الجمعة، 20 أبريل 2012

السودان على أعتاب المجهول


ثلاث هجمات شنها متمردون في دارفور 
 بوادر تمرّد في دارفور بالتزامن مع حرب الجنوب

السودان على أعتاب المجهول

يواجه السودان أزمة خطرة تهدد كيانه بجدية. فبعد أن ابتلعت قيادته طعم التقسيم هاهو يواجه بوادر تمرد في دارفور وحربا في الجنوب بالتزامن مع أزمة اقتصادية خانقة. وقالت بعثة الاتحاد الافريقي والامم المتحدة في دارفور الجمعة انها تخشى ان يستغل متمردو هذه المنطقة الواقعة غرب السودان والتي تشهد حربا اهلية التوتر بين جوبا والخرطوم.
 وجاء تعليق رئيس البعثة ابراهيم غمبري ردا على ثلاث هجمات شنها متمردون في دارفور الثلاثاء الماضي. وقال في بيان "في اطار التوتر المستمر بين السودان وجنوب السودان اشعر بقلق كبير لأن الحركات المسلحة تسعى الى زعزعة الاستقرار في دارفور".
 في الأثناء أكدت مجموعة سودانية متمردة لوكالة فرانس برس الجمعة انها قتلت 79 من افراد الجيش السوداني وعناصر القوات شبه العسكرية في كمينين في ولاية النيل الازرق المجاورة لجنوب السودان والتي تشهد معارك عنيفة منذ ايلول-سبتمبر.
وقال ارنو نغوتولو لودي الناطق باسم الجيش الشعبي لتحرير السودان-الشمال ان الجنود وافراد الميليشيا ال79 قتلوا في كمينين نصبا الثلاثاء والاربعاء في منطقة تبعد نحو 35 كلم عن الدمازين عاصمة النيل الازرق. ولم يتسن التحقق من صحة هذه المعلومات بسبب القيود الشديدة على دخول المنطقة.
كما لم يكن ممكنا الاتصال على الفور بالناطق باسم الجيش السوداني. واشار لودي الى تجدد المعارك في النيل الازرق منذ العاشر من نيسان-ابريل عندما استولت قوات جنوب السودان على منطقة هجليج الواقعة في ولاية جنوب كردفان المجاورة حيث يوجد بئر نفطية ضخمة. واتهم المتحدث باسم المتمردين الخرطوم باستخدام موضوع هجليج لتعبئة ميليشياتها ومقاتلين اخرين ضد الجيش الشعبي لتحرير السودان-الشمال. ويؤكد الجيش الشعبي لتحرير السودان-الشمال الذي كان حليفا اثناء الحرب الاهلية بين الشمال والجنوب واليوم متمرد على الحكم في جوبا، انه غير مدعوم من سلطات جنوب السودان.
 وتدور المعارك منذ اشهر بين القوات الحكومية والمتمردين في النيل الازرق وجنوب كردفان، الولايتين السودانيتين الواقعتين على الحدود مع جنوب السودان واللتين قاتل سكانهما الى جانب الجنوبيين خلال الحرب الاهلية مع الشمال.
وقد انتهت الحرب الاهلية باتفاق سلام ادى في تموز-يوليو 2011 الى انفصال جنوب السودان. لكن السودانيين لم يتوصلا الى التفاهم على مسائل عدة لا تزال عالقة وفي طليعتها ترسيم الحدود وتقاسم العائدات النفطية. والتوتر على اشده منذ الاستيلاء على هجليج. وقد توعد الرئيس السوداني عمر البشير الخميس بتلقين حكومة جنوب السودان درسا "بالقوة" بسبب احتلال قواتها منطقة هجليج النفطية، فيما اكدت دولة جنوب السودان من ناحيتها انها لا ترغب في الحرب لكنها لم تسحب قواتها من هجليج. واعتبر الامين العام للامم المتحدة بان كي مون الاستيلاء على هجليج "غير شرعي" وطلب من الخرطوم وجوبا التفاوض من اجل تجنب الحرب.





ليست هناك تعليقات: