السبت، 23 يوليو 2011

الثوره..ليست تغيير الاشخاص فقط بل تغيير الافكار

ثورتنا..ابدا لن تعود الى الصفر
اذا اعترض احدا ما على المجلس العسكرى , فهذا حقة
المجلس العسكرى هو احد مؤسسات الدوله
تماما مثل كل الوزارات
http://youm7.com/images/NewsPics/large/s1201125192432.jpg
عندما قامت ثور ة 25يناير كانت الحركات النشطه ...مثل كفايه والتغيير و 6 ابريل..الخ , ممن اعدوا المسرح لاستقبال تلك الثوره بل و انجاحها..هم الذين نشطوا قضية خالد سعيد و جميعا يعرف ذلك منذ الامس القريب جيدا!!!!
اما الان فاصبح من ضمن طرق تفتيت تلك الثوره و هدمها (و هى لازالت فى طورها الاول) هو الانقضاض على عناصرها الاولى بضرب زعيم التغيير بما اثير حوله و اسرته و تاريخه ..و ضرب حركة كفايه بما اتمته و تفتيتها. ..ثم اخيرا بالانقضاض على حركة 6 ابريل و بالادعاء بتلقيها اموالا و اوامر خارجيه و بذلك بالتشكيك فيهم جميعا...بل وصل الامر عن البحث عن ايدى خارجيه لتحريك تلك الثوره..فكان اثنائها حزب الله و ايران و اسرائيل و اميركا....ثم الجاسوس الايرانى يليه الاسرائيلى...فايمن نور ثم ثم ....وكل ذلك بغرض اعادة المصريين الى حظيرة على انهم لا يعرفون ماذا يفعلون ...و الله ان ذلك الشعب اشرف منكم اعلاميين و محللين عسكريين و من يدعون الثقافه او التدين
هل الشعب المصر بهذه البلاهه و الجهل مثل الغنم يخرج منه عشرين مليون على رقعة مصر كلها باوامر من شخص واحد سواء ايرانى او اسرائيلى......لو كان هذا ممكنا لطلبناه بحكم مصر فربما هو المهدى المنتظر او السيد المسيح عند عودته!!!!!
اللى بيتكلم لابد ان يكون عاقلا كى يتحدث الى من يفهمون؟؟؟؟؟
بعد ان اجمع الكثيرين على ان الثوره ليس لها قائد ...نعم ليس لها قائد ولكن لها محرك و من عدة اتجاهات حتى بمشاركة الجيش ( فالجيش كانت له متطلباته من منع الميراث او بيع الدوله بقطاعاتها..و لكنه لا يقدر على القيام بشئ سيكون انقلابا وينتج عنه صراعا داخليا..و لن ترتضى بى دول العالم و اولهم اميركا لاسباب)..فلذلك انصاع الى ثورة الشعب مبكرا!!!!
فجاءت الندائات بتاثير التدخل الخارجى لافساد الثوره و التلاعب باعضاء تلك الحركات الشريفه بغرض اسقاط شرعيتها حاليا و بالتالى ان اصل وجودها مشكوك فيه و كذلك عمالتها لقوى خارجيه
ان اجمل ما كان فى جمال عبد الناصر انه صانع للاحداث فكانت مصر كبيره فى عصره ..اما مبارك فقد كان يتعامل مع ردة الفعل فتقزمت مصر فى عهده حتى جاء وزير خارجيتها و تحدث عن دوله حديثة العهد بانها اخت مصر الكبرى..و لازال نمط الحديث فى كل المجالات بنفس الاسلوب باننا المفعول بنا و لسنا الفاعلين حتى فى ذاتنا و ما نملك!!!...بان الشعب المصرى غير قادر على التطور و الابداع و ادارة ذاته...حتى ان ثورته صنعت بالخارج و لا تحمل علامة صنع بمصر ..رغم اعتراف العالم اجمع بذلك..و لن اعيد الاقاويل.
بعد الثوره مباشره عمل الدهماء من القوى المضاده للثوره (و ليسوا الثوره المضاده , فهذا خطاء مقصود) على ايهام الجميع بان الثوره قد قامت من فراغ و ليس لها قاده ...انها قادت نفسها و هذه هى فلسفة الشعب المصرى ..الم تكن ثورة اسبرتاكوس مشابهه... عندما يجتمع العامه على اقتناع واحد فتنتشر الاحلام فى اللاشعور بين الجميع و بنفس الفكره و الزمن (علم اجتماع)
حاولوا فى المرحله الثانيه باغراء الجميع بانه لا يوجد قادة كى يتصارع الجميع على جنى المكاسب فتفرقوا الى 170 ائتلاف و عشرات الاحزاب ...بل تعدى الى اتجاهات متصارعه اسلاميه و ليبراليه فاخذوا بالصراع الفكرى و العقائدى ..واننى اخاف من تحوله الى صراع مادى عند الانتخابات...لتفتيت ما انجز من الثوره
الجميع يعرف بان الجيش شريك فى الثوره و الشعب هو مالك الجيش و هم ابنائه ومنه ..و ما قد يصيبه من انتكاسه , فلابد من وصولها اليه...فما بالكم بشعب طحن و تم حصاره و تجهيله و اللعب بمقدراته ...و ما زرع فيه من فساد و افساد من راس السمكه حتى زيلها...اليس اعضاء الجيش من اصغر جندى الى اعلى المراتب من ابناء ذلك الشعب.... اى ان الثوره كما قال جوته ..ليست تغيير الاشخاص فقط بل تغيير الافكار!!!
الشعب فوض( ومعنى التفويض واضح بكتب الاداره) الجيش .متمثلا بالمجلس العسكرى فى ادارة البلاد الى المرحله التاليه...و عندما نتحدث عن الجيش و المجلس , فالشعب يعى جيدا ما يقصده ...فالمجلس العسكرى هو احد مؤسسات الدوله , تماما مثل كل الوزارات ...كالداخليه و الصحه و الخارجيه و القضاء....قد اصابهم ما اصاب الشعب المصرى من مرض الخمول و التعامل بردة الفعل و الاحساس بالدونيه و التشكك بالذات , بعدم القدرة على الاداء....بل الايهام بان الاستقرار هو الرضوخ للفساد فهو من يمنع مصر من الحرب الاهليه..و اللى احنا فيه احسن من اللى ما نعرفهوش...
اما بالنسبه بان الجيش لم ينتهج موقف الثورات الاخرى فى العالم العربى... فهذا ...ايهام اخر كاذب ...فالجيش المصرى لم يحكم بالاسرات و ليس لحكام مصر ابناء او اقارب يديرونه ( و الحمد لله انهم لم يفكروا بذلك بل كان التزاوج فقط مع المال) ...و ان هذا الجيش مر بمراحل خلال التاريخ طعمته بعدم خيانة شعبه...و بخاصه بعدما زرعت عنده عقيدة انه من الشعب فى ثورة 23 يوليو و اعيد بنائه بايدى الشعب و دمه وامواله اثناء حرب الاستنزاف....و بان الشعب هو الذى بنى دشمه و حصونه و كان هو الساتر و الدرع البشرى له(عمال المقاولون العرب و علام..فى حائط الصواريخ على طول القناة) حتى وقف صلبا فى 73
الجيش المصرى ليس به ابناء الرئيس او اقاربه فهذا قدرنا ....و نشكر الله عليه و لكن ربما هناك من يحن الى هذا المخلوع لاسباب مختلفه ....كما هم موجودين فى الكثير من مؤسسات الدوله , ولهم حقوقهم ولكن عليهم الا يضغطوا على رغبات الشعب و ثورته....فالمشهد ليس ببعيد عن الاذهان من امكانيه تكراره..و من احتضان الجيش للشعب..و من دماء سكبت على تراب مصر مماثله تماما لما يحدث فى جبهات القتال ..فالجميع يعمل على صون تراب الوطن, و حفظ كرامته.
فاذا اعترض احدا ما على المجلس العسكرى , فهذا حق ...لاننا خرجنا من منهج عبادة الاشخاص والايهام بالعصمه ....فلم يعود هناك ما هو مقدس ..سوى الله (و الاديان) و الوطن...فهم الخط الاحمر امامنا
و بالنهايه ارجو الا يستغل رجال الاعلام و رجال النظام السابق و المستفيدين به و المنتمين اليه فكريا و وجدانيا , او من هم يحبون سكون الموتى و الاحجار فى عالم شديد و سريع التغير....ان لا يعترضوا نهوض هذه البلد الى مستقبل اخر احسن مما كنا فيه و يثقوا فى انفسهم و شعبهم على انه قادر على احداث التغيير بل المعجزات ....الم يكن عندنا اكثر عجائب الدنيا على مر التاريخ؟؟؟؟؟
د. علي محمد الصياد

ليست هناك تعليقات: