الاثنين، 13 فبراير 2012

سوريا سترد في الوقت المناسب، ولم يأت هذا الوقت أبداً


المقاومة والممانعة التي يتغنى بهاالنظام السورى 
سلاح يوجهه للداخل تجاه معارضيه ومنتقديه 
 وليبرر بقاؤه على كرسي الحكم. 
 لم نر الدبابات السورية تقصف مواقع العدو في الجولان 
ولكننا رأيناها تقصف منازل المواطنين



الدول الخليجية وعلى رأسها قطر هي دول تابعة لأمريكا قلباً وقالباً وهي تعاونت مع أمريكا في حروبها على العراق وأفغانستان، وهي تحتضن قواعد للجيش الأمريكي، وهذا ليس بالأمر السري فالكل يعلم ذلك. كما أن مصر وهي أكبر دولة عربية بنظامها القديم كانت تتبع أمريكا وإسرائيل وتنفذ أوامرهما ومصالحهما، فالنظام المصري السابق فرض حصاراً على الفلسطينيين في قطاع غزة تنفيذاً لأوامر إسرائيل، وصدر الغاز المصري بأقل من سعر التكلفة لإسرائيل، والقائمة طويلة جداً. من بين كل الدول العربية لم يكن حليفاً لروسيا – والإتحاد السوفيتي السابق- سوى سوريا، والعراق واليمن الجنوبي ومصر في عهد عبد الناصر. النظام العراقي تمت الإطاحة به ولم ينفعه تحالفه مع روسيا بشيء، رغم اتفاقية الدفاع المشترك بينهما، أما اليمن الجنوبي فقد انتهى نظامه مع توحده مع الشمال، وأما مصر فقد اتجه نظام السادات نحو أمريكا بعد موت عبد الناصر، ولم يبق من الحلفاء سوى النظام سوريا.
 إذن في نهاية المطاف معظم الدول العربية تدور في فلك أمريكا بينما سورية تدور في فلك روسيا، ومن المهم هنا أن نذكر أنه لا أمريكا ولا روسيا حريصة على العرب ولكنها لعبة مصالح لا أكثر ولا أقل للاعبين الكبار وهم روسيا وأمريكا، وبصورة أقل للاعبين الجدد الصين وإيران، وبالتالي فإن مساويء أمريكا بالنسبة للعرب لا تقل عن مساويء روسيا والصين، ومن يحب تجريم أمريكا –وهي مجرمة فعلاً- فعليه تجريم روسيا التي لا تقل إجراماً. لن أتحدث عن نظام الأسد في سورية وكيف أنه استعبد الناس على مدى أربعين عاماً من الحكم الإستبدادي وإضطهاده للغالبية العظمى من الشعب السوري لصالح عائلته وطائفته. لن أتحدث عن استحواذ الأسد وأبناء عمومته وأصهاره وأبناء خالاته على الحكم وتوزيع المناصب بينهما وكأن سورية مزرعة لآل الأسد. لن أتحدث عن المجازر التي ارتكبها نظام الأسد في حماة وتدمر، ناهيك عن المجازر التي ترتكب حالياً في حمص ودرعا والزبداني. لن أتحدث عن نهب الأموال وتهريبها للخارج مثلما فعل رفعت الأسد. لن أتحدث عن المجازر التي ارتكبها النظام السوري في لبنان في مخيمات تل الزعتر ونهر البارد. لن أتحدث عن الفساد والإفساد وزراعة المخدرات في سهل البقاع من قبل كبار ضباط الجيش السوري.
لن أتحدث عن مباركة أمريكا لنظام الأسد إبان تنصيب الديكتاتور الحالي بعد موت أبيه الديكتاتور السابق. لن أتحدث عن تعاون النظام السوري مع أمريكا في ما يسمى الحرب على الإرهاب وتسليمه معتقلين، كما لن أتحدث –لضعاف الذاكرة- عن مشاركة النظام السوري في حلف حفر الباطن ومشاركته مع الجيش الأمريكي وباقي جيوش التحالف في الحرب ضد العراق او حرب تحرير الكويت طمعاً في الدولارات الأمريكية. كل ما سبق وغيرها لن أتحدث عنه وسأعتبر أنه من قبيل الدعاية الخليجية ضد نظام الأسد ولكن عندي سؤال لم أجد له جواباً: يحلو للنظام السوري ومنظريه التبجح دوماً بأنه نظام مقاوم لإسرائيل وهو حامي الحمى وهو نظام الممانعة وإلى آخر تلك الإسطوانة. والسؤال هو: كيف ومتى وبأي شكل قام النظام السوري بمقاومة إسرائيل؟
إسرائيل تحتل الجولان منذ أربعين عاماً وتستغل موارده المائية والطبيعية والسياحية وتملؤه بالمستوطنات، ولم نسمع طوال الأربعين عاماً الماضية بأن رصاصة واحدة أطلقت من قبل سوريا في الجولان المحتل! بل إن النظام السوري فرض قيوداً مشددة على كل من يريد الوصول لمدينة القنيطرة خوفاً من تسلل أي مقاومين للجولان! إسرائيل استباحت الأجواء السورية دوماً وقصفت مواقع قرب دمشق كما قصفت المفاعل النووي (سواء كان فعلاً مفاعلاً أم غيره) في دير الزور وحلقت الطائرات الإسرائيلية فوق قصر الديكتاتور في اللاذقية، ولم نسمع أو نرى أي شكل من أشكال الرد السوري. في كل مرة كانت إسرائيل تضرب سوريا تطلع أبواق النظام لعزف المقطوعة المعروفة وهي أن سوريا سترد في الوقت المناسب، ولم يأت هذا الوقت أبداً طوال العقود الماضية. لم نر الدبابات السورية تقصف مواقع العدو في الجولان ولكننا رأيناها تقصف منازل المواطنين في درعا وحمص ودوما وريف دمشق. لم نر قاذفات الصورايخ تهاجم الطائرات الإسرائيلية ولكننا رأيناها تدك البيوت فوق رؤوس أصحابها دون تمييز بين رجل وإمرأة وكبير أو صغير.
 كما لم نر الدعم الروسي والصيني للنظام حين استباحت الطائرات الإسرائيلية أرضه وقصفته في عقر داره ولكننا نراه اليوم حين أعلن النظام حربه على الشعب. إن آخر ما يفكر فيه النظام هو مقاومة العدو فكل ما يهمه هو البقاء على الكرسي وتوريث الحكم لأجياله القادمة مثلما ورثه عن أبوه، أما المقاومة والممانعة التي يتغنى بها فهي سلاح يوجهه للداخل تجاه معارضيه ومنتقديه، وليبرر بقاؤه على كرسي الحكم.




ليست هناك تعليقات: