا أنه "شو إعلامي".
بهذا المعنى، وذاك التوصيف، ردت قيادات عدة داخل الجماعة على الذين يحاولون توصيف الإخوان بأنهم "غير شرعيين" تارة، ويحققون مصالحهم الشخصية تارة أخري، بأن تلك الشخصيات "قلة" تحاول "التشويش على الأغلبية".
 الخبير الإعلامي فى شئون الميديا "ياسر عبدالعزيز"، يفند معني الشو الإعلامي، الذى بات يتردد بقوة فى هذه الآونة، بتأكيده أن هذه العبارة تطلق على المواقف السياسية والاجتماعية التى يتخذها أصحابها بغرض الظهور فقط، وليس لإيمانهم الحقيقى بما يفعلون. كانت ومازالت جماعة الإخوان، أكثر الفصائل السياسية على تردد عبارة "شو إعلامي"، وحدث ذلك اليوم عند تعليق محامى الجماعى عبدالمنعم عبدالمقصود، على تقدم نائب مجلس الشعب السابق المحامى، حمدى الفخرانى بطلب لتأسيس جمعية ومؤسسة خيرية باسم الإخوان المسلمين: إن تصرفات الفخراني تهدف للشو الإعلامي، لأنه مفلس قانونيا وسياسيا. نفس الرد، جاء على لسان عادل العسال، القيادي الإخوانى بحزب الحرية والعدالة بالقليوبية، فى تعليقه على دعوات محمد أبوحامد وتوفيق عكاشة لإسقاط الإخوان، ووقتها قال العسال: إن هذه الدعوات لا تخرج عن كونها زوبعة، تهدف إلى تحقيق الشو الإعلامي، كما تعد بمثابة الأنفاس الأخيرة لنظام مبارك، الذي فشل في تحقيق مراده في إجهاض الثورة وهدم البلاد".
 حول سبب دفاع أي فصيل سياسي عن موقفه باستخدامه عبارة "شو إعلامي"، قال الخبير الإعلامي: "إن ترديد هذه العبارة يرجع إلى سببين أساسيين، أولهما أن عددا كبيرا من أصحاب المواقف يتفننون فى الظهور الإعلامي، لرغبتهم فى إعلان موقفهم، أما السبب الثانى، فيتعلق بأن عبارة شو إعلامي أصبحت طريق تهدف إلى تفسيه البعض من الآخرين". محمود حسين الأمين العام لجماعة الإخوان المسلمين، استخدم أيضا عبارة شو إعلامي، فى تعليقه على مظاهرات 24 أغسطس، وقال إنها دعوات حرق مقار الإخوان أقرب إلى الشو الإعلامي منها عن الحقيقة، وأن أصحاب هذه الدعوات إما مرضي نفسيون أو أنهم موتورون أو مدفوعون. وحين أصدرت المحكمة الدستورية حكمها بحل مجلس الشعب، لم يجد القيادى الإخوانى محمد السروجي، تفسيرا لهذا الحكم سوى أنه "شو إعلامي" منعدم الأثر، ولم يحدد وقتها علاقة الحكم بالشو الإعلامي.
استخدمت قيادات الإخوان توصيف "الشو الإعلامي" أيضا فى التقليل من شأن الزيارات المدنية للواء خالد غرابة مدير أمن الإسكندرية، وكان ذلك على لسان عاطف أبوالعيد، أمين عام حزب الحرية والعدالة فى الإسكندرية، مقللا من شأن خطة مدير الأمن فى القضاء على الانفلات الأمنى بالمحافظة، وقال إنها وهمية أكثر منها حقيقة. ولما كانت الدعوي التى أقامها أحد المحامين المصريين ضد الدكتور محمد مرسي، بخصوص إسقاط جنسية أبنائه قبل ترشحه لرئاسة الجمهورية، تشغل الرأي العام المصرى، وكان الجميع ينتظر تعليقًا واضحا وصريحا من جماعة الإخوان، كان رد محاميها عبدالمنعم عبدالمقصود فى كلمة واحدة، تمثلت فى أن مقيم الدعوى يبحث عن "شو إعلامى".
 ختامًا، فإن تفسيرات الخبير الإعلامى ياسر عبدالعزيز، جاءت لتبرز المعنى الذى يقصده الإخوان –تحديدًا- من ترديد كلمة "شو إعلامى" فى توصيف معارضيهم، حيث بين فى كلمات اتضحت معانيها ما بين السطور، أن معارضى الإخوان، إما أنهم يشتهون إلى الظهور من بوابة "الفرقعة" أو أنهم ضعفاء وأصابتهم حمي "الغيرة من الكبار".




ليست هناك تعليقات: