الثلاثاء، 26 يونيو 2012

سورية وخطوط موسكو الحمراء ..فيديو



.. مفاوضات روسيا وإسرائيل .. 
.. ثورة سوريا سياسة ..
روسيا في الأزمتين السورية والإيرانية 
بين استخدام الفيتو .. واستئناف المفاوضات 
 بوتين يدعو إلى استئناف المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية


أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بعد اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي اليوم الاثنين أنه ناشد الطرف الإسرائيلي استئناف مفاوضات السلام مع الفلسطينيين
مفاوضات روسيا وإسرائيل .. وثورة سوريا الخطر الإيراني والأوضاع على الأرض السورية تصدرت المباحثات التي جمعت بوتين بالقادة الإسرائيليين.. روسيا في مفاوضات مع إسرائيل رغم كل المشاعر الغامضة بين الطرفين في ظل دفاعي روسي مستميت عن سوريا وأيضا


شكل المؤتمر الصحفي السنوي لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مناسبة لتوضيح موقف بلاده من الحراك القائم في منطقة الشرق الأوسط، وأطلق سيلاً من التحذيرات في حال التدخل العسكري في سورية أو إيران، وجدد موقف موسكو الرافض للتدخل في الشؤون الداخلية للدول، وأكد أنها ستقف ضد تمرير أي قرارات في مجلس الأمن تجيز استخدام القوة أو حتى تشديد العقوبات ضد أي من البلدين.
وفرضت الأوضاع التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط وإيران نفسها بقوة، ورغم أن الملفين لم يحظيا بمراكز متقدمة في النص المكتوب لعميد الخارجية الروسية، وحلا بعد علاقات روسيا مع دول الرابطة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، إلا أنهما استحوذا على جزء كبير من أسئلة الصحفيين، وردود لافروف التي كسرت جنوحه المعروف إلى الأجوبة المختصرة.
وفي بداية تقويمه لنتائج الحراك الشعبي في المنطقة دعا لافروف إلى عدم التعجل في الحكم على تجربة صعود الإسلاميين في الانتخابات، لافتا إلى أن روسيا لا ترى في ذلك نهاية المطاف، وأكد على ضرورة العمل مع كل القوى العاملة في الإطار الدستوري، واحترام إرادة الشعوب وعدم التدخل، واعتبر أن المهم هو حل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سبباً للاحتجاجات التي شهدتها المنطقة.
** سورية وخطوط موسكو الحمراء 
عقدة تكرار السيناريو الليبي في سورية حضرت بقوة في حديث لافروف، لكن المخفي كان هو الندم على عدم استخدام الفيتو لمنع استغلال الناتو قرار الحظر الجوي لتوجيه ضربات عسكرية، وإنهاء حكم معمر القذافي، وربما كان التلويح بتكرار الفيتو الروسي الصيني ضد أي قرار بحق سورية آخر أوراق الدعم التي تقدمها موسكو لدمشق، وتحذيرا آخر للغرب من مغبة التدخل العسكري تحت أي حجة أو مسمى. فقد شدد لافروف على أن فرض عقوبات دولية على سورية يعد خطاً أحمر لا يمكن تجاوزه، وأن موسكو سوف تستخدم حق الفيتو مجددا لمنع أي اقتراحات للتدخل العسكري في سورية، ولن تمنح أي تفويض من مجلس الأمن لتوجيه ضربة. لكن وفي مقابل الحزم في الموقف أقر الوزير الروسي بمحدودية دور بلاده في منع تطور الأحداث في هذا الاتجاه، إذ أوضح أنها “لن نستطيع منع إرسال أي (قوات) إذا أراد طرف ما حقاً أن يفعل شيئاً مثل هذا.
ولكن ذلك سيكون بمبادرة خاصة منهم، وسيتحمل ضميرهم تبعاته”.
ومع رفضه الإقرار، في شكل مباشر، بتصدير أسلحة إلى سورية شدد على أن بلاده لا تنوي تبرير أفعالها للولايات المتحدة، وأنها لم تخرق القانون الدولي أو أي قرارات لمجلس الأمن في مجال التعاون العسكري مع سورية، وأشار إلى وجود تهريب للأسلحة إلى سورية تصل إلى مجموعات مسلحة تقوم بالاعتداء على المؤسسات العامة. وأكد على ضرورة عدم جواز تصدير السلاح إلى المتطرفين في سورية، وشن هجوما على الغرب واعتبر أن العقوبات الأحادية المفروضة من قبل الولايات المتحدة وأوروبا غير قانونية. وقلل لافروف من أهمية فرض مناطق حظر جوي في سورية لان الجيش السوري لا يستخدم سلاح الطيران ضد السكان المسالمين كما كان الوضع في ليبيا. واعتبر أن الغرض من “القوافل الإنسانية” للمساعدات هو دفع حرس الحدود والجيش السوري على الرد ومحاولة نشر انطباع بوجود كارثة إنسانية.
**موقف قوي أمام اختبارات جدية… 
مراقبون أشاروا إلى أن كلمات الوزير الروسي كانت قوية وواضحة ووجهت رسائل دعم للرئيس بشار الأسد، لكنها لا تخفي أن موسكو لا يمكن أن تستمر في هذا الموقف إلى النهاية خصوصا مع تأكيدها على دعم مبادرة الجامعة العربية وعمل فريق المراقبين، واستعداد روسيا لاستضافة حوار بين السلطة والمعارضة. ويرى خبراء أن الموقف الروسي سيكون على المحك في حال أعلنت الجامعة العربية فشل مبادرتها، وقررت إحالة الموضوع إلى مجلس الأمن، حينها يجب على موسكو الاختيار بين استخدام الفيتو وإعلان الانحياز للأسد في مواجهة البلدان العربية وقرارات الجامعة، أو الانضمام إلى الجهود الإقليمية والدولية لإسقاط النظام، أو انتظار نتائج العقوبات الأحادية من قبل الولايات المتحدة ودول الجوار وتأثيراتها على النظام، وهي متعددة ومنها فرض مناطق حظر جوي، أو ممرات إنسانية، وتشديد العقوبات الاقتصادية عبر الضغط على جيران سورية أو التعهد لهم بالتعويض عن الأضرار الاقتصادية التي سيمنون بها في حال الطلب منهم فرض حصار اقتصادي شامل.
ولا يبقى في يد موسكو إلا شراء مزيد من الوقت لنظام الرئيس الأسد لإنهاء التحركات بسرعة، والتأقلم مع العقوبات الاقتصادية في ظل قناعة شبه مؤكدة من الخبراء بصعوبة التدخل العسكري الأجنبي في سورية، وعدم تشجع الغرب للقيام بذلك في العام الحالي على الأقل لعوامل تتعلق بالانتخابات في فرنسا والولايات المتحدة، وانشغال العالم بالأزمة الاقتصادية التي تطرق الأبواب بقوة، ناهيك عن الكلفة العالية لغزو سورية وتأثيراتها المحتملة على إسرائيل والمنطقة عموما. هل تنجح دعوات موسكو للحوار.. من غير المؤكد أن تفلح موسكو في إيجاد مخرج للأزمة السورية عبر الحوار بين السلطة والمعارضة، فالمباحثات التي عقدتها مع قيادات المجلس الوطني السوري لم تؤدِّ إلى جسر الهوة بين مواقف الطرفين.
ويشير الدكتور محمود حمزة ممثل لجنة دعم الثورة السورية في روسيا وأحد المشاركين في اللقاء اليتيم الذي جمع رئيس المجلس الوطني برهان غليون مع لافروف إلى أن الجانب الروسي يطرح دوما الحوار والحل السياسي، لكنه يتجاهل أن النظام يرفض حتى الآن الاعتراف بالمعارضة الحقيقة، وأكد أن المعارضة طرحت منذ زمن طويل الحوار لكن السلطة لم توفر الشروط والأرضية المناسبة لخلق أجواء الثقة، واعتبر أن زمن الحوار ولى مع تصاعد “القتل والإجرام” من قبل النظام، والمطروح اليوم، حسب اعتقاده، مفاوضات لنقل السلطة وإدارة الفترة الانتقالية بعد الأسد.
واعتبر حمزة أن الخطوة “الذكية والمقبولة” من طرف الجانب الروسي(بالنسبة للمعارضة) هي “إقناع بشار(الأسد) بالتخلي عن السلطة، ومن ثم الدعوة إلى مؤتمر حوار وطني شامل، وتشكيل مجلس وطني تأسيسي” يضم ممثلين عن الحراك والمعارضة والجيش شرط عدم مشاركة المتورطين بقضايا فساد وسفك دماء”، وأكد أن سورية مقدمة على الدخول في نفق مظلم في حال استمر النظام في القتل لأن التدويل حاصل لا محالة وهو بدأ فعليا منذ زمن “بجذب النظام عناصر من حزب الله وإيران لقمع الثورة” حسبما قال محمود حمزة. 
**إيران.. المفاوضات أو كارثة وخيمة. 
وفي الموضوع الإيراني حذر لافروف من أن أي هجوم على الجمهورية الإسلامية يعد “كارثة تؤدي إلى اخطر العواقب”، ويمكن أن تؤجج صراعاً طائفيا في المنطقة، إضافة إلى أزمة لاجئين، وشدد على أن العمل العسكري سوف يؤدي إلى صب “الزيت على النار”، ومن الصعب معرفة إلى أين ستمتد تبعاته. وأعرب عن اعتقاده بأن “فرض مزيد من العقوبات الأحادية على إيران لا علاقة له بالرغبة في ضمان التزام النظام بالحد من الانتشار النووي”. 
وأن الهدف الرئيس من العقوبات “خنق الاقتصاد الإيراني وإرادة الشعب الإيراني، ربما على أمل إثارة حالة من الاستياء الشعبي”، ولفت الانتباه إلى ان تقرير وكالة الطاقة الدولية الأخير لم يتضمن أي معلومات جديدة وأن معظمها معروف منذ سنوات، ولا تستدعي فرض عقوبات أو تغيير الموقف من إيران. واعتبر لافروف أن البديل هو مواصلة المفاوضات مع طهران، وأكد أنها مستعدة للتعاون في شكل أكبر مع مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، كما أنها تحضر لإجراء “مفاوضات جدية” مع الغرب الذي اتهم حكوماته بفرض العقوبات لهدف محدد وهو نسف أي جولات جديدة من المفاوضات . 
وكشف الوزير الروسي عن زيارة قريبة لنائب أمين مجلس الأمن القومي الإيراني على باقري إلى موسكو، وأن إيران جادة في التفاوض حول الملف النووي، وأوضح أن العقوبات التي من المقرر أن يتبناها الاتحاد الأوروبي ضد ايران لن تسهم في تحسين الجو أو جعل المحادثات مثمرة أكثر، وأن “جميع العقوبات المحتملة التي يمكن أن تؤثر في سلوك إيران بخصوص الملف النووي أو على تعاونها مع الوكالة الدولية قد استنفدت”. وإذا كانت الدعوة الروسية إلى الحوار في الموضوع السوري صعبة التحقق لأسباب عدة، فإن استئناف الحوار مع إيران يملك حظوظا كبيرة أهمهما براعة المفاوض الإيراني في المناورة، وتبعات أي ضربة عسكرية لإيران على الاقتصاد العالمي، وقدرة طهران على تحريك عدة قوى في المنطقة نظراً للمكاسب الكبيرة التي حققتها في السنوات العشر الأخيرة على حساب تراجع الولايات المتحدة. القوة الناعمة في مواجهة “القيادة من الصف الثاني”… كان لافتاً في كلمة لافروف التوسع في التحذير من مخاطر حرب طائفية في منطقة الشرق الأوسط وربطها بموضوع توجيه أي ضربة لإيران، والتدخل العسكري في سورية، لكن لغة الحزم ورفض التصرفات الأحادية الجانب من قبل الولايات المتحدة والغرب لم تخفٍّ حقيقة عدم وجود مخطط روسي واضح للتصدي لهذا المشروع، والقيام بخطوات لمنع تكرار السيناريو الليبي في سورية، أو منع “الكارثة” التي وصف بها الضربة لإيران وعواقبها الكبيرة، واكتفى الوزير الروسي بالدعوة إلى ضرورة احترام مبدأ سيادة القانون وتعزيز الأسس الديمقراطية في داخل بلدان الشرق الأوسط والعلاقات الدولية، والاحتكام إلى المفاوضات والحوار لحل الأزمتين في سورية وإيران.
وأخيراً فإن الشهور المقبلة ستكشف عن مدى نجاعة السياسة الروسية المعتمدة على ”الاستخدام الفعال لمجموعة عناصر “القوة الناعمة” في السياسة الخارجية” وفيما إذا كانت “الشفافية والبرغماتية” يمكن أن تؤمنا لروسيا الدور العالمي المنشود، وتجنباها عدم فقدان واحد من آخر نظامين في منطقة الشرق الأوسط التي تربطهما بموسكو علاقات إقتصادية وسياسية متينة، في مواجهة سياسة “القيادة من الصف الثاني” التي رأى الوزير لافروف أن الولايات المتحدة تبحث في توسيع استخدامها بعد تجريبها في ليبيا.


ليست هناك تعليقات: