الجمعة، 17 أغسطس 2012

وسقط "نظام الأسدين".. كمين للجيش الحر وأسر 3 ضباط من القوات الجوية فيديو



بالفعل .. سقط "نظام الأسدين"
 لكن توقيت إعلان هذا السقوط، بات بيد الروس والأمريكان


ليس هناك من محلل أو مراقب سياسي إلا ويدرك عن يقين وإيمان، أن نظام بشار الأسد قد سقط بالفعل منذ أن بدأ يدك المدن والقرى والضياع السورية عشوائياً، وبصورة إجرامية لا تستهدف سوى القتل انتقاماً من الشعب الذي ثار لكرامته .. ومنذ تيقن العالم كله أن الشعب السوري لم يعد مستعداً لمجرد الاستماع لأي مبادرة تدعوه للحوار مع هذا النظام.
وهكذا أصبح الهدف الغائي لكل أبناء سوريا، هو التخلص من "نظام الأسدين" وإسقاطه وعدم السماح بعودته وأمثاله إلى الأبد، ومهما كان الثمن. وبغض النظر عن أن ميزان القوة العسكرية يميل الآن لصالح كتائب الأسد، غير أن هذا لم يزحزح الشعب السوري قيد أنمله- على ما يبدو- عن صراعه من أجل إسقاط هذا النظام.
والدليل على ذلك أن الصمود الذي يبديه هذا الشعب ممثلاً في مقاومة جيشه الحر لكتائب الإجرام الأسدية، وقبول مدنييه بالتضحية بأرواحهم ومدنهم وقراهم، بات يمثل جداراً صلباً يرفض أي مبادرة تدعو للحوار مع هذا النظام الذي لم يرع للدين حرمة ولا للمواطن كرامة. ليس صحيحاً ما يدعيه بعض المتابعين للشأن السوري وبخاصة في الغرب، عن أن ما يجري في سوريا هو حرب أهلية شاملة. ذلك أن طرفي الصراع هما "نظام الأسدين" وجيشه النظامي الذي جرى إعداده وفق مخططات أعدها مؤسس هذا النظام حافظ الأسد من جهة، وبين كافة أطياف الشعب السوري الذي انتفض مطالباً بحقوقه في العيش بحرية وكرامة، والتخلص من الفساد الذي استشرى في مؤسسات الدولة وقادتها بشكل سرطاني. وادعاءات النظام بأن الحرب القذرة التي يشنها الآن على الشعب السوري، إنما تستهدف العصابات المسلحة التي تعمل لصالح جهات داخلية وخارجية بهدف إخراج سوريا من محور المقاومة (الذي أعلنت أطرافه أنه أقيم بدعوى التصدي للمطامع الصهيوأمريكية في المنطقة) .. هي ادعاءات كاذبة ولا تمت للحقيقة بصلة. والدليل على ذلك أن الثورة السورية حين انطلقت من مدينة درعا كانت سلمية مائة في المائة، واقتصرت شعاراتها آنذاك على مطالبة بشار بالإصلاحات السياسية والاقتصادية التي وعد بها الشعب السوري حين اعتلى سدة الحكم عام 2000. لكن بشار ونظامه وجيشه لم يكونوا- في حقيقة الأمر- مُعدِّين للتعامل بمنطق التفاعل مع متطلبات الشعب ومحاولة حل مشكلاته سلمياً .. وإنما القوة المفرطة التي استخدمها والده، حين تعامل مع انتفاضة الشعب السوري في الربع الأخير من القرن الماضي .. كانت المنار الذي درج بشار على الاهتداء به، حين يُواجه بأي نوع من المشكلات سواء داخل سوريا أو في لبنان، الذي ظل يخضع لمخابرات "نظام الأسدين" وجيشه لسنوات طويلة. وكلنا يذكر مبلغ الدمار الذي ألحقه حافظ الأسد بمدينة حماة، وعدد الشهداء الذي تجاوز 25 ألف شهيداً (في المتوسط) .. وقعوا صرعى تلك القوة المفرطة التي استُخدمت فيها قذائف الدبابات وراجمات الصواريخ والطيران الحربي في تدمير تلك المدينة. إذن ما يحدث في سوريا الآن، هو ثورة شعب بكامل أطيافه على نظام فاسد أُسِّس على مبادئ طائفية مقيته .. وليس حرباً شاملة كما يدعي الغرب ممثلاً في أمريكا، وكما يتخوف الشرق ممثلاً في روسيا !!!.
ولعل من سوء حظ هذا الشعب أن الموقع الجيوسياسي والاستراتيجي الذي تتمتع به سوريا، أصبح مطمعاً ملحاً للشرق والغرب على حد سواء. فكلاهما يتعاملان مع المشكلة السورية من منظار مصالحهما في المنطقة وليس لوقف القتال بين المتصارعين. فروسيا ترى أن سقوط نظام بشار الأسد، يعني القضاء على ما تبقى من نفوذها ليس في سوريا فقط وإنما في المنطقة كلها لصالح الغرب.
وكلنا يعلم أن النفوذ الروسي في المنطقة ينحصر حالياً في سوريا، حيث توجد في ميناء طرطوس القاعدة البحرية الوحيدة للروس، ما يعني أن فقدانهم لها .. حرمانهم من الإطلالة الوحيدة لهم على مياه البحر المتوسط. أما موقف أمريكا من المشكلة السورية فتحكمه أسباب أخرى أهمها الحفاظ على أمن إسرائيل كما ذكرنا، وهذا لا يتأتَّى إلا بإضعاف سوريا اقتصاديا وعسكرياً وفك ارتباطها بإيران وإخراجها من الحلف الثلاثي "إيران- سوريا- حزب الله"، الأمر الذي يحول- إن تحقق- دون وصول الدعم المالي والعسكري الإيراني لحزب الله اللبناني عبر الأراضي السورية، والذي تعتبره إسرائيل عدوها الأول في المنطقة.
وليس من شك أن قدوم نظام جديد يحل محل نظام بشار ولا يرتبط بإيران وحزب الله، سوف يصب في صالح إسرائيل حتى ولو إلى حين. وقد ترتب على مواقف الغرب والشرق من المشكلة السورية، ظهور تخوفات حقيقية من وجود تفاهمات أو اتفاقات صريحة أو ضمنية بينهما لا شك أنها ستؤدي لنتائج كارثية بالنسبة لسوريا. ولعل من أظهر تلك التفاهمات توافقهما على إطالة الصراع بين النظام والثوار السوريين بهدف إضعاف الجيش السوري، والقضاء على البنى التحتية لاقتصاد سوريا والعودة به إلى الوراء لعقود طويلة، تماماً مثلما حدث في العراق. وهذا يعني - إن حدث - استمرار اعتماد سوريا على روسيا إذا ما انتهى الصراع ببقاء بشار الأسد في الحكم بصورة أو بأخرى.
أما إذا سقط نظام بشار فسوف يكون مكسباً للولايات المتحدة وإسرائيل ولكن بعد أن تطمئنا إلى إضعاف سوريا عسكريا واقتصاديا إلى الدرجة التي تطمئن إليها إسرائيل. والمعروف أن سوريا ظلت حتى قيام الثورة، الدولة العربية الوحيدة التي تتمتع بقدر من القوة العسكرية التي تقلق إسرائيل إلى حد كبير. كما أن التحالف الذي عقدته دمشق مع إيران وحزب الله اللبناني، زاد من (تخوف) الشرق والغرب (معاً) على أمن إسرائيل ووجودها، وبخاصة في ظل التصريحات العديدة التي أطلقها الرئيس الإيراني نجاد وما زال حول ضرورة إزالة الكيان العبري من المنطقة، وفي ظل المواقف المعادية التي يتخذها حزب الله (على الأرض) ضد هذا الكيان، والتي تمثل خطراً حقيقياً على الأمن الإسرائيلي.
ولعل هذا (التخوف) هو من أهم المبررات التي تدفع كلا من أمريكا وروسيا للاتفاق على إضعاف سوريا إلى الحد الذي لا تشكل معه خطراً حقيقياً على إسرائيل. ولا نعتقد أن أية خلافات أخرى بينهما يمكن أن تقف عائقاً أمام هذا الاتفاق، بدليل أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اصطحب معه- في آخر زيارة قام بها لإسرائيل- عدداً كبيراً من رجال الأعمال والسياسيين الروس ومن كل التخصصات، ما يعني وجود رغبة روسية جامحة لتوطيد العلاقات مع إسرائيل، وإرسال رسالة تطمين لها مفادها: أن الكرملين حريص على أمنها وسلامة وجودها في المنطقة، تماما مثل حرص أمريكا. وليس بعيداً عن هذا السياق القول بأنه، إذا ما كان ثمة أمل ما زال يداعب خيال هؤلاء، في أن تَصدُق إيران وحزب الله في وعودهما بشأن استمرار العمل على إزالة إسرائيل من المنطقة .. فإن هذا الأمل قد تلاشى تماماً بالنسبة لـ"نظام الأسدين" .. هذا إن لم يكن موجوداً (أصلاً) في ضوء الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري وحجم الدمار الذي لحق بمدنه وقراه واقتصاده، والذي ما كان ليقع لو دخل بشار هو وحلفاؤه الأيرانيين وحزب الله حرباً شاملة مع إسرائيل. والدليل على ذلك، تلك الحرب القذرة التي ما زال يشنها على الشعب السوري، مستخدما كل ما في ترسانته الحربية من دبابات ومدرعات وراجمات صواريخ وطيران حربي في دك المدن والقرى والضياع في كل أنحاء سوريا دون استثناء كما ذكرنا. ولا يخفى أن إسرائيل التي تضع دائما أسوأ الاحتمالات، وتتصدى لأي خطر يهدد أمنها ووجودها .. هي التي تدفع أمريكا وروسيا لاتخاذ مواقف تبدو في ظاهرها متعارضة، لكنها في الحقيقة متوافقة .. حول إضعاف سوريا عسكريا واقتصاديا حفاظاً على الأمن الإسرائيلي، هذا فضلاً عن أهداف أخرى يسعى كل من الدولتين (روسيا وأمريكا) لبلوغها، نتيجة إطالة أمد الصراع بين جيش النظام والجيش السوري الحر.

كمين للجيش الحر وأسر 3 ضباط من القوات الجوية




ليست هناك تعليقات: