الخميس، 2 أغسطس 2012

هل الواقعية هي قلة الأدب.؟.رحمة بالأسرة المصرية.عودوا للدراما النظيفة


دراما تثير الجدل وتخترق المحظور
الانفلات الأخلاقي وصل الشاشات المصرية


الواقعية .. هى 
الألفاظ الخادشة للحياء.. للدراما..
«مالك يا راجل بقيت طري زي الجيلي».

أصبحت الدراما المصرية تعاني من الانفلات الأخلاقي الذي يعاني منه الشارع المصري، الشتائم قاسم مشترك في 90٪ من مسلسلات رمضان، طبيعي جداً وأنت تجلس أمام الشاشة أن تجد مفردات من نوعية «يا ابن الكلب - وابن المركوب - وحياة أمك - ويلعن كذا....» وكأن كتاب الحوار عجزوا عن ترجمة مشاعر الغضب إلا بالألفاظ الخارجة عن حدود الأدب والأخلاق، التي جعلت الكثيرين من أولياء الأمور يجلسون أمام الشاشات وأيديهم علي الريموت كنترول لنقل الوضع علي قناة أخري في حالة خروج الممثل عن النص. في الماضي كان للرقابة دور مهم جداً في القضاء علي هذه الظاهرة، ولم يكن يجرؤ كاتب الحوار أو المخرج إضافة لفظ خادش للحياء، لأن الرقابة كان لها قوة القانون أي خروج يقابل بالحذف، لم يكن هذا علي مستوي الدراما فقط بل علي مستوي كل ألوان الفنون، المسرح والسينما والدراما.. المسرح مثلاً كان هناك لجان تمر، وكانت لها القدرة علي إيقاف العمل لو خرج ممثل عن النص، رغم أن المسرح لم يكن من السهل السيطرة عليه لأن الفنان من الممكن أن يرتجل، ويغير ما يشاء بشكل يومي.
 أما الدراما فكان من الصعب تمرير لفظ لأن الرقابة كانت تشاهده مشهداً مشهداً، وقبل المشاهدة كانت تقرأ النص، أما الآن وعلي ما يبدو أن أي عمل لا يجاز إلا بعد التأكد من وجود ألفاظ خارجة لزوم التسويق، والشيء الأغرب تلك الإيحاءات التي بدأت تدخل عالم الدراما المصرية بشكل مستفز، التي لا نجدها في أي دراما تنتمي لأي جنسية أخري، وكأن هناك من يحاول التأكيد بأن الدراما المصرية لابد أن تكون قليلة الأدب، وبالمناسبة شيئاً فشيئاً وبمجرد أن يعلن السوق الخليجي عن إنتاج ما يكفيه من أعمال لشاشته سوف تمنع الدراما المصرية والسبب معروف مقدماً، وهي أنها تقدم دراما قليلة الأدب، وبالتالي لا مكان لها في أي قناة. ولو نظرنا للدراما التركية والدراما السورية، والدراما اللبنانية، فمن الصعب أن تجد لفظاً أو إيحاءات خارجة، بالعكس الحوار تجده مكتوباً، وكأنه أبيات من الشعر، والألفاظ تختار بعناية، وبالتالي لم تعد للهجة المصرية مفعول السحر كما كان يحدث، لأننا ببساطة شديدة فرطنا في أفضل ما فيها.
المسلسلات المصرية القديمة التي كانت تدور أحداثها في أعماق الحارة المصرية مثل «الشهد والدموع» و«ليالي الحلمية» و«المال والبنون» أو في الصعيد مثل «الضوء الشارد» و«ذئاب الجبل» لم نكن نسمع فيها ما يخدش الحياء، ماذا حدث لكتاب الحوار هل بهذه السهولة حولوا الحارة المصرية إلي مصدر للخروج علي الأدب.
 في الماضي كان المسلسل يصور فتوة الحارة علي أنه الرجل الذي يتصدي للظلم والقهر، رجل بمعني الكلمة، الآن الفتوة تحول بفعل الزمن إلي بلطجي أدواته «المطواه» ومفردات خارجة لا نعرف من أين هبطت علينا، والغريب أن هذه الأعمال الدرامية يشارك فيها مجموعة كبيرة من كبار النجوم، وإذا كان البعض منهم يري أن الواقعية هي قلة الأدب فعليهم العودة إلي أعمال صلاح أبوسيف في السينما وإسماعيل عبدالحافظ في الدراما حتي يتأكدوا أن الدنيا كانت مختلفة، مع العلم نفس القضايا التي قدمها أبوسيف في السينما، وعبدالحافظ في الدراما، هي نفسها التي تقدم الآن، ولكن مع قليل من المعالجة، وزيادة التحابيش ومشاهد الجنس، والألفاظ الخادشة للحياء.
 وإذا كانت بعض القنوات قد اتخذت قراراً بوضع تنويهات بوجود بعض الألفاظ الخادشة فهذه الأمور ليست كافية لأن هذه المسلسلات تصدر للخارج، وما يهمنا ليس تنبيه المشاهدين فقط، لكن يهمنا صورة الدراما المصرية كما قلنا في الخارج، لا يجب أن تصدر مصر دراما بها كلمات من نوعية «يا معفنة» و«يا مقرحة» و«مالك يا راجل بقيت طري زي الجيلي».
 دراما رمضان أصبحت قاموساً للشتائم والألفاظ الخارجة والجارحة، ورحم الله كبار نجومنا الذين كانوا يقدمون من خلال رمضان أعمال تؤكد علي الفضيلة وتعاليم الإسلام السمحة، والأخلاق الحميدة، كانوا قدوة لنا من خلال ما يقدمونه، فالفنان طوال مشواره يصبح قدوة للأطفال والمراهقين، لذلك رحمة بالأسرة المصرية يجب أن نعود للدراما النظيفة الخالية من العنف والانفلات الأخلاقي، وما نشاهده في الشارع المصري، هو نتيجة طبيعية لما نشاهده في الدراما والسينما، وبرامج التوك شو، وليس العكس، ففي الماضي كانت لدراما تنهل من الواقع الآن يحدث العكس، الشارع ينقل ما تقدمه الشاشات.



 دراما تثير الجدل وتخترق المحظور .. بمثابة «الصدمة» 
جاء إعلان مجموعة الـ«إم.بى.سى» وقطر للإعلام والتسويق عن تقديمهما مسلسلاً يروى حياة وسيرة ثانى الخلفاء الراشدين «الفاروق عمر»، لتكسر بذلك حاجزا طالما حال بين الفن وبين شخصيات بارزة فى تاريخ الإسلام، حاجزاً صنعته فتاوى الحظر.
 المسلسل الذى رصدت لإنتاجه أضخم ميزانية فى تاريخ الدراما العربية والتى وصلت إلى ٥٠ مليون دولار لم يخيب ظن صناعه فى الاستحواذ على اكبر مساحات الاهتمام لدى الجمهور الذى جذبه الفضول ليرى سيرة الرجل الذى ارتبط اسمه بتأسيس الدولة الإسلامية من جهة، وبالنموذج الاستثنائى للحاكم العادل من جهة أخرى. 
 ورغم ضخامة الإنتاج فإن الخطوة الأهم التى اتخذت قبل البدء فى بناء الديكورات أو التحضير للعمل- كانت قرار العمل على الفكرة، استناداً على فتوى من عدد من المشايخ، على رأسهم يوسف القرضاوى، ومعه عشرة من علماء الفقه والسيرة، قرأوا السيناريو الذى كتبه المؤلف الفلسطينى دكتور وليد سيف وأجازوه، فى نقلة نوعية لمستوى الفكر الإسلامى ومن إخراج المبدع حاتم على، لكن المسلسل واجهته حملات مقاطعة وهجوم شرس بمجرد الإعلان عن عرضه، وبعدها انتشرت شائعات كثيرة تؤكد وقف عرض العمل إلا أن صناعه كانوا على يقين بأنهم لا يخالفون شرع الله وأن المسلسل يعد فرصة لإبراز صفات عمر فى الوقت الذى نعيش فيه حاليا. على مدار ٣٠٠ يوم بذل المخرج المخضرم حاتم على مجهودا ضخماً لإنجاز مسلسل الفاروق عمر، واعترف لـ«المصرى اليوم» فى حوار طويل بدخوله فى مرحلة اكتئاب فى الأيام الأولى للتصوير، ودافع عن مسلسلة الذى واجه العديد من الانتقادات وما أثير حول حذف العديد من مشاهد العمل، وأكد أن الحذف والإضافة من حقوق المخرج البدهية لأن الإخراج هو الكتابة البصرية

=

ليست هناك تعليقات: