ما بين الماضى والحاضر
كيف تكتشف روعــة القــاهرة التاريخـيــة؟
شارع "المعز".. متحف مفتوح يختصر ألف عام من تاريخ مصر

يفضل القاهريون في شهر رمضان اداء الصلاة في مسجد الازهر الشريف ، الذي شرع الفاطميون فيه عام 970 ميلادية، واستغرق بناؤه ثلاث سنوات.
والقاهرة، اسم أطلق على العاصمة، في عهد المعز لدين الله الفاطمي (932 ميلادية: 976 ميلادية)، وهو أول خليفة لدولة الفاطميين بمصر، وعرفت عاصمته كثيرا باسمه قاهرة المعز.
مدينة الأف مئذنة بجمالهـتا وروعة تصاميم المســاجد سواء من الداخـل بزخرفاتها الإسلامية المميزة أو من الخـارج بتصميم المـآذن الجميلة وطرازها المعمارى الفريد وهناك العديد من المساجد مثل الحسين والأزهر والسلطان حسين وغيرها الكثير .
.. قاهـرة المعز في رمضان ..
.. نظـرة من واقع المكان وتفاصيـــــــل الزمان ..
رحلة البحث عن «القهوة المصرية» التقليدية بكراسيها الخشبية…ليست بتلك الصعوبة
ما بين تراث محفور في كتب التاريخ، وحضارة ضاربة في القدم، تطل القاهرة بمفاتن مآذنها الخالدة ومساجدها العتيقة، كوجه مشرق في عيون الزوار، وعلى المدى تظل حضارتها الشامخة عبر مرور الزمن مكانا محبذا للسياح الذين يتوافدون عليها من كل بقاع الدنيا، الحياة القاهرية بمجملها عبارة عن سيل متدفق من البشر يسعون الى مآربهم على مدار اليوم.
في رمضان، هناك طقوس تتوالى في كل عام، واستعداد متلازم يعيشه سكان القاهرة وغيرها من المدن الأخرى، هي أجواء استثنائية تهفو إليها النفوس، فلا تكاد تغيب عن بصرك، وجه الفوانيس المعلقة في الشرفات، أو أينما ذهبت، سواء في الشارع أو البيت أو المحل، تدهشك أشكال الزينة التي تمتد من بيت الى آخر في عقد مترابط من المصابيح المضاءة، أو الأشكال الورقية الزاهية الألوان، الكل يحتفي بشهر الخير والبركات على طريقته وحسب مستوى معيشته، وهناك أشكال كثيرة للفوانيس الرمضانية بأحجامها المختلفة، وأيضا تحمل شخصيات معروفة ففي السابق كان (فانوس المفتش كرومبو) هو السائد، أما هذا العام ففانوس اللاعب محمد صلاح هو الحاضر بقوة، وفي كل عام تظهر بعض الشخصيات الكرتونية المعروفة لدى الناس وتجتذب الصغار آليها.
في صباح رمضان،تخف حركة السائرين في شوارع القاهرة، حيث يبدأ العمل من بعد التاسعة صباحا، لكن حركة الناس تنشط بعد صلاة العصر، وتعود إلى السكون عندما يقترب موعد الإفطار، في الأحياء الشعبية تجد الكثير من مظاهر الحياة وأكثرها حيوية، فهناك العديد من موائد الرحمن تفترش الطرقات المؤدية الى المنازل، وأيضا الباعة ينتشرون قرب المساجد عقب صلالة التراويح خاصة الذين يبيعون الفواكه الموسمية وغيرها من المستلزمات الرمضانية.
لا يزال القاهريون يفطرون على صوت مدفع الإفطار، فمن يعش قرب قلعة محمد علي يمكنه أن يسمع الطلقات يوميا وهو بالطبع تقليد قديم، أضف إلى ذلك عذوبة الأصوات التي تنطلق من حناجر المؤذنين في المساجد، تشعرك بروحانية الحياة الرمضانية في قلب القاهرة القديمة، فهناك عدد ليس بالبسيط من المساجد التراثية الكبيرة التي لا تزال تحافظ على رونقها، وجماليات الزخارف الإسلامية التي تزين أسقفها خاصة في الأحياء القديمة كحي الجمالية والسيدة زينب والحسين وغيرها.
إن الزائر إلى القاهرة في شهر رمضان الفضيل، لا ينقطع عن ناظريه التناثر المتزايد للمقاهي الشعبية التي تصطف الكراسي أمام واجهاتها، تقدم مشروبات باردة خاصة وان هذه الأيام تشهد القاهرة ارتفاعا ملحوظا في درجات الحرارة، لكن بعض رواد المقاهي تشده رائحة القهوة التي تقدم فيها البن (وهو بأنواعه السادة أو البن المحوّج أي الذي يضاف إليه الهيل ويأتي على نوعين وهما البن الفاتح والغامق)، وكثير من عشاق القهوة يفضلون تناولها على النحو التالي: (سكر زيادة أو مضبوطة أي السكر الذي بها وسط، أو على الريحة)، وتتميز بعض المقاهي بانها تقع على مفترق طرق، ولذا تجتذب السائرين في طريقهم بمحاذاة المقهى أو القهوة بلغة عامة الناس، وتكتظ بعض الأماكن في القاهرة بالمقاهي خاصة الأماكن السياحية كحي الحسين، وتزدحم أزقة الشوارع الجانبية بكثرة الجالسين على جانبي الطريق وذلك لتناسب أسعارها، فهي تشهد حركة دؤوبة من سكان المكان، أو من المحافظات البعيدة الذين يأتون إلى القاهرة على فترات متواصلة، فمن عقب صلاة المغرب عبورا بليل القاهرة، يجلس الناس يتسامرون، وينتهون عندما تعلو أصوات المؤذنين لصلاة الفجر، لتبدأ القاهرة مرحلة أخرى من الحياة، فهي بذلك تلملم ضجيج السهارى بحكاياتهم، وأحاديثهم التي لا تنقطع، وسعيهم اليومي من أجل لقمة العيش.
في مدينة القاهرة يعيش تقريبا 9 ملايين شخص يتوزعون في أنحاء متفرقة، منها الأماكن الراقية، والأحياء الشعبية، فيما يدخلها يوميا عدد كبير من البشر بقصد العمل ثم يعودون الى إدراجهم عقب انتهاء أعمالهم آخر النهار.
وإذا كنا نتحدث عن القاهرة فمن الضروري أن نعرج إلى شكل المقاهي وتطورها، بعضها، واقصد هنا الأثرية التي لا تزال تزين جدرانها الرسوم الفرعونية باللون البني، وأخرى مزخرفة بلون الذهب، ومن الأشياء الواجب التأكيد عليها ان بعض المقاهي باقية على حالها منذ نشأتها من حيث الطراز المعماري سبب آخر لتهافت السياح على الجلوس فيها.
كم هي متعة نفسية، تشعرك بانك لا تزال تتنفس هواء الماضي، وربما تشاهد مجموعة من الصور تزين صدر القهوة أما لصور أصحابها الذين أنشؤها أو لعدد من عمالقة الفن أو الأدب الذين كانوا يرتادون هذه المقاهي سواء في فترة الثلاثينات أو الأربعينات أو الخمسينات أو غيرها من القرن الماضي، فلا غرابة ان يرتفع صوت المذياع أكثر مما ألفته في بلادك، ففي المقاهي القديمة أصبح لديهم عرف ممتد، فتصدح بالغناء أصوات الزمن الجميل بالأغاني الطربية مثل: أم كلثوم أو عبد الحليم حافظ أو فريد الأطرش أو عبد المطلب وغيرهم من عمالقة الغناء العربي، وفي بعض المقاهي تسمع أصوات بعض عمالقة المنشدين والمتألقين في الموشحات والابتهالات مثل النقشبندي الذي ارتبط بحياة الناس خاصة حينما ترنم بـ(كلمات أنشودة مولاى إنى ببابك):
مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي
مَن لي ألوذ به إلاك يا سَندي؟
أقُوم بالليّل و الأسّحار سَاجيةٌ
أدّعُو و هَمّسُ دعائي.. بالدموع نَدى
بنُور وجهك إني عائذ و جل..
ومن يعذ بك لَن يَشّقى إلى الأبد..
مَهما لقيت من الدُنيا و عَارضها..
فَأنّتَ لي شغل عمّا يَرى جَسدي..
تَحّلو مرارة عيش في رضاك..
و مَا أطيق سخطاَ على عيش من الرغد..
أدّعوك يَا ربّ فاغّفر ذلّتي كَرما..
و اجّعَل شفيع دعائي حُسن مُعتَقدّي
و انّظُر لحالي..في خَوّف وفي طَمع..
هَلّ يرحم العَبّد بعد الله من أحد؟
مَوّلاي إنّي ببابك قَد بَسطتُ يَدي..
مَن لي ألوذ به إلاك يا سَندي؟
رحلة البحث عن «القهوة المصرية» التقليدية بكراسيها الخشبية والنقوش التي تحتويها فبعضها يحمل اسم القهوة التي تجلس عليها … فكثير من الأماكن التراثية، تزيّن حارات القاهرة الشعبية القديمة، حيث ينطق التاريخ بعظمة أصحابه، فكلما أخذت جولتك في الأحياء القديمة سوف تكتشف وجوها جميلة، وربما تكون جواهر مخبأة بين جدران المساجد العتيقة، وجميعها قلب نابض بالحياة وبالشخصية المصرية.
وفي عصر التمدن والتحضر، مرت المقاهي المصرية بسلسلة من المتغيرات منها على سبيل المثال: أصبحت المكان المناسب لبعض عامة الناس لمشاهدة مباريات كرة القدم المهمة، فهناك شاشات تلفاز موزعة داخل وحول المقهى، ويسمح للإناث بالجلوس في المقاهي، لكن مع كل ذلك بعض الذين يزورون القاهرة يشدهم كثيرا رحلة البحث عن المقاهي التي لها خصوصية من الناحية التاريخية فهم يريدون الغوص في المناطق الشعبية والجلوس على مقاهٍ بلغت من العمر عتيا.
وتعج منطقة وسط البلد، بوجود الكثير من المقاهي مثل: (مقهى أو قهوة ريش) الواقع في شارع طلعت حرب بوسط البلد، ويعود تاريخ إنشائه إلى عام 1908، واحتضن الكثير من الأحداث الفاصلة في تاريخ مصر، ويمكن للزائر للقاهرة الوقوف أمام واجهة المقهى والتقاط الصور التذكارية إذا كان لا يود الدخول إليه -مثلما فعلت أمام قهوة ريش-، ،أسر لي أحد الذين أعرفهم عن مقهى الفلاح الذي يقع في شارع المعز لدين الله، وهو يعد أحد أبرز شوارع القاهرة الفاطمية، وتحيط به الكثير من المعالم الأثرية وتم خلال السنوات الماضية إعادة تطوير هذا الشارع الذي يوصف من قبل الأثريين كأكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، وخلال شهر رمضان يشهد حركة سياحية نشطة، إضافة الى توفر الكثير من الأكلات الرمضانية كالكنافة وغيرها من الحلويات المعروفة، ومثلما أسردت سابقا فهناك مسجد الحسين، الذي لا تخف أقدام زواره عن الحركة، فهو يقع على بعد عشرات الأمتار من جامع الأزهر، الذي يعد هو الآخر أحد أهم المساجد في مصر وأشهرها في العالم الإسلامي.
ومن المقاهي الأخرى التي قرأت وسمعت عنها المقهى الذي اعتاد الموسيقار محمد سلطان، زوج الفنانة الراحلة فايزة أحمد، الجلوس به، يتميز بهدوئه، وعدم صخبه ككثير من مقاهي منطقة وسط البلد. ومع ذلك فأسعاره مناسبة جدا، ومما سبق نصل الى حقيقة مشرقة وهي ان «الجلوس على القهوة»، أو المقهى، في القاهرة هو جزء لا يتجزأ من التراث المصري الخالد وهو وجه حاضر بقوة من خلال الأفلام القديمة، فلا يمكن تخيل حارة مصرية بدون وجود القهوة التي يجتمع فيها الرجال لاحتساء الشاي وتبادل الأحاديث.
ومع تغير وتيرة الحياة في العاصمة، أصبح المقهى أو «الكافيه» بمعناه الحديث يشبه أمثاله حول العالم، لكن الزائر للقاهرة يبحث عن المقاهي القديمة، ذات الطابع المصري البحت ليستنشق عبق الماضي وروعة ما تركه الرجال القدامى من إرث يمتد لسنوات طويلة بالرغم من هبوب رياح التمدن والتحضر والتغيير.
.. شـــارع "المعــز"..
متحف مفتوح يختصر ألف عام من تاريخ مصر
"المعز لدين الله الفاطمي" شارعٌ وسط العاصمة المصرية ، ومتحف آثار إسلامية مفتوح
يختصر حكاية 1040 عاما من التاريخ.

وسُمي الشارع بهذا الاسم نسبة إلى المعز لدين الله الفاطمي، وهو المعز أبو تميم معدّ بن منصور، وهو أول الخلفاء الفاطميين في مصر، والإمام الرابع عشر من أئمة الإسماعيلية، حكم مصر بين عامي 953 و975، وأرسل قائده العسكري، جوهر الصقلي، للاستيلاء على مصر من العباسيين، فدخلها ليؤسس مدينة القاهرة قرب مدينة الفسطاط التي أنشأها عمرو بن العاص، لتكون أول عاصمة لمصر بعد دخول الإسلام إليها، بحسب الهيئة العامة الاستعلامات الحكومية.
محمود إبراهيم حسين، أستاذ الآثار والفنون الاسلامية في حديث لوكالة الأناضول، يسرد قراءاته لتاريخ شارع المعز قائلا "شارع المعز لدين الله الفاطمي كان يتوسط العاصمة الملكية وقت إنشائها، وكان وقتها لا يدخلها عبر الشارع التاريخي عامة الناس إلا بتصريح خاص ويخرج قبل الغروب".
ويرجع تاريخ إنشاء شارع المعز لدين الله، إلى عام 969 للميلاد، أي منذ إنشاء القاهرة الفاطمية والتي يحدها باب النصر وباب الفتوح شمالاً، وشارع باب الوزير جنوباً، وشارع الدراسة وبقايا أسوار القاهرة شرقاً، وشارع بورسعيد غرباً، بحسب الهيئة الحكومية .
وكان الشارع التاريخي وقتدئذ، بحسب محمود إبراهيم الخبير في شؤون الآثار المصرية، يقع على جانبه القصر الفاطمي الكبير والصغير، وعلى ناصيته الجامع الكبير، منه تخرج مواكب الخلفاء أثناء الصلوات الجامعة (الجمعة ، الأعياد)، والأنشطة والاحتفالات.
ويمتد شارع المعز لدين الله الفاطمي من باب الفتوح مروراً بمنطقة النحاسين، ثم خان الخليلي، فمنطقة الصاغة، ثم يقطعه شارع جوهر القائد (الموسكي)، ثم يقطعه شارع الأزهر مروراً بمنطقة الغورية والفحامين، ثم زقاق المدق والسكرية لينتهي عند باب زويلة.
محمود إبراهيم، الخبير في شؤون الآثار يعتبر شارع المعز لدين الله الفاطمي نموذجًا لتاريخ مصر المعماري الإسلامي، يعطي ملامح لطراز العمارة الفاطمية مرورا بحكم محمد علي لمصر.
ويشتمل شارع المعز لدين الله الفاطمي، بحسب الهيئة الحكومية على مجموعة من الآثار والقيم التخطيطية والمعمارية التي يرجع تاريخها إلى مجموعة عصور متوالية منذ أُنشئت القاهرة الفاطمية وعبر عصر الأمويين والمماليك البحرية والمماليك الشراكسة، وهي فترة العصور الوسطى التي تمتد من القرن العاشر حتى القرن السادس عشر، ثم الحكم التركي والذي خلف أيضاً العديد من العناصر المعمارية والمباني الأثرية.
" هو متحف حقيقي وليس مجازيًا لتاريخ مهم في العمارة الاسلامية مجسدا في الواقع" بهذه العبارة يؤكد محمود إبراهيم الخبير في شؤون الآثار أن شارع المعز لدين الله الفاطمي أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم.
وفي عام 1979، تم تسجيل شارع المعز ضمن قائمة التراث العالمي، الذي تشرف عليه منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو)، وهي قائمة تتألف، بحسب موقع "اليونيسكو" على الإنترنت، من 878 من الممتلكات، منها 679 ممتلكا ثقافيا، و174 طبيعيا، و25 مختلطا، والمجموع موزَّع في 145 دولة، نصيب مصر منها سبع مناطق تراثية.
وبحسب مراسل الأناضول ، يجذب شارع المعز الذي شهد تطويرات حكومية لاسيما في عامي 2008 و2014 كثيرا من الزوار ليلا، بجماله الخلاب مع الأضواء التي تخرج متناسقة مبهرة على مقاره الأثرية، وخطوات المارة ما بين مصريين وسياح عرب وغربيين، لا تتوانى أن تقف على مظاهر الجمال بالشارع التاريخي وبضائع المحال الغنية بالحلي والمشغولات التاريخية.
وبحسب تقرير الهيئة الاستعلامات الحكومية، فإن الشارع "يمثل المحور الرئيسي للقاهرة التاريخية، ويضم آثاراً متنوعة ترجع إلى عصور مختلفة، أُنشئت على مدار 1040 سنة، حيث يضم بين جنباته العديد من الآثار وتتفرع منه أهم الحارات والشوارع ذات القيمة التاريخية والأثرية".
ويضم شارع المعز عددًا من المساجد الأثرية، والمدارس، والأسبلة، والقصور، ووكالتين، وثلاث زوايا، وبوابتين، وحمامين، ووقفاً أثرياً.
ومن بين أبرز المباني الأثرية في شارع المعز بحسب المصدر الحكومي:
1- باب الفتوح (480 هـ ـ1087 م) : أحد بوابات أسوار القاهرة، أنشئ للسيطرة على مداخل القاهرة الفاطمية، بأبراج من الحجر.
2- باب زويلة (485 هجرية ـ1092 ميلادية) : أحد بوابات أسوار القاهرة ، يتكون من كتلة بنائية ضخمة ارتفاعها 24 متراً عن المستوى الأصلي للشارع.
3- جامع الحاكم بأمر الله (380-403هـ/990-1013م) : بني في عهد العزيز بالله الفاطمي الذي بدأ في سنة 379هـ / 989م وتوفي قبل إتمامه، فأتمه ابنه الحاكم بأمر الله 403هـ لذا نُسب إليه وصار يعرف بجامع الحاكم، وهو ثاني مساجد القاهرة اتساعاً بعد مسجد ابن طولون.
4- مسجد وسبيل وكُتّاب سليمان أغا السلحدار: أحد أروع وأندر المساجد الأثرية بطرازه المعماري الذي جعل منه لؤلؤة المنطقة التي تزخر بالآثار الإسلامية، ويقع المسجد بشارع المعز لدين الله على يسار السائر المتجه إلى باب الفتوح.
بدأ الأمير سليمان أغا السلحدار، في عهد محمد علي باشا الكبير، تشييده سنة 1253هـ / 1837م، وأتمه في سنة 1255هـ / 1839م.
وقد شُيد المسجد على طريقة المساجد العثمانية، وهو مقسم إلى ثلاثة أروقة وملحق به سبيل ماء وكُتاب لتعليم القرآن والدين، وعدة حجرات أهمها حجرة السبيل.
5- جامع الأقمر : من أصـغر مسـاجد القـاهرة بني عام 1125م ويعتبر تحـفة معمـارية أصيلـة، وهو المسجد الوحـيد الـذى ينخفـض مستـواه عن سطح الأرض، وهو أول جامع توازي واجهته خط تنظيم الشارع بدل أن تكون موازية للصحن، لتتخذ القبة وضعها الصحيح، وسُمي بهذا الاسم نظراً للون حجارته البيضاء التي تشبه لون القمر.
6 - سبيل وكتاب عبد الرحمن كتخدا : يرجع إنشاؤه إلى عام 1744م وأنشأه الأمير الكبير عبدالرحمن كتخدا، ويتكون من غرفة سبيل لتزويد العابرين بالماء، ويعلوه غرفة الكُتاب لتعليم أيتام المسلمين.
7- قصر الأمير بشتاك : أنشأه الأمير سيف الدين بشتاك الناصري، أحد أمراء الناصر محمد بن قلاوون، وهو من أفخم مباني القرن الثامن الهجري ، ويتكون من ثلاثة طوابق وبه رسومات هندسية تمثل عند المعماريين آية للجمال.
8 - سبيل وكُتاب خسرو باشا 943هـ / 1535م : يعتبر أقدم الأسبلة العثمانية الباقية بمدينة القاهرة، ورغم إنشاء هذا السبيل في العصر العثماني إلا إنه يُعد امتداداً للنموذج المحلي المصري في تخطيط الأسبلة، وهو مستقل وغير ملحق بأبنية أخرى.
9- مدرسة وقبة نجم الدين أيوب : أنشأ الصالـح نجم الدين أيوب آخر سلاطين الأيوبيين مدرسة سُميت باسمه، تـقع إلى الـشرق بين شارع الصاغة وبين القصرين، لتدريس المذاهب الأربعة في مصر بدلاً من المذهب الشيعي الذي كان يدرسه الفـاطميون، ولم يـبق من المدرسـة سـوى الواجهة الـرئيـسيـة التي تتـوسطهـا المئذنة وأجــزاء من الإيوان الغربي.
10 - سبيل محمد علي بالعقادي : أنشئ عام1820 م بواجهة نصف دائرية، ويتضح فيها السبيل تأثرها بالفن الأوروبي، فالواجهة مكسوة بالرخام الأبيض أما الشبابيك فعددها خمسة ومصنوعة من النحاس المصبوب ويعلو كل شباك لوحة رخامية تعلوها زخارف ويتغطي السبيل قمة من الخشب المغطي بألواح من الرصاص.
11- سبيل محمد علي بالنحاسين: أنشئ بوصفه "صدقة على روح إسماعيل باشا" الذي توفي عام1822 وواجهته مكونة من أربعة أضلاع، يغطي كلٌ منها شباك نحاس وقد اكتست الأضلاع بالرخام ويعلو كل شباك لوحة مكتوبة بالتركية كما هو الحال في السبيل التي تسبقها.

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق