الجمعة، 7 أكتوبر 2011

من أين يستمد الرئيس الأسد قوته؟


الأسد ما يزال في السلطة 
بعد أكثر من ستة أشهر على الانتفاضة السورية 
من أين يستمد الرئيس الأسد قوته؟


قالت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأميركية إن عمر الانتفاضة السورية الآن أكثر من ستة أشهر، قتل خلالها أكثر من 2700 شخص على يد قوات النظام، وما يزال الرئيس بشار الأسد على رأس السلطة. سبب بقاء الأسد في السلطة يعود إلى وجود عدة محاور دعم له داخل البلاد، بالإضافة إلى دعم حليف دولي مهم. وتلخص الصحيفة تلك المحاور كالآتي:
أولا: رجال الأعمال تقول الصحيفة إن رجال الأعمال الكبار في العاصمة دمشق ومدينة حلب قد وقفوا إلى الآن إلى جانب النظام، خشية من ضياع ثرواتهم وأعمالهم المرتبطة أصلا بالنظام السوري. الصناعيون السوريون الكبار بضمنهم قطب الصناعة السوري رامي مخلوف ابن خال الرئيس الأسد ما يزالون يتحكمون بمرافق البلاد الاقتصادية.
وبشكل عام، فإن رجال العمال على اختلاف نشاطاتهم يسعون إلى تحقيق الأرباح لأنه مرتبط بالاستقرار.
ثانيا: الطائفة العلوية ينتمي الرئيس الأسد إلى الطائفة العلوية التي تشكل أقلية في سوريا تبلغ نسبتها 12% فقط، ولكنهم يسيطرون على الحكومة والجيش وقوات الأمن الأمر الذي يمنحهم سلطة سيفقدونها إذا ما سقط نظام الأسد.
من جهة أخرى يشكل السنة 74% من سكان سوريا، ولطالما رزحوا تحت حكم العلويين. ومن جهة أخرى، يخشى الكثير من العلويين من التعرض للانتقام إذا ما أزيح الأسد عن السلطة وجاء حكام سُنة.
ثالثا: المسيحيون والأقلية الكردية استطاع النظام السوري أن يقنع الأقليات المسيحية والكردية في سوريا بأنهم سيتعرضون إلى نفس المصير الذي آلت إليه الأقليات المشابهة لهم في العراق، بعد إزاحة صدام حسين وعدم وجود حاكم قوي في العراق. يُذكر أن المسيحيين العراقيين تعرضوا لعمليات قمع بعد الاجتياح الأميركي للعراق عام 2003، أدت إلى هجرة نصفهم إلى خارج العراق طلبا للأمن. وتكمل الصحيفة، صحيح أن المسلمين العراقيين تعرضوا لمخاطر واضطهاد مشابه وربما أكبر من ذاك الذي تعرض له المسيحيون العراقيون، إلا أن صغر حجم الطائفة المسيحية في العراق جعلت الذين تعرضوا منهم للاضطهاد والتهجير يشكلون نسبة كبيرة من الطائفة ككل. رابعا: روسيا أقامت روسيا الدنيا ولم تقعدها عندما استخدمت حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن يوم أمس لمنع قرار ضد نظام الرئيس الأسد. ورغم أن الكثير من المراقبين اعتبروا أن الدعم الروسي استند إلى دوافع اقتصادية، فإن الصحيفة ترى أن روسيا هي نفسها بلد قلق من الاضطرابات الداخلية الناتجة عن التنوع العرقي بين سكانها، وأن تأييدها للنظام السوري نابع من مبدأ فلسفي. لكن مع ذلك تبقى حقيقة أن روسيا تمتلك علاقات تجارية مع سوريا تبلغ حوالي عشرين مليار دولار ولديها مصلحة قوية في بقاء النظام الحالي.


ليست هناك تعليقات: