الخميس، 8 ديسمبر 2011

الحرية والعدالة يعتذر عن المشاركة في المجلس الاستشاري



المجلس الاستشارى للمجلس الانكشارى!!
 القرارات التي يصدرها المجلس غير ملزمة
"وإنما هي مجرد استشارات ليس أكثر"
المجلس العسكري سيكون 
صاحب الكلمة النهائية في الدستور الجديد ؟!!

لا يوجد ضمن تشكيل المجلس الاستشارى للمجلس العسكرى
أحد المعينين من قبل القوات المسلحة
 الاختيار تم عن طريق أخذ الآراء والترشيحات للرموز السياسية.
 إنتهاء شهر العسل بين الإخوان والعسكرى
الإخوان ينسحب من الإستشارى والعسكرى يستعرض عضلاته

أعلن حزب الحرية والعدالة، المنبثق من جماعة الإخوان المسلمين، اليوم الخميس، أنه اعتذر عن المشاركة في المجلس الاستشاري الذي أسسه المجلس العسكري، وقرر سحب ممثليه في المجلس، وهما: الدكتور محمد مرسي رئيس الحزب، والدكتور أسامة ياسين الأمين العام المساعد للحزب.
وكان المجلس العسكري قد أعلن عن تشكيل مجلس استشاري يضم شخصيات عامة وممثلين عن القوى السياسية، لمساعدته والحكومة في إدارة ما تبقى من المرحلة الانتقالية. ويأتي قرار الحزب في الوقت أعلنت فيه اللجنة العليا للانتخابات النتيجة النهائية من المرحلة الأولى للانتخابات، والتي كشفت عن توفق واضح لمرشحيه.
ما معنى تشكيل مجلس استشارى للمجلس العسكرى؟ وما معنى استشارة الصفوة من قبل حاكم مؤقت أمضى فى الحكم أربعة أشهر فوق الحد الأقصى لبقائه الشرعى (أو شبه الشرعى)، وأعلن اعتزامه تفويض كافة صلاحياته الرئاسية لرئيس مجلس الوزراء خلا مهام الجيش والقضاء؟ إنه ذلك الماء الطهور الذى يغسل العسكر به
أيديهم من دماء شهداء "محمد محمود"، وهو العباءة الشرعية التى يضعها الانكشارية لتسويغ بقائهم فى السلطة مدة أطول. إن مصر مصابة فى نخبتها المثقفة هكذا كانت على مر العصور، يترقب المماليك والعسكر رضا النخبة، ويتخذونهم مطية لبلوغ السلطة فلا يخذلونهم أبداً!، ذلك لأنهم لا يقدّرون سلعتهم حق قدرها. إن النخبة المستنيرة تمتلك عقولاً يتطلع إليها الجنود، وكثير منهم يمتلكون إلى جانب ذلك أفئدة وضمائر نقية تقية، ذلك فضلاً عن ثقة الناس التى فرّط فيها المجلس العسكرى بالخصم المستمر من رصيده لديهم.
بماذا إذن يبرر أعضاء المجلس الاستشارى قبولهم تلك الدعوة المشبوهة من المجلس العسكرى؟ إنها ذات المبررات التى اتخذها بعض أعضاء الحزب الوطنى المنحل ذريعة لانضمامهم إلى صفوفه ولجنة سياساته. إنها حجة الوجود والتواجد الذى دونه ينفرط العقد ويترك المجلس الأعلى وحيداً منعزلاً تتقاذفه قوى الشر ويتلاعب به تيار الفاشية الدينية يا ولداه! صحيح ثمة فرق بين النخبة المدعوّة للمجلس الاستشارى وبين تلك التى حصدت الكثير من المكاسب بانضمامها إلى حزب الشيطان، لكن هناك بعض القواسم المشتركة وكذلك بعض الوجوه المشتركة. فمن المرشحين للمجلس الاستشارى من وصم بعار الانضمام إلى حزب مبارك وخاصة رجاله، ومنهم من عارضه على استحياء ودون الجهر، كما أن المجلس الانكشارى (أقصد العسكرى) هو بعض من حكم مبارك وبقايا نظامه الذى يهلل له ويفرح بحكمه أبناء مبارك وروّاد ميدان العباسية! وللعسكر بعد الثورة هفوات وزلّات، ولهم فى الانفراد بالقرار والاستهانة بالرأى والمشورة سوابق عدة!، فأين تذهبون؟
المشهد السياسى الآن كثير التغير والتحوّل لكنه حتماً لا يتغير فى اتجاه ترسيخ حكم العسكر، لذا فمن الحكمة أن ترتاب النخبة فى توقيت دعوة المجلس العسكرى لها بالانضمام إلى خلصائه المقربين، خاصة مع تعدد مزاياهم على نحو غير مسبوق، ومن هذه المزايا أذكر ما يلى:
أولاً: هم صفوة العقول الناقدة التى يتبعها الشعب وبالتالى فمن المنطقى أن يفهم قطاع كبير من الشعب قبول نخبته المثقفة لتشكيل مجلس استشارى للعسكر على أنها رضوخ وتبعية ووظيفة دائمة بمقابل مادى أو حتى معنوى.
ثانياً: هم خاتم المجلس العسكرى على كافة قراراته المقبلة وإن أتت بما لا يشتهيه الثوّار، وأحسبها ستكون كذلك، مع تخلّى المجلس العسكرى عن شئ من العناد لتمرير بعض ما يطلبه مستشاروه، ليقدّم لهم مبرراً عملياً لانضمامهم إليه، لزوم الاستهلاك الإعلامى وإراحة الضمائر.
ثالثاً: الوضع الاستشارى لهؤلاء النخبة يحول دون تبرّمهم المحتمل وعصيانهم للعسكر فى مشهد إعلامى بات متكرراً ومستهلكاً لدى جموع الناس التى شهدت من قبل استقالة أحد مستشارى "عصام شرف" خمس مرات على الأقل!! كما أن بعض أعضاء المجلس العسكرى يتمتعون بقبول ولسان معسول يمكنهم من استبقاء من يريدون واسترضائه ولو بصفة صورية، بحجة أن وضع البلد لا يحتمل مزيد من الصراعات!.
العربون الذى دفعه بعض هؤلاء المستشارون المحتملون كى يحظوا بدعوة المجلس العسكرى للانضمام إلى مجلسهم الاستشارى باهظ ومقيت، وصل إلى حد التجريح فى أحد مرشحى الرئاسة والعدو اللدود للحكم العسكرى.
أرجو أن يدرك هؤلاء المدعوون أنهم قادة الصفوف وصفوة المجتمع، وأنهم يمثلون الشعب ولو بصفة غير رسمية، أى أنهم يتمتعون بسلطة وشرعية لا يملكها العسكر، إنها شرعية الميدان التى ترجّح كفة النخبة المدنية على السلطة العسكرية.

ليست هناك تعليقات: