الجمعة، 10 يونيو 2011

فن التعامل مع المرأة



كيف تتعامل مع النساء خارج بيتك ؟


لا تحب المرأة أن تعاملها كأنثى ولا كفريسة محتملة، أيضا لا تفعل العكس فتتعمد الخشونة والفظاظة معها ، نصيحة نسائية كن راقيا وعاملها كرجل متحضر بمزيج من الاحترام والجدية والبشاشة وكن طبيعيا تماما في معاملتك فلا تحاول فرض نوع من الوصاية عليها فما دامت قد خرجت للحياة فهي إنسان كامل رشيد وقادرة على إدارة شئونها وتحديد اختياراتها بنفسها ولا تتطوع بالمساعدة إلا إذا طلبتها منك صراحة. يعتقد البعض أن التعامل مع المرأة الغريبة (من غير محارمه) ينبغي أن يتسم بالرعاية التامة والعمل على راحتها خاصة إذا كانت رفيقته في سفر أو كانت إحدى معارفه ، فهو يجد من الرجولة والشهامة أن يعرض عليها خدماته ويقدم لها ما يريحها من تسهيلات ويعتبرها بمثابة أخته وعليه أن يحافظ عليها ، وكم تكون صدمته بالغة حين يجد منها نفورا من تلك المعاملة الخاصة والتي أعتقد أنها تستدعي الشكر والثناء.
 بينما فريق آخر من الرجال يؤمن بنظرية أن النساء لا يجدي معهن إلا التجاهل والقسوة فيعاملها دائما بشئ من الازدراء والتجهم وهو يردد (اسألني أنا عنهن ده جنس نمرود يجب أن تلزمها دائما حدودها) وفي الحقيقة المرأة لا تريد هذا ولا ذاك ، فبينما مايفعله الرجل الفظ مرفوض تماما شرعا وعرفا وقد أوصي الرسول صلي الله عليه وسلم كثيرا بالمرأة ووصفها أرق الأوصاف (رفقا بالقوارير) مثل هذا السلوك غير الحضاري من بعض الرجال يسئ إليه هو قبل غيره ويعطي أسوأ انطباع مهما كانت سلوكياته الأخرى. الأسوأ من الرجل الفظ هو الرجل المتلصص بنظراته أو بكلماته ذات المغزي الملتوي والمرأة حساسة جدا تلتقط تلك الإشارات وتثير في نفسها نفورا ورفضا مهما أعتقد هو أن أسلوبه لم يكن مكشوفا.
 أما المحير فعلا فهو ذلك الرجل رقيق الحاشية الشهم في المثال الأول لماذا لم ترتاح المرأة لرعايته لها ؟
 عندما تخرج المرأة للحياة كموظفة أو في قضاء حوائج أو سفر فهي تخرج كإنسانه وليس كأنثى ، وربما هنا تكمن فلسفة الحجاب الإسلامي ، هي ترتدي ملابس سابغة ساترة لأنوثتها ثم تخرج لتمارس بعض أدوارها في الحياة كإنسان كامل الأهلية ، لذلك لا ترتاح لمن يحيطها برعاية خاصة نظرا لأنوثتها فهي تشعر بالحرج والحساسية في التعامل وقد يؤدي ذلك لاضطرارها للدفاع عن استقلاليتها وخصوصيتها فترفض ما يتبرع به من مساعدة لأنها راشدة بما يكفي لتتولي شئونها دون معاونة أو وصاية ودون تدخل من أحد. الرجل أيضا رغم عدم فرضية ملابس معينة عليه إلا أنه يخرج لعمله بملابس تستر جسده كاملا فهو قد خرج للكفاح في الحياة ولا مجال لاستعراض عضلاته مثلا ، وذلك للتركيز فقط علي الجانب الإنساني لديه ، لا فرق بين رجل وسيم ورجل غير وسيم في مجال العمل بل العبرة بالكفاءة والأخلاق ، تريد المرأة عندما تتعامل مع الرجل في المجال الاجتماعي نفس المعاملة أن تعامل كمواطنة وإنسانه فقط ، دون محاولة للتدخل في شئونها أو فرض وصاية عليها مع اتباع ما تقتضيه الأخلاق العامة والذوق في هذا المجال من إظهار الاحترام والجدية. لا داعي للخلط في التعامل بين معاملة الزوجة وبين معاملة المرأة في المحيط الاجتماعي ، للرجل أن يرعي نسائه بالطريقة التي يفضلها وتريحه ولكن ليس من حقه ولا من واجبه أن يعمم أسلوبه على كل النساء ، لا تتخيل كم تحترم المرأة من يعاملها بشكل طبيعي محترم ويبث فيها الشعور بالثقة والخصوصية والأمان وهو ما يدل علي رجولته الحقة وتحضره فالتحضر هو خلاصة القيم وقد تمت ترجمتها لسلوكيات راقية. أفضل طريقة للتعامل هي المزيج من الاحترام والجدية والبشاشة مع الحرص على عدم تجاوز حدود خصوصيتها واترك لها مسئولية اختيار ما يناسبها وهي قادرة أن تسأل لو احتاجت للسؤال ولكن لا تفرض نفسك عليها وتذكر أنك لست في بيتك وأنها ليست من حريمك.


ليست هناك تعليقات: