السبت، 10 مارس 2012

الهيئة القومية للبريد نموذجا مثاليا فى الفساد ويساهم آخرون فى استمراره


من اين تبدأ محاربة الفساد 
خسائر الهيئة القومية للبريد 700 مليون جنيه، 
رغم أنها هيئة اقتصادية خدمية تستثمر أموالها فى عدة جهات


هو الاعتصام الأول من نوعه، الذى لا تحركه مطالب فئوية، ولا يخضع لمساومات الحكومة وعروضها الوهمية بتحسين أوضاع العاملين بالدولة. إنه «اعتصام ضد الفساد» كما يؤكد منظموه، «المعتصمون فى سبيل العدل والشفافية». 
 عندما قرر أكثر من ألف موظف يعملون فى 20 منطقة بريدية على مستوى الجمهورية الوقوف أمام مكتب رئيس مجلس إدارة الهيئة القومية للبريد، لم يتوقعوا أن الأبواب الحديدية ستغلق فى وجوههم ومن خلفهم، لتمنعهم من الوصول إلى أى مسئول. وقتها اعتصموا مع الأوراق والمستندات التى تكشف ما يحدث داخل الهيئة، وحقيقة خسائرها التى تعدت 700 مليون جنيه، رغم أنها هيئة اقتصادية خدمية تستثمر أموالها فى عدة جهات. 
 لم يستجب لهم أحد سوى زملائهم فى المناطق البريدية المختلفة، أعلنوا اعتصاما مفتوحا عن العمل، توقفت على أثره مكاتب البريد فى السويس وعدد من المحافظات، لكن ذلك لم يحرك بلاغا للنائب العام قدمه الموظفون بالمستندات، أو حتى أعضاء مجلس الشعب الذين اطلعوا على تلك الأوراق. 
«الشروق» التقت المعتصمين واطلعت على مستنداتهم ونقلت قصة هيئة البريد عبر ستة رؤساء مجالس إدارة فى أقل من 10 سنوات، تعاقبوا على الهيئة، ليصنع بعضهم نموذجا مثاليا فى الفساد، ويساهم آخرون فى استمراره، ويهرب منه غير قادر على المقاومة أو غير مهتم.


ليست هناك تعليقات: