المصريين مش لاقيين الدُقـــة
يبدو انه مقدر للشعب المصري ان يعيش حياته دائماً مظلوم ومقهور وفي معاناة عبر العصور، فالانقلابات والصراعات والثورات التي حدثت علي مدار تاريخ مصر لم يستفد منها المواطن البسيط الذي ظل علي معاناته وظل أداة يحركها الفراعين والملوك والحكام والسلاطين والرؤساء كيفما شاءوا. عرض برنامج واحد من الناس للاعلامي واحد من الناس تقرير مصورا عن أحوال الناس اللي تحت .. والناس اللي مش لاقية الدقة وقال التقرير ..
طوال التاريخ الفرعوني والفارسي واليوناني والروماني والاسلامي بفتراته المختلفة لم يكن للشعب المصري أي دور فظل ينتقل من حكم الي حكم دون ان يشارك او يكون له دور ولم يطلب أي شيء من حاكمه او حتي يتجرأ علي ذلك فعلي الرغم من انه كان الدرع الذي كان يحمي مصر ويحمي هذه الدويلات التي حكمته الا انه ظل علي معاناته وقهره.حتي الفترة التي انتفض فيها الشعب واختار حاكم وعزل اخر وكان ذلك في عهد محمد علي باشا فبعدما تمكن محمد علي من الحكم قهر الشعب المصري وفرض عليه الضرائب وظل علي حالته ولم يتغير فيه شىء علي مدار حكم اسرة محمد علي وما تخللها من الاستعمار البريطاني لمصر.
وفي عام 1919 والثورة العظيمة للشعب المصري كانت علي نفس النهج لم يتغير شىء فعاش الفلاح حياة صعبة وعاش الموظفين والعمال حياة فقيرة، وفي اعقاب ثورة 52 حدث نفس الشىء فعلي الرغم من المكاسب التي تحققت للفقراء والبسطاء من العمال والموظفين الا انه مع مرور الوقت عاد للشعب لمعاناته وفقره، واستمر الحال في عهد السادات.
اما في عهد مبارك وطوال الثلاثين عاما التي حكمهم ذاق الشعب مرار الجوع والفقر والمعاناة والاضطهاد وكل شيء صعب وانحدر المواطن البسيط من خط الفقر الي تحت هذا الخط بمراحل وظهرت العشوائيات وما بها من حياة غير آدمية وعاني الفلاحين والعمال والموظفين ولم يستفد طوال هذه الفترة الا الاغنياء ورجال الاعمال الذين ازدادوا ثراء ونفوذ وسلطة وفساداً.
حتي جاءت ثورة 25 يناير والتي اسقطت النظام الفاسد المستبد والتي قامت بيد الشعب الفقير المقهور، الا ان الشعب المصري ظل علي ما تعود عليه دائماً فما لبثت الثورة ان تنجح في اسقاط النظام الفاسد حتي ظهرت المشكلات التي تؤرق المواطنين المصريين مثل الانفلات الامني الذي ادي الي انتشار البلطجية في مكان في مصر مما يهدد حياة المواطنين، كما ظهرت عدة مشكلات الواحدة تلو الاخري فمن الارتفاع الجنوني في الاسعار الي ازمة البوتاجاز الي ازمة السولار ورغيف العيش وهي المشكلات التي ظهرت في الفترة الاخيرة وادت الي سقوط ضحايا بسبب المعارك التي دارت بين المواطنين بحثا عن هذه الموارد الاساسية.
هذا بالاضافة الي المشكلات المتأصلة في الشارع المصري منذ قديم الازل مثل العشوائيات التي ازدادت سوء اكثر واكثر والملوثات المتعددة مثل المجاري ومياه الشرب والتي امرضت المواطنين بامرض السرطان والكبد والكبد والكلي وغيرها من الامراض التي باتت من صفات الشعب المصري في هذه الفترة، وايضا مشكة ضعف الاجور فكل هذه المشكلات كان يحلم المواطن البسيط ان تنتهي بعد قيام ثورة 25يناير الا انه شيئاً لم يحدث، وحتي لم تتم أي بادرة تطمأن المواطنين ان هذه المشكلات من الممكن ان تتلاشي. فهل يأتي يوما نجد الشعب المصري يحيا حياة آدمية تحفظ له كرامته، وتقل معاناته وتختفي امراضه المزمنة؟ ام ستقوم "الساعة" والمصري كما هو بفقره وقهره ومعاناته ومشاكله؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق