الأربعاء، 15 أغسطس 2012

وفجأة طلعت ماما من تحت السفرة.. العيد قرب .. يا عذاب البنات


العــــيد قرب يا بنـــات؟



الكلمة دي كنت بسمعها وأنا صغيرة، وكنت في قمة سعادتي أول ماما ما تفكرني أن العيد قرب، طبعاً كان بيجي في بالي لبس العيد، والعيدية، وأكل الكحك والبسكويت.. لكن دلوقتي وبعد ما أتخرجت من الجامعة، مفهوم الكلمة أتغير خالص بالنسبة لي، مش عارفه أوصلكم حالي أول ماما ما تفكرني بقرب العيد.. ... كنت فاكره إن رمضان خلص بعزوماته وتعبي ومجهودي فيها، أتاري كنت بضحك على نفسي لما قلت خلاص بقى هرتاح.. أتاري في هم أكبر من شراء الخضار وحرارة الفرن ونااار المطبخ وغسيل المواعين.. "هو الماتش ده مش هيخلص بقي أنا تعبت، أنا حسه أني داخله على نهائيات كأس العالم"!!. 
قبل العيد بأيام بدأت ماما تضع خطتها في تنضيف البيت وغسل السجاد.. ولسه صاحيه من النوم بقول يا هادي وخارجه من أوضتي ملقتشي حاجه في البيت على مكانها.. "الله هي الستائر فين!، والسجاد راح فين!، هو البيت أتقلب كده ليه!، هو ده بيتنا ولا أنا بحلم!". وفجأة طلعت ماما من تحت ترابيزة السفرة.. - مااااامااااا = "يالا أنا شيلتلك سجاد البيت عشان تغسليه، ونزلت كل أطباق النيش عشان تغسليها وتحطيها مكانها تاني، وأبقي حطي علي الميه وانتي بتمسحي ماء ورد، عشان البركه تحل بيتنا، والحيطان أوعي تنسيها ولاد خالتك لما كانوا معزومين عندنا شخبطوا على الحيطه عايزاكي تغسلي الحيطان كويس، وخدي بالك من الكهرباء، وتلمعي أوضة النوم والسفره، ومتنسيش الحمام، ولما تخلصي بقى، وبالليل كده بعد ما ترتاحي تقلبي الدولاب كله وتطبقي الهدوم من أول وجديد".. "لا والله كتر خيرك يا ست ماما.. بتفكري في راحتي، والله ما عارفه من غيرك كنت عملت أيه؟!".. ... مش عارفه أوصف لكم حالي كان عامل أزاي وماما بتشرح لى خطة اليوم، كان هيجيلي شلل أطفال من الصدمة.. قطعتها معترضه: "هو في أيه يا ماما.. هو إحنا بعنا الشقة دي تمليك.. وهنعزل لغيرها ولا إيه؟" (قالت وابتسامة صفراء فاقع لونها على وشها): "لا يا حبيبتي كل سنة وأنتي طيبة العيد قرب خلاص".. "وأنتي طيبه يا ست الحبايب ماشي مقولناش حاجه.. يقرب زي ما هو عايز.. ولا هو لما يقرب لازم أنا اموت يعني؟".. ردت عليا بكل بشراسة وزجرتني بعنف: "عايزه العيد يدخل علينا وإحنا مش منضفين البيت؟" ردت عليها بكل حسرة: "لأ طبعاً أزاي.. ماشي يا ست الكل من عنيا".. سابتني ماما وقلبي يتوجع إهئ إهئ.. ويتحسر إهئ إهئ.. ويتألم إهئ إهئ.. "ايه الهم ده.. ياربي .. هو أنا اخلص من عزومات رمضان أدخل في هم العيد.. عذاب إيه ده بس يا ربي".. ... وبدأت يومي طبقاً للخطة المرسومة التي رسمتها لي أمي.. دخلت لبست اللبس الخاص للتنفيض والغسيل.. ولفيت شعري، وربطت دماغي، وف بالي أغنيه شادية "والله يا زمن" لما كانت بتمسح وتغسل، بشوف نفسي في المشهد ده.. وعشت الدور والإحساس.. بدأت بالريسبشن من مسح وتلميع الأنتريه ومسح التراب، وغسلت الحيطان.. وبعد كده دخلت علي السجاد أبتديت بالصغير ما أنا صايمه ومش قادرة، وقولت الكبير هخليه بعد الفطار.. وماما ماشيه ورايا خطوة بخطوة، وكل شوية تقول: "خلي عندك ضمير"، "اشتغلي بزمة" طبعا مش محتاجة أقولكم إن أصعب لحظة لما يكون مش عاجبها تنضيفي وتخليني أعيد على الحاجة.. بعد كده دخلت على أوضة النوم من تنضيف الملايات والمفارش ومسح الشبابيك، وتعليق الستائر بعد تنضيفها.. وبعد كده دخلت على الحمام طبعاً ماما ورايا هي تأمر وأنا أنفذ، ومسكت الحمام من فوقه لتحته.. ... - "يالا يا هانم المطبخ مستنيكي هو اللي عليه الدور" مش عارفه ليه أول ما بسمع كلمه المطبخ ولا أشوفه بحس بشعور غريب قلبي بيتخطف مني، مع رعشه في الأيدي والأقدام، وشعور بالغثيان.. والمفاجأة بقي اللي ماما فاجأتني بها أول ما دخلت المطبخ..



- "نزلي كل الأطباق والحلل، وأغسلها من أول وجديد، والتلاجة كمان أنا فصلت الكهربا عنها من بعد الفجر علشان تنزل التلج، وبعدين امسحي الأرضية كويس، وبعد كده ترصي الأطباق والحلل مكانها).. لالالالالالالالا والله حرام أنا كنت فاكراها في الأول بتهزر، لكن لقيتها بتكلم بجد، حد يقولي هي الست دي أمي وأنا بنتها فعلا ولا أنا لقيطة؟!.. المهم.. استسلمت للأمر الواقع ودخلت على المطبخ وغسلت كل الأطباق والحلل ورصيتها من جديد.. والتلاجة خدت مني لوحدها ساعتين.. ... طبعا لا يمكن كنت أخلص قبل الفطار.. أذن المغرب.. وبابا حبيبي كان جاييب لنا أكل من برة.. وتقريبا دي الحاجة الوحيدة اللي كانت كويسة طول اليوم.. وإحنا ع الفطار: ماما: "افطري بسرعة.. بلاش لكاعة".. بابا: "ما تسيبي البنت تاكل براحتها.. هي الدنيا طارت؟" أنا: "أيوة.. أنا نفسي في كوباية شاي مظبوطة" ماما بكل غضب: "شاي.. شاي إيه.. إيه الدلع ده.. إحنا لسه ورانا شغل كتير" الغريب في الأمر أنها دايماً كل ما تشرع في عمل حاجة تبتديها بلكمه"إحنا"، وكمان "ورانا".. بتروح فين الـ(نا) دي أول ما نبتدي، حرف النون بيطير في ثانية، وبلاقي نفسي بحارب لوحدي.. ... الساعة الآن الواحدة صباحا بتوقيت القاهرة.. وعلى السادة المقيمين خارجها مراعاة فروق التوقيت.. لكن ماما لم تراعي أي توقيت.. فأخيراً وبعد ما خلصت وصله التنفيض والغسيل.. ولسه باخد أنفاسي.. "قومي يالا حضري السحور.. إحنا تعبنا النهاردة".. " حاااااااضر يامامااااااا" المهم حضرت السحور.. بس مش هي دي المشكلة.. أول ما قعدنا لقيت اللي بيديني علي دماغي بجمله واحدة.. "اعملي حسابك لازم نقوم بدري الصبح.. عشان نعمل أنا وأنتي الكحك والبسكويت العيد".. "إييييييييييييييييييييييييه؟؟" رديت عليها معترضة ومحتجة: "نعم بتقولي إيه يا ماما.." كحك وبسكويت إيه اللى ح نعمله ما هو مغرق كل المحلات في كل حته.. حرام عليكي يا ماما هو تعب وخلاص".. = "عايزين نعمل كحك وبسكويت بالسمنة البلدي" ... وبعدين في أمي بقى، أعمل فيها إيه؟، "هو اللى زهقان من أمه بيعمل إيه؟" على رأي اللمبي... - العيد قرب.. يا عذاب البنات ..





آيـــــــة عبد العزيز ..............  !!!!!!!!!!!
كل ســنة وأنتم طــيبين


ليست هناك تعليقات: