الجمعة، 4 مايو 2012

ليتكم تتعلمون،،العسكر أدخلوا البلاد فى نفق مظلم جديد



المتظاهرين يريدون إسقاط وزارة الدفاع.
البشر والمنشآت الحيوية.. عند المجلس العسكري
 أما البشر يُقتلون بالرصاص 
 فليسوا بمنشآت حيوية ويجب التخلص منهم!


الكلام نفسه الذى كان يُقال عن أحداث وزارة الداخلية وقتل المتظاهرين أمامها بالرصاص الحى والمطاطى والخرطوش من أن المتظاهرين يريدون إسقاط وزارة الداخلية، يُقال الآن عن أحداث وزارة الدفاع من أن المتظاهرين يريدون إسقاط وزارة الدفاع.
 فرغم مرور ١٥ شهرا على ثورة 25 يناير ما زالت ثقافة التظاهرة عمن هم فى السلطة غائبة، ويتخيلون أن أى مظاهرة أو احتجاج أمام مبنى أو مؤسسة يعد هجوما على تلك المؤسسة لإسقاطها.  
ومن ثم جرى التعامل بشكل عنيف أمام تلك المظاهرات من الذين يديرون شؤون البلاد بدءا من ماسبيروا وتخيلهم أن مسيرة الأقباط الآتية من شبرا تقتحم مبنى التليفزيون فكان الرد بدهس المتظاهرين «بالمدرعة» واستخدام البلطجية تحت اسم «المواطنين الشرفاء» من سكان المنطقة الذين يتصدون للمتظاهرين لتعطيلهم أعمالهم.
 وهو المشهد نفسه الذى تكرر فى أحداث ميدان التحرير فى 19 نوفمبر من اعتداء قوات من الجيش على المتظاهرين السلميين ومصابى الثورة وجرى فيه الاعتداء على النساء وتعريتهن، وتكرر أيضا فى أحداث «محمد محمود»، وتتابع فى أحداث «مجلس الوزراء» و«قصر العينى» وإحراق المجمع العلمى ومحيط وزارة الداخلية.. وبدا من هنا أن القوات المسلحة لن تسمح بإسقاط مؤسسات الدولة -رغم أن الدولة سقطت وانتشرت الفوضى برعايتهم وبإدارتهم شؤون البلاد- وكانت وزارة الداخلية نموذجا لذلك.. وأنه لا بد من منع المتظاهرين من القتراب منها، وقد سيطرت على الوزارة وقتها قوات من الجيش وجعلت أمامها قوات من الشرطة تطلق الرصاص والقنابل المسيلة للدموع على المتظاهرين وتصيب الأعين وبمساعدة «المواطنين الشرفاء»!  
لكن هذه المرة لم تظهر قوات الجيش وظلت متحصنة بوزارة الدفاع وأمامها الأسلاك الشائكة، أو هكذا بدت، وإن تركت المواطنين الشرفاء فى العباسية وحولها أو من يبدون كمواطنين شرفاء فى مهاجمة المتظاهرين المعتصمين أمام أو خلف وزارة الدفاع ليقولوا فى النهاية إنها «خناقة» مواطنين متظاهرين مع بعض ولم نتدخل ولن نتدخل لفض تلك الاشتباكات، وهو ما قاله الفريق سامى عنان فى لقائه القوى السياسية أول من أمس (الأربعاء) من أنه «لا أستطيع أن يرسل قوة عسكرية حرصا على عدم الاحتكاك وعدم الاتهام بأننى أهاجم المتظاهرين.. لكن ستظل قواتنا تدافع عن الأهداف والمنشآت الحيوية»!  
وبالطبع المتظاهرون فى محيط وزارة الدفاع ليسوا أهدافا حيوية تجب حمايتها من مهاجمة البلطجية والمواطنين الشرفاء الذين سُلِّطوا عليهم.  ومن قال إنه عندما ترسل قوات إلى أماكن الاشتباكات التى تُركت لمدة 4 أيام متتالية يتم فيها إطلاق الرصاص جهارا ويسقط مصابون وقتلى يعنى ذلك أن القوات العسكرية ستهاجم المتظاهرين؟!  اللهم إلا إذا كان فى النية أنهم الذين يريدون التعامل بهذا الشكل العنيف أو أنهم الذين يرعون ذلك الهجوم «البلطجى» على المعتصمين!  وسابقة أعماله فى الأحداث السابقة تؤكد مشاركته فى أعمال العنف والقتل ورعايتها.. خصوصا أنه لم يحدث تحقيق فى أىٍّ من الأحداث السابقة التى كان مشاركا فيها المجلس العسكرى لكن هذه المرة حاول أن يكون فى الخلفية وليست له علاقة بما يحدث.  فالمبانى عند الفريق سامى عنان وجنرالاته ومؤسسته الذى تدير شؤون البلاد هى منشآت حيوية.. 
  أما البشر الذين يُقتلون بالرصاص ولو عند وزارة الدفاع فليسوا بمنشآت حيوية ويجب التخلص منهم! إنهم للأسف حتى الآن لم يتعلموا كيفية إدارة شؤون البلاد ويثبتون بشكل يومى أنهم لم يكونوا على مستوى الثقة التى منحهم إياها الثوار فى تسلم السلطة بعد الإطاحة بمبارك وعصابته.  لقد أدخلوا البلاد فى نفق مظلم جديد ولو أعلنوا نيتهم تسليم السلطة لأول رئيس فى اليوم التالى لانتخابه. يا أيها الفريق سامى عنان وجنرالات معاشات المجلس العسكرى، إن البشر منشآت حيوية وأكثر أهمية من المبانى، فالمبانى يتم إسقاطها وهدمها أما البشر فلا. ليتكم تتعلمون.

ليست هناك تعليقات: