الخميس، 13 أكتوبر 2011

الصدقة القطرية لمصر تكريس لسياسة التبعية والافتخار بالذل



هل هانت مصر على العسكرى حتى تتصدق عليها قطر ؟! 
 إلي أاين قادتنـــا المعونــــات الأمريكيـــة
 وماذا حققت لمصر ولفقراء مصر؟!


المجلس العسكرى المصرى لايعرف معنى الشرعية الثورية كمصطلح سياسى لذلك نجد التخبط والعشوائية هى السمة الغالبة لمعظم قرارات هذا المجلس ... فالشرعية الثورية معناها : وضع فلسفة تشريعية جديدة موضوعية المعايير ليست مستمدة من سلطات المجلس العسكرى التقديرية ولكن من العرف العام والضمير العام والمصلحة العامة للطبقات التى قامت الثورة لترد لها اهليتها القانونية وللغايات التى قامت الثورة لتحقيقها ... وابلغ دليل على تخبط المجلس العسكرى الموافقة على انضمام مصر لمجلس التعاون الخليجى .... هل يعرف المجلس العسكرى لماذا وافقت دول مجلس التعاون الخليجى على انضمام مصر لنادى اثرياء نفط المنطقة المعروف اصطلاحيا ب( مجلس التعاون الخليجى ) ؟! ...
السبب يا سادة هو : شعور دول مجلس التعاون الخليجي باحتمالات عودة العلاقات المصرية الإيرانية جعلها تبادر بطرح ضم عدة دول لمجلس التعاون الذي ظلت اليمن لسنوات تسعي لعضويته دون جدوي باعتباره نادي اثرياء النفط ، ولا مكان فيه لفقراء المنطقة حتي ولو كانت دولة خليجية فقيرة مثل اليمن.
وهل يخفي علي احد الدور الخليجي في اليمن ورعايتها لديكتاتور اليمن المحروق ؟!..... قد لا يدرك المجلس العسكرى ان مصر هى الشقيقة الكبرى .... ولكنها تحولت بعد سنوات من التبعية على يد نظام البارك ( حسنى مبارك ) الى كيان ضعيف يستحق المساعدة والشفقة عليه حتى من قطر او دول مجلس التعاون الخليجى ... هل هانت مصر على المجلس العسكرى حتى تتصدق عليها قطر ؟!!!
هل يعلم المجلس العسكرى ان ضم مصر الى مجلس التعاون الخليجى معناه : وفاة النظام العربي القديم الذي تقوده الجامعة العربية ، والتحول إلي حقبة جديدة تسودها قيم التبعية الكاملة للولايات المتحدة ودمج إسرائيل في المنطقة وصعود تيارات التخلف والرجعية لصدارة المشهد؟!!!!
أم بداية لتنفيذ الشرق الأوسط الكبير؟!!!!
ام أن سياسات الذل والهوان لا زالت تحكمنا باشخاص جدد ؟!!!!.
ام ان هذه الصدقة القطرية عربون محبة لوقف الحملة علي قناة الجزيرة؟! !!!....
السؤال الذى يطرح نفسه الآن هو : لماذا يعود الببلاوي عضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي للاقتراض والتسول من دول الخليج ؟!
وأين الشعارات الاجتماعية لحزبه عندما تغرق مصر في القروض والمعونات؟!
وأين يذهب الفقراء ولمن يشكون ؟! وإلي اين قادتنا المعونات الأمريكية وماذا حققت لمصر ولفقراء مصر؟! رغم الحديث عن تجاوز الدين المحلي 1044 مليار جنيه ونفي وزير المالية لذلك ، فإن التقرير الشهري الصادر عن وزارة المالية يوضح ان اجمالي الدين العام المحلي ارتفع بقيمة 162.7 مليار جنيه ما بين يونية 2010 ويونية 2011 ليصل الي 932.5 مليار جنيه تمثل 68% من الناتج المحلي... بينما ارتفع الدين الخارجي خلال نفس الفترة بقيمة 1.2 مليار دولار ليصل الي 34.9 مليار دولار تمثل 15.2% من الناتج المحلي . أي ان إجمالي الدين المحلي والخارجي يمثل 83.2% من الناتج المحلي .... كانت بعثة من صندوق النقد الدولي توصلت برئاسة السيدة راتنا ساهاي، نائب مدير إدارة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى،إلى اتفاق مع السلطات المصرية يقضي بعقد لإقراض مصر ٣ مليارات دولار أمريكي لدعم برنامج الحكومة الاقتصادي وهو ما نشره الصندوق علي موقعه في 5 يونيو 2011. كان المجلس الأعلي للقوات المسلحة قد امر الدكتور سمير رضوان بعدم ابرام الاتفاقية ثم اقالته وتعيين الدكتور الببلاوي خلفاً له... وقتها اعتبر المجلس العسكري قضية اضافة 3 مليار دولار للديون الخارجية قضية أمن قومي.
ولا اعرف ما الذي تغير حتي يبدأ الببلاوي حملة جديدة لزيادة الديون الخارجية.؟!!...
فلا يوجد قرض أو معونة لوجه الله .... لكن لماذا يعود الببلاوي عضو الحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي للاقتراض والتسول من دول الخليج ؟!
وأين الشعارات الاجتماعية لحزبه عندما تغرق مصر في القروض والمعونات؟!
وأين يذهب الفقراء ولمن يشكون ؟!
وإلي اين قادتنا المعونات الأمريكية وماذا حققت لمصر ولفقراء مصر؟!....
الجدير بالذكر ان مصر تتلقى معونة سنوية من الولايات المتحدة منذ توقيع اتفاقية السلام المصرية الإسرائيلية عام 1979 وهى عبارة عن معونة اقتصادية وأخرى عسكرية سنوية لكل من مصر و إسرائيل ، تحولت منذ عام 1982 إلى منح لا ترد بواقع 3 مليارات دولار لإسرائيل ، و2.1 مليار دولار لمصر ، منها 815 مليون دولار معونة اقتصادية ، و1.3 مليار دولار معونة عسكرية...... تمثل المعونات الأمريكية لمصر 57% من إجمالي ما تحصل عليه من معونات ومنح دولية....لقد أعدت الولايات المتحدة دراسة قدمها مكتب "محاسبة الإنفاق الحكومي" التابع للكونجرس بشأن طبيعة وكيفية صرف مصر للمعونة ونشرت في واشنطن ريبورت عام 2006 حيث أوضحت أن المساعدات الأمريكية لمصر "تساعد في تعزيز الأهداف الإستراتيجية الأمريكية في المنطقة". وأوضحت الدراسة أن المصالح الأمريكية التي تم خدمتها نتيجة تقديم مساعدات لمصر شملت أوجها عديدة من بينها: -
سماح مصر للطائرات العسكرية الأمريكية باستخدام الأجواء العسكرية المصرية، ومنحها تصريحات على وجه السرعة لـ861 بارجة حربية أمريكية لعبور قناة السويس خلال الفترة من 2001 إلى 2005، وتوفيرها الحماية الأمنية اللازمة لعبور تلك البوارج.
- قيام مصر بتدريب 250 عنصرا في الشرطة العراقية، و25 دبلوماسيا عراقيا خلال عام 2004. - أقامت مصر مستشفى عسكريا، وأرسلت أطباء إلى قاعدة باجرام العسكرية في أفغانستان بين عامي 2003 و2005، حيث تلقى أكثر من 100 ألف مصاب الرعاية الصحية. مما لاشك فيه انه لا توجد مساعدات لوجه الله تعالي . ولكن لكل مساعدات مبرر واهداف متفق عليها بين المانح والممنوح!!!
 والسؤال الذى حير الجميع هو : اذا كانت مصر قد توقفت عن الحرب لماذا حصلت علي مساعدات عسكرية تتجاوز 40 مليار دولار ؟!
وهل ذهبت المعونة لبناء قدرات الجيش المصري وتطويره أم لكسب ولائه وإفساده؟!!!
وهل لعبت المعونة الأمريكية أي دور في تطوير قدرات مصر ودعم التنمية ؟!
أو تخفيض البطالة وتوفير فرص عمل منتج أم توجهت لمشروعات البنية الأساسية وبيع الشركات المنتجة؟! مشروع توسيع مجلس التعاون الخليجي بضم مصر والعراق والاردن والمغرب ليس ببعيد عن احياء وتنفيذ السوق الشرق أوسطية برعاية أمريكية....وهذا الضم يذكرنى بما حدث عندما شارك نظام مبارك في توفير غطاء عسكري لقوات الحلفاء في حرب الخليج فتمت مكافأته باسقاط دفعة من ديون مصر الخارجية......وبدأت الولايات المتحدة الأمريكية تبشر بسوق شرق أوسطية جديدة في القلب منها إسرائيل..... واذا عرف السبب زالت الدهشة والعجب ,لقد قرر أثرياء النفط ضم اربع دول لمجلس التعاون هي العراق وهي بالفعل دولة خليجية خاضعة للسيطرة الأمريكية الكاملة منذ سنوات وكذلك ضم الأردن ومصر والمغرب وهم ثالوث التبعية الأمريكية والعلاقات مع إسرائيل خارج الخليج ... والسر فى ضم مصر على وجه الخصوص هو شعور دول مجلس التعاون الخليجي باحتمالات عودة العلاقات المصرية الإيرانية جعلها تبادر بطرح ضم مصر .. وكعربون محبة ابدت دول اثرياء النفط استعدادها لمنح مصر مساعدات تصل الي 3 مليار دولار أي 18 مليار جنيه.

بدأتها قطر بخمسمائة مليون دولار تعادل 3 مليار جنيه مصري... اما السر فى اختيار الاردن والمغرب فيرجع لوجود دعاوي أمريكية منذ عام 1991 لإقامة سوق شرق أوسطية تضم إسرائيل فإن الأردن هي الدولة التي استضافت منتدي دافوس أو منتدى اصحاب النيوليبرالية الجديدة..... وهي التي ابتكرت منذ عام 1997 وبمباركة أمريكية اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة ( الكويز ) مع إسرائيل والتي انضمت إليها مصر في عام 2005 من خلال ثلاث مناطق مؤهلة...... أما المغرب فهي صاحبة علاقة قديمة بالدولة العبرية ومعروف ولائها الأمريكي , الى جانب تعداد الجيش المغربى وسكان المغرب فى حالة اندلاع حرب مع ايران الشيعية يكون طرفها الاخر احدى دول مجلس التعاون الخليجى من اثرياء النفط ...... من ناحية اخرى قطر صاحبة الصدقة التى قبلها المجلس العسكرى لمن لا يعرف هي من أكبر عملاء الاستعمار الأمريكي في المنطقة والعلاقة الأمريكية القطرية هي علاقة إستراتيجية طويلة الأمد...... حيث يوجد تعاون كبير بين الدولتين في مجالات مختلفة،ففي المجال العسكري والأمني تستضيف قطر القوات الأمريكية في قاعدة السيلية ومطار العيديد ، وهناك تعاون أمني ، وفي الوقت الذي تنأى دول خليجية أخرى بنفسها عن استضافة القوات الأمريكية ، ترحب قطر بذلك....... أما في الاقتصاد فنجد أن أكثر الاستثمارات الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط خلال السنوات العشر الماضية كانت في قطر...... الشركات الأمريكية استثمرت أكثر من أربعين مليار دولار، وهناك مشاريع مستقبلية مشتركة مع الجانب الأمريكي تقدر قيمتها خلال السنوات الخمس القادمة بسبعين مليار دولار، خاصة في مجال الطاقة........ كما يوجد مكتب تمثيل إسرائيلي في الدوحة...... لذلك عندما تمنح قطر الحكومة المصرية 3 مليار جنيه فهي ليست خالصة لوجه الله لأنها قادمة من قطر .... كما تمثل دول مجلس التعاون الخليجي المصدر الرئيس لأفكار السلفية والتطرف ، وقطر التي منحتنا 500 مليون دولار هي التي منحت الشيخ يوسف القرضاوي قطب جماعة الأخوان المسلمين الجنسية القطرية وعينته مستشارا للأمير ، كما فتحت أبوابها لكل الأخوان والجهاديين المضطهدين ، كما فتحت لهم قناة الجزيرة ، وكانت بتعليمات أمريكية حلقة الوصل مع تنظيم القاعدة الذى كان المفتاح لاحتلال افغانستان...... لذلك فهي تمثل مايسمي بالإسلام البترودولارى والذي يعتمد علي التدين الشكلي والتشدد....وهل ننسي الدور القطري في شق الصف الفلسطيني والدعم اللامحدود لحركة حماس ....... ألم يؤدي ذلك لتعميق الإنقسام الفلسطيني؟! لقد حصلت مصر علي أكثر من 25 مليار دولار معونات امريكية علي مدي السنوات الماضية. فيما انفقتها؟! وهل عادت بالنفع علي المواطن المصري البسيط؟! لكنه فقدان الإرادة السياسية والتبعية والافتخار بالذل وتحول مصر من دولة قائدة إلي دولة مهزومة.....

 حمدى السعيد سالم

؛؛؛؛ مصـــر الـيـــوم ؛؛؛؛



ليست هناك تعليقات: