الاثنين، 20 أغسطس 2012

لايوجد ما يسمي بمصطلح أخونة الدولة ، إنما يوجد مشروع النهضة



هل هو مشروع لنهضة مصر أم أخونتها أجيبونا؟
 الثورة علي نظام الرئيس مرسي لمعتقداته 
 خطر وأمر مرفوض


في تقديرنا أن حزب الحرية والعدالة أخطأ عندما ترك الدكتور محمد مرسي يستقيل من رئاسته عقب فوزه بمنصب رئيس الجمهورية ،ونري أن جماعة الأخوان المسلمين أخطأت عندما أجبرت من صعدتهم لرئاسة مجلسي الشعب والشوري والجمهورية أيضاً أن يستقيلوا من مواقعهم القيادية بالجماعة والحزب المشار اليه ،اخطأت لكون أن ما فعلته ضد العقل والمنطق وطبيعة الأشياء والواقع. وما فعلته الجماعة التي نحترمها يذكرنا بمنطق المخلوع حسني مبارك وأجهزته عندما كانوا يتعاملون مع الجماعة كتنظيم محظور في العلن ،ويفاوضونها سراً ويسمحون لها أن تخوض الأنتخابات البرلمانية ،وأن تكون جزء من النظام ،في وقت كانت فيه أجهزة مبارك أيضاً تعتقل كوادرالأخوان وتحاكم قيادات الجماعة عسكريا ً، وكان اعلام مبارك الرسمي يسميها بجماعة الأخوان المسلمين المحظورة والآن الواقع في مصر يقول أن من يحكمون وطننا ينتمون لجماعة الأخوان المسلمين ،والقوي السياسية تنظر اليهم هكذا ،والعالم كله يتعامل معهم علي هذا الأساس ،وهُم أنفسهم ترشحوا في الإنتخابات الأخيرة التي أُجريت في مصر علي أساس أنهم ينتمون لجماعة الأخوان ،لكن علي الرغم من تلك المعطيات فأن حزب الحرية والعدالة يعتبر نفسه قدم تلك القيادات مع برامجها الإنتخابية هدية لمصر ،وذلك بعد أن تقدمت تلك القيادات باستقالاتها من قيادة الحزب فور نجاحها في تلك الإنتخابات ،حيث تركها الحزب تعمل لصالح مجموع الشعب المصري بغض النظر عن طيفه أو لونه أو عقيدته ،وهي بلاشك رؤية نبيلة للغاية من الحزب ،لكن ما نراه في الواقع المصري لم يرتقي الي نبل رؤية قادة حزب الحرية والعدالة وجماعة الأخوان .
 ومن هنا نجد حملات منظمة من قبل قوي طائفية وليبرالية وعلمانية ورجال اعلام وأعمال ضد القيادة الشرعية التي تحكم مصر ،حيث يوجهون لتلك القيادة اتهامات بأنها تسعي لأخونة الدولة ويواصلون في حملاتهم تحذير الرأي العام من الأخوان ،وكأن الأخوان رجس من عمل الشيطان يتوجب علي أبناء شعبنا الذين وثقوا فيهم أن يجتنبوه ،ولا نعرف ما هذا الهراء ،وما هذه الآراء الشاذة فاقدة الأتزان التي تصدر عن صبية وناقصي وعي ومنافقين ومغرضين وطائفيين بحق جماعة وثق فيها الشعب وجعلها تتصدر المشهد السياسي وتمثل شرعية الحكم ،وما هذا النوع من الديمقراطية الشاذة التي يحاولون أن يرسخوها في وطننا ،ديمقراطية قلة الأدب و تشويه سمعة الآخر بالحق وبالباطل ،وعندما يلجأ الآخر للقانون يرمونه بمحاولة مصادرة الحريات.
 حضرات السادة والسيدات ،من المهم أن نلفت أنتباهكم الي أن الرئيس محمد مرسي لديه برنامج للنهضة هو برنامجه الإنتخابي الذي وضعه حزب الحرية والعدالة ،ووضعته قيادات جماعة الاخوان المسلمين من أجل إنقاذ مصر ،ومن أجل تنفيذ مطالب ثورتها، وذلك علي أعتبار أن جماعة الأخوان أهدت مصر هذا البرنامج، ورشحت الرئيس الدكتور محمد مرسي لكي يعمل علي تنفيذ هذا البرنامج ،وعلينا أن ننتظر ثمار برنامج النهضة وفق مراحله التي تعهد بها السيد الرئيس الدكتور محمد مرسي عندما طرح نفسه مرشحاً للجماعة والحزب علي موقع رئيس الجمهورية،وقال انه سيحترم التعددية والحريات ويبني دولة ديمقراطية حديثة تحترم القانون ولاتميز بين اهلها .
 وعلي من يستهبلون ويرددون كالبغبغاة مصطلح أخونة الدولة أن يعلموا أن للسيد الرئيس الدكتور محمد مرسي برنامج نهضة لمصر وضعه الأخوان وأهدوه الينا كشعب ،وبدورنا أخترنا هذا البرنامج ومن يمثله رئيساً للجمهورية ،وعندما ينفذ دكتور محمد مرسي هذا البرنامج الذي أنتخبه الشعب علي ضوء ما ورد فيه ،وهو برنامج قومي ممتاز فهذا ليس معناه أخونة الدولة وأنما معناه القيام علي مصالح الشعب وبلورة إرادته وتنمية الوطن والنهوض به في شتي المجلات .
 وفي مواجهة ما نقرأ علي صفحات الفيس بوك وتويتر ونشاهد في بعض الفضائيات من تطاول وقلة أدب علي السيد الرئيس محمد مرسي وصحبه وحكومته ،وهذا التطاول المشار اليه يصل الي الوقيعة ما بين ابناء الوطن وتحويل الخلافات السياسية الي كراهية علي أساس الدين ،فأننا لانملك هنا سوي أن نهيب بكل من يهمهم أمن مصر القومي أن يتدخلوا بالقانون لوضع حد لسلوكيات كل من يريدون العبث بأمن الوطن .
 وعلي الجميع أن يعلموا أن الرئيس الدكتور محمد مرسي ومؤسسات الشعب المنتخبة يمثلون أحزاب مدنية ووصلوا للسلطة عبر أنتخابات ديمقراطية نزيهة شهد لها العالم أجمع ،ولم تكن تلك الإنتخابات طائفية بأي شكل من الأشكال ،وأعترف للدكتور مرسي بفوزه خصمه الرئيسي والوحيد في انتخابات الاعادة الفريق أحمد شفيق وهنأه بهذا الفوز، وأكد لنا ذلك الفريق احمد شفيق في رد بعث به لشبكة الاعلام العربية محيط امس تبرأ خلاله من الدعوة لتظاهرات يوم 24 اغسطس الجاري ،وما دام الأمر هكذا لماذا تخرج علينا عناصر تروج للثورة علي نظام الرئيس مرسي بغير الحق ،وهي تؤكد لنا ان دعوتها تستهدف الرئيس بسبب معتقداته وليس شيء اخر ،وهنا الخطر والأمر المرفوض .
 ونقولها بوضوح الا وهي :إن شعب مصر العظيم لن يسمح ثانية لأي شخص أيا كان أو لأية جماعة اياً كانت أن تستأصل تيار أساسي في المجتمع وهو التيار الإسلامي ،وأن من يعيشون أوهام الإستئصال الآن قد آن لهم أن يتوقفوا عن تلك الأوهام ،وبدلاً من التحريض للعصف بنظام ديمقراطي يقوم علي عيش حرية عدالة اجتماعية ،بدلا من ذلك عليهم ان يعملوا وسط الناس ويستعدوا للإنتخابات المقبلة ،لكي يقنعوا الشعب ببرنامجهم الانتخابي مثلما فعل الاخوان وأقنعوا الناس لتنتخب منهم من يقودون الوطن . أيضاً ،كما سبق وقلنا بوضوح أنه لايوجد ما يسمي بالدولة العميقة ،وأن هذا المصطلح اطلقه كتاب وساسة غاياتهم صك المصطلحات الوهمية وركوب الهواء لا أكثر ،وقلنا ان الدولة العميقة تمثل ضمير الشعب الذي أنتخب الأخوان وآخرين ليقودوا مسيرة الثورة ،وأثبتت الأيام صحة ما قلناه عندما طير الرئيس الدكتور محمد مرسي صاحب الشرعية كل من تصور البعض أنهم أقوياء ورموز لتلك الدولة ،طيرهم خلال ساعات وأمتثلوا لأوامره مشكورين أمتثال الجندي الشجاع النبيل لقائده ،فأستحقوا عن جدارة التكريم الذي أقيم لعدد منهم ،وأستحقوا احترام الشعب لهم ،لدورهم في حماية الثورة. والآن أعيد القول بأنه لايوجد ما يسمي بمصطلح أخونة الدولة ،وإن شاء الله عقب مرور الأربعة أعوام وتنفيذ الرئيس الدكتور محمد مرسي لبرنامجه الإنتخابي سيكتشف أبناء مصر أن من نادوا بهذا المصطلح وصكوه وأطلقوه ،فعلوا ذلك لأعتبارات ذاتية وخارجية ولا علاقة لها نهائياً بمصلحة الوطن ،وإن برنامج دكتور مرسي وهو برنامج وضعه الاخوان كان بالفعل نهضة حقيقية لمصر ،ساعتها نرجو ان يتذكر كل من يقرأون هذا المقال أننا قلنا أنه لايوجد ما يسمي بمصطلح أخونة الدولة ،إنما يوجد مشروع النهضة ،والذي كان مشروعاً حقيقياً وأينعت ثماره.


ليست هناك تعليقات: