الأربعاء، 4 يوليو 2012

كيف تحصن نفسك أمام الإعلام القذر؟ - فيديو



"كيف تحصن نفسك أمام الإعلام القذر؟"
 من فعل ماذا متى وأين؟؟، 
 لا بد أن تكون الإجابة على هذه الأسئلة الأربعة
 في صيغة المُعرّف لا في صيغة المُجهَّل
 ورفض أى رواية لا يوجد لها مصدر مُعرّف
صيغة المُعرّف لا صيغة المُجهَّل.اعلام صادق .


كتب الإعلامى يسري فودة قبل قليل على صفحته على موقع التواصل الإجتماعى "فيس بوك" مجموعة من النصائح للتعامل مع الفبركة والتضليل الإعلامى وهو ما وصفه فودة بـ"الإعلام القذر"، كتب يقول :" مجموعة نصائح سريعة إلى أبناء وطني يدفعني إلى التفكير فيها ما نراه الآن من تدليس وما نسمعه من شائعات طبائعها مختلفة، وكذلك أشكالها وأهدافها.

هذه النصائح مجردة عن أي انتماء سياسي أو فكري أو ديني، وإنما هي تأتي من إيماني بأن أي "إدارة" متعمدة لـ "الخبر" لتحقيق هدف بعينه، هي في الواقع تدخّل وقح في فطرة الأمور ومن ثم هي آلة إنتاج لجراثيم تضر حتماً بأي مجتمع.
علينا أولاً أن نتذكر الفارق دائماً بين هذين المنتجين:
*أولاً، الرأي: وهو ما تكفل له الحرية المطلقة كافة القوانين والأعراف والتقاليد في العالم كله شرط أنه لم يدخل بصاحيه إلى دائرة السب والقذف وشرط أنه لم يتعد على حرية الآخرين.
- تبدأ الخطورة هنا إذا:
لم توضح وسيلة الإعلام أو صاحب الرأي أن تلك مساحة للرأي شخصية، تحتمل الصواب وتحتمل الخطأ.
خلط صاحب الرأي عامداً أو غير عامد بين رأيه الشخصي ووقائع بعينها دون أن يشير إلى أن تلك هي قراءته الشخصية وأنها ليست "معلومة" أو "خبرا" زفه إلى القارئ.
نقل صاحب الرأي ما يمكن أن يدخل في دائرة "الخبر" دون أن يراعي الشروط المهنية لنقل الخبر.
لم يكن لدينا قارئ واعٍ لديه من الثقافة الإعلامية ذلك الحد الأدنى الذي يمكن أن يبدأ في تكوين حائط من المناعة أمام تلك الاحتمالات وغيرها.
ونصحيتي هنا هي: أعط كل صاحب رأي فرصة، بل احرص على متابعة الأصوات المختلفة بغض النظر عن انتماءاتها، أو ما تظن أنه انتماءاتها، السياسية أو الفكرية أو الدينية، ولكن فقط إلى أن يثبت لك أنه حاول عمداً أن يخدعك. عندئذ أسقطه تماماً من حساباتك، فتلك مسألة تتعلق بالمبدأ، والمبدأ شرف.
* ثانياً: الخبر، وهو عصب العمل الإعلامي وخبزه وملحه. إن صح صحت معه العملية الإعلامية وإن فسد فسدت، ومن ثم فإن قواعده أكثر صرامة من قواعد الرأي، كما أن المس بقواعده أكثر خطورة من أي منتج إعلامي آخر، تزيد الخطورة في حالات التوتر السياسي والاجتماعي، كهذه الحالة التي نمر بها في مصر الآن، ومهما تغيرت الحالة تبقى القواعد ثابتة، لا بد للخبر أن يجيب على أربعة أسئلة على الأقل:
من فعل ماذا متى وأين، وباستثناء حالات نادرة يكفلها القانون و المنطق، لا بد أن تكون الإجابة على هذه الأسئلة الأربعة في صيغة المُعرّف لا في صيغة المُجهَّل.
حين ترى أو تسمع هذه الصيغة الأخيرة لا بد أن "يلعب الفأر في عبك" و لا بد أن تتساءل عن منطق الغياب: لماذا يتكرر استخدام تلك الـ"مصادر مطلعة"؟ و لماذا لم يذكر الخبر متى بالتحديد قال ذلك المصدر كلامه ذلك؟ أهو جهل أو قلة خبرة لا يساعدان الصحفي على التمييز أو على مقاومة المصادر الدخيلة؟ أم أنه كسل يمنعه من التأكد من مصادر أخرى؟ أم أنه غرض يدفعه إلى الاستسلام أو حتى إلى الاختلاق؟ والنصيحة هنا هي تنشيط قرون الاستشعار حين تغيب الإجابة عن واحد أو أكثر من تلك الأسئلة الأربعة، فإن لم تقتنع بوجاهة الغياب فإن أضعف الإيمان ألا تساهم فيما يمكن أن يكون مؤامرة صغرى عن طريق نقل "الخبر" المبتور و لو حتى إلى أقرب الناس.
إذا فعلت هذا فإنك تقعل تماماً ما يريده هؤلاء الذين يمكن أن يكونوا وراء تلك المؤامرة الصغرى. تذكّر دائماً: النار تأكل بعضَها إن لم تجد ما تأكله. وسوى هذه الأسئلة الأربعة الأساسية هناك سؤالان آخران يزيدان الأمور تعقيداً، هما كيف ولماذا، تنتقل الإجابة عليهما بالخبر الخام إلى أشكال أخرى معقدة من المنتجات الإعلامية كالريبورتاج والتحقيق والتوك شو وغيرها، وهو ما يزيد التحدي أمام المتلقي.
ابحث دائماً، مهما اختلفت الأشكال، عن المصدر. مهمة الصحفي المهني أن يساعدك في هذا الاتجاه، فإذا لم يساعدك - لأنه جاهل أو لأنه كسول أو لأنه مغرض - فلا بد لك من أن تساعد نفسك بنفسك. أولى خطواتك على هذا الطريق هي رفض رواية لا يوجد لها مصدر مُعرّف. و ثانيها البحث عن مصادر أخرى إن توفرت، فإن لم تتوفر فإن أحداً ما في الغالب يريد أن يدير وعيك.
هذه المسألة تبدو معقدة، لكنها في الواقع أبسط مما تبدو. "الكدب مالوش رجلين" و نحن محظوظون لأننا نعيش اليوم في عالم صغير ملئ بالمنتجات التقنية و بمصادر لا حصر لها للمعلومة و الخبر. كن ذكياً و اختر لنفسك من المصادر تلك التي انتصرت في اختبار الزمن و الأزمة فاستطاعت أن تحتفظ لنفسها بالحد الأدنى من المصداقية التي استحقتها عبر فترة طويلة. ينطبق هذا على المؤسسات مثلما ينطبق على الأفراد، داخل مصر أو خارجها.
و أخيراً، تذَكّر دائماً مرة أخرى أن النار تأكل بعضَها إن لم تجد ما تأكله. يذكر أن الإعلامى الكبير يسرى فوده كان قد أوقف برنامجه "آخر كلام" على قناة On Tv قبل أسابيع قليلة دون عرض التفاصيل أو الأسباب التى دعته لاتخاذ هذا الموقف، مكتفيا بالقول:" " أوقفت برنامجي لأني أحترمكم. التفاصيل تهمني وحدي ولا يهم المشاهد سوى عملي".
 يسرى فودة:
الإعلام المصرى القذر , الصورة لا تكذب ,



ليست هناك تعليقات: