الثلاثاء، 29 مايو 2012

أيها المرشحين الكريمين ، اتركا المنافسة على الكرسي .. من أجل مصر



الشعب يرفض مرسي وشفيق معا 
فلماذا لا يقدما على خطوة تجعل العالم كله يحترمهما
 مرسي وشفيق ومصلحة مصر من أجل مصر، من أجل حياة كريمة لأهل مصر، من أجل كرامة الوطن والمواطن، من أجل الأمن في مصر، أقدما على خطوة أعلم أنها صعبة جدا، وأعلم أنكما سترفضانها


بغض النظر عن رضانا أو سخطنا على نتيجة الانتخابات في مرحلتها الأولى؛ فإن علينا أن نضع مصلحة مصر فوق مصالحنا الشخصية، من هذا المنطلق أتوجه إلى كل من الدكتور محمد مرسي، والفريق أحمد شفيق بأن يُغلبا مصلحة الوطن على كرسي الرئاسة. بالطبع كثيرون يقفون إلى جانب الدكتور مرسي؛ ويرون أنه أقرب إلى تحقيق مطالب الثوار، ويرون أن فرصة الحرية والعدالة في الوصول إلى الكرسي قد صارت مواتية، وأن من حق الجماعة أن تأخذ فرصتها في حكم مصر، وخصوصا أنها قد حوربت، وظلت فترات طويلة من الزمان تعمل في السر، وتعمل وهي تحمل وسم المحظورة، وأنها عانت من النظام السابق أشد المعاناة، وأنه قد آن الأوان ليحصدوا المكاسب التي تناسب كل ما عانوه من ذاك النظام. كثيرون أيضا يرون أن الفريق شفيق قد حصل على أصوات كثيرة في انتخابات لم يثبت حتى الآن أن فيها تزويرا، ومن ثم فقد جاء الرجل برغبة من بعض أطياف الشعب، ومن حقه أن ينافس في مرحلة الإعادة ليحكم الصندوق بين الإخوان والنظام القديم.
 فريق ثالث يرفض الفصيلين معا، ويرى أن الإخوان لا يناسبون؛ فقد فقدوا مصداقيتهم في اختبارات فعلية كثيرة، وأثبت فيها الإخوان أنهم لا يحبون الديمقراطية ولا يقدرونها، فمن ذلك الوعود التي رجعوا عنها والعهود التي نكثوها، وأهم من كل هذا هو موقفهم في تشكيل الجمعية التأسيسية لعمل دستور مصري جديد. كما يرى هذا الفريق أيضا أن الإخوان سيحكموننا باسم الجماعة واسم الحزب، ونحن نريد حاكما مستقلا لا يخضع لجماعة ولا لحزب، فتكون مصلحة الوطن مغلبة على المصالح الشخصية، ومن ثم فإن مرشح الإخوان لا يناسبنا في هذه الحال. وفي المقابل فإن هذا الفريق أيضا يرى أن الفريق شفيق يمثل النظام القديم؛ ومن ثم فما قيمة الثورة التي قام بها بنو مصر، وما قيمة دماء الشهداء والجرحى والمصابين؟ وما العائد الذي كسبناه من هذه الثورة؟ ومن عام ونصف ونحن نتحمل آثار الثورة من انفلات أمني وغلاء وكساد اقتصادي؛ وهذا الوضع الذي أثر كثيرا على الفقراء والمعوزين في مصر أكثر من غيرهم، وهؤلاء الفقراء كثيرون؟

إذن نحن أمام ثلاث فرق في مصر الآن، فريق المؤيدين لمرسي، وفريق المؤيدين لشفيق وكلا الفريقين متعصب لصاحبه، وعدد الفريقين متقارب كما أثبتته نتائج الانتخابات في مرحلتها الأولى، والفريق الثالث هو الفريق الذي يرفض الاثنين معا، وهم كثيرون فيما أرى، وهؤلاء سواء ممن صوتوا في المرحلة الأولى واختاروا غير هذين المرشحين، ومن لم يصوتوا في تلك المرحلة.
الفريق الكبير إذن من الشعب يرفض مرسي وشفيق معا، فلماذا لا يقدم كل من مرسي وشفيق على خطوة يقوم العالم كله باحترامها وهي أن ينسحبا معا من أجل مصر. أيها المرشحين الكريمين، من أجل مصر، من أجل حياة كريمة لأهل مصر، من أجل كرامة الوطن والمواطن، من أجل الأمن في مصر، أقدما على خطوة أعلم أنها صعبة جدا، وأعلم أنكما سترفضانها؛ لكنني أتقدم بطلبها منكما، وهي أن تتركا المنافسة على الكرسي.
هذا إن كان كل منكما يريد مصلحة مصر كما يدعي ...

ليست هناك تعليقات: