الأربعاء، 29 أغسطس 2012

حقائق عن مقتل ابن لادن .. فيديو


عميد متقاعد باكستاني: 
 شارك الجيش الباكستاني في عملية تصفية بن لادن


إلتقى برنامج " حديث اليوم" العميد المتقاعد شوكت قادر المتخصص في الشؤون الامنية ومعالجة النزاعات في باكستان الذي اجاب عن اسئلة مندوبنا حول قضية اغتيال اسامة بن لادن والوضع العام في باكستان والعلاقات الباكستانية - الامريكية. واشار ضيف البرنامج الى كتابه الاخير حول الأزمة بين اسلام آباد وواشنطن بسبب موضوع تصفية بن لادن ومصادر الكتاب وفيما اذا تضمن امورا جديدة غير ما نشرته وسائل الاعلام سابقا فقال: حسنا ... لست متأكدا ولكن دعني أقول إني ربما أقدم شيئا جديدا في كتابي حول هذا الموضوع . ويمكنني القول بأنني في بادئ الأمر كنت مترددا في تتبع هذه القصة ولكن بسبب تحركي ومعرفتي الواسعة بالمنطقة القبلية الباكستانية وتحركاتي الواسعة على جانبي الحدود بين أفغانستان وباكستان. وثانيا لست في سن يسمح لي بالسفر إلى هذه المناطق الوعرة وهذا لم يجعلني متحمسا لكتابة هذا الكتاب. ولكن عندما بدأت في خوض التجربة تغير كل ما بداخلي ، لما بدأت اكتشافه من حقائق تتعلق بهذا الموضوع. وهذا الأمر جعلني أواصل تتبع الخيوط لمعرفة الحقيقة.
 وأود أن أقول لك بأنني بالفعل وقفت عند الحقيقة تقريبا. ولم يكن ذلك ممكنا دون موافقة الجهات المختصة في باكستان سواء في وزارة الداخلية أو الاستخبارات . فأنا الوحيد الذي سُمح له بتفقد بيت بن لادن ... نعم لقد سمحوا لي بدخول المنزل وتفقد كل شيء ممكن هناك. وقد ساعدتني بالتحديد أجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية / أي اس أي / ...ربما لم تكن مساعدة كبيرة ولكن كانت مجدية جدا .


لقد قضيت وقتا وسنوات طويلة في المنطقة القبلية ولدي اتصالات عديدة في هذه المنطقة... الاتصالات شملت مستويات مختلفة على مستوى مشايخ العشائر وأيضا القرويين والأهالي هناك.. ومستويات أيضا تصل حتى الى الجنود الذين يخدمون في هذه المنطقة حتى يومنا هذا. فهذه هي المصادر التي اعتمدت عليها للحصول على معلوماتي التي نشرتها في الكتاب المذكور. وقمت بالبحث والتنقيب.. والآن دعني أرد على سؤالك: نعم ..ان أسامة بن لادن كان في هذا المنزل.
وفي وقت ما في عام 2010 لم يكن جهاز الاستخبارات الباكستاني على علم بوجود بن لادن في هذه المنطقة. وهذا ما ذكره الصحفي الأمريكي في مقاله المذكور( فهو اعتمد على المعلومات التي طرحتُها في الكتاب). ووفق بحثي ومعلوماتي أنه بالتحديد في أغسطس/آب عام 2010 توفرت معلومات لدى الجهاز الباكستاني المذكور تشك في وجود شخصية هامة ما تعيش في هذا المنزل. وبدأت بالفعل في تقصي هذه المعلومات وتتبعها. ولكنها لم تكن معلومات ذات أهمية كبرى لذا سارت مجريات التتبع والتحقيقات على نفس الوتيرة ... وفي شهر إما نوفبمر/تشرين الثاني أو ديسمبر/كانون الاول من نفس العام تحولت هذه الشكوك إلى معلومات أقوى بدأ معها يرتفع مستوى التحقيقات ودرجة التتبع. وهناك مصادر في حركة طالبان على صلة بالقاعدة أكدت المعلومات والشكوك بأن هناك شخصية من"القاعدة" وعلى مستوى عال تعيش في هذه المنطقة وبهذا المنزل.
 ولكن عليك أن تدرك بأن "القاعدة" لم يكن لديها أي اتصالات مباشرة مع أجهزة الاستخبارات العسكرية الباكستانية أو حتى مع الاستخبارات المركزية الأمريكية /سي أي إيه / .ولكن "القاعدة" كانت تقوم بالاتصال بعناصر في طالبان والحركة أو بعض عناصرها كانوا على اتصال مع عملاء في الجهاز الباكستاني. وهذا هو مسار المعلومات التي انتقلت من جهة إلى أخرى .. وعن هذا الطريق وصلت نفس المعلومات عن طريق الاستخبارات الباكستانية إلى نظيرتها الأمريكية في إطار التعاون وتبادل المعلومات الاستخباراتية. 
والمعلومات أيضا تشير إلى أن القاعدة قررت في عام 2003 إحالة زعيم القاعدة أسامة بن لادن إلى ما أسميه أنا الى التقاعد ..واختارت باكستان مقرا له لقضاء فترة تقاعده. وهذا القرار اتخذ وحتى أسامة نفسه لم يكن على علم بذلك وكان يعتقد بأنه مازال زعيم هذا التنظيم . وهذا ربما ما كان يشعر به بنفسه. وعندها قرر أسامة العيش مع زوجتيه أمل وشارجيه.. واختار لزوجته الثالثة فريحة بأن ترحل إلى حيث شاءت ..فرحلت الأخيرة مع أبنائها الخمسة في عام 2003 .وكانت في طريق عودتها متخذة إيران كدولة عبور وتم القبض عليها وعلى أبنائها لأنهم كانوا بدون وثائق سفر .ومن بين الأولاد الخمسة قرر نجله حمزة الالتحاق بصفوف القاعدة وقد فعل.. واختفى الأبناء الأربعة .. أما فريحة فقد قررت العودة مرة أخرى لتكون بجانب أسامة . وفي ذلك الوقت كان التنظيم قد صفى أعماله وقواعده في أفغانستان وتم تسليم قيادة "القاعدة" إلى عطية عبد الرحمن الذي قتل في اكتوبر2010.
 وهو نفس الشخص الذي قام باعتقال هذه المرأة وعرضها لتفتيش جسدي وبعدها تم إطلاق سراحها في عام 2011 ..عفوا عطية عبد الرحمن قتل في أكتوبر/تشرين الاول عام 2011..وأَطلق سراحها عندما قال له بن لادن بأنها زوجته وهذا هو الخيط الذي تتبعته أجهزة الاستخبارات الأمريكية وكان الخيط الذي أدى فيما بعد إلى تحديد موقعه وليس الكويتي كما تدعي الاستخبارات. واجاب شوكت قادر عن سؤال حول معرفة الاستخبارات الباكستانية بمكان وجود بن لادن بقوله : كل المسئولين في الأجهزة الباكستانية أكدوا لي بأن أسامة بن لادن كان في هذا المنزل.ولكن لم أطمئن لهذه التصريحات والتأكيدات . لذا كان يجب أن أذهب إلى وزيرستان الجنوبية للتأك بنفسي . وعندها بالفعل اكتشفت أن اسامة بن لادن بالفعل كان على قيد الحياة وأنجبت له زوجته أمل طفلين عندما كان يعيش في منطقة وزيرستان . فأحد أبنائه ولد بالفعل في وزيرستان الجنوبية والآخر ولد في مدينة بيشاور.
 ولكن كانت حالته الصحية قد تدهورت وقدراته النفسية والعقلية أيضا تدهورت بشكل سريع، ناهيك عن المرض المزمن الذي كان يرافقه. ولكن لم تؤثر هذه الحالة على قدراته في إنجاب أطفال حيث أنه كان مرابطا في المنزل معظم الوقت ومتخفيا أيضا ولم تؤثر حالته الصحية ولا النفسية على هذا الجانب... ومعلوماتي المؤكدة تشير إلى أنه وُلد له طفلان آخران في مدينة إيبت أباد.. وكنت على يقين بأنه كان بالفعل يعيش في هذه المدينة. وإجابة على الشق الآخر من سؤالك.. عندما بدأ بتشييد هذا المنزل الذي كان يعيش فيه الرجل في 2004 وتعرضت المنطقة لقربها من منطقة عسكرية لمسح أمني روتيني .ولا تنس بأن هذه المدينة ليست معروفة لمثل هذه القيادة ..على خلاف المناطق القبلية. لذا أوضحت المعلومات التي أفرزها المسح بان مدينة أيبت آباد لم تكن على قائمة المدن التي تتواجد فيها القاعدة. ولم تكن حتى وقوع الهجوم على منزل بن لادن. وأشارت هذه المعلومات إلى أن الأخوين أرشد خان وطارق خان جاءا من مدينة مردان . وبالفعل تم إرسال المعلومات إلى المدينة وتبينت صحة المعلومات من أقارب لهما في هذه المدينة . وأنهم انتقلا إلى ايبت أباد للاستقرار هناك وبناء منزل. وعندما تم تشييد المنزل كانت لديهما المستندات التي تثبت ملكيتهما لهذه الأرض وأنهم اشترياها قانونيا .. لذا لم يكن أي شيء على الإطلاق يثير تحفظات الاستخبارات .
 فهناك بعض وسائل الإعلام الغربية حاولت التهويل بشأن ارتفاع الجدران المحيطة بالمنزل .
وقالوا إنها عالية جدا وملفتة للنظر.. أنا عندما ذهبت بنفسي قمت بقياس ارتفاع الجدران الخارجية وتراوحت ما بين تسعة إلى ثلاثة عشر قدما . وهذا أمر عادي بالنسبة للبشتون، بل على العكس هناك منازل في محيط بيت بن لادن كانت جدرانها تزيد عن ستة عشر قدما . ولم يكن هناك أي شيء يلفت الأنظار مثل حراس أو حراسة من أي نوع حول او داخل المنزل .
فقد حرص أسامة على الالتزام بقواعد معينة أهمها عدم الخروج من المنزل ولم يخرج حتى ولا مرة واحدة .. ولكن شوهدت نساء تخرج مرتديات البرقع ولا تستطيع أن تحدد من هؤلاء النساء أو حتى أولادهم لأنهم كانوا يتحدثون باللغة البشتونية، الأخوان أيضا كانا يعيشان في هذا المنزل مع عائلتيهما وعمهم المسن وعائلته أيضا .. فالحياة كانت طبيعة تماما لم تدع الى أي مجال للشك في أن بهذا المنزل شخصية كأسامة بن لادن.. حتى لوحظ شيء واحد غريب أن هناك شخصا واحدا فقط من خارج المنزل كان يتردد بين الحين والأخر على زيارتهم ويدعى شاه بريز. وكان يقيم في إحدى الغرف الخارجية للمنزل وهو عامل فقير يتقاضى أجره يوميا على عمل يقوم به داخل الجزء الذي كانت تتم فيه زراعة بعض الخضروات والبقول وتربية بعض المواشي وهنا تم تتبع الخيط عبر هذا الرجل. والملاحظ بأنه كان الشخص الوحيد الذي كان يسمح له بالتجول داخل المنزل بين الجزئين .
 لقد كانت هذه من النقاط الحساسة والمهمة في هذا الملف ..ولكن في اعتقادي بأنه عندما تقوم بقتل شخص ما خاصة مثل بن لادن الذي كانت تبحث عنه الولايات المتحدة منذ عشر سنين. لماذا لم تقم بعرضه على وسائل الإعلام ؟
حسنا أنت تقول وفق النظم الإسلامية وهو دفن الميت خلال أربع وعشرين ساعة. ولديك عشرات الصحفيين في إسلام آباد ويمكنك أن تجلبهم عبر المروحيات للمدينة . وكان يجب أن، يتم عرض جثته قبل أن يتم حتى إلقاؤها في البحر.. لم لا ؟
 التفسير حسب الروايات هو أن جثته لم تكن قابلة للعرض وأنت ذكرت صدام حسين في العراق .
فالأمريكان بعدما عرضوه على وسائل الإعلام وبالطريقة المهينة التي نقلتها وسائل الإعلام .. تعالت صرخات في الإعلام وخارجه خاصة في الولايات المتحدة تندد بما تم عرضه وبهذه الطريقة ..وانت تعرف الشعب الأمريكي متقلب المزاج ..ففي لحظة يمكن أن يكرهوا الشخص على أساس أنه عدو لأمريكا وعندما تعرضه بطريقة مهينة قد يتعاطفون معه وإن كانوا فعلوا وقاموا بعرض جثة بن لادن كان سيعرض الحكومة الأمريكية لنقد من الشارع على عدم انسانيتهم بالتعامل مع الجثة .. نعم نحن قتلناه وها نحن نختلف فالأمريكان أو بالأحرى القيادة الأمريكية شعرت بأنها قد تفتح على نفسها بابا من الانتقادات لذا قاموا بالإعلان عن قتله. وفيما يخص الدور الامريكي في عملية قتل بن لادن قال ضيف البرنامج: دعنا نبدأ بما حققه الأمريكان من هذه العملية .. في اعتقادي ان الامريكيين ربما نجحوا بقتل زعيم لم يكن فعليا آنذاك هو المحرك للتنظيم ودفع الأمريكيون خمسة وعشرين مليون دولار مكافاة .. وقسم كبير من المكافأة المذكورة ذهب لدعم تنظيم "القاعدة" في الشرق الأوسط وأحيا خلايا "القاعدة" في كثير من دول الشرق الأوسط في مصر وليبيا وغيرها .
فهناك حركات مسلحة تابعة للقاعدة تعمل الآن وبنشاط في هذه الدول وظهرت كل هذه المشاكل التي تواجهها دول هذه المنطقة. وأصبحت باكستان أيضا هي الجهة التي توجه إليها الاتهامات بأن "القاعدة" انتقلت من باكستان التي لم تقض عليها وصدرت هذه العناصر وبمساعدة حركة طالبان ..ولكن دعني أوضح لك شيئا هاما حول عملية بن لادن .عندما تم اكتشاف والتاكد من مكان تواجد بن لادن تم الاتفاق بين القيادتين العسكرية الباكستانية والأمريكية على التنسيق للقيام بعملية عسكرية مشتركة. فالجيش الباكستاني قرر عدم إشعار الحكومة المدنية بهذه المعلومات حتى ساعة الصفر، إداركا منه بأن أي معلومات تصل للحكومة المدنية يتم تسريبها عبر بعض المسئولين الباكستانيين.. خاصة تجنبوا إشعار وزير الداخلية رحمن ملك بهذه المعلومات. فكان من المؤكد تسريب هذه المعلومات لذا تم التحفظ عليها داخل الأدراج العسكرية.ولكن الامريكيين قرروا القيام بعملية إحادية لضرب المؤسسة العسكرية عبر تشويه صورة الجيش أمام الشعب والحكومة . لذا تجنب الجيش عدم الإفصاح عن معرفته بهذه العملية فأرادت المؤسسة العسكرية حفظ ماء الوجه ... وهذا ما فعله الجيش وقائده فضل الذهاب إلى البرلمان والاعتراف بأن المؤسسة واستخباراتها القوية ارتكبت خطأ في عملية بن لادن.

ليست هناك تعليقات: