الخميس، 21 يوليو 2011

نجح الإعلام في تشويه صورة المعتصمين



ساعدني حتي لا يأتي يوم ونندم علي موت ثورة لم تكتمل، 
والنسر في طريقه لاختطافها 
 لا تصدق أي شخص يحاول إيهامك بأنه يعرف طريقاً لمستقبل 
هذا البلد تعيش وضع الثبات، لن يحدث فيها أي جديد يستطيع أن يلفت انتباهك كم من فرعون صالح حكم مصر وقادها للنور، 
إذن نحن نحتاج لهذا الفرعون الصالح 
 لعل وعسي تمر هذه الأيام السوداء علي خير


الثورة تحتضر، بينما يقف علي باب غرفتها حراسة مشددة، يعتقد من يضعها أنه يحميها، ولكنه للأسف يعجل بموتها، فدواؤها بين يديه ولكنه يتأخر في إعطائها إياه خوفاً من مجهول لا نعلمه! أخشي أن تكون الجمعة المقبلة هي جمعة تشييع الثورة! أنا شخصياً لم أعد أعرف كيف أتصرف، وهل نزولي للميدان له قيمة أم لا، اسأل نفسي بين الحين والآخر: هل كانت تستحق الثورة المصرية الدماء الغالية التي سالت من أجلها؟ هل شهداء الثورة الحقيقيون يرقدون الآن في قبورهم وهم يشعرون بالراحة والاطمئنان.. علي وطنهم وثورتهم؟ أم أن قبورهم تحولت لمعتقلات يعذبون فيها لعدم اكتمال حلمهم؟ ولا اعرف في الحقيقة ما هي الأسباب التي تمنع اكتمال حلمهم، فهل يستطيع أن يخبرني أي شخص لماذا لم يحاكم العادلي بالإعدام علي ما فعله بالثوار؟ أو لماذا لم يقدم أحمد عز للمحاكمة بتهمة تزوير الانتخابات بدلاً من محاكمته بتهمة ترخيص مصنع الحديد، وهل إذا كانت المحاكمات استغرقت وقتًا أقصر مما هي عليه الآن، كنا سنحتاج للخروج يوم الجمعة المقبل بدعوي إنقاذ الثورة؟ وإن كنت أري من الآن أن الخروج يوم الجمعة لن يقدم أو يؤخر أي شيء، فمصر الآن تعيش وضع الثبات، لن يحدث فيها أي جديد يستطيع أن يلفت انتباهك، سوي مجموعة من الحوادث «الخايبة» التي يلهون بها الناس، فتجد تارة فتنة طائفية، وأخري ضرب لأسر الشهداء، وثالثة ضرب للمعتصمين بميدان التحرير، والقائمة لاتزال طويلة وسنسترجعها عن آخرها خلال الفترة المقبلة، فلا تصدق أي شخص يحاول إيهامك بأنه يعرف طريقًا لمستقبل هذا البلد، فكل من يخرجون علينا الآن في الصحف والقنوات التليفزيونية أكثر جهلاً وأقل إدراك من ابسط مواطن يسير في الشارع، ولكن حفاظاً علي «لقمة عيشه»، يجب أن يستمر في التنظير والتحليل وقراءة المستقبل، وإن لم يفعل ذلك فمن أين سيأتي بمصروف بيته وجيبه؟ فهؤلاء هم قدرنا الذي يجب أن نتحمله ونتجاهله في الوقت نفسه!، حتي يقضي الله أمراً كان مقضياً!! ولكن ليس هناك مانع من أن نضيع وقت الانتظار معاً في طرح أسئلة عبثية! هل النزول لميدان التحرير مرة أخري سيأتي بنتيجة بعد أن نجح الإعلام في تشويه صورة المعتصمين بأنهم فوضويون ويريدون الشر بالبلاد؟ الإجابة معروفة، إذا سألت أي شخص الآن عن رأيه في الشباب الموجود بالتحرير، سيلعن لك سلسفيل آبائهم، ويقول لك بالفم المليان، دول خربوا بيوتنا، ولسة عاوزين يكملوا، طب والحل إيه؟ الحل هو وجود الشخص الذي يخرج بالوطن من هذه المحنة، فنحن نحتاج لكبير، ليس بالضرورة أن يكون الجيش هو هذا الكبير، لأن نزوله للشارع أفقده جزءا من بريقه وسطوته، وهو ما يجعلنا بأمس الحاجة لرئيس لهذه الدولة، نحن نحتاج أن نبحث عن رجل ينتشل البلد مما يسير إليه الآن، لا تحدثونا عن الدستور أولاً أم الانتخابات أولاً، أبحثوا معنا عن منقذ لهذه البلاد، اتفقوا فيما بينكم علي رجل يتولي المسئولية أمام الشعب والمجلس العسكري، واعطوه الفرصة أربع سنوات، ليعقد انتخابات مجلسي الشعب والشوري ويهتم بأمور البلاد بعد أن يكتب تعهدًا بأنه لن يمارس أي نوع من السياسة بعد انقضاء هذه المدة، أعلم أن البعض سيسبني ويتهمني بأنني أطالب بقدوم فرعون جديد، ولكن ليس كل الفراعين فرعون موسي، فإخناتون كان فرعون، وأحمس كان فرعون، وكم من فرعون صالح حكم مصر وقادها للنور، إذن نحن نحتاج لهذا الفرعون الصالح، لعل وعسي تمر هذه الأيام السوداء علي خير، أرجوك لا تغضب من كلامي.. فمن الممكن أن تلقي به بعيداً، فأنا أفكر معك فقط بصوت عال، فمن الممكن أن يكون لديك أنت حل أفضل مما قدمت، فلنطرحه في هذه المساحة، ولكن أرجوك ساعدني حتي لا يأتي يوم ونندم علي موت ثورة لم تكتمل، والنسر في طريقه لاختلافها!!!
ملحوظة.. أترك لك حرية الاختيار هذه المرة.. فأنا لن أحرضك علي النزول يوم الجمعة المقبل، افعل ما تراه مناسباً لك، ولا تستمع لأي جهة سوي لصوت عقلك وقلبك.
مصطفى عمار يكتب

ليست هناك تعليقات: