الاثنين، 6 يونيو 2011

مسارات التحولات الديمقراطية والسياسية فى مصر

المؤسسة العسكرية المصرية 
من الثورة إلى الانقلاب -مؤتمر الجيش والسياسة
الثورة جاءت لتحقق ما كنا نعتقد أنه ضرب من الخيال 
دروس آسيوية ولاتينية لثورة مصر 
فرص عمل للشباب فى المناطق الاكثر تضررا


«لا توجد وصفة واحدة للتحول الديمقراطى»، خلاصة بدأ بها المشاركون فى منتدى «مسارات التحولات الديمقراطية» يومهم الأول وهم يروون التجارب التى مرت بها بلادهم، فى لحظة شبيهة لما تمر به مصر اليوم. خبراء فى «التحول السياسى» اجتمعوا فى القاهرة أمس بدعوة من برنامج الأمم المتحدة الانمائى ليتحدثوا عن «الخبرات والدروس المستفادة»، مما حدث فى آسيا أو فى امريكا اللاتينية عند التحول من الديكتاتورية إلى الديمقراطية. «لا يمكن لأحد أن يعطى دروسا لأحد، ما نستطيعه هو ان نحكى قصتنا ويمكن لكم ان تستقوا منها ومن أخطائنا»، هكذا لخص الأمر سيلسو أموريم الذى شغل حقيبة الخارجية فى البرازيل تحت حكم لولا. القصة تشبه فى الكثير من تفصيلاتها ما يحدث فى مصر منذ ثورة 25 يناير، وهذا ما دعا رئيس الحكومة المصرى عصام شرف أن يطلب من المشاركين فى كلمته الافتتاحية للمنتدى ممن مروا قبله بعمليات التحول ان يساعدوا بخبراتهم فى «اعادة بناء منظومة الأمن وتطبيق آليات الحكم الرشيد واعادة الثقة بين الدولة والمواطنين وادماج آليات مكافحة الفساد». فساد «يشكل ثقافة عامة» فى مصر، كما وصفه رئيس الوزراء وهو يتحدث عن أمل فى تغيير «شامل وليس مجرد تغيير فى اللافتات والوجوه». 

المؤسسة العسكرية المصرية 
من الثورة إلى الانقلاب -مؤتمر الجيش والسياسة



وذكر شرف ان حكومته تتفهم «انتظار المصريين لتغييرات سريعة وحاسمة» وإن كان «تحقيق المطالب لن يأتى بسهولة». هى «الاحباطات» التى تعقب التغيير، كما تحدثت عنها ميشيل باشليت، الرئيسة السابقة لشيلى وعن «سقف» مطالب الجماهير وعن «الشعب الذى يتوقع نتائج للتحول الديمقراطى» وربطت بينها وبين «العدالة». «الديمقراطية عليها ان تحقق العدالة لكنها تعنى ايضا عدم الانتقام أو الحكم الثأرى»، ربما فى إشارة لكيفية التعامل مع رجال النظام السابق، وهو السؤال الذى طرحه الحضور فى أكثر من مرة على الضيوف الذين تتابعوا على المنصة. 
«استغرق هذا عاما كاملا فى شيلى»، تقول باشليت. الإشارة إلى «الفساد»، تحدث عنها ايضا بشار الدين حبيبى، الرئيس الاندونيسى السابق، والذى كانت له المداخلة الأطول، وهو يعرض لتجربة بلاده فى التحول الديمقراطى ويشير إلى مجموعة من الاجراءات بدءا من «مرسوم حكومى للتحقيق ومصادرة الاموال الناتجة عن الفساد واصدار تشريع لمكافحة الفساد». فى قضية العفو، اعتبر ماك مهراج، كبير مفاوضى المؤتمر الوطنى فى جنوب افريقا اثناء فترة التحول من نظام الفصل العنصرى انه «إذا حللت النظام القديم وحاولت ان تحاسب فقط على الجرائم التى ارتكبها فإنك تفكر فى اطار ضيق. اذا وجهت الجهود الى اداة واحدة ستواجهون المشكلات. اشراك الجميع على طاولة المفاوضات سينقل الى دولة دستورية». ولم تخل الجلسات من اشارة إلى طريقة التعامل مع المؤسسة العسكرية خلال المرحلة الانتقالية وعن اعادة صياغة المؤسسة الأمنية. باشليت التى شغلت ايضا منصب وزيرة الدفاع فى تشيلى أشارت الى «مفاوضات سياسية وتعزيز لدور القضاء والوعى بحقوق الانسان وتدريب لشباب الشرطة على المفاهيم الجديدة وتمكين وزير مدنى للدفاع». 
التحول الديمقراطى يحتاج «جدولا زمنيا للاصلاح وخارطة طريق لتخطى الأزمات» هذا ما حدث فى اندونيسيا فى اعقاب سقوط نظام سوهارتو، ويحتاج إلى «صبر وتدرج واصدار الكثير من القوانين»، كما حدث فى التجربة الشيلية. ويحتاج ايضا إلى «دعم» وعدت مديرة البرنامج الانمائى للأمم المتحدة هيلين كلارك عن استعداد البرنامج لتقديمه، خاصة فيما يتعلق بخلق فرص عمل للشباب فى المناطق الاكثر تضررا. «الثورة جاءت لتحقق ما كنا نعتقد أنه ضرب من الخيال»، هكذا قدم عصام شرف تجربة يناير الساطعة فى مصر لضيوفه، وهو يطلب منهم «أن نسترشد بكم فى لحظة خطيرة، وأن تشاركونا منعطفا مهما وخطيرا فى تاريخ مصر».

ليست هناك تعليقات: