الثلاثاء، 3 يوليو 2012

هل تتحول حدائق الشيطان الى سلة للغذاء ومنبع للتنمية ما بعد الثورة ؟ فيديو



حدائق الموت تودع الألغام 
 النظام السابق تعمد عدم إزالة الألغام
 الشعب أرادإسقاط النظام فأسقطه
إننا في الصحراء الغربية نريد تنمية حقيقية بدون مخاطر
المخطط القومي للتنمية العمرانية لمصر


المخطط القومي للتنمية العمرانية لمصر.


أخيرا بدأت المرحلة الثانية لإزالة الألغام علي مساحة‏71‏ ألف فدان بغرب مصر‏,‏ بتكلفة‏23‏ مليون دولار‏,‏ لكن الجديد أن الفساد الذي كان يغلف المرحلة الأولي لن يتكرر‏.
لكن بعد أن كلف مصر الكثير, فالأراضي التي تم تطهيرها تم بيعها بثمن بخس لحفنة من رجال الأعمال, ولم يستفد منها الاقتصاد القومي, أو الشعب المصري. القصة يسردها عبدالستار مجيب رئيس الجمعية الزراعية بالضبعة, مشيرا إلي أن منطقة الساحل الشمالي الغربي كانت سلة الغذاء للإمبراطورية الرومانية حتي جاءت الحرب العالمية الثانية فتحولت الصحراء الغربية بمصر لساحة حرب, وحقل ألغام, وقدر عدد الألغام بنحو23 مليون لغم تسببت في خسائر بشرية جسيمة, وعرقلة خطط التنمية بعدم استغلال نحو248 ألف هكتار من أجود الأراضي الزراعية الصالحة لجميع المحاصيل, خاصة الفاكهة والخضراوات المتنوعة, علاوة علي أن هناك ثلاثة ملايين لغم, منها ما تمت زراعته خلال فترة الهدنة من الحرب لاتزال موجودة حتي وقتنا هذا, ومع مرور الوقت أصبحت غير مستقرة واشتهرت بحدائق الشيطان أو أراضي الموت لصعوبة معرفة أماكنها لتحركها لأماكن متاخمة بفعل الرياح الشديدة, والسيول, والكثبان الرملية المتحركة, وقد حصدت أرواح أكثر من14 ألفا ما بين ضحايا ومصابين بعاهات مستديمة, ومازالت تسبب لنا أخطارا جسيمة, حيث إنه ما بين الحين والآخر نصحو علي انفجار أحدها في بعض الأشخاص, خاصة الأطفال خلال رعيهم الأغنام. وأوضح عبدالستار مجيب أنه وفق أحدث دراسة علمية تذخر منطقة الألغام بالعلمين بأكثر من420 نباتا وعشبا طبيعيا, بعضها يتسم بالندرة ويستخدم في صناعة الأدوية, بالإضافة إلي تعرض آلاف الزواحف والحشرات والحيوانات البرية للخطر والانقراض, بعضها من الفصائل النادرة ومحمية باتفاقيات دولية, مؤكدا أن تكلفة إزالة الألغام المصرية ـ كما سمعنا كثيرا ـ تصل إلي ستة مليارات دولار علي الأقل, كما أعلنت جهات عالمية متخصصة. 
 جريمـــة حـــرب 
ويقول يونس عبدالكافي نقيب المعلمين ووكيل الإدارة التعليمية بالضبعة: إن هناك تعمدا من الإهمال السياسي والإعلامي لقضية الألغام المصرية, مع أنها جريمة حرب لكونها من الأسلحة الفتاكة التي لها تأثير طويل الأمد علي الشعوب بعد انتهاء الحروب لتعريض حياة السكان وثرواتهم لأخطار جسيمة, وقد تركت أثرا عميقا لدي الكثيرين بالمنطقة وتزايد أعداد الضحايا باستمرار, وأن النظام السابق تعمد عدم إزالة الألغام حيث إنه في عام2005 تم اختيار مصر رئيسا للجنة الدولية لحل مشكلة الألغام, وأعلنت في وقتها عن انتهاء هذه المشكلة خلال عام, لكن القائمين علي اللجنة كان غالبيتهم من رجال الأعمال المصريين الفاسدين واستغلوا الموقف لمصلحتهم الشخصية, فبدلا من إزالة الألغام وتطهير أراضي الساحل الشمالي, قاموا بالاستيلاء علي آلاف الأفدنة وشرعوا في بيعها قبل الثورة لمستثمرين خليجيين بملايين الجنيهات, ورغم ذلك لم تطلهم يد الحساب ومازالوا يعيثون في الأرض فسادا, وجرائمهم في زيادة مستمرة بالمنطقة, حيث كانت لهم اليد العليا في تفاقم الأزمة والتحريض في الهجوم علي موقع المحطات النووي للاستيلاء علي أرض الموقع التي تصل مساحتها إلي11.5 ألف فدان, وأكد عبدالكافي أن الحكومة لو كانت جادة أو لديها العزيمة للقضاء علي هذه المشكلة واستصلاح أكثر من مليون فدان أراض زراعية لفعلوا, خاصة أن الوثيقة الثالثة من اتفاقية جنيف تلوم الدول المتسببة في إزالتها وتطهير الأراضي, حيث إن موادها من27 إلي32 تنص علي أن الدول المنتصرة والمهزومة مسئولة عن تطهير أراضي المعارك, والحفاظ علي المدنيين والموارد الطبيعية, وترك الأرض آمنة ونظيفة. 
 تنميـــة الصحـــراء 
أما المهندس عبدربه عثمان رئيس المجلس الشعبي المحلي السابق, فيؤكد أن عدم إزالة الألغام بالساحل الشمالي منذ ما يقرب من سبعين عاما أدي إلي عدم الاستفادة من المياه الجوفية الصالحة للشرب والأراضي الخصبة التي كانت منزرعة قبل الحروب, وتصل مساحتها إلي850 ألف فدان, علي غرار ثورة25 يناير فإن الشعب كان يريد إسقاط النظام فأسقطه, وإننا في الصحراء الغربية نريد تنمية حقيقية بدون مخاطر, فإنه يوجد بالصحراء نسبة60% من إجمالي الغاز الطبيعي المصري, وأن شركات البترول الموجودة حاليا بالمنطقة تستوعب30 ألفا من الأيدي العاملة المتنوعة من خارج أبناء محافظة مطرح, وأنه لو تمت إزالة الألغام وتطهير الأراضي سيتضاعف إنتاجنا من البترول, بالإضافة إلي تشغيل عشرات الآلاف من العاطلين بالمحافظة, وإننا كمواطنين شرفاء نتمني النهوض لدولتنا, ونهمس في أذن كل مسئول أن يتقي الله في نفسه وبلده, وأن يعمل علي تلبية المطالب المشروعة والعادلة بلا تأجيل ولا تعقيد حتي يكون انتماؤها لهذا الوطن حقيقيا وصادقا, مطالبا بإطلاق المياه بترعة الشيخ زايد من العلمين إلي الضبعة. المخطط القومي للتنمية العمرانية لمصر..
المخطط القومي للتنمية العمرانية لمصر..2
المخطط القومي للتنمية العمرانية لمصر..3 

ليست هناك تعليقات: