أخوات الجماعة يحررن المرأة المصرية
بوصفة «حسن التبعل»
بوصفة «حسن التبعل»
لم تكن مفاجأة أن تحتفل أمانة المرأة بحزب الحرية والعدالة – الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين – باليوم العالمى للمرأة .. فالجماعة ومن وراءها حزبها تريد أن تفرض رؤيتها ووجهة نظرها على النساء جميعا.. وهى للواقع وللأسف رؤية متخلفة للغاية، تجر النساء إلى الخلف مئات السنوات، وتجعل كل المكاسب التى حققتها المرأة وكأنها لم تكن.
أخوات الجماعة وطبقا لما جاء فى مؤتمرتهن الذى عقد فى قاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر الخميس الماضى يؤكدن أنه لا يوجد أى تمييز ضد المرأة، وأن المساواة مع الرجل لا يجب أن تكون مطلقة. اهتمت إحدى الأخوات بالحديث عن رؤية حزب الحرية والعدالة لدور المرأة، فتحدثت سيدة محمود أمينة المرأة بجنوب القاهرة، عن المرأة كأم وزوجة وابنة وأخت، فمكانها داخل الأسرة وفى اطارها وليس خارجها. أخوات الإخوان أعلن أنه على وسائل الإعلام أن تكفر عن ذنوبها فى تفكيك الأسرة، فطبقا لإحداهن، فإن وسائل الإعلام نشرت روح الندية والصراع، والآن عليها أن تعمل على نشر مفاهيم القوامة وحسن التبعل. أخت أخرى أزعجها جدا أن تمارس المرأة كل أنواع الرياضة ومنها رفع الأثقال، وتساءلت: لمصلحة من انتاج جنس ثالث مفتول العضلات لا يمت للذكورة ولا الأنوثة بصلة؟! الذين تحدثوا فى المؤتمر كثيرون منهم بعض الرجال، على رأسهم الدكتور محمد البلتاجى، وأحمد أبو بركة، المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة، والمستشار عبد الله الباجا، رئيس محكمة استئناف الأسرة، الذى كان يتحدث عن تشريعات الأسرة المصرية فى الميزان، فإذا به يصل إلى وصف مجلس الشعب السابق بأنه كان قوادا للنظام. دع عنك أن المؤتمر لم تحضره أى امرأة غير محجبة، اللهم إلا الدكتورة كريمة الحفناوى، وهى ناشطة سياسية لها ثقلها فى الوسط السياسى والإعلامى والحقوقى، ودع عنك أن المؤتمر تجاهل دعوة أحد من المجلس القومى للمرأة، فالجماعة من الأساس لا تعترف بالمجلس وتتعامل معه كأن لم يكن. لكن المهم فيما أعتقد وما يجب أن نناقشه هنا هو تصور المرأة الإخوانية عن دور المرأة فى المجتمع، إنها لا تراها إلا امرأة لزوجها، إحداهن ألحت على «حسن التبعل»، وهى صيغة ترمى بالمرأة على الفور إلى وسيلة من وسائل إمتاع الرجل فى المقام الأول، فحسن التبعل يقتضى بأن تتزين وتتجمل له، وأن تكون فى طاعته لا تخرج عن طوعه أبدا، وهى صيغة يلح عليها الرجل من إخضاغ النساء وجعلهن تابعات.
أخوات الجماعة وطبقا لما جاء فى مؤتمرتهن الذى عقد فى قاعة المؤتمرات بجامعة الأزهر الخميس الماضى يؤكدن أنه لا يوجد أى تمييز ضد المرأة، وأن المساواة مع الرجل لا يجب أن تكون مطلقة. اهتمت إحدى الأخوات بالحديث عن رؤية حزب الحرية والعدالة لدور المرأة، فتحدثت سيدة محمود أمينة المرأة بجنوب القاهرة، عن المرأة كأم وزوجة وابنة وأخت، فمكانها داخل الأسرة وفى اطارها وليس خارجها. أخوات الإخوان أعلن أنه على وسائل الإعلام أن تكفر عن ذنوبها فى تفكيك الأسرة، فطبقا لإحداهن، فإن وسائل الإعلام نشرت روح الندية والصراع، والآن عليها أن تعمل على نشر مفاهيم القوامة وحسن التبعل. أخت أخرى أزعجها جدا أن تمارس المرأة كل أنواع الرياضة ومنها رفع الأثقال، وتساءلت: لمصلحة من انتاج جنس ثالث مفتول العضلات لا يمت للذكورة ولا الأنوثة بصلة؟! الذين تحدثوا فى المؤتمر كثيرون منهم بعض الرجال، على رأسهم الدكتور محمد البلتاجى، وأحمد أبو بركة، المستشار القانونى لحزب الحرية والعدالة، والمستشار عبد الله الباجا، رئيس محكمة استئناف الأسرة، الذى كان يتحدث عن تشريعات الأسرة المصرية فى الميزان، فإذا به يصل إلى وصف مجلس الشعب السابق بأنه كان قوادا للنظام. دع عنك أن المؤتمر لم تحضره أى امرأة غير محجبة، اللهم إلا الدكتورة كريمة الحفناوى، وهى ناشطة سياسية لها ثقلها فى الوسط السياسى والإعلامى والحقوقى، ودع عنك أن المؤتمر تجاهل دعوة أحد من المجلس القومى للمرأة، فالجماعة من الأساس لا تعترف بالمجلس وتتعامل معه كأن لم يكن. لكن المهم فيما أعتقد وما يجب أن نناقشه هنا هو تصور المرأة الإخوانية عن دور المرأة فى المجتمع، إنها لا تراها إلا امرأة لزوجها، إحداهن ألحت على «حسن التبعل»، وهى صيغة ترمى بالمرأة على الفور إلى وسيلة من وسائل إمتاع الرجل فى المقام الأول، فحسن التبعل يقتضى بأن تتزين وتتجمل له، وأن تكون فى طاعته لا تخرج عن طوعه أبدا، وهى صيغة يلح عليها الرجل من إخضاغ النساء وجعلهن تابعات.
ثم ما الذى يزعج أختًا إخوانية فى أن تمارس المرأة كل الرياضيات، الأخت رفضت رياضة رفع الأثقال لأنها تتنافى مع أنوثة المرأة، تجعلها امرأة بعضلات، فكيف تحسن هذه المرأة تبعلها لزوجها. إن هناك حالة من الإصرار على الخداع من نائبات الإخوان تحديدا،يتحدثن كثيرا عن دورهن ورسالتهن ومشاركتهن فى الحياة الاجتماعية، رغم أن ما يفعلنه يشير إلى أنهن منحازات إلى أن تعود المرأة مرة أخرى إلى بيتها.
إن هناك خوفا شديدا من نواب الحرية والعدالة أن يتجهوا إلى إلغاء قانون الخلع .. وأن يعيدوا النظر فى قانون الحضانة والرؤية، وهى مكتسبات حققتها المرأة، فلم يكن كل ما فعله النظام السابق شرا مطلقا، وكفى خداعا بأن المجلس القومى للمرأة كان يعمل على تفكيك الأسرة وتحطيمها ونشر الانحراف الأخلاقى، هذا كان كلاما يستخدمه الإخوان لكسب تعاطف فى الشارع، الآن هم فى السلطة وهذا الكلام لا يليق بهم.
إننى أتعجب أن تكون الدكتورة منال أبو الحسن، أمينة المرأة فى حزب الحرية والعدالة، أستاذة متخصصة فى الإعلام،وتسمح بأن يتحدث أحد بجهل عن الإعلام ودوره، فليس طبيعيا أن تقف إحداهن لتقول يجب أن يفعل الإعلام كذا ولا يفعل كذا. كنت أتخيل أن تعقد المرأة الإخوانية مؤتمرها الأول للمطالبة بدور أكبر فى الجماعة، فليس مسموحا لواحدة منهن أن تصل إلى عضوية مكتب الإرشاد، فأى تمييز أكثر من هذا يا أخوات،وأى استبعاد أكثر من هذا؟!
كنت أتوقع أن تخوض المرأة الإخوانية معركتها الحقيقة فى انتزاع حقوقها السياسية والاجتماعية من رجال الجماعة الذين يفرضون وصاية مضاعفة عليهن؟
لكن للأسف الشديد تفرغت نساء الجماعة لمحاولة صياغة حياة ودور المرأة المصرية من جديد، وكأنهن فاقدات الرشد،
وكن فى حاجة لمن يخرجهن من أزمتهن أو يعيد إليهن حقوقهن، وفى انتظار نساء الإخوان ليقمن بثورة من أجل حقوق النساء.
الرؤية التى تطرحها نساء الإخوان بالمناسبة لا تعبر عن أى حس نسائى، إنها فى الغالب تعبر عن رؤية ذكورية إخوانية بحتة، وهو ما يؤكد أن نساء الجماعة يشعرن بالدونية الشديدة فى مواجهة رجال الجماعة،ولا أدرى سببا واحدا منطقيا لهذا الشعور.. إنها دونية نشعر بها من سيرهن فى ظلال الرجال، لا تحاول أى واحدة منهن أن تجتهد أو تبدع أو تخلق لنفسها خطا أو رؤية خاصة بها.
وهنا لابد أن أشير إلى ما جرى فى مجلس الشعب الثلاثاء الماضى، كانت عزة الجرف وهى نائبة من نائبات الحرية والعدالة موجودة فى اجتماع لجنة حقوق الإنسان، الذى حضرته ميرفت التلاوى أمينة المركز القومى للمرأة ودرية شرف الدين وهدى بدران، ظلت الجرف صامتة، حتى دخل جمال حشمت القيادى الإخوانى والنائب عن الحرية والعدالة، فأعطاها ورقة بدأت تقٍرأ منها ما اعتبرته رأيها، حيث عزفت على وتر الأفكار الغربية التى تعزل المرأة عن مجتمعها وتغربها عن عاداتها وتقاليدها.
كان يمكن للجرف أن تتحدث من عندها لكنها انتظرت وصاية الرجل الذى اتاها بما يجب أن تقوله.
ما حدث – ويحدث كل يوم فى الجماعة والحزب – يؤكد أننا أمام وضع مخز للمرأة، وليس منطقيا أو طبيعيا أن تطالب امرأة مقهوة ومقموعة – وهى المرأة الإخوانية – بحقوق نساء يعرفن جيدا كيف يحصلن على حقوقهن، ويعبرن عنها، وهو ما يثير السخرية مما تقوله أخوات الجماعة، لأنه لا يعبر عن قناعة بقدر ما يعبر ما توظيف رجولى من قيادات الجماعة لنسائها ليس فى السياسة والانتخابات فقط .. ولكن فى قهر باقى النساء على طول الوطن وعرضه .. وهو ما لن تتمكن منه الجماعة على الإطلاق.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق