الاثنين، 27 أغسطس 2012

الجنرال أبوالغيط وخبايا ماض مخجل



عــــودة الجنرال أحمــــد أبوالغيـــــط !!


لا أعتقد أن الدبلوماسية المصرية فى حاجة لمواعظ السيد أحمد أبوالغيط وزير خارجية مصر المتقزمة لسنوات طويلة فى عصر مبارك.. ولا يمكن لطفل يحبو ويتعلم أوائل حروف الأبجدية يمكن أن يقتنع بأن «خبرة» السيد أبوالغيط العريضة العميقة التى يسكبها كل يوم على صفحات جريدة «الشرق الأوسط» يمكن أن تكون بحال من الأحوال مفيدة للسياسة الخارجية المصرية لرسم علاقاتها الدولية بعد الثورة. 
 لقد كان أبوالغيط وزيرا لخارجية عربة جمال مبارك الطائشة، ولا ينسى أحد خطاباته الشهيرة للبعثات الدبلوماسية المصرية فى عواصم العالم والتى حاول فيها إقناع الرأى العام العالمى بأن ما يجرى فى مصر ليس ثورة وإنما حركة تخريبية ممولة. 
ولا ينسى أحد تحريض أحمد أبوالغيط للقوات المسلحة لكى تفتك بالمتظاهرين المصريين فى حديثه لقناة «العربية» قبل 11 فبراير الذى لوح فيه بتدخل الجيش المصرى للدفاع عن السلطة ضد من أسماهم المغامرين الذين يريدون انتزاعها.
وقد نشرت فى هذا المكان بتاريخ 13 فبراير 2011 نص البرقيات الصادرة من خارجية أبوالغيط وفيها: برقية صدرت من مكتب وزير الخارجية برقم 177 بتاريخ 3 فبراير وتقول الفقرة رقم 4 منها: 
تكشف اتصالاتنا مع الأجهزة الأمنية أنه يتم القبض حاليا على عناصر أجنبية كما أن هناك معلومات مؤكدة عن مبالغ مالية بالعملات الأجنبية تدفع للمعتصمين للإبقاء عليهم فى أماكنهم.
 وحين وضعت الثورة أوزارها وانخلع مبارك أو كاد كشفت فى هذا المكان عما أطلقت عليه «حركة سفراء الليل فى عزبة أبوالغيط» بناء على استغاثات من دبلوماسيين شرفاء فى الخارجية المصرية قالوا إن الوزير اعتمد حركة سفراء فى اللحظات الأخيرة لسقوط الديكتاتور وحصل على توقيعه عليها على الرغم من أن حركة السفراء العادية لا تعتمد إلا فى مارس وأبريل من كل عام. 
ووفقا لسطور النداء الصادر من الدبلوماسيين الأحرار فإن « هناك عوارا دستوريا وقانونيا فى القرار، لن يجدى معه التحايل بتاريخ قديم، لأن العبرة أن إعلانه جاء بعد إعلان التنحى، ومعلوم أن ترشيح السفير من قبل رأس السلطة يتضمن تفويضا بثقته فى المبعوث.. فإذا كان المفوض قد مات أو خلع أو تنحى يبطل التفويض من تلقاء نفسه.. سيما أنه لم تصدر بعد موافقات من حكومات الدول المعنية على قبول هذا التفويض. وأضاف النداء: القبول بتفعيل القرار الجمهورى معناه القبول بأن مصر ولسنوات أربع مقبلة سيمثلها أيضا بعض الذين كانوا جزءا من المشكلة وتربحوا وأفسدوا وأضروا بمصالح المصريين فى الخارج. 
إذن فالذى يكتب ويعظ ويعرض خبراته على صفحات الجريدة السعودية الآن هو رجل واضح الخصومة للثورة المصرية وما جاءت به من تغيرات ، ومن ثم وبفرض أنه كان عبقرى زمانه فى الشئون الخارجية أيام مبارك، فهو ليس الشخص المناسب للحديث عن مستقبل علاقات مصر الخارجية الآن.. ذلك أن مصر الجديدة لا تضع ضمن أولوياتها تكسير أرجل الأشقاء الفلسطينيين إذا ما فكروا أن يستجيروا من بشاعة الاعتداءات الصهيونية بالفرار إلى مصر، كما أنها لن تقدم على مطاردة نشطاء العالم المحترمين الذين يفكرون فى عبور أراضيها لإيصال مساعدات إنسانية للمعذبين فى الأراضى المحتلة. حدثنا عن خبايا ماض مخجل واترك المستقبل لأصحابه.. أو اصمت واستتر...
 وائل قنديل

ليست هناك تعليقات: