السبت، 6 أغسطس 2011

لعنة الكرسي أصابت حكام مصر قبل وبعد الثورة

أحذر لغم تحت كرسي الرئيس
“مبارك” ودع الحكومة بفضيحة فساد بعد 30 سنة حكماً
 عبدالناصر.. مات بالسكتة القلبية بعد ضغوط المنصب
 وتضاعف كره المقربين حوله
حياة السادات انتهت بـ 34 طلقة رصاص علي المنصة بعد مؤامرة..
https://blogger.googleusercontent.com/img/b/R29vZ2xl/AVvXsEgQNsmObPxn9LKM7BkWldRbU2P3uBuCWG8ptNxEw34EWpQWOEYUCsUt6soolu67e5-wKcyRfAC7cmLoo6UP5LtzPpJ47LWPHAejyXnl_BW14OBQSnyo-ntZbc50tL4peOUnTl-nI209Zpv9/s1600/%D8%B7%D8%B1%D8%B2%D8%A7%D9%86+%D8%A7%D9%84%D9%83%D8%B1%D8%B3%D9%8A.gif
ايبدو أن “مرشحي” الرئاسة جميعهم بلا استثناء لم ينتبهوا إلي هذا التحذير، أو قراءة التاريخ، أو التوقف عند النهايات غير السعيدة لمعظم حكام مصر، السادات تحديداً فقد حياته علي المنصة برصاص غادر، بسبب هذا الكرسي ومن قبله مات عبدالناصر بالسكتة القلبية ومن بعدهما كانت النهاية التراجيدية لرئيس بحجم الفريق الطيار محمد حسني مبارك رئيس مصر الذي جلس علي كرسي الحكم فترة اقتربت من الثلاثين عاماً.. التاريخ به الكثير من القصص السياسية الفاجعة. “شجرة الدر مثلا” ماتت ضربا بالقبابيب وأيبك تخلص من أقطاي عن طريق الخيانة ونهاية قطز تخلص منه بيبرس في مؤامرة مع مجموعة من المماليك، ونهاية بيبرس قتلاً علي أيدي المماليك أيضا. وعباس حلمي الأول قتل والخديوي إسماعيل التي كانت نهايته السجن ثم النفي ثم بعد ذلك عباس حلمي الثاني وتم خلعه ثم يأتي الملك فاروق لتأتي ثورة يوليو التي أجبرته علي النزول عن عرشه والتنازل لنجله أحمد ثم نفيه إلي أوروبا وهناك مات وحيداً ولاحقا نفي اللواء محمد نجيب وإجباره علي التنازل عن العرش إلي الرئيس عبدالناصر الذي تعرض لمحاولات اغتيال كثيرة وكانت أول محاولة حقيقية عندما دس له السم في العصير عن طريق طباخ يوناني في فندق النيل هيلتون وبعدها تناول فنجانا من القهوة أودي بحياته بعد ثلاثة أيام.

 وإذا كانت لعنة الكرسي قد أصابت حكام مصر قبل وبعد الثورة فإنها أصابت أيضا الرئيس السادات بطل الحرب والسلام الذي نجح في هزيمة الكيان الصهيوني في صباح أكتوبر من عام 1981 مع بداية التجهيز للعرض العسكري الذي كان الرئيس السادات يحرص علي حضوره.

الدكتور علي أحمد محمد السيد أستاذ تاريخ مصر والشرق الأدني القديم بكلية اللغة العربية بالقاهرة جامعة الأزهر قال: إن المتابع لتاريخ حكم مصر من قبل ملوك ورؤساء وسلاطين نجد أن معظمهم من قتل ومنهم من سجن ومنهم من نفي ومنهم من سم ومنهم من انتحر وكانت النهاية السوداء لهؤلاء الملوك والسلاطين والرؤساء الذين حكموا مصر تبين عدة أسباب منها الطمع الذي يسيطر علي الحكام في السلطة فهم يريدون السلطة في حوزتهم حتي ينفد رصيدهم العمري.. وإن كانوا يريدون توريثها لأبنائهم من بعدهم. وهناك أسباب أخري تجعل نهاية الحكام في مصر سوداء منها التخوين مثلما حدث مع بيبرس وقطز والتخوين استمر حتي نهاية حكم مصر في عهد مبارك فكل من يتولي السلطة في مصر تري نظرية التخوين والتآمر متأصلة في حكام مصر فالكثير من الملوك والرؤساء راحوا ضحية التآمر والتخوين مثلما حدث مع بيبرس وقطز وأيبك وأقطاي. وأشار الدكتور علاء الدين عبدالمحسن أستاذ تاريخ وحضارة مصر والشرق الأدني القديم إلي أن هناك أسبابا أخري تجعل نهاية سوداء لكل من حكموا مصر وهو تدخل البيت الحاكم مثل زوجة الملك أو زوجة الرئيس فكما حدث مع شجرة الدر التي تسببت في مقتل أيبك ثم قتلت هي الأخري وامتد هذا السبب حتي عصر مبارك وكانت نهاية مبارك علي أيدي زوجته سوزان التي تدخلت في شئون الحكم وتسببت في محاكمة البيت الحاكم بأكمله. وأضاف أن الأسباب التي كانت سببا في نهاية الملوك كانت أيضا سببا في نهاية بعض الرؤساء.

وتابع هناك أسباب أخري لنهاية حكام مصر منها الطمع في الحكم وانشغال الملك أو الرئيس في جمع الأموال وتكوين امبراطورية لتحميه من شعبه عندما ينتفضوا في وجهه وأضاف أن هناك رؤساء وملوكاً كانت نهايتهم نتيجة التآمر عليهم وكانت نهايتهم الشهادة مثل قطز وعبدالناصر والسادات فكانت نهايتهم قدراً مكتوباً عليهم فهم كانوا حكاماً يرضون شعوبهم.. وهناك ملوك ورؤساء كانت نهايتهم بسبب طمع غيرهم في السلطة ويريدون قتلهم للحصول علي كرسي العرش. وأشار إلي سبب مهم أيضا تسبب في النهاية السوداء للحكام وهو مشاركة زوجات الملوك والرؤساء في الحكم فمن شجرة الدر حتي سوزان مبارك التي تسببت في النهاية السوداء للرئيس مبارك ونجليها. 

وذهب الدكتور محمد الجوادي المؤرخ والخبير السياسي إلي رأي آخر وهو أن نهاية حكام مصر ليست سوداء ضاربا المثل بنهاية عبدالناصر الذي مات شهيدا بعدما أراد محاربة الكيان الصهيوني والدفاع عن فلسطين وتوحيد الأمة العربية وأشار الجوادي إلي ضرورة إعادة النظر إلي نهاية الحاكم ولكن النظر إلي تاريخه، وأشار إلي أن الرئيس السادات بطل الحرب والسلام مات شهيداً وفترة حكمه أرضت جموع شعبه فهل كانت نهايته سوداء. وتساءل كيف ننظر إلي نهاية الحكام ولا ننظر إلي تاريخهم؟ ليس الحكم بالنهاية فهناك نهاية واحدة تجمع الحكام وهي الموت ولكن تختلف من يموت شهيدا ومن يموت مقتولا، وبالنظر إلي التاريخ القديم نجد أن قطز الملك المظفر الذي حمل لواء الدفاع عن الإسلام وقتله علي يدي بيبرس ومجموعة من المماليك فهل تتساوي نهايته مع فرعون الحاكم الظالم الذي مات غريقاً.. وتابع الجوادي لابد من التريث في الحكم علي أن نهاية حكام مصر كلها سوداء فهناك نهاية شريفة تتمثل في الشهادة التي ينالها الحاكم مثل قطز وعبدالناصر والسادات، لفت إلي أن ثورة 25 يناير فتحت الباب أمام الجميع للمشاركة السياسية والمنافسة الشريفة علي من يصبح حاكماً لمصر وأنا مع تعدد المرشحين لنختار من يصلح لنا شريطة المنافسة الشريفة.

ليست هناك تعليقات: