الأربعاء، 1 أغسطس 2012

الليبراليون : مزيداً من الديمقراطية يعنى مزيداً من دعم الإسلاميين . فيديو


مدير الأبحاث بمركز بروكينجز الأمريكى: 
 الليبراليون المصريون يمثلون تهديدا للحرية الوليدة بعد الثورة
هزيمة الليبرالية المصرية وانحسارها على لسان ليبراليين مصريين  
العرب والتحول الديمقراطي..ما المشكلة؟  


قالت مجلة "فورين بوليسى"، الأمريكية، إن الليبراليين المصريين خسروا على نحو سيئ فى التدافع على السلطة فى مرحلة ما بعد الثورة، ويمرون حاليًا بحالة إنكار عميق، حتى أن العديد منهم يتبنى نظريات مؤامرة بشأن نوايا الولايات المتحدة. وأشار المقال، الذى كتبه شادى حميد، مدير الأبحاث بمركز بروكينجز، إلى احتجاجات الليبراليين التى استهدفت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، خلال زيارتها لمصر، وكذلك رفض الدكتور والناشط السياسى عمرو حمزاوى لقاء السيناتور الجمهورى، جون ماكين، بسبب مواقفه المنحازة لصالح إسرائيل ودعمه لغزو العراق.
 وقال حميد، إن هذه المعاداة بين الليبراليين تجاه أمريكا ترجع لميلهم للتآمر.. حتى أن أبرز السياسيين الليبراليين واليساريين فى مصر يقولون إن هناك علاقة بين الولايات المتحدة والإسلاميين.. ويزعم الكاتب أن هناك ما يسمى الليبراليون غير الديمقراطيين فى مصر، الذين اعتبرهم يمثلون تهديدا للديمقراطية الوليدة فى البلاد. ويستبعد الكاتب الشكوك، التى تقول إن الولايات المتحدة تدعم الإخوان المسلمين سرا.. وقال إنه على مدى فترة التحول السياسى المضطربة فى مصر، لم يكن شىء ينمو سوى استياء الليبراليين.. وأشار إلى الاتهامات المختلفة بشأن العلاقة المشبوهة بين واشنطن والإسلاميين ومنها اتهامات المرشح الرئاسى السابق أبو العز الحريرى برغبة أمريكا فى تأسيس حكومة دينية فى مصر لاستخدامها كذريعة لغزو البلاد على غرار العراق.
وقد كانت كلمات الدكتور عماد جاد، العضو بالحزب الاشتراكى الديمقراطى، وهو حزب رائد، منتقاة على نحو أفضل، متهمًا الولايات المتحدة بالعمل على تمكين قوى الإسلام السياسى للسيطرة على مؤسسات الدولة المصرية.. وقال الدكتور أسامة الغزالى حزب، رئيس حزب الجبهة الديمقراطية: "نحن نرفض أن يفوز شخص بالرئاسة لأنه مدعوم من الأمريكان"، فى تعليقه على فوز محمد مرسى.
 وكان جاد قد قال، فى كلمات اعتبرها حميد أنها تكن مشاعر معادية لأمريكا وللديمقراطية: "إنها قضية مصرية، ولا شأن لوزيرة الخارجية الأمريكية بها"، معلقًا على دعوة كلينتون للجيش بالعودة إلى ثكناته.
 وأضاف جاد فى مقابلته مع صحيفة نيويورك تايمز: "أننا نعيش فترة غير مستقرة وإذا ما عاد الجيش لثكناته، فإن الإخوان قد يسيطرون على كل شىء". ويشير مدير الأبحاث بمركز بروكينجز إلى أن مخاوف الليبراليين المتزايدة تتلازم مع شكوك الأقباط واشتباههم فى الإخوان المسلمين، بعد عقود من التصريحات الغامضة بشأن حقوق الأقليات. 
 وكان عدد من الشخصيات القبطية البارزة قد أصدرت بيانا خلال زيارة كلينتون للقاهرة يقولون فيه: "رغبة كلينتون فى لقاء السياسيين الأقباط بعد لقائها بقادة الإخوان والسلفيين نوع من الاستفزاز الطائفى الذى يرفضه الشعب المصرى وخاصة الأقباط". 
وقد اتهمت الجبهة الحرة للتغيير السلمى، الولايات المتحدة بالسعى إلى فرض هيمنتها على مصر بسبب بيان 4 يوليو الذى الذى أصدرته السفيرة الأمريكية بالقاهرة آن باترسون قائلة: "إن عودة البرلمان المنتخب ديمقراطيًا، ذلك عقب عملية قررها المصريون، ستكون خطوة مهمة إلى الأمام". 
 ويقول حميد، إن الولايات المتحدة تدعم التحول الكامل للديمقراطية، فيما أن جماعة الإخوان المسلمين الأكبر والأكثر تنظيمًا فى مصر، لذا فإنها تحاول الحصول على الاستفادة القصوى من هذا التحول.. لذا فإن هذا يعنى دعم الولايات المتحدة للإخوان أو بعبارة أخرى "أن مزيداً من الديمقراطية يعنى مزيداً من دعم الإسلاميين".. ففكرة الديمقراطية نفسها أصبحت مسيسة. 
وباعتبار الإخوان حزب أغلبية فإنهم يدافعون بقوة عن حكم الأغلبية.. وعند هذه النقطة، فإن مرسى وغيره من قادة الإخوان يسيرون على خط رفيع بين الديمقراطية والديماجوجية.
 ويقارن الخبير لدى مركز الأبحاث الأمريكى، الوضع الحالى فى مصر بما حدث فى تركيا عند وصول حزب العدالة والتنمية الإسلامى للسلطة عام 2002 ودعم أوروبا والولايات المتحدة له.. حيث كان رد فعل الليبراليين والعلمانيين قاسيا واتخذوا مواقف معادية على نحو متزايد من أمريكا وأوروبا.. واتخذت المؤسسة العسكرية خطابا معاديا للغرب.. حتى أن الانضمام للاتحاد الأوروبى لم يعد فى مصلحة الجيش. 
ويشير الكاتب، أنه كما كان الحال فى تركيا، فهكذا هو فى مصر، فإن مزيداً من الديمقراطية، لا محالة، يعنى مزيداً من هيمنة الإسلاميين.. وبينما يلح علينا السؤال: هل الإسلاميون يؤمنون حقا بالديمقراطية. 
ويتهم حميد صراحة كلا من الدكتور عماد جاد والدكتور أسامة الغزالى حرب بالانحراف عن المثل العليا للديمقراطية، التى زعموا طويلا أنهم يقاتلون من أجلها. 
غير أن حميد يلقى بعض اللوم على الإخوان.. لأن الجماعة بصفتها التنظيم السياسى الأقوى، فإنها مسئولة عن الارتقاء فوق التحزب وعليها بذل مزيد من الجهد لطمأنة المتشككين.. لكن الإخوان اعتقدوا أنهم الأقوى بما يكفى لطرد الليبراليين، وقد كان الطرف الأخير ضعيفاً بالفعل خلال المعركة الانتخابية.. وهو ما بدا أحيانا انقسام أيديولوجى هائل حول السلطة. 








ليست هناك تعليقات: