السبت، 5 مايو 2012

تلويح إسرائيل بالحرب بعد الثورة علاج لمشاكلها الداخلية



الجيش الإسرائيلى يحضر لسيناريو الحرب 
المواجهة بين مصر وإسرائيل حتمية 
 إنها علاج للمشاكل والقضايا الداخلية التى تعانى منها مصر 
 فلو أعلنت الحرب سيتوحد جميع طوائف الشعب خلف العسكرى 
 .. وهو نفس ما تفعله إسرائيل ..


الچنرال دران هارئيل قائد المنطقة الجنوبية العسكرية فى إسرائيل، قال إن «سيناء لم تعد آمنة بسبب التنظيمات الارهابية وعلينا ان ندافع عن الخطر الذى يواجهنا». 
فى الوقت الذى تعالت فيه الأصوات التي تطالب بشن الجيش الإسرائيلى الحرب على سيناء حاول رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو أن يطلق تصريحات اكثر عقلانية رغم زعمه بوجود تنظيمات فلسطينية تستخدم لتهريب الأسلحة ولكنه وجه رسالة الى الرئيس المصرى المنتخب بضرورة احترام معاهدة السلام كونه مصلحة مصرية كما هو مصلحة إسرائيلية.
 اللواء عصام شلتوت الخبير الاستراتيجى قال إن احتمالية قيام الحرب مع إسرائيل لن تكون بسبب قضية تصدير الغاز، فمصر لديها مستحقات مالية لدى شركة الغاز لم تحصل عليها، وبالتالى فقضية إسرائيل مع شركة غاز شرق المتوسط وليس مصر التى أوقفت ضخ الغاز الى الشركة.
وأضاف ان الحرب بين مصر وإسرائيل تبدو قائمة وستظل قائمة، لكن الخوف من أن يستغل الجانب الإسرائيلى الأحداث الموجودة فى مصر، ويتصور ان الجيش فى حالة من الضعف بسبب انشغاله بالجبهة الداخلية، ويجر المنطقة كلها الى حالة حرب ويجب ان يكون الجيش على اعتاب استعداد خاصة ان إسرائيل تهدد باحتلال سيناء وتطلق مزاعم كاذبة والخطأ الذى وقعنا فيه أيام الرئيس المخلوع مبارك أنه لم يخلق كثافة سكانية فى سيناء حتى أصبحت خاوية ويجب تدارك الأمر بأسرع وقت، وإعادة تأهيلها خاصة أن إسرائيل تخشى من مصر بعد الثورة، لكن حتى الآن الجانب المصرى ومرشحو الرئاسة اعلنوا التزامهم بالاتفاقيات ومنها اتفاقية السلام وهذا يبدد مخاوفها.
 وأكد اللواء حسام سويلم الخبير العسكرى ان الحكومة الإسرائيلية منقسمة بسبب الحرب على مصر، فالتيار المتشدد داخلها يرى ان هناك تسريبا لعناصر المقاومة الى سيناء لضرب اهداف فى شمال ايلات، كما انهم يشعرون بمخاوف من الإسلاميين الذين هددوا بقطع العلاقات، ويرون ان مصلحة إسرائيل القيام بعمليات استباقية للسيطرة على سيناء بالكامل وإزالة المخاوف.
وأضاف أن التيار العقلانى داخل الحكومة المصرية لا يريد التصعيد خاصة أنهم يواجهون تحديا مع إيران ومن الممكن ان تحدث حرب بينهما، ويطالب أصحاب هذا الاتجاه بإجراءات رقابية على سيناء، ويبحثون مسألة التشاور الأمنى خاصة أنه ليس فى مصلحة إسرائيل الدخول فى حرب مع مصر الآن وقال ان مصر تعلم المخططات جيدا والقوات الموجودة فى سيناء قادرة على صد أى هجوم وأى اعتداء سوف يواجه بحسم شديد. وأكد المستشار حسن عمر خبير القانون الدولى أن المواجهة بين مصر وإسرائيل حتمية خاصة انها علاج للمشاكل والقضايا الداخلية التى تعانى منها مصر فلو أعلنت الحرب سيتوحد جميع طوائف الشعب خلف المجلس العسكرى وهو نفس ما تفعله إسرائيل فكلما عانت من مشاكل داخلية تلوح بالحرب لتوحد المجتمع داخلها خاصة ومصر لو دخلت مواجهة خارجية مع إسرائيل ستتوحد الطاقات والجهود وتظهرها ويعمل المجتمع على البناء بشكل جيد.
 محمد شعبان الحروب .. أداة لتوحيد الشتات الإسرائيلى قد ينظر البعض إلى المجتمع الإسرائيلى من الخارج بعين الحسرة على فرقتنا وتوحدهم وقوتهم، ولكن هى ليست الحقيقة لأن المجتمع الإسرائيلى منذ نشأته وحتى الآن صورة حية للصراع الداخلي سواء كان دينيا أو سياسيا أو اجتماعيا, فلا يوجد في إسرائيل جنس واحد, أو لغة واحدة, أو شعب واحد, بل لغات وشعوب وأجناس, وحدتهم فكرة قيام الدولة, لذلك يلجأ ساسة إسرائيل إلي شن حروب سياسية وعسكرية في محاولة منهم لتوحيد صفوفهم في الداخل.
فالصراع الداخلى الإسرائيلى ينحصر بين المتدينين أنفسهم من يهود الشرق الفقراء المسحوقين بلا أمل «السفارد» والغرب «الاشكناز», الأمر الذي قادهم في نهاية المطاف إلي صراع سياسي وصدام في الفكر الديني. فالمجتمع الإسرائيلي عبارة عن مجموعة من المهاجرين، ووحدتهم ظاهرية، بجانب الاستقطاب الطبقي الحاد، الذى ينتج عنه فجوة بين النخبة الغنية والفئات المطحونة وهى أعمق من مصر لذلك يعتبر المتابعون للمجتمع الإسرائيلى أن الأزمات الداخلية لديهم اقتصادياً وسياسياً ونفسياً، تقود إلى تعميق التمزق والاغتراب اللذين يوصلان في أقصى حالاتهما إلى الإرهاب والعنف والفاشية والنازية مما يهدد مجتمعهم نفسه.
 فعندما أقيمت دولة إسرائيل وعد مؤسسوها ببناء إطار اجتماعي يضمن توفير الخدمات الأساسية لسكانها إلا أن إسرائيل حاليا هي دولة يزداد الاغنياء فيها غنى ويزداد الفقراء فقرا‫. فنسبة الفقراء 75% في إسرائيل وهم فقراء عاملون ومعاشاتهم لا تكفي لسد احتياجاتهم.
بعكس الصورة التى تصل إلينا وكأنهم ينعمون فى الحرير ولكن مشكلاتهم الاجتماعية قادرة على الانفجار بثورة قد تطيح بإسرائيل، وبدا ذلك واضحا في حادث السفارة الإسرائيلية عندما اندلعت مظاهرات اجتماعية داخل إسرائيل تطالب بحقوق الفقراء فما كان لإسرائيل إلا اختلاق أزمة على الحدود المصرية وضرب الجنود لإثارة أزمة مع مصر ليتراجع الثوار الإسرائيليون عن مطالبهم وهو ما حدث بالفعل فى ذك الوقت. والملاحظة الأجدر هو عدم قدرة الإسرائيليين على رؤية بعض المتناقضات لديهم ففى ظل مشاكلهم الداخلية والاحتلال‫.‬
بينما تصر إسرائيل على بناء العديد من المستوطنات الجديدة، وفى الوقت الذى تعاني جميع المدن الإسرائيلية نقصا حادا في المساكن‫، تفضل الحكومة الإسرائيلية البناء في الضفة الغربية بدلا من تل أبيب،ولذا فإن سكان المدن الإسرائيلية يدفعون ثمن تركيز الحكومات الإسرائيلية على تحسين وضع المعيشة في المستوطنات دون الاهتمام بمستوى المعيشة في المناطق الاخرى‫.
 وهو ما يرسخ نفس الاتجاه الذى نفسره عن أسباب لجوء إسرائيل إلى الحروب الخارجية. فالمعاناة من الاحتلال ليست محصورة على الفلسطينيين فقط ولكنهم يدفعون ثمنه بشكل مباشر. إن الاحتلال عبء ثقيل على الإسرائيليين ايضا ولكن أكثرهم لا يدركون مدى تأثيره على حياتهم اليومية ويتحدون بشكل إجبارى.‬ ‎حتى أن الإسرائيليين عبر انتخاباتهم يختارون من يعدهم بالأمن ويخيفهم من حرية فلسطين والعرب ويعيشون فى وهم الدولة الآمنة، ولكن بعد أن يفقدوا جميع الأسس الاجتماعية والأخلاقية، ربما لا يدرك الإسرائيليون حتى الآن أن الصراع الحالي في إسرائيل ليس من أجل تخفيض أسعار البيوت أو الطعام فقط ولكنه في نهاية الأمر سيكون بين من يريد دولة ديمقراطية تقوم على أسس اجتماعية وأخلاقية وبين من يرى بالصين وأشكالها من الحكومات الدكتاتورية مثالا يقتدى به.
وهذا هو ملخص مجموعة آراء من اساتذة الإسرائيليات.
 وأجمع عدد منهم على أن الخلافات والتناثر بين المجتمع يجعل الساسة يخوضون حروبا متكررة كل فترة ليتم جمع شتاتهم ضد أعدائهم وهو ربما يحدث فى الفترة القادمة نظرا للظروف الحرجة التى تعانيها إسرائيل داخليا والفرصة أيضا متاحة لدى الجانب المصرى، فالمجتمع متفكك وفى أعقاب ثورة لم تكتمل ونظام يترنح يجعل إسرائيل تفكر فى اقتحام الآمن المصرى وتهدده بضرب عصفورين بحجر وهى كسب اراض مصرية وتهدئة وتوحيد شعبها.
 ويرى الدكتور إبراهيم البحراوى أستاذ دراسات الشرق الأوسط بجامعة عين شمس وأستاذ اللغة العبرية ان منهج اثارة خلافات مع الخارج من جانب إسرائيل هو مستقر فى السياسة الصهيونية وذلك من قبل نشأة الدولة، حيث اعتمدت فى ذلك الوقت على إثارة القلائل للجاليات اليهودية بالدولة الاوربية لتدفعها الى الالتحاق بالمشروع الصهيونى وهذا ما كان يحدث منذ 64 عاما.
 وأضاف البحراوى: هذا يتم إما بافتعال حروب أو أزمات مع الجيران أو استفزاز الدولة المجاورة لاشعال الموقف للتغطية على المشاكل الداخلية التى تقسم المجتمع مما يجعلهم فى حالة استنفار دائم حول فكرة الوحدة من أجل مواجهة الغير.
 بينما استبعد الدكتور عماد جاد المتخصص بالدراسات الإسرائيلية بمركز الأهرام للدراسات السياسية أن تفكر إسرائيل حاليا فى خوض حرب مع مصر لتوحيد شعبها داخليا كسبب فرعى للحرب موضحا أن الحرب مكلفة ويصعب عيها أن تضع نفسها فى مواجهة مع مصر، ومن الممكن أن يقتصر الأمر على بعض المناورات السياسية فقط لأن الحرب ليست سهلة.
 وقال: ربما يحافظون على التوتر الموجود فقط، وفى هذا الوقت سيكون شعارهم لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، وهى طبيعة كل الشعوب والبشر فى حال مواجهة مخاطر خارجية، وهى أساليب النظم السلطوية التى تعد إسرائيل واحدة منها.


ليست هناك تعليقات: