الأربعاء، 8 أغسطس 2012

الأخوان والتحالف السياسى مع الشيعة فى ايران.. فيديو



جذور العلاقة بين الإخوان وإيران 
ظاهرهـا الدين وباطنهـا السياســة 
35 عاماً على ثورة تغير مسارها الثورة الإيرانية.. (الأخيرة)


العلاقة بين جماعة «البنا» والإمبراطورية الإيرانية.. تعود جذورها إلى بدايات تأسيس التنظيم.. فقد لعب «البنا» الدور الأبرز فيما سمى بالمذهب التقريبى بين السنة والشيعة.. وكان يجرى الترويج له تحت شعار «الوحدة الإسلامية» ومحاربة الطغيان والاستبداد.. ونصرة القضية الفلسطينية وطرد المستعمر. 
يقول محمود عبد الحليم عضو اللجنة التأسيسية للإخوان المسلمين: «كانت الطائفة الشيعية على كثرتها تعيش فى عزلة تامة عن أهل السنة.. كأنهما من دينين مختلفين.. مع أن هذه الطائفة تضم قوما من أكرم العناصر المسلمة ذات التاريخ المجيد والغيرة على الإسلام والذود عن حياضه».. وأضاف: «وقد رأى حسن البنا أن الوقت قد حان لتوجيه الدعوة إلى طائفة الشيعة، فمد يده إليهم أن هلموا إلينا.. ولو كانت الظروف قد أمهلت حسن البنا لتم مزج هذه الطائفة بالطوائف السنية مزجا عاد على البلاد الإسلامية بأعظم الخيرات»! وهو بالطبع أمر مقبول.. فهو يتعلق بالتقريب بين مذهبين إسلاميين.. وهو أمر محمود.. ولكن السؤال.. كيف نبتت الفكرة فى رأس «البنا»؟.. وهل كان أول من طرقها فى العصر الحديث؟
وكما يورد الدكتور عز الدين إبراهيم فى كتابه «موقف علماء المسلمين من الشيعة والثورة الإسلامية»: إن الرجل اقتبس فكرته من حركة «جمال الدين الأفغانى» الذى يعد رائد دعوة التقريب بين المذاهب الإسلامية.. ويقال إنه كان شيعيا إيرانيا.. أجاد تغيير زيه ولقبه بحسب الظروف والأمكنة التى قادته قدماه إليها.. وفى شهادة «جمعة أمين عبد العزيز» أحد مفكرى الإخوان المسلمين.. فى مقال له حمل عنوان «عليك بالفقه واحذر من الشرك».. يقول: «لقد تنبه المصلحون من المسلمين إلى الأضرار التى تتعرض لها الأمة الإسلامية بسبب هذا الانقسام.. فراحوا ينادون بوحدة الصف الإسلامى ونبذ أسباب الفرقة بين أبناء الدين الواحد.. وقد تزعم هذه الدعوة فى بدايتها الإمام جمال الدين الأفغانى والإمام محمد عبده.. ثم أخذت الدعوة شكلا جماعيا بعد ذلك فنشأت جماعة التقريب بين المذاهب الإسلامية التى شارك فيها الإمام البنا».
 أما «مصطفى محمد الطحان فى كتابه «الإمام حسن البنا مؤسس حركة الإخوان المسلمين» الذى كتب مقدمته المرشد السابق «مهدى عاكف» فيقول: «لقد نشأ الإمام الشهيد حسن البنا فى وقت ضعف فيه التيار الإصلاحي، فدرس عوامل ضعفه، واستفاد من نواحى قوته، فأخذ أسلوب جمال الدين الأفغانى فى العمل السياسى، وأسلوب محمد عبده فى الاهتمام بالتربية».. وتلك أول شهادة تتحدث عن فكرة الدمج بين السياسة والدين فى الاقتراب من إيران.. تلتها الكثير من الشهادات التى أشارت إلى اكتمال دائرة التيار الإسلامى بهذا الاقتراب الذى قدمه «البنا».. كما قال من قبل «هادى خسروشاهى» رئيس مركز البحوث الإسلامية ومستشار وزير الخارجية الإيرانية السابق قال فى مقال له بعنوان «نظرة إلى التراث الفكرى والاجتماعى للشيخ حسن البنا المؤسس والمرشد للاخوان المسلمين» : «كان نشاط حسن البنا ونهضته فى المبادئ ومفاهيمها المطروحة فى الواقع مكملا للتيار الاسلامى السابق له، والذى كان قد بدأه السيد جمال الدين الحسينى المعروف بالأفغانى فى أواخر القرن التاسع عشر».

 ..إعلان التحالف السياسى مع الشيعة! 
 إذا كان العنوان الذى رفعه «البنا» تأسيسا على أطروحات «الأفغانى».. يدعو لنبذ التطرف والمغالاة.. والتقريب بين دول العالم الإسلامى على اختلاف مذاهبها.. فهذا لا يعدو أن يكون إلا مدخلاً فقط.. للعبة السياسة حالكة الدهاليز.. والدليل على ذلك أن الثورة الإيرانية.. التى سميت بالإسلامية.. حددت ملامحها منذ اللحظة الأولى لرحيل الشاه وقدوم «الخومينى» من منفاه عام 1979.. فقد قدمت دستورا طائفيا بجدارة.. وهو ما يتنافى مع كل مزاعم الوحدة الإسلامية تنافيا فجا.. وقد اعترف «يوسف ندا» مسئول العلاقات الدولية للإخوان بذلك.. ووصف هذا الطابع الطَائفى للدستور بأنَه غلطة أثَرت فى مسيرة الوحدة الإسلامية!.. ورغم هذا الاعتراف.. ورغم هذا التأثير السلبى على الوحدة الإسلامية.. فقد استمرت علاقات الإخوان بإيران قوية فعالة!.. ولم يعد هناك بد.. لا سيما فى الأعوام القليلة الماضية.. من الحديث بوضوح ودون حاجة لرفع شعارات أو عناوين.. تتحدث عن وحدة إسلامية أو عالم إسلامى أو تقريب بين المذاهب.. صار الحديث أكثر جرأة.. فقد خرجت بيانات وتصريحات من قادة جماعة «البنا» تحدد العلاقة مع إيران بأنها علاقة سياسية بحتة.. وتقول: إن العلاقة المذهبية بين الطَرفين أمر لا مجال للحديث فيه.. وهو شىء يدفع بالكثير من الأسئلة:
 هل خرجت الجماعة عن الفكرة الرئيسية التى ارتكز عليها «البنا» فى علاقته بإيران، فكرة التقريب بين المذاهب؟..
 أم أن هذا هو التطور الطبيعى للبذرة السياسية للعلاقة، والتى وضعها «البنا» وكان طبيعيا أن تنمو لتصل لتلك النتيجة الطبيعية؟.. 
يقول «محمود غزلان» عضو مكتب الإرشاد بالجماعة فى مقال له بعنوان «مرة أخرى نحن والشيعة»: «أما موقفنا من إيران وما يصدر عنها فينبغى أن نفرِق فيه بين أمرين: المواقف السياسية، والمذهب الشيعى.. فالمواقف السياسية ينبغى أن نقيسها على قيم الحرية والحق والعدل.. أما موقفنا من المذهب الشيعى فنحن نميل إلى عدم التعرض له بالقدح أو المدح»! ..
بل إن «محمد مهدى عاكف» المرشد العام السابق قال بوضوح فى حوار له بالمصرى اليوم فى 19 مارس 2009: «إيران دولة شيعية، والشيعة ليست مذهبا دينيا، بل سياسى، ومن ثم نتعامل معها على أنَها دولة سياسية لا مذهبية»!.. هنا لا يكون هناك لبس فى فهم أن العلاقة بين جماعة «البنا» وإيران.. هى علاقة تحالف سياسى.. تم تغليفها فى فترة ما من الزمان بغلالة الوحدة الإسلامية وقضية فلسطين.. وصولا إلى لحظة تم إزاحة الغلالة.. وصار الحديث «على المكشوف».. علاقة المصالح والوصول إلى الأهداف.. وذاك بالضبط هو مبدأ «التقية».. أحد المبادئ الرئيسية فى العقيدة الشيعية.. والذى يبدو أنه صادف هوى عند «الجماعة» فاعتمدته مبدأ.. تعاملت به فى علاقتها مع إيران وغيرها.. حتى فى خطواتها فى الداخل المصرى.. وراجعوا كل شهادات المنشقين مؤخرا عن «الجماعة».. والذين أفاضوا فى الحديث عن هذا الأمر
.

 «الجماعة» و«الخومينى» دعم متبادل! 
 إيران «الخومينى».. منذ بدأت أيامها الأولى.. حرصت على تصدير ثورتها الإسلامية لدول الجوار.. ولأنها أدركت أن العائق الكبير أمامها هو مذهبها الشيعى فى محيط سنى.. فقد كانت مصلحتها تحتم دعم الأحزاب السنية، لا سيما فى منطقة الخليج.. ومساعدتها لتعزيز دورها والاستفادة من تأثيرها.. وبالطبع لم تكن لتفوت فرصة دعم حليف قديم.. حتى قبل أن تصبح إيران جمهورية إسلامية.. جماعة «البنا».. ولم تكن لتفوت فرصة مد أذرعها فى مصر.. ولم تكن لتقف أمام اختلاف المذهبين.. 
فتلك أمور شكلية، تتوارى أمام المصالح المشتركة.. والدور الموعود، الذى لم تكف إيران عن الحلم به منذ العصور الفرعونية قبل الميلاد! وعلى الجانب الآخر.. لم تكن «الجماعة» لتضيع تلك الفرصة الذهبية التى لاحت فى الأفق.. ففى نهاية السبعينيات وبداية الثمانينيات.. كان هناك الكثير من الضباب يغطى الأفق أمام «الجماعة» فى الداخل.. كان هناك زعيم تم اغتياله.. 
وتجرى محاولات مستميتة من جانبها لغسل يديها من شبهة دمائه حتى ولو كانت من بعيد.. وكانت تتحسس الخطى حتى يجرى توريطها بشكل أو بآخر فى تلك القضية.. وفى أفضل الظروف، فقد كانت تتوقع الكثير من التضييق على رجالها.. وأموالها التى تجوب القارات دخولا وخروجا.. فى تلك اللحظة كانت «الجماعة» فى أمس الحاجة إلى من تستند إليه.. ومن يقوم بتأمين ظهرها، إذا جد فى الأمور شيئًا.. ولم يكن أمامها أفضل من إيران.. وهنا التقت الرغبتان، فكانت البداية! الحقيقة أن «الجماعة» كانت قد بدأت السعى إلى هذا «السند» منذ أن لاحت فى الأفق بوادر نجاح الثورة الإيرانية.. فهم يجيدون قراءة الحركة على الأرض فى مثل تلك المواقف.. ويستطيعون استنتاج ما قد يؤدى إليه التحرك.. فسعت إلى «الخومينى» فى منفاه فى فرنسا.. عندما كانت البوادر على الأرض الإيرانية تشير إلى اقتراب نهاية الشاه.. وأعلنت «الجماعة» دعمه وتأييده والاحتفاء بدعوته الثورية.. وقد ذكر يوسف ندا فى لقاء له على قناة الجزيرة بأن: «الإخوان المسلمين شكلوا وفدا التقى بالخومينى فى باريس قبل عودته إلى إيران لتشجيعه ودعمه، وأن التنظيم كان على علاقة بأعضاء من مجموعات الخومينى قبل الثورة الإيرانية، وكانت تتم بينهم لقاءات فى أمريكا وأوروبا»! وبعد رحيل الشاه فى يناير 1979.. وعودة «الخومينى» فى فبراير 1979.. كانت الطائرة التى تقل وفد «الجماعة» هى الطائرة الثالثة التى تهبط فى مطار طهران.. بعد طائرة الخمينى وطائرة أخرى.. بحسب تصريح يوسف ندا.. ولم تضع «الجماعة» الفرصة.. فكان تأييدها للثورة الإسلامية فى إيران تأييدا صارخا وفوريا.. يقول القيادى الإخوانى «عصام العريان» لجريدة الشرق الأوسط: «إن جماعة الإخوان المسلمين أيدت الثورة الإسلامية فى إيران منذ اندلاعها عام 1979 لأنها قامت ضد نظام حكم الشاه رضا بهلوى الذى كان منحازا للعدو الصهيونى».. وهو ما يدفعنى للسؤال.. هل الانحياز للعدو الصهيونى يشكل دافعا فى عقيدة «الجماعة» للوقوف ضد كل «منحاز»؟.. وإذا كان الأمر كذلك، فهل يعنى هذا وقوف «الجماعة» ضد الولايات المتحدة الأمريكية، أكبر منحاز لإسرائيل فى العالم؟.. أترك لكم التعليق كما ترون!!
.. ترجمة ولاية الفقيه إلى العربية!..
*«الرسول ينتخب إيران للقيادة» تلك عبارة لم يقلها «الخومينى».. ولا قالها أى متحمس منفعل بالثورة الإيرانية وقتها.. كتبها الدكتور «راشد الغنوشي» فى مجلة «المعرفة» الناطقة باسم حركة الاتجاه الإسلامى والتى تعرف الآن بـ«حركة النهضة».. فى مقال حمل هذا العنوان «الرسول ينتخب إيران للقيادة» قال : «إن إيران اليوم بقيادة آية الله الخمينى القائد العظيم والمسلم المقدام هى المنتدبة لحمل راية الإسلام.. وبنجاح الثورة فى إيران يبدأ الإسلام دورة حضارية جديدة.. فمصطلح الحركة الإسلامية ينطبق على ثلاثة اتجاهات كبرى: الإخوان المسلمون، الجماعة الإسلامية بباكستان.. والتى أسسها أبو الأعلى المودودى والتى كانت على نهج الإخوان المسلمين، وحركة الإمام الخمينى فى إيران»!.. وتلك العبارة الكاشفة تعكس إلى أى مدى تأثرت «الجماعة» وفروعها بتلك الثورة.. التى أفاض «فتحى يكن» بتعديد مثالبها.. فأسماها «الصحوة الإسلامية».. وأفاض فحصر روافد تلك الصحوة فى ثلاثة مدارس هى:
 *مدرسة البنا ومدرسة سيد قطب ومدرسة الخومينى!.. فالوصف الحقيقى لتلك الحالة التى انتابت هؤلاء فى أنحاء مختلفة من العالم.. هى حالة عدم التصديق.. تماما كما حدث فى مصر.. بعد حصول «الجماعة» على أكثرية برلمانية.. ونجاح الدكتور «مرسى» رئيسا لمصر.. حالة انبهار ممزوج بتعالٍ.. وصار شعارهم «لا صوت يعلو على صوت السلطة».. تزايدت الرغبة فى إبعاد الآخر.. حتى وصلت إلى حالة مرضية من الانفعال عند سماع صوته.. أو رؤية صورته.. أو الإحساس به يتحرك على الأرض.. وتطورت إلى ما يستدعى تدخلا طبيا.. بعدم الاعتراف بما ليس جزءا من تلك «الجماعة»! المرشد الأعلى الحالى فى إيران «خامنئى».. الذى استفز جموع المصريين إبان الثورة المصرية.. عندما وجه خطابا بالعربية للشعب المصرى.. بارك فيه الثورة الإسلامية فى مصر.. وبالطبع لم تكن كذلك، بالمرة.. «خامنئى» كان قد ترجم كتابين لـ«سيد قطب» إلى اللغة الفارسية عام 1979 وكانت الثورة الإيرانية توشك أن تضع أوزارها.. أما «على أكبر ولايتي» الأمين العام للمجمع العالمى للصحوة الإسلامية ومستشار «خامنئى» فى مقابلة له مع وكالة أنباء مهر الإيرانية: «طبعا كان لإيران ومصر أثرا متبادلا، فكما كان للسيد جمال الدين دور فى نشوء الصحوة الاسلامية فى مصر وبروز شخصيات من قبيل المرحوم الشيخ محمد عبده وعبدالرحمن الكواكبى ورشيد رضا، فكذلك ترك الإخوان المسلمون فى وقتهم أثرا على الحركات الإسلامية فى إيران.. إن سماحة قائد الثورة قام قبل الثورة بترجمة عدد من كتب سيد قطب إلى الفارسية، وبعد الثورة أيضا تمت ترجمة كتاب ولاية الفقيه للإمام الخمينى إلى العربية، حيث ترك أثرا مهمًا فى الصحوة الاسلامية بالعالم العربى خاصة مصر»!.. وهنا يصبح لزاما على أن أسأل: ما الصحوة التى قصدها السيد ولايتى التى تركها كتاب ولاية الفقية فى العالم العربى، خاصة مصر؟!.. أو يجدر بى التوجه بهذا السؤال إلى مرشد «الجماعة»!
 ** اقرا ايضاً : 35 عاما على ثورة تغير مسارها.. الثورة الإيرانية.. 
** نظام ما بعد الثورة.. الحرس الثورى والانتكاسة الكبرى! 
** ثورتان بينهما مرشد وإمام فى مصر و إيران...

علاقة الاخوان المسلمين بالشيعة وإيران




؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛


ليست هناك تعليقات: