السبت، 24 ديسمبر 2011

طلقات ناريه من ام مصريه. جمعة حرائر مصر..فيديو



فى جمعة «حرائر مصر».. شهادات محررات « التحرير» 
«يا عساكر يا أوباش .. المصرية ما تتعراش» ..
و شــاهدة زور علي التلفـــزيون المصـــري :
المنقبات يدبرون مؤامرة ضد الجيش 
خدعـــة لتصوير الجنـــود يدوســـون القـــرآن 
فتنة التلفزيون المصرى والمتظاهرين فى جمعة حرائر مصر 
.... لزيادة الأحتقـــان فى الشـــارع .... 



فتيات مصر، بألف ممن تعدون. بآلاف من رجال حزب الكنبة، الصامتين، أو الجالسين على مقاه، يلعبون الطاولة، ويدخنون الشيشة، التى لا يختلف دخانها عن دخان الوعى المزيف الذى ينتجه المجلس العسكرى، وقنواته التليفزيونية، وصحافته الحكومية.
جيش حزب الكنبة الذى يهاجم، بكل خسة، الفتيات اللائى عرّاهن رجال المجلس العسكرى، «إيه اللى ودّاهم هناك؟»، ترد عليه فتيات مصر «الجدعان» اللائى شاركن فى مسيرة جابت شوارع وسط القاهرة، وميدان التحرير، بهتافهن المزلزل «واحد اتنين.. الرجولة راحت فين؟». المسيرة النسوية الشعبية توجهت إلى الحاجز الخرسانى، على باب شارع قصر العينى. بكل قوة وعنفوان تعالت أصواتهن، ليسمع رجال طنطاوى على الجبهة الأخرى، صوت الحرة المصرية. 
الصوت الذى وصفه السلفيون المشغولون بانتخابات البرلمان، بالعورة. محررات «التحرير» شاركن فى المسيرة، جنبا إلى جنب، مع فتيات وسيدات، من كل الأعمار والفئات، جئْن من كل مكان فى مصر، ليصرخنَ أمام آلة البطش، التى يقودها المجلس العسكرى، «يا عسكر يا أوباش.. بنت مصر متتعرّاش». 
قبل المسيرة، أعدت محررات «التحرير»، بيانا بعنوان «مش هنتعرّى تانى»، تم توزيعه فى الشوارع. جاء فيه «إحنا البنات اللى بنتعرّى، بنقولها ومش مكسوفين، لأن الخزى والعار للى عرّى بنت واقفة تعتصم بشكل سلمى من أجل الدفاع عن حقوق من سقطوا من شهداء على مدار عام كامل». البيان أكد أن الخطيئة التى ارتكبتها عناصر الشرطة العسكرية، لن يغفرها التاريخ.
رافضات أن تتم تعرية وضرب وسحل وتعذيب الشباب والفتيات، وقتلهم بالرصاص الحى. كلنا البنت التى عرّاها الجيش. كلنا سميرة إبراهيم، التى تعرضت لكشف عذرية، وكلنا غادة كمال، التى تعرضت لانتهاكات جسدية وجنسية داخل مجلس الشعب. قال بيان الزميلات فى «التحرير». محررات «التحرير»، اللائى شاركن فى المسيرة، كتبن كلمات إلى كل المصريين والمصريات، الذين شاركوا فى المسيرة، والذين فاتهم أو فاتهن هذا الشرف.




*صحفيات جريدة «التحرير»
*«بنات مصر خط أحمر»
*ستات مصر فى الأصل «رجالة»
*شيماء مطر «ارفعى راسك.. ارفعى راسك.. انتى أشرف من اللى داسك»
.. « يا دى الذل.. يا دى العار.. أختى اتسحلت أختى اتعرت ».. 
هتافات هزت شوارع وسط البلد.. هتافات بطعم التحدى أطلقتها حناجر الآلاف من سيدات وبنات مصر اللاتى خرجن جميعا فى مسيرة للمطالبة برحيل المجلس العسكرى، اللى هتك عرضنا وعرى بناتنا، مرددات: «بنات مصر خط أحمر.. بنات مصر خط أحمر». ذلك الهتاف الذى رج عمارات وشوارع وسط البلد والمسيرة فى طريقها إلى نقابة الصحفيين من ميدان التحرير. 
الملابس السوداء خيمت على المسيرة النسائية حدادا على هتك عرض بنات مصر، تلك الخطيئة التى لن تغفرها ولن تنساها بنات وسيدات مصر حتى المسنات اللاتى صممن على الخروج بالمسيرة النسائية رغم كبر سنهن للتنديد بما حدث. المسيرة طافت شوارع وسط البلد وصوتهن يتعالى: «بنات مصر خط أحمر.. بنات مصر خط أحمر».. وسكان شوارع وسط البلد يحيونهن من النوافذ بعلم مصر، ووقتها توقفت المسيرة قائلة: «انزلوا من بيوتكو.. طنطاوى عرى بناتكو». 
بنات مصر الرجالة أعطين درسا للمجلس العسكرى، أن بنت مصر مش هى اللى تتعرى.. بنات مصر الرجالة عرت المجلس العسكرى. بنات مصر الرجالة أعطين للمجلس درسا لا يمكن أن ينساه، بأن هتك العرض والضرب والقتل يخرج كل سيدات مصر كبيرتهن قبل صغيرتهن من بيوتهن ليكملن المشوار، ليكملن ثورتهم، حتى لو من بينهن من لم يشاركن من قبل فى مسيرات أو احتجاجات، ولكن لأن بنات مصر خط أحمر نزل الجميع يطالب بسقوط حكم العسكر، لأن اللى يبيع عرضك يوم بكرة هيبيعه كل يوم.. والشىء المدهش إن رجالة مصر الحقيقيين أمنوا بأنفسهم مسيرة السيدات اللى مئة راجل بثلاث حلقات تضم الحلقة الأولى والأخيرة مجموعة من الشباب لتأمين حلقة الوسط التى تضم النساء، وتم فرض كردون بشرى على جانبى المسيرة لمنع أى احتكاكات.. عشان الكل يعرف أن مصر ستاتها رجالة.
*مسيرة بكاء على رجال مصر
*هداية محمود
*«كيف تنظر فى عينى امرأة..أنت تعرف أنك لا تستطيع حمايتها؟
كيف تصبح فارسها فى الغرام؟»
كلمات أمل دنقل التى تعود الآن لتصفع كثيرا من رجال مصر، بعد أن تعرت نسائهم، ولم يحركوا ساكنا.. وفشلوا فى الدفاع عنهن.
 
«يا عساكر يا أوباش.. المصرية ما تتعراش»..
هتافات نساء مصر التى هزت السماء بعد أن تطاول عليهن جنود بلادهن. المصرية أيضا لا يستهان بها.. المصرية بميت راجل.. المصرية تحمل من الوعى والحماس ما يجعلها قائدة ثورة جديدة.. هذا هو نموذج المصريات اللاتى وجدن فى المسيرة النسائية عصر الثلاثاء. لم تكن المسيرة تنديدا فقط بحكم العسكر.. كانت بكاء على رجال مصر وشهامتهم «قالوا حرية وقالوا عدالة.. البسوا أسود ع الرجالة»، كان على هؤلاء «الرجال» أن يروا كيف تقود النساء المسيرات.. كيف يطالبن بحقهن وينددن بمن استباحوا عرضهن. ذهبت للمشاركة فى المسيرة، تعبيرا عن غضبى وتنديدا باعتداءات الجنود السافرة على بنات مصر.. كنت أشعر بالقهر والظلم.. فلم يعد يكفى أن يتم استهدافنا شباب مصر الذين يطالبون بالحرية والقصاص والتغيير.. ولكن استهداف العرض والشرف كان أكثر مما يمكن احتماله «يا اللى ساكت ساكت ليه.. بعد العرض فاضل إيه؟». 
جاء شعور التحدى والتكريم ليحل محل إحساسى بالقهر والظلم، فكانت المسيرة تكريما أيضا لنساء مصر.. الفتيات والنساء كن فى حماية من تبقى من رجال مصر، كانت الفتاة، هى النجم الأوحد فى هذه المظاهرة، الكل يقدم لها الاحترام والتبجيل، يفسح لها الطريق، يحميها وكأنه يعتذر لها. كان الخزى يملأ الرجال، والتحدى يملأ النساء، ولكن نساء مصر أعلنتها قوية، لن ننتظر حماية أحد.. ولن نسكت بعد الآن.. والثورة القادمة.. ثورة تقودها النساء لإسقاط العسكر.. فيا رجال مصر «ارفعوا كل رايات النصر.. احنا بنات هتحرر مصر».



مسيراتنا مستمرة *
- ربا نور الدين مشهد لن ينساه التاريخ ولن أنساه أنا بشكل شخصى وأتمنى أن يطول بى العمر كى أرويه لأولادى وأحفادى. بدأ المشهد حين كنت جالسة مع زميلاتى نشاهد صورة الفتاة التى عرّاها رجال الشرطة العسكرية، بل التى عرّت المجلس العسكرى وشعرنا جميعا بأننا هذه الفتاة أو أنها من الممكن أن تكون يوما أنا أو أمى أو أختى، فخطرت ببالنا فكرة الدعوة إلى مسيرة نسائية تضامنية معها ومع كل فتاة تعرّضت لانتهاكات الشرطة المدنية أو العسكرية بأى شكل، وقررنا تنظيم مسيرة تضم جميع فتيات وسيدات مصر الأحرار اللاتى أثبتن أنهن «أرجل» من مئة رجل من الذين تجاهلوا انتهاكات المجلس العسكرى للفتيات بشكل عام ولفتاة شارع مجلس الوزراء بشكل خاص قائلين «هى ايه اللى نزلها التحرير؟».
وبشكل مذهل أحدثت الدعوة للمسيرة صدى واسعا حشدت على أثره آلاف الفتيات والسيدات من مختلف الأعمار وطبقات المجتمع، كما أثرت الدعوة على رجال مصر الشرفاء الرافضين انتهاكات المجلس العسكرى فبادروا بتكوين دروع بشرية حول المسيرة لحماية الفتيات.
حالة من القوة والقشعريرة أصابتنى حين هزت هتافاتنا شوارع وسط البلد خصوصا الهتاف العظيم الذى شارك فى ترديده الرجال وهو «بنات مصر.. خط أحمر»، بل إننى شعرت أكثر بالقوة وبضعف المجلس العسكرى بعد إصداره البيان الهزيل الذى لا يتناسب مع الجريمة التى ارتكبت، الذى أعلن فيه اعتذاره لسيدات مصر بينما رفضته المسيرة.
كنت أتمنى أن يطول الليل وتستمر المسيرة إلا أنها للأسف انتهت فى تلك الليلة، بينما لن تنتهى مسيرتنا النسائية التى هزت وستهز مصر والعالم بأكمله.
تحية أخــوية.. للكردونات الرجــالية .  
- منى سليم منذ صباح 25 يناير، شعرت ككل فتيات مصر أن هناك شيئا مختلفا، شىء كان يختفى وراء التحرش والمعاكسات والإحجام عن المشاركة السياسية، فأعلنا «وردة متفتحة» عن وجودها بقوة فى هذا الصباح، أما اسمها فهو «النخوة».
فقبل هذا اليوم كانت نكات من قبيل «الرجالة ماتوا فى 73.. الرجالة اتحرقوا فى قطر الصعيد» قد تحولت إلى أدبيات وشعار المرحلة «يا بلد عايزة ولد»، كانت البنات والستات ينطقنها فى أى وقفة احتجاجية بشكل يقصدن به جرح الرجال الخانعين للذل بالشارع.
جاء صباح 25 فتبدل ضمن ما تبدل هذه «الصورة».. وسجلت الذاكرة عشرات المشاهد.. كل الفتيات تحكى نفس القصة «كل ما آجى أطلع قدام ألاقى ولد ما يعرفنيش واقف على بعد خطوتين منى بيقول طيب خليكى انتى ورا شوية، إحنا هنعرف نجرى، انتى بنت ما ينفعش حد يعملك حاجة».. لا يعرفها ولا تعرفوا وانتهت اللحظة وكل ذهب إلى حال سبيله. حالة فطرية حقيقية من النخوة والدفاع عن المرأة، حتى وإن كانت لا تعترف بضعفها الجسدى، أما عزيمتها الفولاذية، وفى مقابل هذا الرواية التاريخية كان آلاف الشباب يقول «البنات يا أخى رجالة أوى بيجروا قدام وماعندهمش حلول وسط».
بالفعل كانت عزيمة الفتيات أكثر جذرية واندفاعا، وسواعد الشباب موجودة دائما للدفاع عنها وصد الخطر. أوجاعنا تزيد لكن ما زال هذا المشهد هو الأكثر حضورا وانتصارا، تجلى فى الأحداث الأخيرة بصورة أوسع.. فى مشهد نور أيمن نور، وهو يندفع عائدا إلى الطبيبة فريدة قبل أن ينهال عليهما الجنود بالضرب، وزاد الغل بالطبع بعد أن رأوا بأنفسهم كيف يحاول أن يصد بجسده ضرباتهم عنها.. تكرر المشهد مع الشاب الصغير حسن شاهين، وهو يحاول الهرب بالفتاة التى عرت المجلس العسكرى فانهالوا عليه بالضرب. يوم الثلاثاء كان حسن يقف أعلى سلم النقابة، دون أن يعلن عن نفسه، فقط يحمل صورة غلاف جريدة «التحرير»، وعلى الأرض كان مئات من الشباب والرجال ينشئون بذراعهم كردونا أمنيا حول الفتيات، الحقيقة ليس فقط كردونا، وإنما كانت روحهم الداعمة والمجروحة مثلنا أيضا حاضرة.. شجعونا بصورة كبيرة.. دعمونا بالتنظيم بل إن الهتاف الأول للمسيرة جاء من صفوفهم.. كان «ارفعى راسك انتى أشرف م اللى داسك». انتهت المسيرة وقد تكون كلمات قليلة تم تبادلها بين الجانبين، فالجميع كان مهتما بتوجيه رسالة واضحة، «لمن اقترفوا الجريمة». لكن أكيد أنا وكل الآلاف اللى كانت موجودة بنوجه رسائل «الشكر والفخر والامتنان والسعادة» لكل راجل شارك لأن البلد لسه فيها رجالة. أنا مديونة لكل بنت اتعرّت
- رضــوى الشــاذلى -
اسمى رضوى إبراهيم عبد الكريم الشاذلى، عمرى 24 سنة، فى بداية حياتى الصحفية قررت النزول أول من أمس (الثلاثاء) إلى المسيرة النسائية وأنا بكامل قواى العقلية، منذ أن رأيت صورة الفتاة العظيمة التى هى بالتأكيد أشرف بكثير من الذى قام بتعريتها فى وسط الميدان، وأنا محبطة ومكتئبة وكنت لو قابلت أى ضابط جيش كنت هاعمل فيه زى ما عمل فى البنت.
قررت المشاركة لأنى بنت ومارضاش يحصلّى كده. قررت المشاركة لأن كده معناه إن الجيش مابقاش عنده حاجة يخاف عليها ولا منها. 
قررت المشاركة لأنى تخيلت إن البنت دى أنا. قررت المشاركة لأنى اتربيت على كده اتعلمت ماكونش سلبية. قررت المشاركة لأنى حسيت إنى مديونة لها.
قررت المشاركة علشان أقول للمشير أنا الأقوى ومش هنستخبى علشان جنودك عرّونا.. أنا شفت فى المسيرة دى مصر بكل طوائفها التخينة والرفيعة، الطويلة والقصيرة، اللى فاهمة واللى مش فاهمة، الناشطة واللى مالهاش فى السياسة، بس اللى شوفته إن اللى كل الموجودين كانوا محروقين قوى من المشير والعسكر. 
ساعات كنت بتمنى أنى أكون ولد عشان أقف فى محمد محمود، بس امبارح كنت مبسوطة قوى إنى بنت عمرى ما كنت بهتف أو قدت مسيرة فى حياتى، بس امبارح لقيتنى واقفة فى وسط ستات كتير قوى وبهتف، الهتاف فى المسيرة ماكنش فقط عشان البنت اللى اتسحلت، لا علشان علاء ومينا وخالد وغيرهم من الشهداء، اللى لما كنا بنهتف بأسمائهم كانت الستات اللى حواليا بيعيطوا مش على الشهداء بس، لا علشان مصر اللى ولّعها طنطاوى زى ما كانوا بيهتفوا «مبارك باعها والمشير ولّعها». فى المسيرة عيطت وضحكت وعرفت ناس جديدة وفهمت أن «بنات مصر خط أحمر». ثورتنا العسكر سرقوها.. والستات هيرجعوها..
- رحــاب الشــاذلي
.. «العســاكر فين.. الستات أهــم» .. 
هكذا هتفت النساء فى مواجهة آلة القمع والبطش.. هتفن متحديات القهر والجهل والكفر بدورهن فى الثورة التى دفعن بكل رحابة ثمنها من أبنائهن وأزواجهن وأرواحهن ثمنا حتى يتحرر الوطن.. مشهد النساء أمس أعاد إلى الأذهان نساء الميدان، وسالى زهران التى قتلت على أرض الميدان أعاد إلى الأذهان ما كان يريد البعض أن يمحوه من الذاكرة حتى لا تتزعزع أركان المجتمع الذكورى الذى مارس قهره وظلمه ضد النساء لسنوات طويلة رافضين حقوقهن التى دائما ما ناضلن من أجلها.. 
نساء منتقبات ويساريات نشطاء نسويات طالبات مدارس وجامعات متعلمات وغير متعلمات فقراء وأغنياء، وقفن جميعا على قلب امرأة واحدة تهتف «قول ماتخفشى العسكر لازم يمشى». ربما يكون مشهد سحل المتظاهرات وتعرية أجسادهن على يد قوات الجيش سببا رئيسيا وربما وحيدا لمشاركة بعض الرجال الذين حركتهم نخوتهم وإحساسهم بإهانة ذكوريتهم.. لكن النساء لم تشارك وتحشد تلك المسيرة كرد فعل على صورة الفتاة العارية فقط، لكن كرد فعل على سنوات من العنف والقهر الذى تعرضت وما زالت تتعرض له المرأة المصرية، إما بسبب عادات وتقاليد رجعية أو بسبب تشريعات تمتاز بالطابع الذكورى أو باسم الاستخدام الخاطئ للدين.. 
نزلت النساء لتهتف وتقول «النساء أهم شركاء فى الوطن، ولسن ضيوف شرف» لهن حقوق مثلهن مثل الرجال. تلك كانت السمة الرئيسية لتظاهرة أمس التى أبهرت العالم وأبهرت الحركة النسوية المصرية التى دائما ما حاولت تنظيم مسيرة واحدة للمطالبة بحقوق النساء، لكنها دائما ما كانت تفشل إما بسبب مواجهة أصحاب العقلية لها، أو بسبب عدم ثقة النساء فى أن مثل تلك المسيرات لها تأثير فى هذا المجتمع، لكن اليوم اختلف الأمر وشعرت النساء بأن من حقهن المشاركة بقوة، فمثلما اقتسمن الشهادة والسحل والضرب مع الرجال، فمن حقهن أيضا مشاركتهم فى صياغة مستقبل هذا الوطن.
«ثورتنا العسكر سرقوها والستات هيرجعوها».. هذا الهتاف كان بمثابة تأكيد من المرأة أن حماية الثورة دور الجميع ولا يمكن للرجال دون النساء حماية الثورة من السرقة حتى لو كان الثمن السحل والتعرية. المسيرة كانت الأولى من نوعها من حيث الحشد والتنظيم، وكللت نضال سنوات طويلة للحركة النسوية المصرية، وتكلل نضال نساء ناضلن ضد القمع والاستبداد ضد التهميش والجهل، لتعلن عنوانا لمرحلة نضالية جديدة عنوانها نساء مصر قادرات على التغيير والتحدى.. نساء مصر جزء من مشاركة لا الفرجة. «زغرودة» بنت مصر فى التحرير..




- منة شرف الدين
بعيدا عن سخافة «البنت لابسة إيه»؟..
وبعيدا عن تمييز محجبة أو غير محجبة..
وبعيدا أكثر عن عبثية «إيه اللى نزلها ميدان التحرير؟»..
لم ندع ونحشد وننزل ونهتف ونستعد للسحل والتعرية والموت لنجيب عن أسئلة من هذه النوعية.. لكننا بالتأكيد خرجنا من صمتنا ومن بيوتنا وفى بعض الحالات عن طاعة آبائنا وأمهاتنا حين أمرونا «ماتنزلوش التحرير» لنجيب عن سؤال واحد هو «هل للمصرية كرامة أم لا؟».
لم نقصد تقسيم المجتمع إلى رجل وامرأة فالطاغية أهدانا مساواة منقطعة النظير بين النوعين فى الضرب والسحل وهتك العرض، ولكن ربما قصدنا بمنتهى بساطة «الست المصرية» أن نقول «أنا ست بميت راجل».
لا أنكر أن ما آلت إليه الأمور فى مصر الثورة أصابنى بحالة من الإحباط الشديد وأنا أرى نصف ثورة ونصف حلم يحاول استكماله نصف شعب، بينما يستسلم نصفه الآخر ويسلم وطنه لمجلس عسكرى يحكم لا بنصف ضمير، لكن دون ضمير تماما، لم يثلج صدرى ويعيد إلىّ الأمل ويعيد إلىّ الثقة فى جملة رددتها كثيرا تصبيرا لنفسى «الثورة مستمرة» كما فعله مشهد المسيرة النسائية العظيم وصوت هتاف بنات مصر يهز ميادين وسط البلد «بنات مصر خط أحمر». رأيت يوم الثلاثاء 20 ديسمبر -وهو تاريخ سيظل محفورا لكل من شارك فيه فى تاريخه الشخصى، كما سيحفر فى تاريخ مصر الوطنى- من تانى ومن بعد مليونيات الثورة «الورد بيفتح فى جناين مصر».
رأيت المرأة المصرية غير «مكسورة الجناح» ولا العين ولا الإرادة ولا الحلم بجميع أشكالها وثقافاتها ودياناتها، المنتقبة والمحجبة وغير المحجبة والقبطية والشيوعية والليبرالية والتى لا تعرف «يعنى إيه شيوعية وليبرالية» يد واحدة ضد الطغيان نافية أن المدافعة عن حقوق المرأة هى فقط المثقفة أو السياسية. وانطلقت المصرية بسجيّتها وفطرتها تعبر عن نفسها كما لم تعبر نساء العالم أبدا، وتعلن عن تميزها وذلك حين وضعت بصمتها الخاصة وأطلقت «الزغاريد» بوصول المسيرة إلى الجدار العازل بشارع قصر العينى عند خط النار. أعطينا أشباه الرجال درسا فى الرجولة
*الشيماء عبد اللطيف
قبل نزولى، وزميلاتى بالجريدة، لميدان التحرير مباشرة، كنت أنهيت مكالمة تليفونية مع أحد الأقارب قال لى إن تكرار ذهابى إلى التحرير (شىء لا يرضى عدوا ولا حبيبا وأن المتظاهرات نساء مش متربيات ولا يحق لى أن أوجد وسطهن) لم تحبطنى المكالمة بقدر أننى أشفقت عليه. فى طريقنا، عبرت لهن عن فزعى وخوفى من فشل المسيرة، وزاد هذا الخوف فور وصولنا إلى ميدان التحرير فقد وجدنا أنفسنا لا نزيد على عشر فتيات، نقف أمام مجمع التحرير، بعدها بدقائق تحركنا إلى قلب الميدان، فوجئنا بمسيرة ضخمة من السيدات محاطة بالرجال لحمايتهن انضممنا إليها وبعد الدقائق الأولى من المسيرة التى أخذت فى الدوران داخل ميدان التحرير، استجمعت النساء قوتهن وأخذن فى توحيد الهتافات وانطلقنا إلى ميدان طلعت حرب.. «بنات مصر خط أحمر» كان هذا الهتاف الأكثر جذبا للناس فى الشارع والعمارات، لذلك كنت حريصة على تكراره وعلى تنبيه زميلاتى اللاتى لا أعرفهن، أن هذا هو الهتاف الأشد وسط الناس وأن التظاهرة أقيمت للتنديد بانتهاك الأنثى المصرية. 
كان صوت النساء يرج الميدان ولأول مرة من شهور طويلة مضت بعد ثورة يناير، أشعر بالفخر والسعادة وأتوقع الجديد وأتوقع أشياء جميلة وأنا أسير وسط زميلاتى من متظاهرات فتيات وعجائز يحاولن التحايل على فعل الزمن لمواصلة السير واستفزاز رجولة الشعب المصرى فى أثناء المسيرة، وقبيل وصولنا إلى نقابة الصحفيين تمنيت لو كانت طفلتى الصغيرة معى.
كان المشهد يبعث بالسعادة خصوصا بعد وصولنا أمام مقر نقابة الصحفيين والتحام المسيرة بالوقفة الاحتجاجية التى أقامتها النقابة، وبعد صلاة النساء أمام النقابة فى شارع عبد الخالق ثروت خلال انتظارنا للسيدات اللاتى قمن بأداء الصلاة، اتصلت بقريبى وقلت له إن فى مصر رجالا يقرون حق المرأة فى التظاهر والاحتجاج ويحترموننا والدليل هؤلاء الرجال الذين أقاموا أسوارا حول المسيرة وساعدونا فى تنظيمها وإننى سأتجاهل أمثاله من الضعفاء أشباه الرجال، ولا يهمنى أن أكون فى نظره من غير أدب، ومما زاد سعادتى عندما اتصل بى أبى ليؤكد لى (أنه فخور بى وأنه خلف بنت أحسن من ألف راجل). 
انتهت المسيرة وعدنا إلى الميدان فى حماية الرجال، ونحن نبحث أمر الاعتصام فى قلب الميدان، وأنا فى قمة سعادتى أشكر كل امرأة وأقبل الأرض تحت أقدام نساء مصر اللائى أعطين أشباه الرجال درسا فى الرجولة والحفاظ على الشرف ونزلن ليثأرن لكرامة فتاة مصرية انتهكت أمام سمع وبصر رجال مصر وشيوخها وعلمائها.
 من «كشف العذرية» إلى «التعرية».. هنرجّع شرف المصرية 
- رحمة ضياء
لا ندعى شرفا لا نستحقه، فلم أكن وزميلاتى بجريدة «التحرير» -وحدنا- الداعيات لمسيرة بنات مصر الأحرار، عبر تدشين دعوة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك»، لمسيرة تضامنية، الثلاثاء، مع الفتاة التى عرّاها المجلس العسكرى، وحث الفتيات وتشجيعهن على النزول والمجاهرة برفض انتهاكات العسكر ضد بنات وشباب ورجال مصر الأحرار. 
الفكرة كانت موجودة بعقل ووجدان كل فتاة وسيدة مصرية شعرت بالذل والعار والخوف، حين تعرّى جسد أختها بالوطن، سواء بالغرف المغلقة، كما حدث مع سميرة إبراهيم، والفتيات اللاتى تعرضن لكشوفات فحص أو كشف العذرية أو من عرّاهن العسكر بالميدان، كما حدث مع «ست البنات» التى لم تتعرّ، ولكن عرّت المجلس العسكرى أمام أعيننا وأعين العالم، فى انتظار مبادرة شجاعة تدعوهن إلى الخروج وتوحيد الصف وكسر الخوف وتشحيذ الإرادة، ولهذا شهدت المسيرة نجاحا منقطع النظير، تحدث عنه العالم أجمع، واقتنص اعتذارا فوريا من المجلس، رفضته سيدات مصر بكل إباء مرددات «مش قابلين الاعتذار.. هتك العرض مش هزار». 
وستبقى ذكرى الإعداد للمسيرة راسخة فى وجدانى، لن تفشل أبدا فى رسم ابتسامة فخر واعتزاز على شفاهى، حين تحولت غرفتنا بقسم الأخبار بجريدة «التحرير» إلى غرفة عمليات لكتابة اللافتات بالأقلام الملونة وقطع ولزق الصور التى ترصد انتهاكات العسكر لفتيات مصر والاتصال بالمنظمات النسائية ووسائل الإعلام لدعوتها إلى حضور وتغطية المسيرة، وضحكاتنا خلال تأليف الهتافات وكتابة بيان «إحنا مش هنتعرى تانى»، وفلاش الكاميرا الذى رصد حالات مختلفة من الانهماك فى الرسم والتلوين والقص واللزق والضحك والقفشات، يصحبه صوت السيدة فيروز يهدر «الغضب الساطع آت وأنا كلى إيمان» وموسيقى الأخوان رحبانى بقصيدة «زهرة المدائن»، ولهفتنا وتصفيقنا كلما زاد عدد الفتيات اللاتى يشتركن بالدعوة إلى المسيرة حتى جاء هذا اليوم العظيم.
أحب أن أسجل تاريخ هذا اليوم «الثلاثاء 20 ديسمبر 2011» الذى لن تغيب ذكراه أبدا عن مخيلتى، حيث رددت مع آلاف من سيدات مصر العظيمات هتافات الحرية والنصر للثوار الأحرار، والخزى والعار لجنود هتك العرض، واستعدت إحساسى بالثورة والأمل حين انطلقت مسيرتنا فى طريقها إلى نقابة الصحفيين، وفى إحدى اللحظات نظرت أمامى وخلفى، فلم أستطع تحديد نقطتى البداية والنهاية لذلك الحشد الهائل من نساء مصر العظماء فى حماية رجالهن الشجعان، بدروع بشرية، متحفزة للذود عنهن فى حال تعرضهن لأى خطر، فجددت الثقة بشعب مصر العظيم بسيداته المقاتلات ورجاله الشجعان، وسمحت لنفسى ببعض الإحساس بالفخر لمساهمتى بقدر ضئيل مع زميلاتى العزيزات بجريدة «التحرير» فى نشر الفكرة ومشاهدة نجاحها، وقمت معهن بتغطيتها لصحيفتنا، التى أصبحت مصدر فخر لنا، بعد تغطيتها الشجاعة لاعتداءات المجلس العسكرى على الثوار والثائرات فى أثناء فض اعتصام مجلس الوزراء وجرأتها فى نشر صورة فتاة التحرير فى صدر صفحاتها، فلم نكن نحرر خبرا بقدر ما كنا نسهم فى صناعة حدث سيذكره التاريخ، حين خرجت سيدات وفتيات مصر، للذود عن أعراضهن التى استباحها رجال العسكر هاتفات «بنات مصر خط أحمر».
لماذا هانت بنات مصر على قادة الجيش؟ 
- ياسمين الجيوشي 
كانت صورة صديقتى، التى سحلت وعراها الجنود، وداسوا ببياداتهم على جسدها البرىء، أكبر دافع لى للمشاركة فى المسيرة النسوية، التى نددت بانتهاكات العسكر، ضد فتيات مصر، لم أشارك بصفتى الصحفية، قدر ما شاركت بصفتى فتاة مصرية، ترفض أن يعبث أحد بجسدها، الصورة فى حد ذاتها، آلمتنى، لكننى عندما علمت أن صاحبة الصورة هى صديقتى أنا شخصيا، زاد الألم ضعفين. سحل الفتيات، وتعرية أجسادهن، وانتهاك حرمتهن، كان دافعا لى ولأخريات، للخروج عن الصمت الذى لا دين له، للتنديد بانتهاكات العسكر، الذى لم تفرق بياداته، بين فتاة وشاب، خرجوا ينددون بانتهاكاتهم الفجة. الفتيات والنساء اللوائى شاركن فى المسيرة، لم يعرفن صاحبة الصورة، التى فضلت الصمت، لكنهن شاركن فى المسيرة، لإحساسهن، بالخزى الذى لحق بالجيش المصرى، عندما يعرى أجسادهن، ويكشف عن عذريتهن، ووجهن خلال المسيرة لجيش بلادها سؤالا واحدا «أومال لو العدو دخل أرضنا هيعمل فينا إيه، أكتر من تعرية أجسادنا؟».
هذا السؤال الذى توجهه كل فتاة مصرية، إلى جيش بلادها، على قادة المجلس العسكرى، أن يقدموا جوابا عنه، ماذا سيفعل فينا الأعداء، لا قدر الله، إذا دخلوا أرضنا، ماذا سيفعل العدو بجسد فتاة مصرية، أكثر من ضرب «صدرها» بالبيادة، وتعرية جسدها أمام الجميع، والكشف عن عذريتها. 
على قادة الجيش أن يعتذروا لكل فتاة مصرية، عن هذا الانتهاك الشنيع لحرمة جسد فتيات التحرير، اللائى قالوا عليهن بلطجية، على قادة الجيش أن يعتذروا ليس فقط لفتيات مصر، بل لكل عوائلها، لأن قادة الجيش، استطاعوا بما لا يدع مجالا للشك، أن يحدثوا وقيعة بين الجيش والشعب، هم فعلا من استطاعوا فعل ذلك، وعليهم أن يعتذروا عن هذا، لأنه لا توجد عائلة مصرية، إلا وفيها شهيد، استشهد فى جيش بلاده وهو يدافع عن وطنه. على كل قادة الجيش، أن يجيبوا عن سؤال فتيات مصر، لماذا هانت فتياتكم عليكم بهذا الشكل، لماذا هانت بنات أرضكم عليكم بهذا الشكل؟
اللائى استقبلنكم بالورود الحمراء فى ميدان التحرير، مرددات، الجيش والشعب إيد واحدة، لكن يد الجيش، كشفت عن جسد بنات الشعب. 
على قادة الجيش، أن يجيبوا عن سؤال، لماذا هانت الفتيات عليكم، وهن اللائى هتفن يوم 28 يناير «سابوا الشرطة تموت فينا.. فين الجيش ينزل يحمينا»، ولم يقلن «فين الجيش ينزل يعرينا»، الفتيات كن يختبئن وراء جنود وضباط الجيش، لحمايتهن من البلطجية، لكنهن الآن سيفكرن ألف مرة قبل الاقتراب من مجند أو ضابط استحل حرمة جسدها. 
على قادة الجيش، أن يعرفوا أن التصرفات التى وصفوها بالفردية وغير المسؤولة من قبل بعض الجنود والضباط، قد غيرت الصورة الذهنية التى تربت عليها فتيات مصر، أن جيش بلادها هو الذى حمى عرضها فى 73، هو الذى نزف دما، كى لا يصل إليها عدو يعبث بجسدها، والآن يكشف الجيش، عن جسدها، متسائلة «ليه الجيش اللى حمى عرضنا فى 73، يعرى جسمنا فى 2011؟».
سيدات مصر اجتمعن على معاداة «العسكرى»
- سمر عبد الناصر
بعودة للمظاهرات النسائية فى ثورة 1919، كانت المظاهرة النسائية أمس تعبيرا عن الرفض الشديد لممارسات ضباط القوات المسلحة ضد نساء مصر بشكل فج فى أحداث مجلس الوزراء. 
«البنات قالوا كلمتهم.. العسكر تحت جزمتهم»، كان الهتاف الذى تتكرر كثيرا فى أثناء سير التظاهرة من مقر نقابة الصحفيين حتى ميدان التحرير ومرورا بميدان طلعت حرب، وكلما انضمت سيدات للتظاهرة انضم بمحاذاتهن رجال وشباب لعمل حاجز بشرى حولهن بطول التظاهرة، وكانوا يهتفون بقوة خلف الفتيات الغاضبات.
«ارفعى راسك ارفعى راسك.. انتى أشرف من اللى داسك» هتاف آخر هتفت به الفتيات والمسنات اللاتى يبدو عليهن الاختلاف الواضح فى المستوى الاجتماعى والثقافى بحرقة شديدة، رافعات صورا للفتاة التى سحلها وعرّاها ضباط الجيش وأصبحت رمزا لنضال المرأة. كما هتفت السيدات والفتيات «قالوا حرية وقالوا عدالة.. البسوا اسود ع الرجالة»، فى إشارة واضحة لغضبهن من تخاذل حزب الحرية والعدالة وجماعة الإخوان المسلمين عن نصرة نساء مصر، ووقوفهم فى صف المجلس العسكرى. نساء المسيرة من كل مكان فى مصر .
- فايزة هنداوي 
أشهر طويلة مرت منذ اندلاع ثورة 25 يناير وتنحى مبارك، حلمنا جميعا بالحرية والكرامة، اللتين حُرمت منهما مصر والمصريون سنوات طويلة، إلا أن هذا الحلم كان يتحطم على صخرة المجلس العسكرى، الذى جثم فوق صدورنا، لكن الأمل لم يغب.. دافعنا عنه بكل قوة، رافضين اليأس، ودافع عن هذا الأمل مجموعة من الشباب والفتيات الذين تعرضوا لجميع أنواع البطش من هذا المجلس، سواء بالاعتقال والتعذيب أو الحرمان من البصر وصولا إلى القتل، كان كل ذلك يزيد من الإصرار على المواجهة، إلى أن كانت الأحداث التى لم يتوقعها أكثر المتشائمين، وهى اعتداء جنود من الجيش المصرى (الذى حارب الكيان الصهيونى، وانتصر عليه فى أكتوبر 73) على الفتيات العزل وسحلهن فى الشوارع بالشكل الذى رأيناه جميعا فى الصور التى نشرتها الصحف العالمية، التى توضح إلى أى مدى أضر هذا المجلس العسكرى (بلا أى شرعية) بالجيش المصرى وحوله من جيش حام للحدود إلى جيش قاتل منتهك للأعراض، لذلك نُظمت أول أمس مسيرة للنساء ضد كل ما يحدث، وشاركنا جميعا لنعلن رفضنا ممارسات المجلس العسكرى، وبقاءه فى الحكم. 
وصلت أعداد المشاركات فى المسيرة إلى عشرات الآلاف، هتفنا ضد المجلس العسكرى مؤكدات شرف الفتاة المصرية (ارفعى راسك.. ارفعى راسك.. انتى أشرف من اللى داسك)، وانتقلنا إلى نقابة الصحفيين، ثم العودة مرة أخرى إلى الميدان، وصولا إلى شارع قصر العينى، وهو مكان المواجهات الأخيرة التى شهدت سحل الفتاة وتجريدها من ملابسها بواسطة عدد من الجنود، وكانت تهتف بإصرار (بنات مصر خط أحمر)، و(العسكرى فين البنات أهم)، و(قول متخافشى المجلس لازم يمشى)، وكان الملفت أن المسيرة ضمت نساءً من جميع الفئات الاجتماعية، كما ضمت منتقبات، ومحجبات، ومسيحيات، هتفنا جميعا بحماس (يسقط يسقط حكم العسكر) فى رسالة واضحة إلى كل من تسول له نفسه إهانة المرأة المصرية، التى شاركت فى الثورة المصرية من أجل الحرية والكرامة. فخورة بأنى امرأة.
- سوزان عبد الغني 
لم أكن أعلم أن مجرد فكرة صغيرة ستصبح واقعا يوقد لها الجمر أسفل سيدات وفتيات مصر وتهتز لها العروش، وأن ترى الفخر فى أعين كل من شاركت فى المسيرة، التى كانت بدايتها مجموعة من الفتيات تحب مصر، رفضن أن تهان كرامة النساء تحت بيادات المجلس العسكرى، الذى وجب عليه الرحيل الآن استوقفتنى المسيرة أكثر من مرة فى محاولة منى أن أصل بطرف عينى إلى بدايتها أو نهايتها، لكنى لم أستطع لكثرة عددها الهائل، الذى لا يقدر له عدد، وقتها كانت مشاعر الفخر تمتزج مع مشاعر الفرح، وفخرى كان يزيد بنفسى أكثر وأكثر عندما كنت لا أستطيع أن أرى كامل المسيرة.
لن تستطيع أن تفرق بينهن فجميعهن فخورات بأنفسهن، باختلاف ما يرتدين، فستجد أمهات قالت: «يسقط يسقط حكم العسكر»، دفاعا عن بناتهن اللاتى نزلن إلى التحرير، وهناك من نزلت دفاعا عن نفسها، وكرامتها، وهناك من أرادت أن تصنع مستقبلا جديدا لأولادها محاطا بالعزة والكرامة. قولى بأنك امرأة، وافتخرى بهذا اللقب فهو وسام شرف على صدر كل من شارك فى المسيرة، فهو الوسام الذى يريد الكثيرون أن يتلقبوا به سواء أكانوا رجالا أم نساء، لم يشاركوا فى هذه المسيرة، الذين رأوا أنه على الفتاة أن لا تنزل إلى التحرير لكونها فتاة، الأجدر بها أن تكون بمنزلها لأن عليها مهام أخرى أجدر من التحرير، فهكذا قالت إحدى السيدات المنتقدة المسيرة، فليسقط حزب «الكنبة»، فنساء مصر لن يعشن فى مهانة وذل ونحن أجدر بالاحترام والكرامة والعزة. «قطعة الذهب تحتاج إلى من يحميها»، هكذا فعل رجال مصر الشرفاء، الذين يعود لهم الفضل فى تأمين المسيرة، فلن ننساهم، فلقد عدنا ثانية أخوة دون خوف. وأخيرا لا أجد الكلمات التى تليق بوصف مشاعرى الحقيقية، التى انتابتنى فى أثناء المسيرة سوى «فخورة بأنى امرأة».
منتقبات ضد تجاهل السلفيين لما حدث للفتاة.. فى المسيرة. 
- إيمان الحويزى رغم اختلاف المظاهر والأطياف التى كانت فى مسيرة الفتيات، حيث كانت تسير إلى جانبى فى المسيرة المنتقبة والمحجبة وغير المحجبة، فقد اجتمعت الفتيات على نفس الهتافات والمطالب يرددن: «بنات مصر خط أحمر.. بنات مصر خط أحمر»، و«يا عساكر يا أوباش.. المصرية متتعراش»، وكان البعض يرفع لافتات يدين فيها المشايخ والسلفيين نظرا إلى عدم احتجاجهم عما حدث للفتاة، التى سحلها رجال القوات المسلحة، وعندما قامت إحداهن بمهاجمة السلفيين، نظرا إلى موقفهم من الأحداث وتبريراتهم لما حدث قائلة: «يا إخوان ويا سلفية.. خدتو كام فى القضية»، و«انتو فين يا إخوان.. ولا قاعدين فى اللجان»، توقعت أن المنتقبات لن يهتفن ضد السلفيين، ولكنى سمعتهن يهتفن ضد الإخوان والسلفيين، وتأكد لى حينها التفاف الجميع، واتفاقهن على أخذ حق الفتاة التى سحلها قوات الجيش، حيث كان بالمسيرة جميع الأطياف والأعمار «فقد كانت إلى جانبى فتاة فى العاشرة من عمرها»، والتوجهات ورغم ذلك اتفقن على رفض ما حدث، والمطالبة بإنهاء حكم العسكر، وعدم قبول إهانة وتعرية الفتيات. 
وكانت المسيرة تعبر عن الغضب الذى شمل الجميع بعد صورة الفتاة التى سحلت وتعرت على يد قوات الجيش، فقد تجمع الشباب حول المسيرة مكونين درعا بشرية، ينادون على الجميع بالانضمام إليهم قائلين: «ضموا علينا يا أهلينا.. ضموا علينا يا أهلينا»، و«اللى ساكت ساكت ليه.. دى مش أختك ولا إيه» فى محاولة منهم لجذب أكبر عدد للمسيرة، التى خرجت لتعبر عن غضب الشعب مما يحدث من عنف ضد المعتصمات.



؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: