السبت، 18 يونيو 2011

قعدت تقول مديونين.. والحرامية مبسوطين وكل وزير معاه ملايين



آلاء . بين نظام بائد وثورة ناقصة 
كنت فاكرة إن مصر فقيرة.. طلعت مليانة فلوس


لم تبذل جهدا كبيرا فى استعادة مخزونها الثقافى الضئيل، والبحث بين سطوره عن كلمات تلوم بها النظام السابق ورجاله وسيدته الأولى على ما فعلوه فى مصر، كانت مصر فى نظرها طوال ١١ عاما - هو عمرها - فقيرة محدودة الدخل والإمكانيات وسكانها من البسطاء وكثير منهم، ممن يحيطون بعالمها الصغير، معدومو الدخل.. هذه هى مصر التى قرأت وسمعت عنها آلاء فى مختلف وسائل الإعلام، وهذه هى مصر التى شاهدتها فى برامج «التوك شو»، لكن بعد الثورة ومثلما تغير كل شىء تغيرت آلاء أيضا، بعد أن اكتشفت أن مصر ليست فقيرة وأن من بين سكانها من هم أصحاب ملايين.
لم تعد آلاء ابنة بركة السبع غرب فى محافظة المنوفية، تهتم بكتبها وكراساتها فقط، إنما أصبحت متابعة جيدة لكل ما يحدث فى البلد، تتابع أخبار من سرقوا مصر وتنتظر العقوبة التى يستحقونها، تتابع الحالة الصحية للرئيس السابق وتحلم برئيس يراعى الله فى شعبه، وفى النهاية تنسج كل ما تراه وتسمعه وتشاهده فى كلمات موزونة، أصبحت بعد ذلك قصائد زجلية، تكتبها ثم تلقيها على الآخرين فتشعر بانفراجة بعد ضيق صدرها.
منذ اندلاع الثورة وحتى يوم التنحى كتبت الشاعرة الصغيرة ٣ قصائد: عن الثورة والرئيس السابق والشهداء، فى القصيدة الأولى عبرت آلاء عن فرحتها بالثورة وبشباب مصر: «الله عليك يا بلدى يا مصر.. يا أم الرجالة اللى جابوا النصر.. شعب مصر كان مظلوم.. ٣٠ سنة حقه مهضوم».
آلاء التى كانت تتمنى مشاركة الثوار فى تحرير مصر، كتبت كلمة عتاب للرئيس السابق قالت فيها: «قعدت تقول مديونين.. والحرامية مبسوطين.. وكل وزير معاه ملايين.. وإحنا غلابة مش لاقيين».
وفى نهاية قصيدة مبارك قالت: «يا رب أعيش وأموت فقيرة.. وآكل بملح وأموت شريفة.. كرامتى وشرفى أحسن من المال.. ولا ايه رأيك يا أبوجمال».
كل معلوماتها عن الثورة استقتها آلاء من برامج «التوك شو» فى الفضائيات، ورغم أنها كانت تجد صعوبة فى استيعاب تحليلات الخبراء لمستقبل مصر وتكهنهم بصعود تيارات على حساب تيارات أخرى، فإنها كانت تعود إلى والدها الذى كان ضابطا فى القوات المسلحة لتفهم منه ما عجزت عن فهمه بمفردها، ولأن كل المواقف التى تتأثر بها تكتب عنها، كتبت آلاء فى قصيدتها الثالثة كلمات تواسى بها أم الشهيد: «بتبكى ليه يا أم الشهيد.. ابنك فى الجنة أكيد.. ابكى عليه لو كان مسجون.. ابكى عليه لو يوم شنقوه.. ضحى بنفسه عشان ملايين».
«كان نفسى أضحى بنفسى علشان مصر».. جملة لم تكتبها آلاء فى أى من قصائدها لكنها تمنتها ولم يمنعها عن تنفيذها إلا والداها اللذان رفضا النزول بها إلى ميدان التحرير خوفا عليها: «يا ريتنى كنت رحت كان زمانى بفتخر إنى شاركت فى الثورة العظيمة دى اللى كل العالم بيتكلم عنها، والله لو كنت أعرف أروح لوحدى كنت رحت».


ليست هناك تعليقات: