السبت، 11 أغسطس 2012

مرسى بدا أولى خطواتة لهدم الدولة العميقة وطنطاوى مستسلما


فورين بوليسى: مرسى تفوق على المجلس العسكرى فى التعامل 
مع هجوم سيناء واستغله لصالحه 
 الرئيس جعل المخابرات والداخلية والعسكرى 
فى موقف صعب بإقالة موافى 
 عدم رد طنطاوى يزيد محاولات هدم الدولة العميقة


قالت مجلة "فورين بوليسى" الأمريكية إن الرئيس محمد مرسى تفوق على جنرالات المجلس العسكرى وغلبهم فى التعامل مع هجوم سيناء، مشيرة إلى أن الرئيس استطاع استغلال هذا الحادث لصالحه سياسيا. وفى التقرير الذى كتبه ستيفين كوك خبير شئون مصر والشرق الأوسط بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية، قال إنه بالنسبة لعدد من المراقبين لا تبدو الرواية الرسمية للحادث أنيقة. فالحكومة المصرية نادرا ما تتوصل إلى نتيجة سريعة حول أى شىء إلا إذا كان لدى قادتها ما يخفوه، فينتج عن ذلك قصة غير ناضجة يصدقها قليلون. فرواية مسئولية متشددين إسلامين عن الحادث مناسبة، لكن المتشككين من المصريين يتحدثون عن نظريتين: الأولى أن المجلس العسكرى والمخابرات خططوا للعملية لإحراج الرئيس مرسى، أو أن الموساد الإسرائيلى هو من فعلها، لكن الأكثر أهمية من كل هذا هو الآثار السياسية المهمة وغير المتوقعة لهذا الهجوم.
فقد استطاع هذا الحادث الذى أودى بحياة 16 من قوات حرس الحدود فى رفح أن يكسر الجمود السياسى فى مصر. وتفسر الصحيفة ذلك، قائلة إنه فى بادئ الأمر بدا أن مرسى سيتحمل قدرا من مسئولية الهجوم على الرغم من خطابه الصارم فى أعقابه. فظل بعيدا عن جنازة الشهداء مدعيا أن حرسه كان سيعطلون طقوس الحداد. فطارد المتظاهرون رئيس الحكومة هشام قنديل بوابل من الأحذية. 
ويوم الثلاثاء، بدا أن توقعات مرسى بموت سياسى مبكر سيثبت صحتها، لكن فى غضون 24 ساعة انقلبت الطاولة. وتتابع فورين بوليسى قائلة: ربما كان أمرا حتميا أن تحاول مختلف الأحزاب السياسية والجماعات والفصائل الاستفادة من العنف فى رفح لمصلحتها السياسة. 

فحتى جماعة 6 إبريل وغيرها من الجماعات استغلت الفرصة لتليمع صورتهم السياسية التى بدأت تتلاشى، ونظموا مسيرات قرب مقر إقامة السفير الإسرائيلى بزعم تحمل الموساد مسئولية الهجوم، غير مكترثين لمفارقة التعبير عن التضامن مع قوات الأمن. 
 وفى نهاية اليوم، ومع كل هذه الطرائف، جاء تأليب المجلس العسكرى على الإخوان المسلمين.
 ومنذ أشهر وحتى الآن، بدا أن هذه المسرحية، كما يصفها كوك، لم تنته. فالإخوان طالما حافظوا على رؤية للمجتمع لها صدى لدى الكثير من المصريين لكن ليس لديهم الوسيلة لنقل هذه الأفكار إلى الواقع. والمجلس العسكرى على العكس من ذلك تماما.
 فالضباط ليس لهم نظرة عالمية متماسكة وجذابة، ولكن كان لديهم القدرة على منع أولئك من مراكمة السلطة وتغيير النظام السياسى، والنتيجة كانت حالة من الجمود ميزتها سلسلة من الصفقات السياسية التكتيكية التى تدوم حتى تجبر الظروف الإخوان والضباط على البحث عن توفيق للأوضاع. 
 وتابع: لكن هجوم رفح قلب الموازين. فرغم أن مواقف مرسى بدت ضعيفا، كانت هناك ميزتين مكنتاه من جعل الهجوم فى مصلحته السياسية، منها عدم كفاءة اللواء مراد موافى، رئيس المخابرات العامة، وحقيقة أن مرسى رئيس منتخب شعبيا. 
فقد اعترف موافى أن المخابرات اعترضت تفاصيل الهجوم قبل وقوعه، لكنه لم يكن يتصور هو وفريقه أن مسلما سيقتل مسلما وقت الإفطار فى رمضان، ثم قال بعدها إنه قدم معلومات للسلطات المعنية لاتخاذ اللازم، ويفترض أنها وزارة الداخلية. وربما قصد موافى فى البداية إثارة الشكوك إزاء الإسرائيليين، بغض النظر عن أن هذه النظرية غير صحيحة بشكل واضح، أو ربما لأنها تعكس الرضا عن الذات الذى يعود إلى عهد مبارك.
 وفى كلتا الحالتين، كان هذا الأمر فى صالح مرسى. ويوضح الخبير الأمريكى مقصده بالقول إنه فى عهد مبارك، ربما كان موافى قد نجا من هذه السخافة.
فلا شك هناك إخفاقات استخباراتية خلال عهد مبارك، إلا أن الرئيس السابق وأتباعه كانوا يعتمدون على القوة والدعاية الحكومية للتغطية عليها. 
إلا أن تلك الحيل القديمة لم تعد تجدى نفعا فى مصر الجديدة. فاعتراف موافى وفر الفرصة لمرسى لتنظيف المنزل أى القيام بعملية إقالات للقيادات القديمة. وتذهب الصحيفة إلى القول بأن المجلس العسكرى والمخابرات العامة ووزارة الداخلية فى موقف سياسى فى غاية الصعوبة، فكيف يبررون معارضتهم للرئيس لإطاحته بمن هم مسئولين ظاهريا عن إخفاقات فى منع قتل القوات المصرية.
 وفى مصر الجديدة والأكثر انفتاحا، يطالب الشعب بالمساءلة ومرسى يحقق لهم ذلك وهو ما يفسر لماذا لا يزال المشير طنطاوى حتى الآن مستسلما لمرسى. وحتى الآن يبدو موقف طنطاوى غير مستقر لأنه لو لم يرد بشكل ما، فإنه يشير إلى عدم وجود ثمن لتحدى مؤسسة الدفاع والأمن الوطنى فى مصر، ويفتح الطرق لمزيد من الجهود لتقويض الدولة العميقة.

ليست هناك تعليقات: