السبت، 7 أبريل 2012

لا تنتظروا البرادعى مرشحا رئاسيا



لا تنتظروا البرادعى 
فالرجل لا يعرف لغة المناورة والمساومة 
 ولا يزال هناك شىء اسمه الضمير والوعى الفطرى السليم
.



هناك فرق بين قيمة إحترام الذات
 وشطــــارة الاستثمــــار فى الجهـــل

تبدو مدهشة عملية إقحام اسم محمد البرادعى فى بورصة الانتخابات الرئاسية، رغم أن الرجل اتخذ قرارا نهائيا بالابتعاد عن هذه الملهاة، مع خالص الاحترام لمرشحين يستحقون التقدير بالفعل. فى البداية قيل إن هناك مشروعا لصناعة اندماج أو تحالف رئاسى يضم البرادعى وآخرين، ثم خرج السيد بدوى يعلن أن البرادعى بعد أن رفض أن يكون مرشح حزب الوفد للرئاسة لم يمانع فى أن يكون عمرو موسى هو الاختيار الوفدى، وفى حدود معلوماتى فإن البرادعى ليس جهة موافقة أو ممانعة تحدد مصير المرشحين، فضلا عن أن الموضوع مختلق أصلا.
وأخيرا تنتشر تسريبات وتخمينات وتمنيات وأضغاث سيناريوهات تقول إن اتفاقا بات وشيكا مع البرادعى ليكون ضمن فريق رئاسى بقيادة أبوالفتوح!
 والذين يعرفون محمد البرادعى يدركون أن الرجل لا يعرف لغة المناورة والمساومة، ومن ثم كانت مفاجأته بالابتعاد عن مسرحية الانتخابات قرار استراتيجيا، مبدئيا، وليس تكتيكا أو مراوغة، ذلك أن الرجل رفض بشكل مبدئى أن يشارك فى عملية يرى أنها تفتقد الشرعية والمنطقية، دون أن يقلل ذلك من شأن بعض المرشحين المحترمين الذين قرروا خوض السباق على أرضية غير مستوية.
 وبما أن الرجل لا يرى فى إجراء الانتخابات الرئاسية على هذا النحو الذى تمضى به شيئا منطقيا ومؤسسا على شروط وضوابط ومعايير محترمة، فإن أبسط قواعد التفكير السليم تقول إنه من المستحيل أن يكون صاحب هذا الموقف المبدئى طرفا فى تكتلات أو تحالفات، أو داعما لهذا المرشح أو ذاك. غير أن استدعاء اسم البرادعى فى خضم المعركة الانتخابية يعنى ببساطة أن الرجل كان ولايزال يجسد قيمة الاستقامة والأخلاقية فى السلوك السياسى، حيث لا يفعل عكس ما يقول، ولا يقول عكس ما يعتقد، ومن هنا يمكن فهم عملية اللجوء إلى اسمه حين يخيم الخطر، ولعل قيام مواطنين من فئات متعددة باستصدار أكثر من خمسين ألف توكيل لرجل يعلمون جيدا أنه لن يتراجع فى قرار الابتعاد عن انتخابات عبثية، ما يؤكد أنه لا يزال هناك شىء اسمه الضمير والوعى الفطرى السليم.
 ولو قارنت بين سلوك محمد البرادعى، وبين هذا السيناريو الركيك المفكك بطرح اسم عمر سليمان، نائب مبارك، ستكتشف الفرق بين قيمة احترام الذات والبشر، وبين شطارة الاستثمار فى الجهل والفقر والمرض، فى لعبة من ثلاث مراحل،
الأولى مطالبة بترشحه،
والثانية تمنع واعتذار من عظمته،
والثالثة حديث عن مليونيات مبتذلة تبوس يده أن يترشح لأجل خاطر مصر، ثم يتقدم للترشيح مرة أخرى بناء على رغية جماهير ظل يحتقرها حتى آخر لحظة له في الحكم بوصفه لها بأنها غير مؤهلة لممارسة الديمقراطية. وفى أجواء ملبدة بغيوم التحايل والمناورات وألاعيب الحواة مثل التى نعيشها. أستطيع أن أقول بثقة:
 لا تنتظروا البرادعى مرشحا رئاسيا.. فقط يمكن ترقبه قائدا لقاطرة التغيير والتصدى للاستبداد من خلال مشروع سياسى كبير يجب أن ينطلق الآن.
 وائل قنديل أيمن نور لـ 90 دقيقة: سأقاتل حتى لا يصبح سليمان رئيسيا لمصر.. هناك من يريدون استبعاد أسماء بعينها لصالح الفلول.. والإخوان يخوضون السباق بـ3 مرشحين.

ليست هناك تعليقات: