«معاريف»: السيسي استعان بـ«إسرائيل» في أزمة سد النهضة
... لكنهـــا رفضت التدخـــل ...
.. سفير الاحتلال السابق بمصر ..
«إسرائيل» ترى السيسي لاعبا إقليميا «يتفهم احتياجاتها الأمنية»
قال كاتب إسرائيلي إن «التوتر الجاري بين مصر وإثيوبيا على خلفية سد النهضة الخاص بنهر النيل، أسفر عن استدعاء إسرائيل للتوسط بينهما، لكنها رفضت، دون أن يكون لديها أي طموحات بحل مشاكل الآخرين، رغم أن ما يحصل جنوب إسرائيل بين ذلك البلدين قد يوجد ما يريح الإسرائيليين في متاعب الآخرين».
وأضاف جاكي خوجي في مقاله بصحيفة معاريف، ترجمته «عربي21»، أنه «في خضم الجدل العام في مصر حول هذه المشكلة، يرفع شخص من وقت لآخر اسم إسرائيل، وهناك في القاهرة من هو مقتنع بأنها تتوسط سرا للوصول إلى حل للقضية بفضل علاقاتها مع الطرفين، رغم أن هذا ادعاء جدلي، وغالبًا ما ينشأ في دوائر المعارضة، التي تُظهر عبد الفتاح السيسي متعاونا مع إسرائيل في قضية وطنية مهمة».
وأوضح أن «مصر طلبت وساطة إسرائيل قبل نحو عامين في هذه القضية، وتمت مناقشة السؤال المصري بجدية، ولكن في النهاية تقرر رفض الاقتراح، لأن فرص نجاح المهمة الإسرائيلية متدنية، وسيسارع الجانبان، الإثيوبيون والمصريون، إلى لوم الوسيط على الفشل، رغم أن بعض الدول اكتسبت خبرة في حل نزاعات دول أخرى، مثل الولايات المتحدة وألمانيا ودول الخليج».
وأشار إلى أنه «منذ بداية ولادة الدبلوماسية الإسرائيلية، لم يكن لديها طموح لحل مشاكل الآخرين، إنها ليست مسألة قدرات، بل ثقافة سياسية، لأن إسرائيل لم تنظر إلى نفسها على أنها قوة إقليمية، وإذا كان الأمر كذلك، فعندئذ عسكريًا فقط، وليس دبلوماسيًا».
وأكد أنه «بعكس صديقتها الولايات المتحدة، فإن إسرائيل ليست مرسلة لأفكار عالمية، وإذا رأت نفسها على هذا النحو، فهذا ليس واضحًا في سلوكها السياسي، على عكس مصر، على سبيل المثال، التي تريد أن تظهر نفسها كدولة مؤثرة، وتلعب دورًا إقليميًا، وهي في عجلة من أمرها لتقديم خدمات الوساطة لأي جهة تحتاجها، هذا هو الدور المصري، تعبير من المصطلحات السياسية التي تعبر عن مكانتها وتطلعاتها السياسية».
وزعم أن «إسرائيل ترى نفسها، حتى بعد 70 عامًا، تسعى لترسيخ وجودها في المنطقة، رغم أنها أقوى من كل جيرانها، ولكن عندما تنشغل الدولة بالبقاء، أو على الأقل تختبر نفسها على هذا النحو، فإنها لا تخلو من مشاكل الآخرين، وهذا التمييز يقودنا لسؤال أوسع: هل إسرائيل لاعب جيد في الساحة السياسية، وهل شرعت يوما في عملية سياسية ذات أهمية استراتيجية».
وأضاف أن «الإجابات عن هذه التساؤلات ليست واضحة، لكن الخبرة التاريخية تشير إلى أن السادات فرض السلام مع مصر على إسرائيل، وجاء الاتفاق مع الأردن نتيجة لذوبان الجليد في العلاقات مع الفلسطينيين، وفُرضت أوسلو على إسرائيل في أعقاب الانتفاضة الأولى، وضغط إدارة الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون، والسلام مع الإمارات والبحرين والمغرب جاء من قبل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب».
وأكد أنه «حتى هذه الأيام، تواجه إسرائيل صعوبة في الترويج لتسوية في غزة، والحفاظ على حالة هشة من عدم اليقين، لكن عدم وجود العزيمة لديها يتسبب في تعثر الوضع الأمني، رغم أن الوساطة الإسرائيلية المطلوبة مصرياً، مثلها مثل المبادرة السياسية، تتطلب بعض الصفات التي لا تسعى إليها إسرائيل عادة لنفسها، وبالتأكيد غير واعية لها، مثل ضيق النفس، والهدوء، والسعي لتحقيق الهدف، والقدرة العالية على التعامل مع الإحباطات».
وختم بالقول إن «هناك شخصيات في إسرائيل تتمتع بهذه الصفات، لكن القيادة الإسرائيلية ليست مبرمجة لحل المشاكل المعقدة بالطرق الدبلوماسية، إنها جيدة في تحديد العدو، وفي الحلول العسكرية، سيفها مصقول، لكن لسانها ممل».
سفير الاحتلال السابق بمصر:
«إسرائيل» ترى السيسي لاعبا إقليميا «يتفهم احتياجاتها الأمنية»
أصل جد جمال عبد الناصر يهودي من اليمن، ووالده رباه في حارة اليهود في القاهرة خان الخليلي، ودرس جمال عبد الناصر في مدرسة اليهود، وتربى عند عائلة يهودية.
احتفى إسحاق ليفانون بزعيم النظام المصري، عبد الفتاح السيسي، معتبرا أن دولة الاحتلال ترى فيه «لاعبا إقليميا»، لأنه «يتفهم احتياجاتها الأمنية».
وقال سفير الاحتلال السابق لدى مصر، إسحاق ليفانون، في مقال بصحيفة «إسرائيل اليوم»: «في كل الحروب مع غزة، أدت جهود مصر إلى التهدئة، وفي هذه المرة طرأ تغيير برأيي، على إسرائيل أن تعززه».
وأوضح ليفانون، في مقاله الذي ترجمته «عربي21»، أن ذلك التغيير هو «تبلور فهم أكبر لدى السيسي للاحتياجات الأمنية الإسرائيلية، ولهذا فقط وقف «السيسي» إلى يمين إسرائيل، واتخذ خطوة لم نرها منذ اكثر من عقد؛ وهي دعوة وزير الخارجية السابق اشكنازي لزيارة رسمية إلى القاهرة، وليس للقاء ثانوي في شرم الشيخ مثلما كان في الماضي».
وتابع بأن «على الحكومة الجديدة برئاسة نفتالي بينيت أن تعزز هذا الميل».
وزعم ليفانون أن السيسي «مع صعوده للحكم قبل سبع سنوات «بالانقلاب على الرئيس أول رئيس مصري مدني منتخب، الراحل محمد مرسي» حشد جهودا عظيمة في مجال السياسة الخارجية».
وأضاف أن «إسرائيل ترى في السيسي لاعبا إقليميا، «ولكن» من الصعب الإشارة إلى النقطة الدقيقة التي نجح فيها بإحداث نقل لمكانة مصر من دولة مبعدة لدولة مركزية».
واستدرك بالقول: «يحتمل جدا أن يكون تشكل منتدى الغاز الاقليمي الذي يضم مصر، وإسرائيل، واليونان، وقبرص، وإيطاليا، والأردن والسلطة الفلسطينية، سيعد نقطة الانعطافة، وحقيقة أيضا أن سكرتاريا المنتدى تستقر في القاهرة».
وقال في السياق ذاته إن السيسي لعب «دورا هاما» في دعم اللواء الليبي المتقاعد خليفة حفتر، الذي يتخذ من طبرق مقرا له، منوها إلى إمكانية عودة العلاقات بين القاهرة وأنقرة، و«تصالح» مصر مع قطر.
وتابع بأنه ينبغي على بشار الأسد، أيضا، «أن يعترف بالامتنان للسيسي، الذي أصر على الموقف الذي يتبنى وحدة سوريا الإقليمية، وأن يكون الأسد جزءا من الحل».
وعلى مستوى العلاقات مع الخليج، زعم ليفانون أن «التحالف الاستراتيجي بين مصر والسعودية، الذي عقده السيسي، ليس فقط من أجل المال، وإنما كجزء من المنظومة حيال إيران»، دون إشارته إلى تردد النظام القاهرة بهذا الشأن.
ونقل ليفانون عن المحلل السياسي السعودي، عبد الله العتيبي، قوله إن «مصر مؤخرا عادت لدورها التاريخي في العالم العربي، وكان هذا بعد العدوان العسكري الإسرائيلي الأخير على غزة».
واعتبر العتيبي أن التوصل إلى وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال، «كان انتصارا لمصر وللدبلوماسية العربية».
وزعم الدبلوماسي الإسرائيلي أنه «مع صعود بايدن كان هناك تخوف كبير في القاهرة، فقد اعتبر كمواصل لدرب أوباما»، معتبرا أن العدوان الأخير على غزة «أدى ببايدن لأن يغير سياسته تجاه مصر».
وتابع: «لقد استوعب الرئيس الأميركي مكانة ونفوذ السيسي في الساحة الشرق أوسطية، وطلب مساعدته في وقت النار في غزة، كما استوعب السيسي أن هناك فرصة لتعزيز العلاقات الاستراتيجية التي كانت قائمة منذ اتفاق السلام مع إسرائيل، والتزم شخصيا للقيام بمهمة التهدئة في غزة».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق