لماذا يُحْرَمُ منتسبوا الجيش والأجهزة الأمنية من التصويت بالانتخابات، في وقت كان العسكر فيه وراء كافة الانقلابات؟
تصويت أفراد الجيش فى الانتخابات لن يكون فى خدمة فصيل بعينه فى مجلس النواب أو مجلس الشورى، ولكن قد يظهر تأثيره فى الانتخابات الرئاسية.
والسبب يرجع إلى أنه فى الانتخابات البرلمانية تتفرق الأصوات على الدوائر الانتخابية، ولكن فى الانتخابات الرئاسية ــ خاصة التى تشهد استقطابا حادا ــ نجد المعركة بين شخصين، فإذا كان أحدهما له خلفية عسكرية أو نتاج أجهزة الدولة فسوف تؤيده الأصوات العسكرية التى يصعب أن تؤيد سياسيا محترفا من الأحزاب السياسية.
دور الجيوش والانقلابات العسكرية في العالم العربي
.. واقعنا بين الأسئلة والأجوبة ..
وبالمناسبة هذه وجهة نظر عامة فى المجتمع الذى بات يصطلى بمشكلات حياتية معقدة، ويرى الحكومة غائبة، وأخطاء الحكم متوالية، مما يجعله يعود إلى الاعتقاد التقليدى، ويجاهر صراحة به، أن مصر تحتاج إلى رجال دولة بالمعنى الذى ورثه عن الدولة المصرية، وليس بالمعنى الذى يقدم له الآن.
فقط في دول العالم الثالث عامة، ومشيخات بني يعرب خاصة لا يُسمحُ “ظاهرياً” لمنتسبي الجيش والاجهزة الامنية المشاركة بالاقتراع في صناديق الناخبين!!
والغريب هو أن كافة الانقلابات التي حدثت بتلك الدول، والمشيخات كانت دبابة العسكر حاضرة بها، وأزيز رصاصها كان الفيصل بالنتيجة، والقدر الذي يحكم المشهد!!
المفارقة .. أن هذه الانظمة تسمح للمدنيين من منتسبي وزارات الداخلية التي تتبع لها الاذرع الامنية بالاقتراع!! وتسمح لبقية المنتسبين من بقية الوزارات والمؤسسات الرسمية بالمشاركة بالتصويت!! ولكنها تُحرِّم ذلك على من يرتدي هندام الزي الرسمي!!
ربما يكون السبب وراء ذلك هو اضفاء ميزة الشفافية على نتائج الانتخابات!! وبالمقابل تتجاهل هذه الانظمة ان الثقة بنزاهة النتائج تكاد تكون صفراً عند العامة والنخب السياسية والحزبية!! وتتناسى أن الثقة بالعملية الانتخابية “برمتها” تعكسها نسب إقبال ضعيفة جداً!! وان قوانين الانتخابات مصممة خصيصاً لتحقيق اهداف انظمة غالباً ما تكون مستبدة وتبحث عن تحسين صورتها وتغليف سلوكها بورق السلوفان من خلال وجود مجالس تشريعية حتى وإن كانت مفرغة من المحتوى، ولا تملك حرية الرقابة الحقيقية، او اتخاذ القرار!!
بالمقابل نرى الانتخابات بكافة دول العالم الديموقراطي تمر بسلاسة، وثقة، وانسياب طبيعي، ويشارك بها كل من بلغ السن القانوني، ويحمل هوية المواطنة!!
وتوفر تلك الدول إمكانية التصويت لمغتربيها من خلال سفاراتها المنتشرة بالعالم، او بالبريد، وضمن فترة زمنية تسبق الاقتراع المحلي، بحيث تصل اصوات الناخبين بسهولة، ويسر!! ويستطيع المواطن او الراغبين بالتحقق من احتساب اصواتهم ضمن اطر سهلة، وقابلة للتطبيق دون اي عناء.
اعتقد أن الاجابة التقليدية على عنوان هذه المقالة تكمن بأن المؤسسية الحقيقية لانظمة الحكم القمعية، وتسييس اذرعها العسكرية، والامنية هو السبب الرئيس وراء ذلك كله!! ومن المؤكد أنه وفي اكثر من بلد تم استخدام هذه المؤسسات لقلب نتائج التصويت اكثر من مرة، وفي اكثر من عهد!!
ولكن يبقى السؤال الأهم وهو: الم تكن المؤسسات العسكرية والأمنية وراء كافة الانقلابات الدموية في بلادنا؟ وكذلك اليست ادارات العسكر هي السبب وراء انهزامنا في ميادين النزال، والاقتصاد، والتعليم، والصناعة، والانتاج، وادارة الحكم، وتوفير العدل وما الى ذلك من ابجديات الحكم الرشيد؟؟...
... قصة مؤلمة في مصر ...
والد الطفل السيسي سميت أسم ابني علي أسمه
وفي الاخــر هـــد بيتــي
مسجد السلطان حسن.. وحكاية الانقلابات العسكرية
الحلقة..من برنامج حكايات مصرية..
الجزيرة البث الحي | البث المباشر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق