الأربعاء، 4 يوليو 2012

الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في إضراب عن العمل، ويعتصم فى قرطاج



الرئيس التونسى يضرب عن العمل بسبب«انتقاص صلاحياته»
 نعتت وكالة الانباء الفرنسية الرئيس التونسي بـ «الطرطور» 
 الرئيس المرزوقي يعيش حاليا في حالة من العزلة السياسية


أعلن الرئيس التونسى المنصف المرزوقى إضرابه عن العمل، عبر الامتناع عن توقيع الوثائق وإبرام الاتفاقات وإصدار القرارات، مرجعا ذلك إلى انتقاص صلاحياته وعدم استشارته من جانب الحكومة فى قرارات يعتبرها «مصيرية».
ونقلت هيئة الإذاعة البريطانية «بى.بى.سى» عن المرزوقى قوله إن قرار تسليم رئيس الوزراء الليبى السابق البغدادى المحمودى إلى بلاده «غير دستورى»، موضحا أنه لم يستشر فيه. وفى غضون ذلك، بدأ مساعدو الرئيس التونسى والموظفون بديوان الرئاسة، أمس الأول، تنفيذ إضراب عن العمل، احتجاجا على عدم تلبية جملة من مطالبهم المهنية والمادية، وفقاً لموقع «أنباء موسكو».
رئيس بدون صلاحيات
*الرئيس التونسي يضرب عن العمل ويعتصم في «قرطاج»
في سابقة لم يعهدها تاريخ الرؤساء والساسة، دخل الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في إضراب عن العمل، حيث قرّر عدم الإمضاء على أي وثيقة أو قرار أو مرسوم يعرض عليه، نتيجة ما يعتبره اعتداء على صلاحياته التي ضمنها له القانون المؤقت لتنظيم السلطات الذي صادق عليه المجلس الوطني التأسيسي. وعلمت «البيان» من مصادر قريبة من الرئيس المرزوقي أنه مضرب عن العمل ومعتصم داخل مكتبه في قصر الرئاسة بقرطاج، وهو لا يفكّر في الاستقالة حاليا، من أجل تفويت الفرصة على جهات تحاول دفعه للتخلي عن منصبه كرئيس لتونس. 
 وأعلم المرزوقي عددا من زواره و المقربين منه أنه قرر الإضراب عن العمل احتجاجاً على ما يعتبره «اعتداء على صلاحياته ».
 وتصاعد مستوى الخلافات بين رئيس البلاد ورئيس الحكومة حمادي الجبالي على خلفية تسليم آخر رئيس للوزراء في النظام الليبي السابق البغدادي المحمودي، وعندما حاول المرزوقي استعادة بعض صلاحياته من خلال إعلانه عن عزل محافظ المصرف المركزي مصطفى كمال النابلي، فوجئ باستمرار النابلي في عمله، و بإعلان مسؤول كبير في مكتب الجبالي عن رفض الحكومة القرار الجمهوري بعزل المحافظ. وصرح النابلي أن المرزوقي غير قادر على عزله ، وأن إعفاءه من وظيفته لا يتم إلا عبر المجلس الوطني التأسيسي.
عملية تهميش
في هذه الأجواء المشحونة، قالت مصادر مطلعة لـ: «البيان» إن المرزوقي شعر بأنه يتعرض لعملية تهميش مقصودة، وأنه رئيس بدون صلاحيات.
وكان رئيس كتلة حركة النهضة بالمجلس الوطني التأسيسي الصحبي عتيق قال ببرنامج تليفزيوني في وقت سابق: «لوكنا نعرف أن لرئاسة الدولة صلاحيات ما كنا لنتخلى عنها ونحن أصحاب الأغلبية » وأكدت المصادر ذاتها أن « المرزوقي كان سيلقي كلمة للشعب التونسي أواخر الأسبوع الماضي ،غير أن رئيس حركة النهضة الإسلامية الحاكمة راشد الغنوشي أقنعه بضرورة الصمت و تهدئة الوضع». و في تعبير جديد عن الخلاف الحاد بين المرزوقي والحكومة أعلن وزير الخارجية رفيق عبد السلام عن التراجع عن قرار تمكين مواطني المغرب العربي من الحريات الخمس في تونس ، وهو القرار الذي كان تبنّاه الرئيس المرزوقي و اعتبره قضيته الشخصية. و جاء موقف وزير الخارجية بعد إعلان الجزائر عن رفضها العمل بالمثل و عدم السماح لمواطنيها الدخول الى التراب التونسي ببطاقة الهوية الوطنية. و يرى المراقبون أن الرئيس المرزوقي يعيش حاليا في حالة من العزلة السياسية ، الأمر الذي أصبح محل تندّر الإعلام المحلي ، ومصدرا للنكات في الشارع و على مواقع التواصل الاجتماعي ، 
كما نعتت وكالة الانباء الفرنسية الرئيس التونسي ب يعتقد المهتمون بالشأن التونسي أن حركة النهضة جمدت تعاملها مع المرزوقي نهائيا ، وأن الخلافات بينهما وصلت إلى طريق اللاعودة ، و أن إدراك المرزوقي لحقيقة الوضع الجديد هو الذي دفعه إلى الإضراب عن العمل و الاعتصام في مكتبه في انتظار أن تتدخل بعض الأطراف المحلية و الدولية بينه و بين قيادة الحزب الحاكم و رئاسة الحكومة.
وتابع رئيس المجلس الوطني التأسيسي مصطفى بن جعفر الأحداث بكل اهتمام خصوصا و أنه كان يرى نفسه الأجدر برئاسة الدولة ، و هو يرى نفسه اليوم المستفيد الأول مما يدور في الساحة السياسية التونسية بين المرزوقي والجبالي.


ليست هناك تعليقات: