الجمعة، 9 ديسمبر 2011

اللجنة الإلكترونية للحزب الوطني لـ«تشويه» المعارضين.. و«تلميع» بقايا النظام



شخصيات وهمية علي الإنترنت، صفحاتهم لا تحمل أي بيانات، يشاركون فقط في استفتاءات تظهر أن الشعب المصري غير راض عن الثورة، ويؤيد بقاء المجلس العسكري،
ولا ننسي الفضيحة التي كشفت عنها إحدي الصحف الخاصة


"اليوم كان فيه وجود واضح لعناصر اللجان الالكترونية اللي اتضايقوا لوجود تغطية لأحداث دمياط..اتهامات التحريض كانت شغالة طول اليوم".. هكذا بكل بساطة تعامل الناشط محمد منصور مع من أسماهم "أعضاء اللجنة الإلكترونية" المنتشرين بكثافة بعد الثورة علي مواقع الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، ليشكلوا جبهة مضادة علي طول الخط لشباب الثورة.
فاتهام التحريض، الذي أشار إليه منصور، هو أهم وأبرز الاتهامات التي يرددها مجموعة من المستخدمين لمواقعي التواصل الاجتماعي (فيس بوك وتويتر)، ويتهمون بها كل من يطالب بتنفيذ مطالب الثورة، او إعطاء الحقوق لأصحابها، سواء كان معه حق أو مخطئاً، فدائما ستجد مثل هؤلاء الذين يسارعون بالسباب وكيل الاتهامات، دون توضيح لأسباب، أو معتمدين علي مبرر واحد فقط هو: (حرام عليكم خربتوا البلد).
مع الأحداث الأولي لثورة 25 يناير، التي قادها مجموعة من الشباب غير المسيسين، من خلال دعوات للتظاهر عبر الفيس بوك، انتبه النظام السابق، لأهمية هذا الملعب، الذي رغم تواجده به، فإنه اكتشف متأخرا أن هذا التواجد كان غير كاف، فقرر الدفع إليه بأكبر عدد ممكن، عله يتمكن من إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فإذا كانت دعوة التظاهر نجحت، فإن هذه المظاهرات لها مطالب يجب تتنفيذها، حتي تتحول المظاهرات إلي ثورة حقيقية، وهو ما يقاتل النظام السابق بضراوة لعدم تحقيقه.
وقد انشأ عدد من الشباب صفحة علي الفيس بوك بعد الثورة بعنوان (حملة مكافحة اللجنة الإلكترونية للحزب الوطني) موجهة - كما قالوا- "ضد أعضاء اللجنة الإلكترونية للحزب الوطني وضد عناصر نشر الفتنة والشائعات من أمن الدولة أو غيرهم، هدفنا التأكد من صحة كل الأخبار اللي بنسمعها كل ساعة وبتسبب الذعر والبلبلة، هننشر في الصفحة أكاونتات الناس اللي بتنشر الإشاعات أو بمعني أصح الناس اللي بيكون كل هدفها إنها تصدر الشائعات للناس وعاملة أكاونتات للغرض ده فقط، وطبعا كل ده هيتم من غير ما نعمل شير للإشاعة أو الصفحة المروجة للإشاعات أو الأكاونتات دي كل اللي هنعمله إننا هنعمل ريبورت للناس دي علي إنهم سبامرز و هنساهم في نشر الصفحة دي بحيث إن الناس تبلغنا بالإشاعات وإحنا هنتولي كلنا أدمينز وأعضاء مهمة إننا ندور ورا الأخبار دي ونكشف حقيقتها".. ولا يمكننا أمام هذا الكلام إلا أن نقول: إنها حرب إذن .. بين الحقيقة والزيف.
اعترافات أحد اعضاء (اللجنة)
نشر بعض مواقع الإنترنت والمنتديات، اعترافات أحد الشباب الذين شاركوا لفترة في أنشطة اللجنة الإلكترونية، قبل أن يتركها، بعدما حضر الاجتماعات التأسيسية للجنة، برئاسة عدد من قيادات الحزب الوطني المنحل، وتؤكد التفاصيل التي وضعها العضو السابق بين أيدينا عن دور قيادات الحزب التي لا تزال حرة طليقة في الثورة المضادة، والأساليب المتبعة في السابق، والركائز التي اعتمدت عليها خطة إحباط الثورة.
وأوضح أنه كان يتلقي معلوماته وخطوات عمله ليس فقط من قيادات الحزب الوطني وإنما أيضا من خلال ضابط أمن دولة كان "يتبادل معه المعلومات، وينسق الإجراءات والخطوات التي سيتم اتباعها ضد المعارضين، خاصة في فترة الانتخابات التي كان الضابط يتواجد فيها أمام الدوائر لترويع المعارضين ومنعهم من التصويت".
وأكد أن اللجنة كانت تمنح كل عنصر عشرات الإيميلات (العناوين البريدية الإلكترونية) بأسماء وهمية الأمر الذي يتيح لأعضاء اللجنة - التي لا تزال تمارس عملها حتي الآن كما يقول- الدخول علي فيس بوك ومواقع الصحف والتعليق بما يوحي بأن أعدادًا غفيرة تؤيد قيادات الحزب الوطني ومن يناصرونه، وتتهكم علي الثورة.
وتحدث العضو السابق باللجنة عن اجتماع جري يوم 18 يناير لمواجهة يوم 25 يناير الذي حدد فيه النشطاء النزول في مظاهرات، وفي يوم 23 يناير أبلغونا بأن الحزب سيقيم غرفة عمليات بأمانة الشباب العامة.
وبدأ المسئول بالحزب الاجتماع قائلا: ما نفعله مصر لن تنساه لنا، وقال "إننا نحاول منع المخربين من العبث بعقول المصريين". وبدأنا العمل حيث قمنا بإعداد أكثر من إيميل وكلها بأسماء مستعارة، وللسرعة فقد كان الحزب معدا لموقع اسمه we love masr" " لإعداد أكبر عدد من الإيميلات في أقل وقت.
وكان عمل تلك الإيميلات وتسجيلها وكل تركيزها علي جروبي "كلنا خالد سعيد"، و"البرادعي رئيسا"، وكل المداخلات والتعليقات والصور المفبركة موجودة ومسجلة بالطريقة التي علمونا إياها، لتكون دلائل علي أعضاء الجروب المخربين -من وجهة نظرهم- وكانت مداخلاتنا عبارة عن إرشاد الناس وتوعيتهم بأن البلد يتجه إلي العنف، وأن تلك المظاهرات تقف خلفها أياد أجنبية تريد العبث بمصر، ومثلا عندما أعلن كل من عمرو واكد وعزت العلايلي مشاركتهما في مظاهرات 25 يناير، طلبوا في الحزب من أكثر من فرد من الموجودين إنشاء حسابات باسمي هذين التجمين علي الفيس بوك وتسجيلها في جروب "كلنا خالد سعيد"، والتحدث مع الناس علي الجروب من خلالها، والتأكي دأنهما لن يستجيبا إلي تلك الحماقات، ودعوة الناس للكف عن النزول للمظاهرات.
ويستكمل العضو المستقيل حديثه قائلا: في نحو الساعة الخامسة عصرا، دخل أحد كبار المسئولين بالحزب وتناول معنا الغداء، وأثني علي عملنا، وأبلغنا تحيات كل من أحمد عز وجمال مبارك، وأخبرنا بأنهما سيجتمعان بنا في أقرب موعد كي يقدما لنا الشكر بعد انقضاء تلك الأزمة.
وقام بالاتصال بصفوت الشريف، ووجه لنا الشريف من خلاله الشكر وأثني علي عملنا وتضحيتنا بالوقت في سبيل مصلحة مصر، وأخبرنا بأن القيادة السياسية فخورة بانتمائنا ككوادر شبابية للحزب، وأن اللجنة الإلكترونية ستكون هي الركيزة الأولي والأساسية للحزب في المرحلة القادمة.
وأكد لنا المسئول أن الموضوع (حيعدي) وأن هناك تعليمات مشددة للأمن بعدم الاحتكاك بالمظاهرات إلا في حالة اندساس العناصر المخربة، وأن رءوس المظاهرات (حتتلم) والموضوع يمشي (زي كل مرة)، مع العلم بأنه لم يكن أحد يعلم لغاية ذلك التوقيت من هو (أدمن) جروب كلنا خالد سعيد (!)
وأوضح صفوت الشريف أنه لن يسمح لأحد بأن يفقد النظام أمنه، وأن الإعلام بجميع وسائله لن يسمح له بالتهويل. وقال أيضا إن أي مظاهرة في أي مكان بأي عدد يجب أن تركز اللجنة الإلكترونية في تعليقات وأخبار علي الإنترنت علي أن تذكر أنها لا تتجاوز من50 إلي 200 فرد، وأكد أن "وسائل الإعلام لن تذكر خلاف ذلك".
وبعد نهاية المكالمة أخبرنا المسئول بأن هناك قائمة تعد بأسماء بعض الصحفيين والإعلاميين والقنوات الفضائية وبرامج معينة أسماها بـ"القائمة السوداء" سيتم اجتثاثها من الساحة من خلال قرارات سيادية وإطلاق بعض منابر وأقلام النظام لافتراسها، ودور اللجنة فضح تلك القائمة من خلال وثائق سيمد بها ضد تلك القائمة لنشرها من خلال الإنترنت (فيس بوك، تويتر)، وأن ذلك سيكون في مطلع فبراير .
وتحدث عن أن مصر بعيدة كل البعد عما يحدث في تونس، حيث إن فساد مصر علي حسب تعبيره "فساد أهبل"، وأن سوزان مبارك لا تقارن بليلي الطرابلسي، كما أن مصر بها منابر إعلامية تنفيسية، وبرامج التوك شو، وتلك المساحة التنفيسية تمثل صمام الأمن للنظام، بغض النظر عن القائمة السابقة، حيث إنهم (مندسون) علي حد تعبيره.
وأكد أن الحزب سيبدأ من أول فبراير في إنشاء لجان فرعية للجنة الإلكترونية في جميع المحافظات والجامعات، وسيتولي أعضاء اللجنة المركزية رئاسة تلك اللجان الفرعية وهدفها دعم مرشح الحزب في انتخابات الرئاسة القادمة من خلال الإنترنت. وركز علي سخريته من اختيار الثورة ليوم 25 يناير وهو إجازة لأن هذا سيقلل من تجاوب الناس معهم لأن "المصريين كسالي بطبعهم". كانت هذه بعض تفاصيل عمل اللجنة استعدادا لمواجهة مظاهرات 25 يناير، ولم تتوقف اللجنة بعد الثورة، بل واصلت عملها بكل قوة، وجميع التعليمات السابقة يتم إلي الآن تنفيذها بخصوص الثورة وكل من يساندها يتعرض لهجوم منظم من شخصيات وهمية علي الإنترنت، صفحاتهم لا تحمل أي بيانات، يشاركون فقط في استفتاءات تظهر أن الشعب المصري غير راض عن الثورة، ويؤيد بقاء المجلس العسكري، ولا ننسي الفضيحة التي كشفت عنها إحدي الصحف الخاصة"، ونشرت تفاصيلها بالفيديو، عن تنظيم للشباب الصغير كان يعمل مقابل أموال في أحد الكافيهات بمدينة نصر، للتصويت لصالح اللواء عمر سليمان نائب رئيس الجمهورية ومدير جهاز المخابرات العامة السابق في استفتاء المرشحين للرئاسة الذي اجراه المجلس العسكري علي صفحته علي الفيس بوك، وهو ما أدي إلي صعود اللواء عمر سليمان إلي مراكز متقدمة بعد انتهاء وقت التصويت الذي حدده المجلس، وهو ما دفع المجلس إلي حذف الاستفتاء عن صفحته.
هالة سرحان كانت علي رأس «القائمة السوداء» لنظام مبارك
هالة سرحان من الشخصيات الاعلامية التي تواجه حملة تشويه إلكترونية منظمة شنها أعضاء اللجنة الالكترونية علي شبكة الانترنت أو من يطلق عليهم «الجيش الإلكتروني».
بدأت بمجرد أن أعلنت قناة «روتانا» عن عودتها لتقديم برامجها علي الشاشة مرة أخري بعد ابتعادها فترة ليست بالقصيرة خاصة بعد أن تبدلت الاوضاع في مصر عقب ثورة 25 يناير فسرعان ما انتشرت الدعوات علي موقع التواصل الاجتماعي الاول الفيس بوك لمقاطعة برامجها وكالت لها الاتهامات بالجملة.. لدرجة أن تنوعت اسباب حملات مقاطعتها فظهرت عدة صفحات منها «مقاطعة هالة سرحان»، «لا لرجوع هالة سرحان»، «لا لرجوع هالة سرحان للاعلام المصري»، «ضد عودة هالة سرحان للتليفزيون»، «ضد الانحطاط والسقوط»، «معا ضد هالة سرحان».
كما انتقد أعضاء هذه الجروبات الاستقبال الحافل لهالة سرحان في المطار فور عودتها وانهالت تعليقاتهم الرافضة لعودتها كان اشهرها «أول القصيدة كفر دي هي اللي جيه تمثل ثورة، مصر مش ناقصة»، «بجد لو الانسانة دي رجعت للتليفزيون يبقي لسه فيه نفاق في مصر»، «هالة مين والناس والبلد كلها نايمين لا لدخولها مصر نهائيا»، «لابد للوجوه دي أن تختفي ولا تظهر تاني»، ولم يقف الهجوم عند هالة سرحان فحسب بل امتد الارهاب الفكري الي العريض بكل من رحب بها أو ذهب لاستقبالها وهو ما حدث للفنانة مي عز الدين التي نالها من الهجوم جانبا بسبب استقبالها لهالة بالمطار ولم تخمد الاتهامات لهالة سرحان بعد عودتها لمصر واستئنافها لمزاولة عملها من خلال برنامجها «التوك شو» و«ناس بوك» الذي اتخذت فيه خطا منحازا للشعب وثورته وحقوقه بل علي العكس كثف أعضاء الجيش الالكتروني من هجومهم عليها واستهدفوا صفحاتها وصفحات برنامجها علي مواقع التواصل الاجتماعي «فيس بوك» و«تويتر».. يهاجمون كل ما تقوله أو تقدمه ولا يكفون عن ترديد الاتهامات والشائعات دون ملل أو كلل وكأن هناك ثأر شخصيا بينهم، خاصة أن اعترافات أحد الاعضاء السابقين باللجنة الالكترونية كشفت أن قيادي بالحزب أخبرهم أن هناك قائمة بأسماء بعض الصحفيين والاعلاميين والقنوات الفضائية وبرامج بعينها واسماها«القائمة السوداء» مؤكدا أنه ستتم الاطاحة بهذه القائمة من علي الساحة الاعلامية بقرارات سيادية وتشويهها من خلال منابر وأقلام النظام.. وأن دور اللجنة سيكون فضح أعضاء هذه القائمة بنشر وثائق سيمدهم بها النظام لنشرها علي «فيس بوك» و«تويتر» ومن الواضح أن الاعلامية هالة سرحان كانت واحدة من أعضاء هذه القائمة ويؤكد هذا الاستنتاج تلك الضجة المفتعلة حولها التي نجحت في استبعادها بالفعل عن مصر.

ليست هناك تعليقات: