الأربعاء، 14 ديسمبر 2011

جنة سوزان والثمن تقبيل الأيادي والانحناء المصحوب بالذل والمهانة


من أثرى في عهد سوزان 
لا يمكن أن يكون له مكاناً بين شرفاء الميدان 

المخلوع لزوجته: جهزيلي البدلة والكرافتة يا سوزان.. 
شكلي هارجع أحكم تاني قريب قــوي 
وردت عليه سوزان قائلة
 "وترجع عائشة والمعلم وعكاشة يبوسوا إيدي تاني".



أحزنني بشدة أن يتصدر الساحة السياسية والإعلامية هذه الأيام رجال سوزان مبارك الذين أكلوا على مائدتها وعاشوا في كنفها حينا من الدهر.. وأزعجني أن يرتدي هؤلاء ثوب البطولة والشرف مراهنين على دفن الماضي مع من رحلوا.. ولأن مصر على أعتاب مرحلة جديدة بدأت بانتخابات نزيهة.. ولأن الشفافية ستحكم حتماً عمل المرحلة القادمة.. كان لزاما أن نكشف عورة هؤلاء وفي مقدمتهم رجل الأعمال إبراهيم المعلم الذي استحق عن جدارة لقب "خدام الهانم". 
 البداية كانت في نادي هليوبوليس عندما استأذن إبراهيم المعلم الذي كان عضواً جديداً في النادي في ذلك الوقت من حرس الهانم في أن يسلم عليها ويطبع قبلة على يديها أثناء دخولها النادي الذي كانت تترد عليه كثيراً، ودفع المعلم بالكثيرين للتوسط من أجل أن ينال هذا الشرف، وكان له ما أراد، وناصر المعلم بهذه الواقعة وروج شائعات في مختلف الأوساط بأنه يلعب رياضة مع الهانم يومياً في نادي هليوبوليس. وكانت المحطة الثانية في مكتبة الإسكندرية عندما قال لسوزان مبارك على مرأى ومسمع من الجميع أنا خدامك قبل أن أكون خداماً لمصر، لا سوزان أدركت.. ولا الحضور فهموا ما قاله الرجل.. والوحيد الذي كان يعي ما يقول هو إبراهيم المعلم نفسه. وبعد أسابيع قليلة من هذه الواقعة كانت المفاجأة ولكن هذه المرة في مكتبه أخرى غير مكتبة الإسكندرية.. كانت حرم الرئيس السابق في زيارة لمكتبة مصر الجديدة الشهيرة، وكان في استقبالها عدد من الوزراء والضيوف ومن بينهم إبراهيم المعلم الذي تم توجيه الدعوة إليه بعد واقعة مكتبة الإسكندرية، 
وعندما وصل موكب الهانم متأخراً ثلاث ساعات عن الموعد المحدد، ظنت أن هناك حالة غضب مكتومة بين الحضور بسبب هذا التأخير، ولكن الذي حدث كان غير ذلك تماماً.. فقد خرجت التشريفة في انتظاهرا وكان إبراهيم المعلم في المقدمة، وانحنى الرجل أمامها بطريقة أثارت استياء الجميع، وطبع قبلة على يديها.. تأكدت سوزان في هذه اللحظة أن عبارة "أنا خدامك" لم تكن مجرد كلمة عبارة، وأن الرجل – أي "المعلم" - على استعداد أن يفعل أي شيء ليدخل جنة حرم الرئيس حتى لو كان الثمن تقبيل الأيادي والانحناء المصحوب بالذل والمهانة. لقد أعجبني الكاريكاتير الذي نشرته صحيفة "الشروق" على صفحتها الأخيرة منذ أسابيع حيث ظهر الرئيس المخلوع وهو سعيد بمحاولات الوقيعة والفتنة بين الجيش والشعب، وقال لزوجته: 
جهزيلي البدلة والكرافتة يا سوزان.. شكلي هارجع أحكم تاني قريب قوي، وردت عليه سوزان قائلة وترجع عائشة تبوس إيدي تاني.. وأقول للأستاذ إبراهيم المعلم مالك الشروق، والأستاذ عمرو سليم الذي رسم الكاريكاتير أن رد سوزان ينقصه كلمة واحدة وكان يجب أن يكون كالتالي "وترجع عائشة والمعلم وعكاشة يبوسوا إيدي تاني".. كانت سوزان مبارك تؤمن بأن الناشر هو قيمة ورمز وشمعة مضيئة في حقل الثقافة والمعرفة، وكان إيمانها نابع من مسيرتها الأولى حيث كانت تعمل مدرسة في إحدى مدارس مصر الجديدة.. ولكن عندما التقت بالمعلم اكتشفت أن ما كانت تؤمن به هو وهم وخديعة. لم تتعلم سوزان من زوجها سوى شيئاً واحداً وهو الاستعانة بالأقطاب المتنافرة لضمان الولاء أولاً ثم التسلية ثانياً، ومن هنا أدركت أن المعلم الذي عرض أن يكون على خدمتها وينضم إلى حاشيتها يمكن أن يكون كومبارس تلاعب به فاروق حسني وسمير سرحان خاصة أن الثمن سيكون عدة ملايين من طباعة كتب مهرجان القراءة للجميع وهو ثمن بخس لأنها لن تغرم مليماً واحداً وكان من أمول الشعب. 
أما إبراهيم المعلم فلا يؤمن بشيء في الحياة قدر إيمانه بمبدأ "الغاية تبرر الوسيلة".. والغاية هنا جنة سوزان التي تضمن له صفقات بالملايين، وفيها أيضاً يمكن أن يكون رئيس هيئة أو نائب وزير أو اي منصب والسلام. ومن هنا بدأت رحلة إبراهيم المعلم صحيح أن نجح في تحقيق هدفه الأول وهو دخول عالم البيزنس والفوز بصفقات طالما كان يحلم بها.. إلا أنه فشل في تحقيق هدفه الثاني وهو دخول السلطة ولو بدرجة رئيس هيئة. وسنبدأ في المقالات القادمة في كشف أسرار السنوات التي قضاها إبراهيم المعلم خداماً بلاط سوزان مبارك.. تلك الأسرار التي تبدأ بالصفقات المشبوهة لطباعة كتب مهرجان القراءة للجميع وتنتهي بمفاجأة مزهلة وهي مذكرات سوزان مبارك.. وليعلم إبراهيم المعلم أن تحويل البوصلة من سوزان إلى الميدان لن يمر مرور الكرام.. لأن من أثرى في عهد سوزان لا يمكن أن يكون له مكاناً بين شرفاء الميدان، وأن الأموال الطائلة "إياها" لن تستطيع أن تغسل عار الماضي.. لأن ذكرة الشعوب لا تموت.. وإذا كانت ذاكرة المعلم قد خانته فإن ذاكرة من عاصروه في بلاط القصر تعي ما يحدث وتتذكر ما مضى

؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛




ليست هناك تعليقات: